الحياة الاجتماعية في النجف الأشرف (1914ـ 1932م)
الحياة الاجتماعية في النجف الأشرف
(1914ـ 1932م)
القسم الأول
الدكتور علي عبد المطلب علي خان المدني( 1)
موقع مدينة النجف ومناخها:
تقع مدينة النجف في أقصى الطرف الجنوبي الغربي القسم الشمالي من السهل الرسوبي العراقي على طرف الصحراء إلى الغرب من الكوفة بمسافة 10كيلو مترات جنوبي غربي بغداد على بعد 160كم، وترتفع فوق سطح الأرض بمقدار 230قدماً وعن مستوى نهر الفرات بمقدار 70قدماً( 2) وتشرف حافتها الغربية على منخفض بحر النجف( 3). أما مناخ المدينة فيرتبط بالخصائص نسبة الرطوبة وسيادة الرياح الغربية للعواصف الترابية(4 ).
لقد أسهمت هذه العوامل مع غيرها من العوامل في تحديد خطط المدينة وتطورها التاريخي.
خطط المدينة النجف:
كان الوجود العربي القبلي متمركزاً حول منطقة مدينة النجف في فترة ما قبل الإسلام، ثم أخذ هذا الوجود يتجه صوبها حتى غدا ظهر النجف ساحة لمضارب العرب وخوصاً القبائل العدنانية، حيث يتوفر الماء والكلأ لقطعان الماشية والإبل، وقصدها الملوك والأمراء للصيد والتمتع بهوائها النقي وبالطراز العمراني الذي انبث حولها بالقرب منها، حيث الأديرة والقصور مصل قصري الخورنق والسدير( 5). وبعد ظهور الإسلام أصبحت المنطقة التي تقع فيها مدينة النجف ضمن الأراضي التي حررها العرب المسلمون(6 ). وفي عام (36هـ ـ 638م) مُصّرت الكوفة التي استمرت تمثل مركزاً مهماً في الدولة العربية الإسلامية حتى عام (36هـ ـ 656م) حين قدم إليها الخليفة الراشد الإمام علي (عليه السلام) فأصبحت عاصمة للخلافة ومقراً لها حتى استشهاده ليلة 21 رمضان عام (40هـ ـ 661م)(7 ). وقد دفن (عليه السلام) بوصية منه، حيث هو الآن(8 ).
——————————————————————————-
1 ـ من أساتذة جامعة الكوفة كلية التربية للبنات ـ قسم التاريخ
2 ـ د. محسن عبد الصاحب المظفر، مدينة النجف الكبرى، ص25ـ 32.
3 ـ تبلغ مساحته 180ميل2، وأعمق نقطة فيه تقع دون مستوى البحر بـ13م. بنظر: أحمد سوسة، وادي الفرات ومشروع سدة الهندية: ج2، بغداد، 1945، ص265.
4 ـ ينظر خطاب صكار العاني ونوري خليل البرازي، جغرافية العراق، بغداد 1979، ص55ـ 56.
5 ـ ينظر: الهدى (مجلة)، السنة (1)، الجزء الخامس، 1928، ص13ـ 31.
6 ـ للتفصيل ينظر: الهدى (مجلة)، السنة (2)، الجزء الأول 1929، ص73.
7 ـ مصطفى عباس الموسوي، العوامل التاريخية لنشأة وتطور المدن العربية الإسلامية. 1982م ـ ص173.
8 ـ ينظر: أبو الفرج الأصفهاني، مقاتل الطالبيين، بغداد، مطبعة الديواني، 1979م، ص14
أسهم موقع مدينة النجف في جعل المدينة مفتوحة أمام الصحراء ومعرضة لهجمات الأعراب، مما دعا إلى تسويرها حماية لها. وقد شيدت ستة أسوار حولها لتحقيق هذه الغاية.
بدأت عملة تشييد تلك الأسوار أولاً حول المرقد الشريف قبل أن يتوطن الناس النجف وتصبح آهلة بالسكان. فكان أول سور يحيط بالمرقد الشريف هو سور السيد محمد بن السيد زيد الداعي العلوي صاحب طبرستان المتوفى عام (287هـ ـ 900م) والسور الثاني أمر ببنائه الأمير الحمداني أبو الهيجاء عبد بن حمدان في الربع الأول من القرن الرابع الهجري ـ العاشر الميلادي، والسور الثالث بناه عضد الدولة البويهي المتوفى عام (372هـ ـ 982م)، والسور الرابع بناه أبو محمد الحسن بن سهلان وزير سلطان الدولة بن بويه عام (400هـ ـ 1009م)، والسور الخامس بناه السلطاني أويس الجلائري في القرن الثامن الهجري ـ الرابع عشر الميلادي، والسور السادس بناه الصدر الأعظم الحاج محمد حسين خان العلاف في العقد الثاني من القرن الثالث عشر الهجري ـ التاسع عشر الميلادي(1 ) وقد بقي شاخصاً حتى منتصف القرن العشرين تقريباً( 2). ويبين الجدول رقم (2) تلك الأسوار وتاريخ إنشائها.
ت الأسوار اسم مؤسسيها الملاحظات
—————— ——————– ——————————-
1 السور الأول السيد محمد بن زيد العلوي ارتفاعه 17م وهو مستطيل الشكل ويتكون من طبقتين، له خمسة أبواب
2 السور الثاني الأمير الحمداني أبو الهيجاء مستطيل الشكل، له ثلاثة أبواب
3 السور الثالث عضد الدولة البويهي مربع الشكل وله خمسة أبواب
4 السور الرابع أبو محمد الحسن بن سهلان أسس عام 1009 ميلادية
5 السور الخامس السلطان أويس الجلائري أسس في القرن الثامن الهجري
6 السور السادس محمد حسين خان أسس في القرن الثالث عشر الهجري
لقد تضمنت تلك الأسوار الأقسام السكنية الأربعة المشهورة التي قسمت إليها مدينة النجف، التي تعرف أيضاً بالأطراف (جمع طرف)، وهي طرفي المشراق شمال المرقد الشريف وهو أقدم الأطراف عمارة، وطرف العمارة غرب المرقد الشريف، وطرف البراق (البراك) شرق المرقد الشريف، وطرف الحويش جنوب المرقد الشريف(3 ).
————————————————————————-
1 ـ للتفصيل عن هذه الأسوار ينظر: د. حسن عيسى الحكيم النجف الأشرف، مثوى أمير المؤمنين (عليه السلام) ومدرسة الفقه الإسلامي الكبرى، المصدر السابق.ص7.
