حتّم الموقع المتميز لكربلاء أن تكون محطة للمسافرين الذين يتنقلون في البوادي ويجوبون القفار، فمنذ العصور القديمة كانت كربلاء ملاذاً للرحل، يمرون بها فيستظلون بأشجارها ونخيلها، فقد تربعت على الفرات من جانب ومدت فضلاً منها في الصحراء من جانب آخر.
حدثنا التاريخ عن مرور الأنبياء بهذه الأرض الطاهرة، التي انتابهم فيها هَمٌّ وغَمٌّ فسألوا أمين الرسل جبرائيل(عليه السلام) عن سبب ذلك، فأجاب: هنا يقتل سبط نبي آخر الزمان فانفجرت أعينهم تفيض دمعاً لذلك المصاب.
وكان لكربلاء مع علي(عليه السلام) لقاء عتب ودموع رواه أصحاب الإمام علي(عليه السلام) ممن صحبه في واقعة صفّين، وإن لم يبينوا إن كان الإمام قاصداً المرور بكربلاء أصلاً أم إن مروره بها كان ضمن الطريق السالك بين الكوفة وصفّين؟
اليوم تبادر إلينا وجود مقام ضمن محافظة كربلاء المقدسة يسمى (مقام قطّارة الإمام علي(عليه السلام))، فحملنا الشوق إلى ذلك المقام كي نشهد ونسجل حقيقة هذا المقام ليكن شاهداً حاضراً من شواهد التاريخ يوثق مرور الإمام علي بكربلاء.
أولاً: الإمام علي وكربلاء
1ـ عن هرثمة بن أبي مسلم قال: (غزونا مع علي بن أبي طالب بصفين، فلما انصرفنا
نزل كربلاء فصلى بها الغداة ثم رفع إليه من تربتها فشمّها ثم قال: واهاً لك أيتها التربة ليحشرنّ منك قوم يدخلون الجنة بغير حساب)(1).
2ـ عن عبد الله بن نجي عن أبيه: (أنه سافر مع علي-وكان صاحب مطهرته، فلما حاذى نينوى وهو منطلق إلى صفّين نادى علي: صبراً أبا عبد الله بشط الفرات، صبراً أبا عبد الله بشط الفرات(2).
3ـ عن جويرية بن مسهر: لما توجهنا مع أمير المؤمنين إلى صفّين، فبلغنا طفوف كربلاء، وقف ناحية من العسكر، ثم نظر يميناً وشمالاً، واستعبر ثم قال: هنا والله مناخ ركابهم وموضع منيتهم فقيل له: يا أمير المؤمنين ما هذا الموضع، قال: هذه كربلاء، يُقتل بها قوم يدخلون الجنة بغير حساب(3).
4ـ عن عبد الله بن عباس قال: كنت مع أمير المؤمنين في خروجه إلى صفّين، فلما نزلنا نينوى وهو شط الفرات قال بأعلى صوته: يا بن عباس أتعرف هذا الموضع، فقلت له: ما أعرفه، يا أمير المؤمنين، فقال علي(عليه السلام): لو عرفته كمعرفتي لم تكن تجوزه حتى تبكي كبكائي، قال: فبكى طويلاً حتى أخضلت لحيته وهو يقول: أوه أوه مالي ولآل أبي سفيان، مالي ولآل حرب، حزب الشيطان، وأولياء الكفر، صبراً يا أبا عبد الله فلقد لقي أبوك مثل الذي تلقى منهم. والحديث طويل أخذنا منه غايتنا(4).
من خلال النظر في الأحاديث المتقدمة نلاحظ ما يلي:
أ ـ الأحاديث: الثاني والثالث والرابع اتفق فيها الرواة على أن نزول الإمام بكربلاء كان خلال ذهابه إلى صفين لا رجوعه منها، أما الحديث الأول فقول الراوي: فلما انصرفنا نزل كربلاء تشعر بأن نزولهم كان عند المجيء من صفين.
ب ـ جاء في الأحاديث ذكر كربلاء وطفوف كربلاء ونينوى، وفيها إشارة إلى وقوف الإمام(عليه السلام) على شاطئ الفرات، فكربلاء الاسم الأعم أما نينوى والطفوف فقرى مطلة على نهر الفرات.
