الخميس , 28 مارس 2024
الرئيسية » شخصيات نجفية » علماء » الشيخ قربان علي الزنجاني

الشيخ قربان علي الزنجاني

معارف الرجال/محمد حرز الدين

1229ـ 1328

الشيخ قربان علي الزنجاني، ولد حدود سنة 1229هـ وقرأ مقدماته العلمية في إيران، وهاجر إلى العراق في أواسط القرن الثالث عشر الهجري وأقام في النجف الأشرف وحضر على أعاظم أساتذتها ورجع إلى إيران عالماً فقيهاً مجتهداً زاهداً تقياً ثقة عدلا ورعاً، صار مرجعاً للأحكام في زنجان ونواحيها مبلغاً مرشداً، تولى الأمور الحسبية وشؤون بلده الشرعية والعرفية والإصلاحية، أقبلت عليه عامة الناس في قطره لصلابة إيمانه وكثرة خوفه من الله تعالى وحنوه على الفقراء والضعفاء، ومن زهده أنه لم يحدث أثراً مما تعارف للأجلاء والوجوه العلمية في إيران، نعم لم يملك سوى حصير وفرش رث، خلق يجلس عليه ودار سكناه خربة، بهذا حدثنا الثقة الزنجاني وكما سمعناه من آخر، والمعروف من سيرته في الحقوق الشرعية التي يتولاها أنه يبقيها عند أربابها ويحول المستحق عليها ولم يقبضها بيده، وعرف أيضاً منه أنه باع دار سكناه خمس مرات وأعطى ثمنها إلى المحتاجين من أهل بلاده، وكان المشتري لها من أهل الثروة والإيمان والنبل فعندما يشاهد صنع الشيخ المترجم له بثمن داره وتوزيعه يرجعها إليه، وهكذا ينبغي لمن ملك زمام المسلمين.

وكان (ره) من العلماء الذين أوذوا في الله تعالى وشردوا عن أوطانهم في الحوادث التي وقعت من سنة 1324هـ إلى سنة 28 لأنهم لم يوافقوا على الحكم الدستوري المعروف بالمشروطة في إيران، ويرون هؤلاء أن الراجح لرجال الدين ولكل مؤمن عدم التدخل بانقلاب الحكم الملكي حيث يكون فيه مدخلاً للمستعمر الانكليز في أرض المسلمين، وحدثونا متواتراً أنه لما تم الأمر لرجال الدستور هجمت رجال الأمن على زهاء ثلاثين ألف دار ومحل من أصحاب ومؤيدي السلطنة المنقرضة في شتى مناطق إيران وأطلقوا الرصاص عليهم وقتل كثير من المسلمين. وصادروا أموالهم واستولوا على عيالات بعض الوجوه المحترمة، وروى الثقة أيضاً أن قائد قوات منطقة زنجان قبض على الشيخ المترجم له صباحاً واعتقله في داره ثم قدم له طعام الغداء فلم يأكل وأوثقه كتافاً وسفره إلى طهران وبقي فيها معتقلاً سياسياً أشهراً.

وتفأل المترأسون الذي يحتشم التصريح بأسمائهم في عصرنا بالقرآن الكريم عما يفعلونه به فخرجت هذه الآية الكريمة (هَذِهِ نَاقَةُ اللّهِ لَكُمْ آيَةً فَذَرُوهَا تَأْكُلْ فِي أَرْضِ اللّهِ وَلاَ تَمَسُّوهَا بِسُوَءٍ فَيَأْخُذَكُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ)  ونفي إلى العراق مخفوراً، وفي خانقين فكوا وثاقه، هذا وقد بلغ عمره المائة سنة أو يزيد ولما قام بلد الكاظمية أقام فيه أشهراً يعاني العلل والأمراض حتى وفد على ربه نقي الجيب صابراً.

أساتيذه:

تتلمذ على الشيخ محمّد حسن صاحب الجواهر في النجف في أوائل هجرته إلى العراق، والشيخ المرتضى الأنصاري وكان عمدة تتلمذه عليه.

وفاته:

توفي في بلد الكاظمية في آخر ربيع الأول سنة 1328هـ ودفن في رواق الإمامين الجوادين عليهما السلام.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.