2 ـ بقي إلى ما قبل 1937 حيث هدم عند تخطيط الأحياء الجيدة الواقعة خارج السور. ينظر: علي عباس عبد الحسين، النجف إضافة الماضي وإشراقة الحاضر، بغداد، 1988، ص79.
3 ـ للتفصيل عن تسمية هذه الأطراف وتفرعاتها وأبرز ملامحها بنظر: جعفر باقر محبوبة، المصدر السابق، ص23ـ 62.
لم تنعزل مدينة النجف ببناء هذه الأسوار عن مدينتي الحيرة والكوفة التي ارتبطت بهما جغرافياً وتاريخياً، وعن المناطق الأخرى المجاورة. بل استمرت ترتبط بها عن طريق طرق برية وبحرية هي:
ـ طريق يربط مدينة النجف بالكوفة وطوله 7كيلومترات تقريباً، وكانت تسير عليه الجمال والخيول والحمير، ثم أنشئت عليه سكة حديد (ترام حصن) عام 1907 وظلت واسطة النقل الرئيسية بين المدينتين حتى أواسط القرن العشرين.
ـ طريق يربط مدينة النجف بكربلاء وهو الذي يسير مع خط النهر، وواسطة النقل عليه الخيول والحمير ثم العربات التي تجرها الخيول ثم السيارات فيما بعد.
ـ طريق يوصل مدينة النجف بأبي صخير ومدن محافظة الديوانية الأخرى، ويمر بالنجف الطريق الصحراوي المؤدي إلى مكة والمعروف بطريق الحج البري أو طريق زبيدة.
طريق مائي وهو طريق بحر النجف:
إن هذه الطرق وامتدادها أسهمت في عملية التبادل التجاري بين مدينة النجف وبين المدن المجاورة لها والبلدان الخارجية الأخرى، فقد تعاملت النجف مع البادية ونجد والحجاز والشام والخليج العربي ومع إيران، وأسهمت في تسهيل عملية وصول المسافرين والزوار إلى مدينة النجف لزيارة الضريح الشريف للإمام علي(عليه السلام) أو زيارة الشواهد والمعالم التاريخية الأخرى.
أهم الشواهد والمعالم التاريخية في مدينة النجف:
يعد المرقد العلوي الشريف من أبرز وأشهر معالم مدينة النجف التاريخية، تتوجه إليه، على مدار السنة، آلاف مؤلفة من المسلمين من مناطق مختلفة من العراق والعالم الإسلامي لغرض الزيارة والدعاء أو الدراسة، ويقع وسط المدينة وفي جانبي المرقد الشريف مرقد بني الله آدم ونوح (عليهما السلام). والمعلم الآخر في مدينة النجف هو مسجد (صفة الصفا) وهو من مساجد النجف القديمة وفي مقام للإمام علي (عليه السلام) ويقع في محلة العمارة، وهو في الأصل مرقد الرجل الذي جيء بجنازته من اليمن إلى ظهر الكوفة ودفن في الغري. ويعرف بـ (قبر اليماني) تارة و(مقبرة الصفا) تارة أخرى. وصفة الصفا متأخرة وكانت تسكنها الدراويش ويسمى حرم قبره بـ (الصفة) فإذا أضافوها يقولون صفة الصفا، أما العوام فتطلق عليه تسمية (صافي صفا) وهو مزار عامر مشيد يعود تاريخ بنائه إلى القرن السابع الهجري.
والمعلم الآخر في مدينة النجف هو مرقد هود وصالح (عليهما السلام). وهو اليوم داخل مقبرة وادي السلام( 1). والمعلم الآخر هو مقام الإمام المهدي (عليه السلام) ويقع في مقبرة وادي السلام أيضاً(2).وهناك قبر ينسب إلى كميل بن زياد النخعي الذي قتله الحجاج عام 701م وهو من أصحاب الإمام علي (عليه السلام) وموقعه على بضعة كيلو مترات من مركز المدينة على شمال المتجه إلى الكوفة( 3). وهناك أيضاً مسجد الحنانة، والحنانة( 4) أقرب إلى النجف من قبر كميل بالاتجاه نفسه وتعد نهايته أرض الثوية، يحيط بها مسجد يسمى باسمها (مسجد الحنانة) وهو كبير نسبياً فيه مشهد رأس الإمام الحسين (عليه السلام) ويقع وسط المسجد(5). وهناك أيضاً مقام الإمام علي بن الحسين بن علي (زين العابدين) (عليه السلام) في محلة العمارة، وهو مسجد كبير يقصده الزوار( 6). ورغم هذا التعدد والتنوع في الشواهد والمعالم التاريخية في مدينة النجف، فقد كان للمرقد العلوي الشريف إسهامه الفاعل في التطور التاريخي لمدينة النجف.
نظرة في التطور التاريخي لمدينة النجف حتى عام 1922م:
كان قبر الإمام علي (عليه السلام) يزار سراً حتى عام (171هـ ـ 809م)، إذ شيد هارون، الخليفة العباسي (170هـ ـ 193م /786هـ ـ 809م) أول بناء على القبر الشريف(7 ). ومنذ ذلك التاريخ أخذ الزوار يتوافدون على القبر وبدأ عدد من المسلمين دفن موتاهم جواره وبنى عدد آخر منهم دورهم حوله وأقام عدد ثالث منهم قرية( 8)، بحيث ما أن أطل عام 1977م حتى برزت النجف ضاحية صغيرة تتبع الكوفة دعيت من قبل بعض الرحالة بـ (ضاحية الإمام علي)( 9) وبانتقال الشيخ الطوسي عام( 10) (448هـ ـ 1056م) إليها أنشئت جامعة النجف العلمية وأصبحت المدينة مركزاً متقدماً للدراسة والبحث، ومما زاد في مكانتها العلمية(11).
—————————————————————————-
1 ـ جميل القريشي، المصدر السابق، ص53.
2 ـ جعفر باقر محبوبة، المصدر السابق، ج1، ص95.
3 ـ محمد حرز الدين، مراقد المعارف، ج2، النجف 1969م، ص78.
4 ـ الحنانة: أما هي كلمة مشتقة من الحنين، وذلك عندما مرت سبايا الإمام الحسين (عليه السلام) بموضع الثوية، إذ عبثوا برأسه الشريف ورؤوس أصحابه صدرت أصوات من الحنين جزعاً على ما حل بهم، وقد تأتي من تحنن عليه، أي ترحم. والحنان: الرحمة. أو أن الكلمة مشتقة من لفظة (حنا) وحنا: دير رشواني قديم من أديرة الحيرة كان في موضع المسجد، وتطورت اللفظة من حنا إلى حنانة بمرور الزمن.