جـ ـ بما أن كربلاء تقع في طريق القاصد إلى صفين، فربما يكون أمير المؤمنين(عليه السلام) مرّ بها في ذهابه وإيابه، لذا جاء في الحديث الأول قول الراوي الذي كان ضمن جيش الإمام(عليه السلام): (نزل بنا كربلاء، فصلى الغداة).
ثانياً: الإمام علي والطريق إلى صفين
ما إن خرج الإمام علي(عليه السلام) من كربلاء وتوسط الصحراء حتى أدرك أصحابه العطش، فطلبوا الماء يميناً وشمالاً فلم يجدوه، فلاح لهم دير، فسار الإمام بجيشه نحو ذلك الدير، فنادوا من في الدير فأطل عليهم راهب فقال له أمير المؤمنين: هل قرب قائمك ماء؟ فقال: هيهات بينكم وبين الماء فرسخان وما بالقرب مني من الماء شيء،
فلوى(عليه السلام) عنق بغلته نحو القبلة وأشار بيده إلى مكان قريب من الدير فقام كاشفو الأرض في هذا المكان فكشفوه بالمساحي، فظهرت صخرة عظيمة تلمع، فقالوا: يا أمير المؤمنين هاهنا صخرة لا تعمل بها المساحي فقال(عليه السلام): إن هذه الصخرة على الماء فاجتهدوا في قلعها فاجتمع القوم وراموا تحريكها فلم يجدوا إلى ذلك سبيلاً واستصعبت عليهم، فلوى(عليه السلام) رجله عن سرجه حتى صار على الأرض وحسر عن ذراعيه ووضع أصابعه تحت جانب الصخرة فحركها ثم قلعها بيده ورمى بها أذرعاً كثيرة، فلما أزالها عن مكانها وظهر لهم بياض الماء تبادروا إليه وشربوا منه فكان أعذب ماء وأبرده وأصفاه، فقال(عليه السلام) لهم: تزودا وارتووا ففعلوا ذلك ثم جاء إلى الصخرة فتناولها بيده ووضعها حيث كانت وأمر أن يغطى أثرها بالتراب والراهب ينظر من فوق ديره فلما علم ما جرى نادى: أنزلوني أنزلوني، فأنزلوه فوقف بين يدي أمير المؤمنين(عليه السلام) وأسلم على يديه وصحبه إلى صفين فاستشهد رحمه الله(5).
وقد نظم هذه المعجزة السيد الحميري في قصيدته المذهبة فقال في بعض أبياتها(6):
ولقد سرى فيما يسير بليلة
بعد العشاء بكربلا في موكبِ
حتى أتى متبتلاً في قائم
ألقى قواعده بقاع مُجدبِ
فدنا فصاح فأشرف مائلاً
كالنسر فوق شظية من مرقب
هل قرب قائمك الذي بوأته
ماء يصاب فقال: ما من مشرب
إلا بغاية فرسخين ومن لنا
بالماء بين نقا وفي سبسب
فثنى الأعنة نحو وعث واجتلى
ملساء تبرق كاللجين المذهب مما تقدم من قصة الراهب وأبيات السيد الحميري نستنتج ما يلي:
1ـ كان خروج الإمام علي من كربلاء بعد العشاء.
2ـ إن المسافة بين المكان الذي وصله الإمام بجيشه بالقرب من دير الراهب وأقرب مصدر للماء تبلغ فرسخين تقريباً حسبما أبلغ بذلك الراهب.
3ـ كان دير الراهب على جبل، فمعنى (أطل): (ظهر) من مكان مرتفع والشظية في قول الشاعر القطعة من الجبل والمرقب المكان العالي.
4ـ هناك مصادر تقول إن هذه الكرامة جرت له(عليه السلام) بعد رجوعه من صفين، لأنه سلك طريقاً من جهة بابل عند ذهابه إلى صفين، والظاهر أن هناك خلط بين ذهابه إلى النهروان وذهابه إلى صفين، فالطريق إلى صفين من جهة كربلاء أقرب والله أعلم.
