Take a fresh look at your lifestyle.

لقاء مع.. الدكتور السيد عمر شهاب رئيس مجلس شورى منظمات أهل البيت(ع) والأستاذ في الجامعة الإسلامية في أندنوسيا

0 1٬005
أجرى اللقاء
السيد صالح الحكيم

 

            * إندونيسيا تلك الدولة الواقعة في جنوب شرق آسيا والتي تجاور كل من ماليزيا والفلبين وتايلاند، والتي هي عبارة عن مجموعة من الجزر.
               كانت تدين بالديانتين البوذية والهندوسية،واليوم هي اكبر دولة إسلامية من حيث السكان.
              قصدها التجار المسلمون ـ اغلبهم من الموالين لأهل البيت(عليهم السلام) ـ من اليمن والهند وكذلك السادة من ذرية رسول الله(صلى الله عليه وآله) الفارين من بطش واضطهاد السلطات العباسية من العراق والحجاز ، مما أدى إلى انتشار الإسلام الموالي لآل البيت(عليهم السلام) في بداية الأمر في اندونيسيا.
             وهناك قبور للسادة ومنهم قبر لأحد السادة من ذرية أهل البيت(عليهم السلام) في منطقة سومطرة، في مقبرة يرجع تاريخها إلى القرن الثالث الهجري،
                 هرب هذا السيد من ظلم الحكم العباسي في بغداد، وبذلك يعتبر المذهب الشيعي أول المذاهب الإسلامية التي دخلت إلى إندونيسيا.
               كما تشير المصادر التاريخية إلى أن أول مملكة إسلامية في إندونيسيا ظهرت في سومطرة وسميت (سمودرا باساي) والتي قيل أنها شيعية من خلال بعض الآثار التاريخية التي تدل على التشيع، ظهرت هذه المملكة ما بين القرن السابع والثامن الميلادي.
                ولكن على طول الفترة ومع الانقطاع الذي حدث هناك أصيبت عقائد الشيعة الأمامية ببعض الأمراض والتحريفات نتيجة دخول المذاهب الأخرى.
              نجد في الآثار التاريخية للإسلام في إندونيسيا ومن ضمن عقائدهم أنهم يعظمون علياً(عليه السلام) ويقرؤن (ناد علياً…) في حروبهم مع الاستعمار، فيما تشير مصادر أخرى الى أنهم كانوا يكفرون يزيداً ومعاوية، بل أن بعضهم ذهب مذهب الغلاة في حب أهل البيت(عليهم السلام)، يذكر أن بعضهم عندما كان يسمع صوت الرعد والصواعق كان يعتقد بأن هذا هو صوت علي(عليه السلام).
               وكما عانت دول الشرق من الاستعمار، كانت إندونيسيا من نصيب الاستعمار الهولندي، فمنذ القرن السادس عشر الميلادي ولثلاث قرون كانت هذه الدولة تحت وطأة الاستعمار. وبسبب ذلك انتشرت الديانة المسيحية في إندونيسيا.
             ما تقدم من معلومات مأخوذة من لقاء أجراه موفد مجلة (ينابيع) مع الدكتور الاندنوسي عمر شهاب (51 سنة) لدى زيارته إلى العتبات المقدسة في العراق، حيث قَدِم الدكتور عمر ضمن مجموعة من الزائرين الاندنوسيين من أتباع أهل البيت(عليهم السلام) إلى العتبات المقدسة في العراق.
            ولما لهذه الشخصية من دور فعال في إندونيسيا ارتأينا أن نجري معه هذا اللقاء السريع للاستفسار عن أحوال الشيعة والتشيع في إندونيسيا.
  ينابيع: بداية نرحب بك وبجميع أعضاء الوفد الزائر في أرض المقدسات، ونتمنى لكم زيارة مقبولة ودعاءً مستجاباً وإقامة طيبة. بودنا (يا دكتور) أن تقدم تعريفاً موجزاً لقرائنا الأعزاء بشخصكم الكريم.