5 ـ ينظر: عبد الواحد المظفر، بطل العلقمي ج3، النجف 1950ص294.
6 ـ ناجي وداعة الشريس، المصدر السابق، ص366.
7 ـ ينظر: أبو فرج الأصفهاني، المصدر السابق ص25، حسون البراقي، اليتيمة الغروية والتحفة النجفية، مخطوط محفوظ في مكتبة أمير المؤمنين في النجف.
8 ـ ذكر أهل البيت فضائل مدينة النجف الأشرف. فمثلاً ترى الإمام جعفر بن محمد الصادق (عليه السلام) يذكر ذلك جلياً فيقول: أربع بقاع ضجت إلى الله يوم الطوفان. البيت المعمور فرفعه الله إليه، والغري وكربلاء وطوس وعن سيدنا الإمام علي (عليه السلام) أنه قال: أول بقعة عبد الله فيها ظهر الكوفة لما أمر الله الملائكة أن يسجدوا لآدم فسجدوا على ظهر الكوفة وعن إمامنا الصادق (عليه السلام) أن الغري قطعة من طور سيناء وإنه الجبل الذي كلم الله عليه موسى تكليما وقدس عليه عيسى تقديسا واتخذ محمداً حبيباً وجعله للبنيين مسكنا وورد أن الغري بقعة من جنة عدن وعن الإمام الصادق (عليه السلام) أن الله عرض ولايتنا على أهل الأمصار فلم يقبلها إلى أهل الكوفة وإن إلى جانبها قبراً لا يأتيه مكروب فيصلّ عند أربع ركعات إلا أرجعه الله مسروراً بقضاء حاجته.
9 ـ ينظر: د. محسن عبد الصاحب المظفر، مدينة النجف الكبرى، المصدر السابق، ص18.
10 ـ هو الشيخ أبو جعفر محمد بن الحسن بن علي بن الحسن الطوسي المعروف بشيخ الطائفة، من رجالات العلم المعروفين. ولد في طوس عام (358هـ ـ 995م) وهاجر إلى بغداد عام (408هـ ـ 1056م) وأسس حوزتها العلمية. له الكثير من المؤلفات التي تعد من أمهات الكتب في حقول التفسير والحديث والفقه والأصول. توفى في النجف عام (461هـ ـ 1078م) ودفن فيها. للتفصيل، ينظر: حسن عيسى الحكيم، الشيخ الطوسي أبو جعفر محمد بن الحسن، النجف 1975.
11 ـ ينظر: محمد بحر العلوم، الدراسة وتاريخها في النجف، جعفر الخليلي، موسوعة العتبات المقدسة، قسم النجف ج2، بيروت 1987، ص30ـ 36.
تبين لنا ، مما تقدم أ، العمل الديني وقف في مقدمة العوامل التي أسهمت في نمو مدينة النجف وتطورها، فقد استمدت النجف أهميتها الدينية من وجود المرقد الشريف للإمام علي (عليه السلام) وسعى الناس في مناطق مختلفة من العالم لزيارته ومجاورته، ومن ظهور نظام الاجتهاد الديني الذي ارتبط فكرياً وروحياً بالمرقد الشريف. ومع ذلك، فإن تطور مدينة النجف العمراني والجلائريينفي العراق في نهاية القرن السابع ومطلع القرن الثامن الهجريين، حيث بذلت جهود كبيرة في تعمير المدارس وإقامة التكايا وجراية الأنهار والأرزاق على من حل بها، فأصبحت النجف (مدينة حسنة في أرض فسيحة صلبة…). واستمر الحال على عهد المماليك حيث شهدت المدينة نهضة علمية وأدبية كبيرة، وفي أيام الحكم العثماني تمكنت مدينة النجف، طيلة شطر كبير من ذلك الحكم، أن تفلت من سيطرته وأن تعيش وضعاً شبه مستقل تجد في أنها كانت المدينة الأبرز من بين العتبات المقدسة في العراق التي أخذت منذ أوائل القرن العشرين تمارس تأثيراً دينياً وسياسياً كبيراً.
الفصل الأول
نظرة في التطور التاريخي لمدينة النجف حتى عام 1932م
المبحث الأول
موقف النجف من التطورات السياسية قبل الحرب العالمية الأولى
شهدت مدينة النجف تغيرات اقتصادية واجتماعية شجعت على تنامي الوعي السياسي فيها كان مبعثه نمو الحركة القومية العربية وقيام الحركات الدستورية في كل من إيران والدولة العثمانية.
ظهر هذا الوعي حول الدستور الذي أثاره إعلان مظفر الدين شاه القاجاري 1896ـ 1907م لسن الدستور في إيران (5/آب /1906)(وانعكس ذلك الصراع على مدينة النجف التي انقسمت بدورها بين مؤيد ومعارض لتلك الثورة فأصبحت بذلك إحدى ساحات تلك المعركة السياسية لمركزيتها العلمية ووجود القيادة الدينية فيها، لذلك كان رجال الدين (العلماء) في النجف في مقدمة المواكبين لإحداث الثورة الدستورية الإيرانية.
الأمر الذي انعكست بشكل واضح فيه مواقفهم في التأييد والرفض(1 ).
سمي الفريق الأول المؤيد لها (المشروطة) ويتزعمه الشيخ كاظم الخراساني(2 ). أما الذين رفضوا الدستور وناهضوه بشتى الوسائل سمي (المستبدة) وبزعامة كاظم اليزيدي(3 ).
كانت تحدو مؤيدي الثورة من العلماء دوافع نبيلة، قطع دابر الفساد ورفع الظلم عن الرعية، وتحقيق العدالة والحرية( 4) وهي دوافع لا تتعارض عندهم مع الدين الإسلامي بل منسجمة معه، مؤكدين في ذات الوقت أن الحرية والعدالة لا تتحقق إلا بحياة دستورية سليمة من شأنها أن تؤدي نهاية المطاف إلى بناء مجمتع إسلامي يستطيع التصدي بقوة للخطر الاستعماري الشرس في تقطيع أوصاله وفرض الهيمنة عليه وعلى مقدراته(5).
ولما استلم عرش إيران محمد علي شاه( 6) في الثامن من كانون الثاني 1907 بادر المجتهد كاظم اليزدي الخرساني بتوجيه رسالة إليه حوت عشراً من الوصايا أكدت مضامينها على ضرورة نشر العدالة الحقة والمساواة والعمل بالدستور والحفاظ على مبادئه وإعلاء مقام العلم وتكريم حملته مؤكداً ومحذراً في الوقت نفسه من مغبة مجافاة هذا الوصايا، إلا أن الشاه لم يرضخ إلى تلك المطاليب مترقباً بروح التحدي والاستبداد الفرص المؤاتية للانقضاض على الدستور والدستوريين(7 ).
