الثلاثاء , 23 أبريل 2024
الرئيسية » ب » الشيخ باقر حيدر

الشيخ باقر حيدر

معارف الرجال/محمد حرز الدين

…ـ1333

الشيخ باقر بن الشيخ علي بن الشيخ محمّد علي بن حيدر المنتفى من أجلاء فضلاء أهل العلم الربانيين وعلمائهم المحققين وممن يشار إليه بالفضل والتقى والورع والزعامة الدينية، وقد تولى حل الخصومات بعد أبيه العلامة الشيخ علي المتوفى سنة 1314هـ في بلده (سوق الشيوخ)، وكان شاعراً أديباً يروى له شعر منه من قصيدة:

يا رسولي إلى الرسول المفدى

فوق كوماء مثل قصر مشيد

قف بها في البقيع لوث إزار

مستفزاً بني نزار الرقود

يا أسود العرين شم العرانين

وعز الذليل غيظ الحسود

إن حرباً شنت عليكم حروباً

شاب منها أو كاد رأس الوليد

هاجر إلى النجف ودرس مقدمات العلوم وأتقنها حتى صار يحضر بحث المدرسين من علمائها، ثم هاجر إلى سامراء في أوائل القرن الرابع عشر لما انعقدت الحوزة العلمية فيها برعاية الحجة السيد الميرزا الشيرازي وحضر على مدرسيها، وبعد أن أفجعنا الزمن بسيدنا الميرزا قده رجع معظم الطلبة إلى دار الهجرة والعلم النجف الأشرف ومنهم الشيخ باقر حيدر وصار يحضر أبحاث العلماء، وقد تصدى للتدريس فحضر عليه الكثير من أهل الفضل، كالسيد عبد الحسين بن السيد يوسف آل شرف الدين العاملي، وأصحابه وغيرهم ورجع إلى بلده (سوق الشيوخ) بالتماس وإلزام من علماء النجف في عصره مثل الأستاذ الشيخ محمّد طه نجف والأستاذ الحاج ميرزا حسين الخليلي وغيرهما، فأقام فيها وهو عالم مجتهد يعمل برأيه، يقضي بين الناس وينشر لوا الإسلام في لواء المنتفك وقبائله، وقد وقف قبال طغيان المنتفك ورؤسائهم آل سعدون وتغلب على الجائرين منهم وألزمهم الحجة، ولما زحفت جحافل الإنجليز على القطر العراقي المسلم في الحرب العالمية سنة 1333هـ وأرادوا فتحه عدواناً وجوراً حيث استمالوا كفرة المسلمين بالأموال والأماني، وأشاعوا بين السواد كلمتهم المعروفة (جئناكم محررين من الاستبعاد العثماني لا مستعمرين) وأمثال هذه الألفاظ المغرية، وقد هب الرجال المصلحون ثائرين مجاهدين في وجوههم، وكان الشيخ باقر في طليعتهم مدافعاً عن شوكة الإسلام والمسلمين فجمع الجموع واستنهض القبائل العربية التي في محيطه وأبلغهم أن زعماء الدين في النجف قد زحفوا نحو الكفرة فقوموا معهم يرحمكم الله تعالى، وكان نافذ الكلام سخياً، فاستجاب الناس له وساروا معه إلى ملاقاة ربهم فلم يلبث إن مرض في (الشعيبة) في أثناء المرابطة وأرجع إلى بلاده.

أساتيذه:

تتلمذ على الشيخ ملا محمّد كاظم الأخوند الخراساني في علم الأصول وحضر بحث السيد الميرزا محمّد حسن الشيرازي في سامراء، الفقه والأصول، وحضر على الشيخ محمّد طه نجف الفقه، وقد حصل نزاع بين المترجم له وأستاذه الآخوند في الدرس في مسألة حكمية حررها أستاذه فرد عليه المترجم له وبعد نزاع طويل قال أستاذه له (ليس هذا من شغلك) فامتلأ غيظاً وقام من وقته وأستاذه على المنبر ولم يحضر بعد على أحد حيث كان مكتفياً.

إجازاته:

أجازه شيخنا الأستاذ الشيخ محمّد طه نجف إجازة اجتهاد، والسيد محمّد الطباطبائي آل بحر العلوم صاحب (بلغة الفقيه) أيضاً شهد باجتهاده وأجازه.

مؤلفاته:

له تعليقة على شطر من القوانين في الأصول، وحاشية على أرجوزة والده في المنطق.

وفاته:

توفي في سوق الشيوخ في شهر محرم سنة 1333هـ ونقل جثمانه إلى النجف ودفن في مقبرتهم في الصحن الغروي، وأعقب ولده الأكبر الفاضل التقي الشيخ جعفر.

وكان طيب النفس يطعم الطعام وينكر المنكر، وحل بمكان والده في الإصلاح ورفع الخصومات، والشيخ محمّد حسن وهو كامل أديب وشاعر يحسن الشعر، يحب المداخلة مع رجال السياسة في العراق، وصار نائباً في حكومة بغداد في عهد الملك فيصل بن الحسين وقد توفي في ذي الحجة سنة 1363هـ في بغداد ونقل إلى النجف، والثالث الشيخ صادق.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.