Take a fresh look at your lifestyle.

حركة الترجمة والتأليف في..المخطوطات العربية

0 867

           اعتنى المسلمون الأوائل بالتراث العربي المخطوط عناية فائقة لكونها السبيل الوحيد للحفاظ على ما انتجه العقل العربي الإسلامي من مصنفات ورسائل في مختلف الموضوعات من علوم القرآن وأحاديث الرسول(صلى الله عليه وآله) والسير والتراجم والأدب والعلوم والمصنفات الأخرى فجعلوا منها تحفًا فنيه ثمينة في غاية الروعة والجمال إضافة إلى مضمونها العلمي والأدبي ليتركوا فيها تراثا فنيا عظيما،

             ويكفي أن نشير إلى حجم هذا التراث الإسلامي من خلال ما تحتفظ به المتاحف والمكتبات العالم العربي والإسلامي ودول العالم الأخرى، إذ يوجد بمدينة إسطنبول وحدها ما يقارب (124)ألف مخطوط من المخطوطات النادرة والنفيسة التي جمعت بمختلف السبل ولم تخضع معظم هذه المخطوطات إلى الدراسة والتحقيق،

             وهناك مكتبات في مصر والمغرب وتونس والهند وإيران إضافة إلى المكتبات العديدة الموجودة في أغلب محافظات العراق تحتوي على مخطوطات ومصاحف مزوقة في غاية الروعة، وما تحتفظ به مكتبات العاصمة بغداد التي تعتبر المركز الرئيسي للمخطوطات وقد قيل أن العراق بلد يعوم على بحر من المخطوطات بمختلف المجالات.

 

  المخطوطات التاريخية:

          وقد ارتبطت حركة كتابة التاريخ ارتباطا وثيقا بالحياة الفكرية والسياسية من خلال نقل الأحداث التي حدثت في الماضي وقد تم تدوينها في المخطوطات إضافة إلى المتغيرات الكثيرة التي رافقت ظهور الإسلام وما ترتب عليه من تغيير في مختلف نواحي الحياة التاريخية ولم تنقل إلينا الأحداث وتكتب على أسس منهجية منطلقة من فكر أكاديمي، وتوجد في مكتبات العراق والعالم العربي والإسلامي آلاف من المخطوطات التي عنيت بالتاريخ والأحداث منها:

 

 مخطوطة الديانات اليزيدية:

              وهي مخطوطة تتحدث عن تاريخ الديانات اليزيدية لمؤلفها داوف بن إسحاق الموصلي.

 

  مخطوطة تاريخ الرقة ومن نزل فيها:

             لمؤلفها أبي محمد بن سعيد بن عبد الرحمن القشيري المتوفى 334 هجرية 945 ميلادية وهو كتاب في تاريخ الرقة وتراجم من سكن أو نزل فيها من أصحاب الرسول(صلى الله عليه وآله) والتابعين والمحدثين.

 

  مخطوطة تاريخ العرب:

           لمؤلفها عبد الله بن المغيرة بن حوطه بن تميم المتوفى 1355 هجرية 1937 وهو كتاب يبحث في أصل العرب وتاريخ دولهم القديمة من قبل ثلاث آلاف سنة إلى ظهور الإسلام.

 

  مخطوطات الرياضيات:

            هناك مخطوطات تتحدث عن الرياضيات وأسسها من عمليات طرح وجمع وضرب وقسمة وعمليات أخرى في جداول الحساب والهندسة ونظرياتها وعلوم الرياضيات، في الميادين التي ساهمت فيها حضارتا وادي الرافدين ووادي النيل، فقد ثبت أن البابليين كانوا يعرفون شيئا عن العددية والحساب والهندسة واستعملوا نظام النسب والتناسب وتقسيم الدائرة إلى ستة أقسام متساوية وإلى (360) قسمًا متساويًا،