وعلى أثر هذا التصعيد الحاد من قبل الشاه ضد الثورة(8 ) أبرق عدد من الدستوريين مستنجدين بالعلماء البارزين في النجف فجاءت استجابتهم مؤازرة لهم ضد جرائم قتل المسلمين. مشددين في الوقت نفسه ضرورة التمسك والعمل الحثيث على (حماية الدستور)( 9).
حاول العلماء إيصال صوت احتجاجهم إلى الرأي العام المربي والإسلامي حيث شجعت برقياتهم والاحتجاجية عدداً من صفحات المجلات والصحف العراقية والعربية(10 )، لذا عدّ موقف رجال الجدين في النجف طلقة مبهجة إلى أنصار الدستور وساهمت في سقوط محمد علي شاه(11 ).
————————————————————————————————————–
1 – توجد معلومات واسعة عن الثورة في: علاء حسين الرهيمي حقائق عن الموقف في العراق من الثورة الدستوية الإيرانية (1905ـ 1911) بحث قدم إلى كلية القائد جامعة الكوفة 2001م.
2 ـ الشيخ محمد كاظم الخرساني: زعيم ديني سياسي ولد سنة 1839 في خراسان هاجر إلى النجف لتلقي العلوم الدينية فيها، ينظر تفاصيل حياته في، عبد الرحيم محمد علي، المصلح المجاهد الشيخ كاظم الخراساني، مطبعة النعمان، النجف 1972.
3 ـ محمد كاظم اليزدي: هو الزعيم الديني محمد كاظم بن عبد العظيم اليزدي فقيه ومرجع ولد سنة 1831م. ينظر: محمد حرز الدين، معارف رجال في تراجم العلماء والأدباء، ج2، مطبعة الآداب، النجف، 1964، ص326ـ 329.
4 ـ المصدر نفسه، ص277.
5 ـ المصدر نفسه، ص277.
6 ـ ولد في تبريز عام 1872، حكم أذريجان عام 1895 ثم ولي العد وتسلم عرش بلاده عام 1907، اتسم حكمه بالطغيان والتعسف خلف عن العرش لبلده سنة 1909، ينظر: محمد وصفي أو مغلى، 287ـ 288، إيران دراسة عامة، مركز دراسات الخليج العربي، البصرة، 1985، ص287ـ 289.
7 ـ الندوة القومية في إيران ترجمة مركز البحوث والمعلومات، بغداد، 1984، تسلسل (11)، ج1، ص207.
8 ـ يرفند ابرهيمان، خلفيات وعوامل الثورة الدستورية 1906، ترجمة مركز الأبحاث العربية بيروت، 1980. ص46
9 ـ الندوة القومية في إيران، المصدر السابق، ص207.
10ـ ينظر مثلاً: (العرفان) مجلة ، ج،5 مايو، 1909، ص204ـ 241، العلم (مجلة)، المجلد الأول، العدد (10)، 1910، ص234ـ 250.
11 ـ الندوة القومية في إيران، المصدر السابق، ج1، ص207.
وإلى جانب المؤيدين والمناهضين للثورة الدستورية الإيراينة، كان هناك جناح ثالث اتسمت مواقفه بالحيادية وعدم الانغماس في الأحداث وتطوراتها مدفوعين برغبة اجتناب المكاره ونوائب العمل السياسي وإيثاراً للسلامة(1 ).
فقد جاء على لسان واحد من أبرز شخصيات هذا الجناح هو المجتهد الشيخ حسن صالح كاشف الغطاء( 2).
((نبعث المشروطة، وكانت فكرة مجردة يرمون العمل بها فلم أتقرب حيث إني خشيت أ، ينالني منها شيء فتنحيت عن كل من مال إليها ومن حاربها))( 3).
يبدو واضحاً مما تقدم أن المؤسسة الدينية في النجف الأشرف انقسمت في مواقفها من الثورة الدستورية الإيرانية إلى ثلاثة أجنحة ما بين مؤيد ومناهضة وحيادية.
أخذ التناقض بين الجناحين الأول والثاني شكلاً حاداً وعميقاً بأطرافه إلى أعتاب مرحلة الصراعات والمواجهات العنيفة الدامية( 4)، مما أثر وبشكل كبير على المجتمع النجفي الذي كانت عيونه تتطلع إلى رجال الدين.
وضمن إطار دعم الثورة الدستورية فكرياً في النجف، أصدر المجتهد الشيخ حسين النائيني(5 ) كتاباً حمل (رسالة تنبيه الأمة وتنزيه الملة) عنواناً له تضمنت مضامينه دعوة واضحة إلى العمل على يقظة الأمة ونهضتها من سبات طويل وكما دلت متون الكتاب إن ذلك مرهون بنبذ تسلط الحكام واستبدادهم المطلق والعمل الحثيث على إرساء دعائم أسس حكم دستوري سيشرف على تنفيذ وحماية المؤسسة السياسية وحمايتها( 6).
إن رجال الدين في المؤسسة الدينية النجفية كانوا في مقدمة المواكبين لإحداث الثورة التي لم تنحصر بصماتهم على الكيان السياسي الإيراني فحسب بل في عموم المنطقة الإسلامية والعربية التي شكلت في محلتها النهائية رافداً مهماً من روافد وعيها السياسي واتضاح مفاهيمها الديمقراطية ـ الدستورية المبكرة، مما أثر على الوعي الاجتماعي بمدينة النجف.
وجدير بالذكر أن الانقلاب الذي قام به العثمانيون سنة 1908م كان له هو الآخر، بأثيرات واضحة على مدينة النجف فقد طالب العثمانيون بالعمل بالدستور ورفعوا شعاراتهم المتأدية بالحرية والعدالة والمساواة(7 )، وعند نجاح انقلابهم في 23تموز عام 1908 أعلن علماء النجف وجوب تنفيذ الدستور وحذروا من الإقدام على مقاومته ومعارضته وعدوا
—————————————————————————————————————–
1 ـ علاء حسين الرهيمي، المصدر السابق، ص11.
2 ـ هو حسين بن صالح بن مهدي آل كاشف الغطاء درس العلوم الدينية في النجف وسامراء وكان أبرز أساتذته محمد كاظم الخرساني، وتوفى سنة (1907) شاباً لم يتجاوز 35سنة، ينظر: محمد حرز الدين، معارف الرجال، ج1، ص121.