   ج: أنا أستاذ في الجامعة الإسلامية في إندونيسيا، ومحاضر في بعض الجامعات الأهلية هناك، كما اعمل في مجال التبليغ الإسلامي في الجوامع ومجالس التعليم في إندونيسيا.
             وأنا الآن رئيساَ لمجلس شورى منظمات أهل البيت(عليهم السلام) في إندونيسيا والتي تضم مجموعة من علماء الشيعة هناك.
            درست في مدينة قم المقدسة في إيران للفترة من عام 1976م ولغاية عام 1981 م، وحصلت على شهادة الدكتوراه في العلوم السياسية من جاكرتا.
  ينابيع: ليتك تحدثنا عن التشيع والشيعة في اندونيسيا.
ج: التشيع قديم في إندونيسيا، ولكن نتيجة للمحن التي عانى منها أتباع مذهب أهل البيت(عليهم السلام) هناك، حرفت العقائد الشيعية الأصيلة، إلّا انه رغم ذلك بقيت بعض الآثار لمذهب أتباع أهل البيت(عليهم السلام) مترسخة في ضمائرهم، مثل إقامتهم الشعائر الحسينية في أيام عاشوراء، حيث كانت لهم في كثير من المناطق أعمال خاصة في الأيام العشرة الأولى من شهر محرم الحرام.
               حتى أنهم كانوا يسمون يوم عاشوراء (يوم الأيتام) تيمناً بأيتام الحسين(ع) .
  ينابيع: حسبما علمنا أن الإسلام بدأ في اندونيسيا شيعيا، كيف تحول إلى المذاهب الأخرى؟
  ج: بعد ظهور الإسلام في إندونيسيا وبمرور الزمن وطول الانقطاع وعدم التواصل مع منابع التشيع في العالم (كالعراق وإيران)، ظهر الاتجاه الصوفي فيها، فأصبح انتشار الإسلام عن طريق التصوف وليس عن طريق التشيع، وذلك لان التصوف يتبنى محبة لأهل البيت(عليهم السلام) إلا أنهم على المذهب السني، وبذلك حُرفت عقائد التشيع لديهم وبمرور الزمن اعتنقوا مذاهب الجمهور.
  ينابيع: ما هي الديانات الأخرى المتواجدة في اندونيسيا، وما هي نسبة المسلمين هناك؟
  ج: الديانتين الهندوسية والبوذية كانت منتشرة في إندونيسيا قبل الإسلام، والآن هناك بعض السكان من يعتنق الديانة الهندوسية والبوذية التي قدمت من الصين، كما أن هناك ما يقرب من 20 مليون نسمة ممن يعتنقون الديانة المسيحية نتيجة الاستعمار الهولندي الذي دام قرابة ثلاثة قرون والذي صحبه حملات تبشيرية.
            أما الإسلام فقد انتشر بشكل سريع جدا وكبير بحيث استولى على معظم البلاد. حتى أصبح المسلمون يمثلون 90 بالمائة من عدد السكان في إندونيسيا.
  ينابيع: هل للشيعة في إندونيسيا الحرية في نشر أفكارهم؟
  ج: نعم، هناك مؤسسات ثقافية وجمعيات وتجمعات ومساجد تقوم بنشر فكر أهل البيت(عليهم السلام) من خلال المحاضرات ومجالس العزاء التي تقام في البلاد إضافة إلى طباعة النشرات والكراريس، ولكن ليس بالقدر الكافي.
  ينابيع: ألم يكن في إندونيسيا من يأتون إلى البلاد الإسلامية لطلب العلم والدراسة؟
  ج: نعم، ولكن هؤلاء كانوا على المذهب الشافعي، والمذهب الأشعري دون أن يقولوا بأنهم شيعة أو سنة، واغلب تلك الدراسات كانت خارج إندونيسيا مثل مصر والسعودية وسوريا وغيرها، ولكنهم الآن يدرسون في إندونيسيا حيث انتشرت المدارس الدينية هناك.