             كما تم العثور على رقم طينية تتضمن معرفة بخواص مثلثات قائمة الزاوية شبيهة بنظرية فيثاغورس ونظرية إقليدس المستنتجة من نظرية فيثاغورس، وتبين من بعض آثار المصريين أنهم قد عرفوا المثلثات وأنه كان لديهم معرفة بالأهرامات الناقصة وقانون الحجم وأنهم كانوا يعرفون المتواليات العددية والهندسية وكيفية إيجاد مجموعة عدة حدود من كل منها،

             وهذه بعض الجوانب الرياضية التي كانت معروفة في حضارتي وادي الرافدين ووادي النيل، وهناك جوانب أخرى كثيرة كانت مبدأ ظهور العلوم في حضارتي اليونان والهند وهي من أسباب ازدهارها وتطورها وقد اطلع علماء الرياضيات العرب في بداية نهضتهم العلمية على تلك العلوم وما استفادوا منها وترجموا بعض مؤلفاتها إلى اللغة العربية وأضافوا عليها. وهناك مخطوطات عديدة ومختلف العناوين بعلم الحساب منها.

 

  مخطوطة أصول الجبر والمقابل:

              لمؤلفها عبد الرحمن الآمدي وهي في الأصول يستعان بها في علم الجبر والمقابلة.

 

  مخطوطة إيراد المسائل وإيضاح المجاهل:

           لمؤلفها أبي عبد لله بن إبراهيم بن يوسف الأندلسي المتوفى سنة 895 هجرية 1490 ميلادي وهي رسالة تناولت مسائل رياضية في الجمع والطرح والضرب والقسمة وكيفية حلها مع تطبيقات عامة.

 

البرهان المحرر لمعرفة مساحة الحوض المربع والمدور:

              لمؤلفها عبد العزيز بن محمد الرحبي البغدادي الحنفي وهو شرح في بحث الحوض المربع والمدور.

 

  مخطوطة الأدب:

            هناك مخطوطات في الأدب وفنونه المختلفة حيث حظي الأدباء والشعراء بمكانة الصدارة في مجالس القوم وخاصتهم وقد سجلت الأشعار الرقيقة البليغة والكلمة الرائعة فيضًا غزيرًا ورقيًا من الأخبار والأحداث الأدبية والعلمية وأوجه الحياة الاجتماعية والفكرية والأدبية التي تشكل ركنًا في تراثنا الخالد وتكشف لنا عن الجوانب الحيوية التي عنيت بالحياة والتنوع وهناك آلاف المخطوطات المدونة بموضوع الأدب منها.

 

  مخطوطة ذخر المعاد في معارضة قصيدة بانت سعاد:

               لمؤلفها علي بن محمد سعيد بن عبدا لله السويدي البغدادي المتوفى سنة 1237 هجرية 1821 ميلادي.

 

  مخطوطة ديوان الصفي الحلي:

لمؤلفها عبد العزيز بن سرايا علي المعروف بصفي الدين الحلي المتوفى سنة 752 هجرية 1351 ميلادية.

 

  مخطوطة ديوان سقط الزند:

               لمؤلفها أبي علاء أحمد بن عبد الله بن سليمان التنوخي المتوفى سنة 449 هجرية 1057 ميلادي.

 

  مخطوطات الفلك والتنجيم:

           وكانت المخطوطات الفلكية التي تعنى بالفلك والتنجيم والتي كتبها القدماء قد عنوا بملاحظة الأجرام السماوية ومراقبتها ورصدها في السماء التي كانت لهم عوناً على إجراء أبحاثهم وأرصادهم منذ عهود قديمة وقد نشأ من رصد النجوم وتأثيرها وقراءة الطالع ومصائر البشر بحسب اعتقادهم هذا كان في البداية،