3 ـ المصدر نفسه، ص121.
4 ـ علاء حسين الرهيمي، المصدر السابق، ص11.
5 ـ حيني (النائيني: من علماء الدين الكبار فقهياً، درس الفقه في جامعة النجف الدينية فكان من كبار خريجيها. ينسب إلى بلدة نائين الإيرانية أما أبرز أساتذة عصره محمد كاظم الخرساني وإسماعيل العاملي ومحمد حسن الشيرازي، توفى سنة 1936، ينظر: تفاصيل حياته في هاشم الحسيني، حياة الإمام الميرزا محمد حسين النائيني ط1، مركز البحوث والدراسات الإسلامية 2002.
6 ـ الرهيمي، المصدر السابق، ص19.
7 ـ محمد كمال الدسوقي، الدولة العثمانية والمسألة الشرقية، مطبعة دار الثقافة، القاهرة، 1936م، ص313ـ 316.
مخالفته تجاوزاً على الأحكام الدينية(1 ) وأصبحت الاجتماعات والمظاهرات المؤيدة للدستور تقام في الصحن الشريف والجوامع والمدارس على نحو علني بعد أن كانت سرية(2 )، مما يعطي صورة معبرة عن التحرك الاجتماعي في مدينة النجف.
استبشر العرب بعد أن أصبح أمل الجميع التخلص من الاستبداد والتعسف وبعد أن قطع السلطان عبد الحميد وعداً بالمحافظة عليه، إلا أنه لم يلتزم بوعده، فنكث العهد فشعر العثمانيون بما ينتظرهم من قتل واغتيال، فاستنجدوا بأحرار العراق(3 )، فبادر العلامة الشيخ كاظم الخرساني ببرقيته المشهورة إلى السلطان في استنبول:
((والآن بلغنا بعض الناس تداخلهم الخناس فأعماهم وأصمهم ونفث الشيطان على لسانهم بكلمة حق يريدون تزويج باطلهم، متأملين من سلطان الإسلام دامت أفاضته وبركاته عدم (الإصغاء لكافة هؤلاء فإنهم أما أعداء وأما جهلاء))(4 ) وفي أعقاب نشر الدستور العثماني خالط النجف وعي دستوري انتشر بين خاصتها التي أقبلت على قراءة الصحف وراحت تجلبها من كل مكان فتكونت بذلك طبقة سياسية تتعقب الحوادث العالمية( 5) وقد لقي موقف التأييد للدستور العثماني ترحيب قادة الاتحاد والترقي(6 ). التي أوفدت جماعة من الاستانة أثر إعلان الدستور جماعة منهم (ثريا بك) لفتح فروع لها في العراق، فاستقبل استقبالاً حافلاً وفتح فروعاً في النجف، ونزل دار خاصة أعدت له في محلة العمارة في ضيافة أحد وجهاء المدينة يدعى (علي المانع)( 7) وبعد تلك الزيارة إلى مدينة النجف تألفت الجمعية بزعامته، وانتسب إليها أشخاص كثيرون من طلاب العلم وأقسموا يمين الولاء لمبادئ الجمعية وكان في النجف عدة جمعيات في تلك الحقبة من الزمن منها ((الجمعية العلمية)) عند تأسيس جمعية الاتحاد والترقي جرى التنسيق بينهما في احتفال كبير حضره مؤسسوا الجمعيتين وبقية المنتسبين والمواطنين. وثم تبادل الخطب التي كانت ترمي إلى اتحاد أبناء الشرق وإنهاض شعوبه( 8). وكان افتتاح هذا الفرع عاملاً مهماً من عوامل نشاط أبناء النجف في تلك الحقبة للعمل على نشر المبادئ الدستورية والدعوة لها( 9).
من خلال ذلك يتضح أن مبادئ القومية العربية وجذورها إلى جانب الطابع الإسلامي، هذه المبادئ التي اتخذها أبناء النجف أساساً للدفاع عن أفكارهم الداعية للتجديد والاستقلال هذه المبادئ التي اتخذها أبناء النجف أساساً للدفاع عن أفكارهم الداعية للتجديد والاستقلال نتيجة تأثرهم بالأفكار السياسية والقومية التي وصلتهم عبر الصحف والمجلات التي كانت تصدر في أرجاء الوطن العربي، كما كمان لظهور الرجال المصلحين أمثال جمال الدين الأفغاني ومحمد عبده وغيرهم من حملة الفكر العربي، كل ذلك كان مما أسهم
————————————————————————————————————
1 ـ للاطلاع على فتاوى العلماء ينظر: محمد علي كمال الدين، التطور الفكري في العراق، بغداد 1960م، ص26ـ 29.
2 ـ عبد الغني الملاح، تاريخ الحركة الديمقراطية في العراق، بيروت، 1980م، ص90، محمد علي كمال الدين المصدر السابق. ص44.
3 ـ ناهدة حسين علي، المصدر السابق، ص44.
4 ـ مجلة العرفان، العدد (9). (17/ آب/ 1909) . ص398
5 ـ حسين الأسدي، المصدر السابق، ص50.
6 ـ أمثال أحمد جمال باشا، وصائب بك وحمزة بك، ينظر: علي الشرقي النوادي العراقية، ص23، جريدة النهضة العراقية، العدد 25، 1927م.
7 ـ علي المانع: هو الشيخ علي بن الشيخ درويش بن حسن بن شمس النجفي ولد عام 1854 في النجف، وهو فقيه تلقى تحصيله على يد العلماء في النجف، أسهم في جمعية الاتحاد والترقي في النجف، ينظر: ناهدة حسين علي، المصدر السابق، ص46.
8 ـ عبد الرزاق الحسني، العراق في دوري الاحتلال والانتداب، ط1، سوريا، 1935. ص47.
9 ـ حسن الأسدي، المصدر السابق، ص86.
في زيادة الوعي السياسي لأبناء الأمة العربية ومنهم أبناء مدينة النجف السابقين لحمل هذه الأفكار التحررية.
لقد عرفت مدينة النجف الأشرف بتصديها للقضايا السياسية الهامة على الصعيد الإسلامي والعربي ومنذ مطلع القرن العشرين فأسهمت في توضيح أبعاد الفكرة القومية عندما عندما واكب علماؤها في مؤسستها الدينية معظم التطورات السياسية التي شهدتها الساحتان العربية والإسلامية وتفاعلوا معها كما حصل ذلك أبان الغزو الإيطالي لليبيا عام 1911م.