             واستدرك (الدكتور الضيف): نعم، الآن وبعد الانتشار الكبير للفكر الشيعي، والمكانة المرموقة لعلماء الشيعة، وسهولة التواصل ، فتحت أعين المسلمين في إندونيسيا فأخذوا يطلعون على المؤلفات الإسلامية الشيعية والإعلام الشيعي، فبدأ التشيع بالانتشار، بعد أن كانوا لا يعرفون شيئا عن الشيعة قبل ذلك، بل لم يسمعوا باسم الشيعة أو السنة، وغاية ما كانوا يعرفون أنهم مسلمون فقط، رغم وجود بعض العوائل الشيعية من السادة.
  ينابيع: هل تعانون من مضايقات حكومية في إندونيسيا؟
  ج: الحمد لله، ليس هناك مضايقات كما كانت في الأزمنة السابقة، فإندونيسيا ليست دولة علمانية كما أنها ليست دولة دينية، بل هي دولة ديمقراطية تحترم الأديان.
              وفي السنوات العشر الأخيرة أصبحت هناك انتخابات حقيقية، بعدما كنا نعاني من حكم الدكتاتور سوهارتو بشكل عام. ولم يكن مضيقاً على الشيعة أيام حكم سوهارتو بسبب انتمائهم المذهبي، لأنهم كانوا قليلين ولا يشكلون خطرا على الحكومة، وإنما كان التضييق على الأشخاص الذين كان لهم نشاط سياسي.
  ينابيع: هل هناك مضايقات فكرية وعقائدية من جهات مناوئة لفكر أهل البيت(عليهم السلام)؟
  ج: هناك مؤلفات كثيرة تتهم الشيعة وتفتري عليهم، وهي ذات التهم والافتراءات القديمة التي ردها علماء الشيعة ومفكريهم في كل العصور، كتحريف القران، وسب الصحابة والمغالاة في حب أهل البيت(عليهم السلام).. وغيرها.
               وبالمقابل هناك الكتب الشيعية المترجمة إلى الاندنوسية والتي قاربت الألف مؤلف.
  ينابيع: هل هناك صحافة أو إعلام شيعي في إندونيسيا؟
  ج: كانت هناك مجلة شيعية موجودة ولكنها تفتقر إلى الدعم المادي، وتوقفت لهذا السبب. إلا أن لدينا كتب ومؤلفات شيعية، إضافة إلى وجود مواقع شيعية على الانترنت، كما يوجد في إندونيسيا بعض المؤسسات الإسلامية الكبيرة.
  ينابيع: على الصعيد الشخصي، هل لديك كتابات منشورة؟
  ج: أنا شخصياً أكتب مقالات صحافية، ولكن وجودي في المنابر أكثر منه في الصحافة.
  ينابيع: هل يوجد في إندونيسيا من يرغب في زيارة المراقد المقدسة في العراق؟
  ج: بشكل عام وضمن ثقافة وأخلاق الإنسان المسلم في إندونيسيا هو يحب الزيارة لمراقد الأولياء، حيث توجد في إندونيسيا عدد من المزارات والتي تسمى بمزارات الأولياء بما فيها ما يسمى بمراقد الأولياء التسعة.
              أما بالنسبة للشيعة، فهؤلاء يحبون زيارة العتبات المقدسة في العراق بالخصوص، حيث بدأت الزيارة إلى العراق منذ سنتين فقط، والشيعة يأتون إلى العراق على هيئة مجاميع (قوافل) لأداء مراسم الزيارة للمراقد المقدسة في العراق برغم الكلف العالية للسفر.
            وفي نهاية هذا اللقاء وجهنا دعوة من خلال الدكتور السيد عمر شهاب لبعض المفكرين والعلماء الاندنوسيين للحضور إلى العراق من مختلف المذاهب، بهدف التعرف على مذهب أهل البيت(عليهم السلام) من جهة، والتعرف على النجف الأشرف كحاضرة علمية ومقر للحوزة العلمية من جهة أخرى.
              شكر الدكتور الضيف ذلك وأبدى استعداده للتعاون فيما يحقق المصلحة للشعبين.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.