ثالثاً: زيارتنا لمقام القطارة
انطلقت بنا السيارة في يوم 13/9/2013 من النجف صوب كربلاء وما إن وصلنا مدخل المدينة حتى أخذ سائقنا جهة اليسار فسار بنا وسط صحراء لا تلاحظ فيها سوى سيارات الحمل والطريق المبلط الذي يصل كربلاء ببحيرة الرزازة وبعين التمر وشفاثا وجديدة عرعر، وبالأثناء واجهتنا أعلام حمراء وطريق جانبي مبلط متفرع من الشارع الرئيسي ولوحة كبيرة تشير إلى مقام القطارة، سرنا في ذلك الطريق الذي يبلغ طوله حوالي 2كم، وفي منتصفه بدأت السيارة تصعد شيئاً فشيئًا ثم استوت هنيهة لتنطلق في منحدر شديد الميل لأن موقع مقام القطارة يقع في سهل ويحاذيه مرتفع وهذه دلالة على ما أراده الشاعر الحميري في بيان إطلالة الراهب على جيش الإمام علي(عليه السلام) من ديره وكان على مرتفع.
ترجلنا ونزلنا من السيارة بعد أن أوقفها سائقنا في ساحة أعدت لهذا الغرض، فوجدنا المكان عبارة عن ورشة عمل متنوعة، وقادنا رجل من حماية المقام إلى الداخل، حيث يواجه الداخل قاعة كبيرة مسقوفة بسقف كونكريتي، يبلغ طولها حوالي 50م وعرضها 11،5 م وارتفاعها حوالي 8م، على يمين وشمال الداخل للقاعة نلاحظ أساسين من الكونكريت لمنارتين في طور التشييد، كما لاحظنا وجود قبة يجري العمل على إكمالها، تقع بالقرب من مدخل القاعة.
في نهاية القاعة توجهنا نحو باب حديدي كبير مصبوغ باللون الأخضر، كان مقفلًا ثم جاء السادن ففتحه لنا ودخلنا فإذا نحن في حجرة مكسوة بالمرمر الأخضر الفاخر يقع في ركنها الشمالي شباك خشبي كبير يفصل مساحة مثلثة الشكل تقريباً من الحجرة، وخلف الشباك لاحظنا صخرة منقورة ممتدة من مرتفع جبلي يحيط بالمكان الموجود به المقام بصورة قوس خلفي يحتضن المقام وتوابعه، أما موضع الصخرة المنقورة فهو عبارة عن كهف صغير، أرضيته عبارة عن حوض ضحضاح لا يرتفع فيه الماء أكثر من بضع سنتيمترات ويوجد في وسطه أنبوب دائري بقطر 20 سم تقريباً مثبت في الأرض ومغروز فيها بعمق متر تقريبًا وبداخله أنبوب ومضخة صغيرة تسحب الماء المتجمع عبر أنابيب وتصب في حوض خارج المقام، وعادة ما يأخذ الزائرون هذا الماء لأجل التبرك والاستشفاء.
في أعلى الكهف الصغير المتكون من نحت الصخرة بروزات صخرية، ومنها تنضح هذه المياه على شكل قطرات، والتي تتجمع في الحوض الذي يقع تحتها، وهنا تكمن المعجزة حيث إن الأرض لا توجد فيها مياه وإن الآبار فيها لا يخرج منها الماء إلى بعد حفر لعمق 12م، فكيف تنضح هذه القطرات وتتجمع لتكوِّنَ بركة صغيرة في هذا المكان، كان طعم الماء ممجوجاً، لمروره في تلك التراكيب الصخرية، التي اكتسب رائحتها، وعلى هذا الأساس فالصخرة التي رفعها الإمام
علي(عليه السلام)، وخرجت تحتها عين ماء ثم
أعاد(عليه السلام) تلك الصخرة إلى موضعها هي التي نحن بصدد الكلام عنها ولما
أعاد(عليه السلام) الصخرة ضاعت معالمها والتبس أمرها حتى على أصحابه ولكن بعد فترة نجهلها، أبان الله تلك المعجزة حيث بدأ الماء ينفذ من الفتحات المسامية الموجودة على الصخرة، بصورة خفيفة جداً وعلى هيئة قطرات لذا سميت بالقطارة. ترتفع في الحجرة التي تحوي مقام القطارة قبة مغلفة بالمرايا المزخرفة الجميلة، يبلغ قطرها حوالي 4،5 م وارتفاعها 6م.