فكان لهذا الحديث رد فعل كبير فيها، فلم يتم الاكتفاء بالتظاهر والاحتجاج بل أعلن علماؤها الجهاد ضد الغزو الإيطالي وفي مقدمتهم محمد كاظم الخرسان والسيد كاظم اليزدي, وقد شكلت لجان للتطوع فيها، ونشط الكثير من مثقفيها وشعرائها في تعبئة الرأي العام واستنكار الغزو.
لقد تصاعد الموقف حتى أخذت الصحف تندد بالاستعمار الأجنبي تفنيداً لمخططاته في أحكام سيطرته على بقية أجزاء الوطن العربي . وكان عدد من العلماء قد أصدروافتوى جاء فيها:ـ
((من علماء النجف الأشرف إلى كافة المسلمين، إن الجهاد لدفع الكفار عن بلاد الإسلام وثغوره، مما قام إجماع المسلمين وضرورة الدين على وجوبه)).
قال الله سبحانه وتعالى: (انْفِرُواْ خِفَافاً وَثِقَالاً وَجَاهِدُواْ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ ….)).
هؤلاء جنود إيطاليا قد هجموا على طرابلس العرب وأبادوا ابنتيها وقتلوا رجالها ونساءها وأطفالها ما لكم نبلغكم دعوة الإسلام فلا تجيبون ….. ونوافيكم صرخة الإسلام فلا تغيثون ….. أتنتظرون أن يزحف العدو إلى بيت الله الحرام وحرم النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)… والمدن المقدسة الأخرى …..).
لذا حاول العلماء نشر الوعي السياسي في أكبر قاعدة في الأمة الإسلامية من خلال مواقفهم في الصحافة للدولة العثمانية، فأرادوا شرح حقيقة موقفهم الإسلامي في مواجهة وإخراج عساكر روسيا وبريطانيا من شمال وجنوب إيران.
وحاول الروس تهدئة الموقف فبعث قنصل الروس في بغداد رسالة إلى الشيخ كاظم الخرساني شرح فيها الأسباب التي دفعت حكومته للتدخل العسكري وأكد أن بلاده ستنسحب من أرض إيران. ولكن الشيخ أجابه برسالة شديدة اللهجة قائلاً: ((لقد نفذ صبر المسلمين وما دامت بينهم ورقة واحدة من القرآن الكريم فإنهم لا يمكن أن ينهزموا، إننا نحن المجتهدين مستعدون لبذل آخر قطرة من دمائنا في سبيل حفظ الدولة والشعب الإسلامي))(1 ).
برزت فتوى بالجهاد ومنهم السيد كاظم اليزدي الذي تحدث عن الهجمة الاستعمارية التي تقوم بها إيطاليا وروسيا وبريطانيا على البلاد الإسلامية( 2).
إن الشعور الديني في المدينة وإن كان قد سبق الشعور القومي، إلا أن ذلك لم يكن يعني طغيان المفهوم الديني على الاتجاه السياسي، إذا اتضح لنا أن أبناء مدينة النجف كانوا يذودون عن دينهم في نضالهم السياسي وقدموا التضحيات الجسيمة في سبيله وفي كل وقت وخصوصاً بعد الحرب العالمية الأولى.
المبحث الثاني
موقف النجف من التطورات السياسية بعد الحرب العالمية الأولى
عرفت مدينة النجف بالعديد من المواقف الرافضة للاحتلال سواء كان ذلك عثمانياً أم بريطانياً، فقد شهدت المدينة انتفاضة عام 1915ضد العثمانيين التي من خلالها تم طردهم عنها وأصبحت السلطة فيها محلية وتدار من قبل زعمائها الأربعة( 3)، واستمر ذلك الوضع إلى الاحتلال البريطاني للعراق حيث بقيت إدارة البلدة بيد أهلها، إلا أن السير برسي كوكس(4 ) رفض بقاءها بيد أهلها فتم تعيين ممثل للحكومة البريطانية في حكم مدينة النجف المدعو حميد خان(5 )، ونيتجة لرفض أهل المدينة الخضوع للسيطرة البريطانية، شكلت جمعية النهضة الإسلامية في عام 1917م وكان من أبرز أعضائها محمد جواد الجزائري وعدد آخر من رجال الحركة الوطنية في النجف وكان لهذه الجمعية جناحان سياسي وعسكري، فعمل جناحها العسكري في التصدي للبريطانيين من عام 1918م، وقتل حاكمها مارشال( 6). ثم خضعت النجف للسيطرة البريطانية. وقد حاولت بريطانيا تنظيم استفتاء لطبيعة الحكم الذي يريده العراقيون، إذ حمل ولسن للذهاب إلى النجف عام 1919 وطلب الاجتماع بزعمائها وخيرهم بين الرجوع للحكومة العثمانية أو الخضوع للسيطرة البريطانية، أو تشكيل حكومة عربية(7 )، فكان رد النجفيين حاسماً وصريحاً من خلال قولهم
————————————————————————————————————————
1 – ناهي حسن علي، المصدر السابق، ص25.
2 ـ عبد الله فياض، المصدر السابق. ص117ـ 118.
3 ـ للمزيد من التفاصيل ينظر: حسن الأسدي، المصدر السابق، ص93ـ 94.
4 ـ السير برسي كوكس: ولد في مدينة (اسكس) البريطانيا عام 1865 وتعلم في هرو ثم التحق بالجيش سنة 1884م، نقل إلى دائرة السياسة الهندية عام 1890م عين مندوباً سياسياً في الخليج العربي، بعد الحرب العالمية الأولى عين وكيلاً للوزير البريطاني في العراق، وفي عام 1921م عاد إلى العراق وعين مندوباً سامياً لحكومته في العراق. توفي سنة 1937في مدينة بلفور البريطانية، ينظر (إدراة العراق)، تقويم العراق سنة 1922، دائرة المعارف العامة. مطبعة العراق بغداد 1933م، ص281ـ 284.
5 ـ العراق (جريدة)، العدد (7)، 21 حزيران 1920م.
6 ـ حسن الأسدي، المصدر السابق، ص245.
7 ـ عبد الرزاق الحسني، الثورة العراقية الكبرى، ص65ـ 66، ناجي وداعة الشريسي، لمحات من تاريخ النجف الأشرف، ص137ـ 138. مطبعة العرفان، صيدا، 1953م.
