الجمعة , 19 أبريل 2024
الرئيسية » أ » الشيخ أحمد كاشف الغطاء

الشيخ أحمد كاشف الغطاء

معارف الرجال/محمدحرز الدين

1292ـ 1344

الشيخ أحمد بن الشيخ علي بن الشيخ محمد رضا بن الشيخ موسى بن الشيخ الأكبر الشيخ جعفر كاشف الغطاء النجفي، ولد في النجف سنة 1292هـ ونشأ فيها وهاجر إلى سامراء بدء أمره لتحصيل العلوم وأقام فيها سنيين ثم رجع الى النجف فاضلا محصلاً، وكانت له قابلية ونبوغ في تلقي الدروس العالية، وصار عالماً جليلاً فقيهاً محققاً ونال في أواخر حياته رئاسة ومرجعية للتقليد بعد وفاة أستاذه الحجة الطباطبائي اليزدي سنة 1337هـ فقد قلده جملة من القبائل العراقية وبعض الشيعة في إيران وأفغانستان بالرغم من وجود مراجع كثيرة في النجف كالميرزا حسين النائيني والسيد أبو الحسن الأصفهاني وغيرهم، وكان عارفاً بالأمور النوعية مبرزاً محترماً عند كافة الطبقات تحبه العامة والسواد، ومن صفاته الفاضلة أنه كان كريماً جواداً حليما يعفو عمن أساء إليه بل يحسن إليه ويغمره بالفضل والجود.

 أساتيذه:

 تتلمذ على الشيخ آغا رضا الهمداني صاحب (مصباح الفقيه)، والشيخ ملا كاظم الآخوند الخراساني صاحب (الكفاية) في الأصول، وحضر أخيرا بحث السيد محمد كاظم الطباطبائي اليزدي، وأجازه أستاذنا الحجة الشيخ حاج ميرزا حسين الخليلي النجفي أن يروي عنه بتاريخ سنة 1325، وحضر عليه كثير من أهل الفضل في بحثه الخارج منهم الفاضل الشيخ مهدي بن داوود الحجار النجفي وغيره.

 مؤلفاته:

 ألف كتاب (أحسن الحديث) في أحكام الوصايا والمواريث طبع سنة 1341، ورسالة لعمل مقلديه (سفينة النجاة) كثيرة الفروع متينة طبعت في النجف سنة 1338، وتعليقه على العروة الوثقى لأستاذه الحجة الطباطبائي.

 وقد نصر أستاذه اليزدي ولازمه في حوادث المشروطة الدستور الإيراني حيث كان السيد لا يرى ذلك صلاحاً للمسلمين وكان معارضاً لمن يشيد بها، ثم إن المترجم له صير جملة من معارفه من حيث يخفى حراساً لأستاذه الطباطبائي من المغرر بهم من جانب الساسة الأجانب وقد أوعز الى جماهير النجف أن يتصدوا لحفظه ونصره حيث إن الحجة الطباطبائي في ذلك اليوم هو عميد الشيعة ومنار الشريعة، وأن السيد قده يشكر ذلك للمترجم له ولأسرته الجليلة، وكان الحجة الطباطبائي يرجع كثيرا من المرافعات المشكلة التي ترد إليه الى الشيخ أحمد ليشيد به وليظهر للملأ فضله وعلمه وقابلياته العرفية والشرعية الى ما هنالك من صفات عالية.

 وفاته:

 توفي في بغداد في الجانب الشرقي منها في يوم الخميس 19 ذي الحجة سنة (1344) ونقل جثمانه الى النجف الأشرف وشيعه في بغداد جمع كبير من الشيعة ومن يتصل بهم من المسلمين واستقبل النجفيون جثمانه وشيعوه بكل احترام وعطلت لأجله أسواق النجف عامة ودفن في مقبرتهم، وكان والده الشيخ علي حياً موجوداً وهو المعزى حيث أقيمت له الفواتح في بعض مدن العراق ورثته الشعراء بقصائد وقرئت قصيدة الى الفاضل الأديب الشيخ محمد طه نجل الحجة المقدس الزاهد الشيخ نصر الله الحويزي النجفي مطلعها:

 ميلي على العذبات ألوية الهدى        وتنكري جزعاً شريعة (أحمدا)

وتبدلي بالنوح أندية الثنا                 وتفجري بالدمع أودية الندا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.