الجمعة , 22 نوفمبر 2024
الرئيسية » أ » الشيخ إبراهيم يحيى العاملي

الشيخ إبراهيم يحيى العاملي

معارف الرجال /الشيخ محمد حرز الدين

 1154ـ 1214

 الشيخ إبراهيم بن يحيى بن الشيخ محمّد بن سليمان المخزومي العاملي المولد والشامي الموطن، ولد في قرية الطيبة 1154 ونشأ هناك. كان بارعاً في الأدب نظماً ونثراً، هاجر إلى العراق حدود سنة 1176 من ضغط السفاك أحمد الجزار في جبل عامل، حيث قتل الخلق الكثير وهربت الوجوه والأشراف والعلماء من فتكه بهم، وأقام في بلد العلم والهجرة النجف الأشرف سنيناً، واتصل بالشيخ جعفر الكبير صاحب كشف الغطاء وكان قد أكمل مقدماته العلمية هناك، في مدرسة (الشقراء) وقد قرأ على السيد العالم أبي الحسن موسى بن حيدر بن أحمد الحسيني الشامي.

 وجدّ في طلبه للعلم حينما كان في النجف حتى صار من العلماء المتكلمين والفقهاء الصالحين بعلمهم، وكان شاعراً سريع البديهة والانتقال يروي له نظم كثير.

 أساتذته:

 تتلمذ في النجف على السيد محمّد مهدي بحر العلوم والشيخ الأكبر الشيخ جعفر الفقه والأصول والكلام والحديث وكتب ما أملياه عليه.

 آثاره:

 منها منظومة في الكلام، وديوان شعروتخميس قصيدة أبي فراس الدالية، والتترية لابن منير الطرابلسي، ومجموع أدبي فيه أغلب مراسلاته، ونظمه المتأخر، ويوجد في النجف كثير من شعره في المجاميع الخطية وقد احتوت على جملة من قصائده في الرثاء والتهنأة للعلماء والاشراف والأمراء.

 مدح أستاذه كاشف الغطاء وكثيراً م الأعلام الروحيين ومدح الإمام أمير المؤمنين عليه السلام بعدة قصائد منها هذه القصيدة التي أرسلها من جبل عامل إلى النجف الأشرف لبعض أصدقائه العلماء مطلعها:

إذا هب النسيم من الغري
فلا تسأل عن الصب الشجي
ومالي لا أحن إلى ندي
عليه بهجة الروض الندي
معالم تثمر الأغصان فيها
ولكن بالجمال اليوسفي
لها أرج يفرج كل كرب
كذكر فضائل المولى علي
أمين الله في سر وجهر
وخير الخلق من بعد النبي
ولي الأمر لا يرتاب فيه
وقد وضح الهدى غير الشقي
وحسبك حجة لا ريب فيها
دليل العقل والنص الجلي
إذا طلع الصباح فأي عذر
لمن يرتاب في الصبح المضي
فتى سل المهمين منه سيفاً
فقل ما شئت في سيف العلي
فكم أودى به جبار قوم
ربيط الجأش كالليث الجري
عتبة والوليد غداة بدر
وحنظلة وعمرو العامري
ورب كريهة جلا دجاها
بزند من عزيمته وري
ورب كتيبة شهباء تغلى
مراجلها بحقد جاهلي
تلاشت نارها الحمراء لما
أتاها مشمعلا كالآتي
وصي المصطفى وأبو بنيه
وعيبة كل علم أحمدي
وصاحب وضه يسقي عليه
ذوي الإيمان بالكأس الروي
ويطرد عنه والأحشاء عطشى
إليه كل جبار شقي
لقد كثرت أيادي الله عندي
فمن باد لدي ومن خفي
وأعظمها خلا توحيد ربي
وحب نبيه حب الوصي
أوالي من يواليه وأبرأ
ولو قطع الوتين من البري
رفضت عداته سراً وجهراً
ولم أحفل بكيد الناصبي
ألا يا خير من هز العوالي
وجالد بالحسام المشرفي
إليك حدوتها عذراء تبغي
لديك العفو من عبد مسي
يروى أنه وقعت مفاضلة بينه وبين صديقه الشيخ جعفر الصغير في بعض النوادي الأدبية في النجف فأنشأ الشيخ جعفر مجيباً له على الفور قوله:

إن ابن يحيى وإن فاق الورى شرفا
وحاز ما حاز من علم ومن أدب
لكنه إن قيس بي يوماً تلوت له
(وفي الحمية معنى ليس في العنب)

رجع إلى بلاده ثم حج مكة المكرمة سنة 1192 كذا حدثنا بعض مشايخنا في الغري وبعد رجوعه من الحج رجح الإقامة في دمشق الشام وتوفي فيها سنة (1214) كما هو مرسوم على لوح قبره، ودفن بمقبرة الباب الصغير شرقي القبر المعروف بقبر السيد سكينة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.