رابعاً: تاريخ القطارة ومراحل الإعمار
حدثنا الحاج محسن هاشم النايف اليساري المتبرع والقائم على خدمة المقام قائلاً: لم يكن لهذا البناء أثر قبل سقوط النظام البائد، بل كانت هذه المنطقة عبارة عن دوحة خضراء فيها بضع شجيرات وهذه الصخرة التي تدفع قطرات من الماء بين لحظة وأخرى، لذا عرفت بالقطارة، وكان البدو الرحل الذين يجوبون البراري طلباً للمرعى والكلأ يعرفونها فيقصدونها ويتزودون بما يتجمع من مائها، فالمنطقة كما تلاحظ صحراء لا تتوفر فيها المياه بسهولة ويسر.
سألناه عن المسافة بين هذا المقام وكربلاء، فقال: تبلغ حوالي 22كم عبر طريق حي النصر و33 كم عبر منطقة الحر، وعن المسافة بين أقرب مصدر للماء وبين هذه المنطقة قال المتبرع بالخدمة قصي الكنعاني: إن أقرب مصدر نهري للماء هو نهر الحسينية ويبعد عن المقام حوالي 14 كم تقريباً، وقد أشرنا –حسب قول الراهب- إلى أن المسافة لأقرب مصدر ماء تبلغ فرسخين، وقد ينطبق ذلك على ما ذكرناه فالفرسخ الواحد يساوي 6كم تقريباً مع الأخذ بنظر الاعتبار تغير مجرى الفرات خلال فترة 1400 سنة، وهي الفاصلة بين يومنا هذا ورحلة الإمام إلى صفين تقريباً.
ويعود الكلام للحاج محسن فيقول: كنا في غاية الحذر والتحرز من النظام البائد الذي كان رجاله يأتون هذه المنطقة بين فترة وأخرى، وقد انتشر خبر هذه القطارة مما جعل المحبين وأتباع أهل البيت يتوافدون بصورة سرية إلى المكان يتبركون بماء القطارة، فكان مشروع إقامة مقام يليق بهذه المعجزة يراودنا ولكن السلطة كانت تطاردنا، بعد سقوط النظام بدأنا بالمشروع واعتماداً على تبرعات المؤمنين ببناء حجرة صغيرة كانت النواة للمشروع الأكبر الذي نحن بصدده الآن، هذا والزائرون يتوافدون بصورة متزايدة حتى تكتظ المنطقة بهم ويضيق المقام لكثرتهم.
في عام 2011 باشرنا وبجهود ذاتية وبما نستطيع أن نجمعه مما ندخره ومما يتبرع به الزائرون والخيّرون للتوسعة التي نحن الآن في مراحلها المتقدمة، هذا وأمانة المزارات تأتي لجانها لتقييم حاجة المقام الفعلية ولكن دون نتيجة تذكر، فلم يثبط عزمنا ذلك فقد واصلنا المشروع بما نتمكن منه والله المستعان.
أما مجلس محافظة كربلاء وهيئة الإعمار في المحافظة فقد وفقهم الله ليشتركوا في مد شارع فرعي يصل إلى المقام، كما قاموا ببناء قاعتين إحداهما للرجال والأخرى للنساء، مع مجموعتين من الصحيات للرجال والنساء وكان للسيد يوسف الحبوبي الدور الفاعل في هذه المشاريع الخدمية الخيرية.
خامساً: هل للإمام علي(عليه السلام) معجزة أخرى مشابهة
لقد كرّم الله (جلّ وعلا) علياً(عليه السلام) منذ أن وطئت قدمه الأرض، حيث لامست ثرى الكعبة الطاهر ولم يشرك الجليل معه أحداً في هذه الكرامة.