               وقد تطور علم الفلك فأصبح علمًا من العلوم وابتعد أن يكون منشأ علم الفلك الرغبة في معرفة المستقبل والأخبار عن علوم الغيب التي هي منشأ التنجيم، وإنما جاء أصل علم الفلك من ضرورات تتصل بمعرفة فصول السنة والمواسم وقياس الوقت وضبط أزمان فيضان الأنهر وموسم الزرع ومعرفة طالع الإنسان وما سيحدث له بتأثير البروج والكواكب والشمس والقمر ولم يكن معرفة علم الفلك أمرًا علميًا مجردًا وإنما المقصود منه معرفة الاختيارات والأحكام وطالع السعد والنحس وهذا ما نال المكانة في نفوس كثيرة واشتهر بعض العلماء بعلم الفلك منهم:

 

  الخطيب البغدادي:

             وهو أبو بكر أحمد بن ثابت بن أحمد له رسالة في النجوم في الحل والحرمة وهي مخطوطة محفوظة في إسطنبول بالرقم (190).

 

  الحاسب الطبري:

             وهو أبو جعفر محمد بن أيوب من علماء الرياضيات والفلك له مخطوطة في الإسطرلاب وكتاب الزيج المفرد وهي نسخة محفوظة في جامعة كمبرج بالرقم (10).

 

  شمس الدين الخرقي:

             وهو شمس الدين أبو بكر محمد بن أحمد بن أبي بشر المروزي له عدة مؤلفات بالفلك منها منتهى الإدراك في تقسيم الأفلاك وهي مخطوطة مرتبة على ثلاث مقالات ومحفوظة في المتحف البريطاني.

 

  مخطوطات الطب:

           إن النظرة الإسلامية السمحة أدت إلى نشر الطب خلال الفتوحات ففي مدة ثلاثة قرون فقط توسعت رقعة الدول الإسلامية من الصين حتى طليطلة والطب يتقدم معهم في هذا التوسع فقد كانت العلوم في الشرق على حدود الصين ومعها ابن سينا في الري، ومعها الرازي في بغداد، وفيها حنين بن إسحاق، والقاهرة وفيها ابن النفيس، والقيروان وفيها ابن الجزار، وقرطبة وطليطلة أبو القاسم الزهراوي وابن رشد وأتباعهم هؤلاء رموز لعشرات الأفذاذ من كل بلد هم، وكتبهم ظلت تدرس في أوربا لعدة قرون وآثارهم في الطب لا تحصى حتى وقتنا الحاضر.

 

  مخطوطات الموسيقى والغناء:

           وكان لمخطوطات الموسيقى والغناء مكانة متميزة في الحضارات القديمة، خصوصًا وادي الرافدين ووادي النيل، حيث استخدمت بصورة واسعة في الطقوس والشعائر الدينية إلى جانب استخدامها في الأعياد والمعارك والحروب وفي الاحتفالات ونالت عناية المجتمعات القديمة ويتضح ذلك الاهتمام من خلال مخطوطات الموسيقى والغناء التي ألفت بهذا الجانب منها.

 

  الاعتناء بالغناء في الغناء:

             لمؤلفها علي بن سلطان محمد الهروي المتوفى سنة 1014 هجرية 1606 ميلادية وهي رسالة في الغناء والاستماع.

  أرجوزة في الألحان والنغمات:

           لمؤلفها جمال الدين أبي عبد الله بن خليل بن يوسف المارداني القاهري المتوفى سنة 809 هجرية 1406 ميلادي وهي نسخة محفوظة في إسطنبول بالرقم (1832).

 

  زبن الألحان في علم تأليف الأوزان:

             لمؤلفها محمد بن عبد الحميد اللاذقي المتوفى سنة 900 هجرية 1494 ميلادي.

———————————————————–

الهوامش:
(1) العزاوي، عباس، تاريخ علم الفلك والتنجيم، 2004.
(2) بيت الحكمة، بيت الحكمة العباسي، 2001.
(3) النقشبندي، أسامة ناصر، مخطوطات التراجم والسير، 1982.
(4) النقشبندي، أسامة ناصر، الحساب والهندسة والجبر، 1980.
(5) عباس ضمياء محمد، مخطوطات الأدب في المتحف العراقي، 1985.
(6) النقشبندي، أسامة ناصر، مخطوطات الموسيقى والغناء، 2001.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.