له:ـ نريد حكومة عربية يرأسها أحد أبناء الشريف حسين(1 ). وقد خرج ولسن من الاجتماع غاضباً بعد ما استمع إلى مطالب النجفيين التي تدعو إلى تشكيل الحكومة العربية وقد حاول البريطانيون احتواء مطالب بإنشاء المجالس البلدية( 2) فقد اضطر أعضاؤها إلى تقديم استقالتهم عندما وجد العراقيون بأن بريطانيا لم تف بالتزاماتها وقررت فرض الوصاية عليه من خلال الانتداب( 3)، لذا بدأت الاستعدادات والاجتماعات للعمل على قيام ثورة مسلحة وكانت الشرارة الأولى في 30 حزيران 1920م(4 ) وبدعم مباشر من السيد محمد تقي الشيرازي(5 ) وكان من أبرز نتائج الثورة قيام الحكم الملكي في العراق، إذ كان تأييدهم لترشيح فيصل لم يكن نابعاً عن عاطفة أو مشاعر دينية صرفه بل يستند إلى تقييم واقع البلاد الذي جعل فيصل أفضل المرشحين لما تمتع به من إرادة سياسية ومشاعر وطنية وقومية( ).
وفي سياق التطورات التأريخية أيضاً: نقول أن مدينة النجف قد تعرضت إلى خطر خارجي تمثل بالغزو الوهابي للنجف عام 1922م( 6) وكان موقف النجف متميزاً من مشكلة الموصل فقد طالب أبناؤها معاوضة مؤتمر لوزان عام 1923م من خلال التجمعات والتظاهرات التي قامت في المدينة(7 )، فعبر الشعراء عن رأيهم في هذه القضية، ففي يوم (16 كانون الأول عام 1925م). مثلاً ألقى الشاعر محمد علي اليعقوبي قصيدة استبشاراً بضم الموصل إلى العراق منها:
لك يا برق منه وأيادي
جئت تطوي الفضا بقوة بشرٍ
هي جزء من العراق فراحوا
جئت تبري الهنا بعود البلاد
نشرت عرفها على كل ناد
فصلها عنه بعد طول اجتهاد(8 )
وفي عام 1926 قام النجفيون بتأسيس ناد اجتماعي سياسي سمي نادي الإصلاح في النجف( 9)، كما كانت لهم مواقف قومية في هذا العام منها جمع التبرعات لإغاثة
————————————————————————————————————–
1- عبد الرزاق الحسني. الثورة العراقية الكبرى، ص97.
2 ـ للمزيد عن تفاصيلها ينظر: عز الدين عبد الرسول، محسن أبو طبيخ دوره في الحركة الوطنية حتى عام 1958م، رسالة ماجستير غير منشورة، كلية الآداب جامعة الكوفة، 1999، ص68.
3 ـ عبد الرزاق الحسني، الثورة العراقية الكبرى، ص36.
4 ـ للتفاصيل عن ثورة العشرين الكبرى ينظر: ل. ن. كوتلون، ثورة العشرين الوطنية التحررية في العراق. ترجمة عبد الواحد كرم. مطبعة وأوفسيت الديواني، بغداد. 1985، وميض جمال نظمي. المصدر السابق.
5 ـ محمد تقي الشيرازي تتلمذ على يد كبار العلماء منهم الفقيه والعالم حسن الشيرازي، فغدا من كبار المراجع كانت له مواقف حازمة في مي مواجهة الاحتلال البريطاني للعراق، لاسيما في ثورة العشرين توفي سنة 1920م للتفاصيل ينظر: مكتب منابع الثقافة الإسلامية في كربلاء، الإمام الشيرازي فقيه العالم الإسلامي، مطبعة الغري الحديثة، النجف الأشرف، 1380هـ ص5.
6ـ فريق مزهر الفرعون، الحقائق الناصعة في الثورة العراقية 1920، ج2، مطبعة النجاح، بغداد، 1952. ص520.
7ـ للمزيد من التفاصيل حول هذا الغزو ينظر: حافظ وهبة، جزيرة العرب في القرن العشرين. ط5، لجنة التأليف والترجمة والنشر، بغداد، 1967، ص289ـ 291.
8 ـ تفاصيل هذا المؤتمر ينظر: محمد حمدي الجعفري، بريطانيا والعراق حقبة الصراع (1914ـ 1958) طبع في دار الشؤون الثقافة العامة، بغداد، 2000، ص21ـ 42.
9 ـ النجف (جريدة)، 12 كانون الثاني، 1926م.
للمزيد من التفاصيل عن هذا النادي ينظر: عبد الستار شنين، المصدر السابق، ص143.
المتضررين في الثورة السورية الكبرى( 1) ودعمهم لحركة المقاومة العربية في فلسطين بعد تصاعدها في آب عام 1929، وكان الشعراء دور في إبراز الحس القومي للمدين منهم الشاعر صالح الجعفري إذ قال:
فلسطين هي أم الرزايا
شب بركانها في القدس ولكن
وهي اليوم ساحة حربية
عم كل الجزيرة العربية
وفي عام 1930م كانت شوارع النجف ومحلاتها مسرحاً للمحاضرات والاحتجاجات ضد المعاهدة التي عقدت في هذا العام( 2)، وفي السنة اللاحقة كانت المسيرات التي عمت البلدة كانت تطالب بإلغاء المعاهدة أو تعديل مضامينها(3 ) وفي العام نفسه كان للمسيرات دور كبير في إضراب رسوم البلديات(4 ).
إن لوجود المرجعية الدينية في النجف إسهام فاعل توضح من خلال دفع علمائها إلى بيان موقفهم من الأحداث التي تجري في العراق وفي العالم الإسلامي، وهو أمر منح النجف ثقلاً كبيراً.
وفي عام 1932م شهد العراق في العهد الفيصلي أحداثاً كبيرة يأتي في طليعتها انضمام العراق إلى عصبة الأمم حيث انحسر ظل الانتداب بالظاهر ومنح العراق استقلاله(5 ) فكان الشارع النجفي يراقب الأحداث بوعي عربي وإسلامي، الغاية الأولى من ذلك تحقيق أهداف الشعب في الحصول على الاستقلال التام.
لذا سمي أبناء مدينة النجف في وقت مبكر لتأسيس جمعيات سياسية وأدبية وثقافية أعلنوا من خلالها المطالبة بحق الشعب وتحقيق أهدافه الوطنية.
المبحث الثالث
التنظيمات السياسية والأدبية والثقافية في النجف الأشرف
نشأت في النجف العديد من التنظيمات والجمعيات السياسية والأدبية والثقافية، وكان لهذه الجمعيات أثر كبير في خدمة المجتمع، فهذه المسئولة عن حسن توجيه الناس وصقل أفكارهم، لذلك فإنها تبعث فيهم الهمم وتوقظ فيهم الشعور وتشحذ العزائم، ذلك لأن لكل جمعية، ولكل مؤسسة من هذه المؤسسات أهدافاً ترمي إليها في سبيل الخدمة معالجة الأوضاع الاجتماعية بطريقة مفيدة( 6).