ثمة كرامة أخرى مشابهة حصلت للإمام علي(عليه السلام) في طريق صفين، في مكان مختلف، حيث ذكر قتيبة بن الجهم: (لما دخل علي إلى بلاد صفين، مر بقرية يقال لها صندوداء فعبر عنها وعرّس بنا في أرض بلقع، فقال مالك الأشتر: نزلت بنا على غير ماء، فقال(عليه السلام): إن الله يسقينا في هذا المكان ماءً أصفى من الياقوت، وأبرد من الثلج، فتعجبنا فوقف(عليه السلام) على أرض وقال يا مالك احتفر أنت وأصحابك، فاحتفرنا فإذا نحن بصخرة سوداء فيها حلقة عظيمة تلمع كاللجين فلم نستطع أن نزيلها فقال علي: (اللهم أسألك أن تمدني بحسن المعونة) ثم تكلم بكلام حسبناه سريانياً،
ثم أخذها فرمى بها فظهر لنا ماء عذب طيب فشربنا وسقينا دوابنا، ثم رد الصخرة، وأمرنا أن نحثو التراب عليها، فلما سرنا غير بعيد قال من يعرف منكم موضع العين، فقلنا: كلنا فرجعنا فخفي علينا أشد الخفاء، فإذا نحن بصومعة راهب فدنونا منه فقلنا: هل عندك ماء؟ فسقانا ماءً مرّاً خشناً، فقنا له: لو شربت من الماء الذي سقانا منه صاحبنا من عين ها هنا، فقال صاحبكم نبي فقلنا: وصي نبي، فانطلق معنا إلى علي(عليه السلام) فلما بصر به أمير المؤمنين قال شمعون، قال: نعم، هذا اسم سمتني به أمي ما اطلع عليه احد إلا الله ثم قال: ما اسم هذه العين، فقال(عليه السلام): عين راحوما، من الجنة شرب منها ثلاثمائة نبي وثلاثمائة وصي وأنا آخر الوصيين شربت منها، فقال الراهب: هكذا وجدت في الكتب، وأنا أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً رسول الله وأنك وصي محمد(صلى الله عليه وآله) ثم قال علي(عليه السلام): والله لو أن رجلاً منا قام على جسر، ثم عرضت عليه هذه الأمة لحدثهم بأسمائهم وأنسابهم)(7).
في النص نلاحظ ما يلي:
1ـ ليس هناك مجال في اتحاد الكرامتين أو الشك في حدوث إحداهما دون الأخرى، فالأولى حدثت بالقرب من كربلاء كما بينا، والثانية حصلت بالقرب من صفين، عند خروج جيش الإمام من صندوداء، وصندوداء قرية كانت في غربي الفرات فوق الأنبار، خربت، وبها مشهد لعلي بن
أبي طالب(عليه السلام)(8)، ولعل هذا المشهد الذي أشارت له كتب التاريخ هو موضع الصخرة، ولكن لانعرف هل يقع اليوم في الأراضي العراقية أو في الأراضي السورية تحقيقاً.
2ـ تشابه روايتي الكرامتين في السرد القصصي إلى حد بعيد ينبئ عن معجز أراد الإمام(عليه السلام) إظهاره لجيشه كي يكون بصيراً بأن الحق مع
علي(عليه السلام)، وحتى إسلام الراهبين في كلا المكانين له مدلول على قول النبي الأكرم: (علي مع الحق والحق مع علي، يدور معه أينما دار).
وما يؤشر ويثبت ذلك وقوع كرامة ثالثة مشابهة عندما توجه(عليه السلام) للنهراون لمقاتلة المارقين، في منطقة براثا بجانب الكرخ من بغداد.
نشرت في العدد 54
المصادر
(1) الصدوق، الأمالي، ص199.
(2) ابن طاووس، الملاحم والفتن، ص333.
(3) العلامة الحلي، كشف اليقين، ص79.
(4)ابن أعثم الكوفي، كتاب الفتوح، 2/552.
(5) المجلسي، بحار الأنوار، 4/264.
(6) ابن شهراشوب، مناقب آل أبي طالب، 2/124.
(7) الصفار، بصائر الدرجات، ص288.
(8) أبن عبد الحي البغدادي، مراصد الإطلاع، 2/345.