————————————————————————————————————————–
1 ـ النجف (جريدة)، 7 كانون الثاني. ص153.
2 ـ لمعرفة تفاصيل هذه المعاهدة ينظر: أحمد رفيق البرقاوي. العلاقات السياسية بني العراق وبريطانيا (1922ـ 1932)، مطبعة دار الطليعة للطباعة والنشر، بغداد، 1980، ص225ـ 229.
3 ـ العالم العربي (جريدة) عدد 15، 16 نيسان 1930.
4 ـ للمزيد من التفاصيل عن هذه الرسوم ينظر: صدى العهد (جريدة)، 9 آب 1921م، العالم العربي (جريدة)، العدد34،(7 تموز/1931م).
5 ـ جعفر الخليلي، موسوعة النجف، ج2، ص329.
6 ـ حيدر الرجاني، المصدر السابق، ج2 ص82.
فالجمعيات والمؤسسات والنوادي وإن اختلفت في المسالك وتباينت في المناهج وتعاكست في الاتجاهات فإنها على قدر ما يتسلح به أعضاؤها من إيمان وإخلاص، لا تسعى إلا لخدمة الناس ولا تقصد إلا بناء كيان الأمة ورفع شأن البلد وأبنائه، والنهوض بهم إل المستوى الذي يزيد في نشاطهم ويحمل منهم أدوات صالحة للإصلاح وعناصر نافعة للمجتمع كل في محيطه وفي مجال عمله لكي يتسنى للأمة أن تحصل على ما تروم من تقدم تطمع إليه ومنزلة سامية تتوق إليها.
ومن هذا المنطلق كانت الجمعيات في النجف تمارس نشاطها وفقاً لما يمليه عليها الإسلام والمسلمون، ومنذ آلاف من السنين تعد النجف محط أنظار طلاب العلم والمعرفة، وقد عدت مركز الإشعاع الفكري والديني الذي يقع على المعمورة، وهكذا أصبح العالم الإسلامي يوجه أنظاره إلى هذه البقعة المباركة تلهفاً لما يصدر منها من نتاج في مختلف صنوف العلم.
لذلك أنجبت مجالسها الشخصيات البارزة والأفكار النيرة التي استطاعت تأسيس الجمعيات والنوادي الثقافية التي كانت لها الدور لها آثار بارزة في حقول الحياة العامة. ومن تلك الجمعيات والنوادي ما يلي:
جمعية النهضة الإسلامية في النجف:
جمعية ذات طابع ديني وكان الاتجاه الوطني كان واضحاً فيها، تألفت هذه الجمعية السرية في مدينة النجف الأشرف عام 1918م، غايتها تخليص العراق من السيطرة الأجنبية وإثارة المسلمين عليها لضمان استقلال العراق.
ألفت الجمعية من نخبة من أبناء المدينة خريجي مجالسها الأدبية التي استطاعت فرز عناصر قيادية تمكنت من تشكيل جمعيات لتحقيق أهداف البلاد في أحرج الأوقات.
تألفت هذه الجمعية من جناحين الأول سياسي، يديره ويوجهه علماء الدين ورجال الفكر، والثاني مسلح من حملة السلاح النجفيين.
قررت الجمعية اغتيال حاكم النجف الكابتن مارشال لتكون هذه الحادثة شرارة لثورة العراق عام (1918)
وحدثت هذه الحاديثة بمشاركة أبناء النجف بمحلاتها الأربع في المقاومة على الرغم من النتائج المؤلمة التي أسفرت عنا نهاية العمليات المسلحة( 1).
حزب النجف الوطني السري:
أسس المتنورون من رجال الدين ومجموعة من زعماء الفرات الأوسط( 2) حزب النجف السري في (3/ تموز/ 1918م)(3 ). فكان أعضاؤها المؤسسون(4 ) ينددون بالسياسة البريطانية التي كانت ترمي إلى القضاء على الحركة القومية العربية(5 )، مطالبين باستقلال العراق وتأسيس حكومة وطنية برئاسة أحد أنجال الشريف حسين( 6).
اشترك الحزب في ثورة العشرين وكان له دور وطني متميز في تحريك الشارع النجفي ضد المحتلين( 7).
لذا أسهمت الحياة العلمية النجفية في تكوين شخصية شبابها وتطوير فكرهم السياسي، بفعل ما كان لمجالس المدينة وبتأثير علمائها والمثقفين فيها وممن يحملون آراء في الآداب والسياسة والحياة الاجتماعية عامة.
جمعية الرابطة الأدبية:
أسست عام 1932م، أسهمت مساهمة فاعلة في بحث الحركة الأدبية في النجف الأشرف( 8)، فكانت رائجة النهضة الأدبية الحديثة فيها(9 )، أبرز أهدافها نشر الأدب العربي وتنمية الأدب العربي، عن طريق عقد الأمسيات الأدبية والشعرية،
قامت بإصدار عدة دواوين وكتب(10 ).
عملت هذه الجمعية على أن تكون واسطة اتصال بين أدباء الأمة العربية وعلمائها وبين أبناء مدينة النجف ورجال دينها(11 ) وكان الشيخ محمد علي اليعقوبي( 12)
——————————————————————————————————-
1 ـ الكابتن مارشال: أحد الضباط البريطانيين عين بوظيفة معاون الحاكم السياسي في الكاظمية ثم نقل إلى وظيفة الحاكم السياسي في النجف. وهو أحد رجال الاستشراق يحسن الفارسية وشيئاً من العربية وقد أوجد له علاقات طيبة مع رجال الدين في الكاظمية خلال أشهر خدمته العشرة فيها، اغتيل في النجف فجر يوم (9/ آذار/ م1918) ينظر: عبد الرزاق الحسني ثورة النجف. المصدر السابق ص16.
2 ـ عبد الرزاق الحسني، الثورة العراقية الكبرى، المصدر السابق. ص97.
3 ـ عبد الأمير العكام، الحركة الوطنية في العراق 1921ـ 1932م، مطبعة الآداب، النجف 1975، ص25ـ ص26.
4 ـ على رأسهم: عبد الواحد الحاج سكر وعلوان الياسري وكاظم العوادي وشعلان أبو الجون ومحسن شلاش وهادي زوين وعبد الرزاق عدوة، ينظر: عبد الجبار حسن الجبوري، الأحزاب والجمعيات السياسية في القطر العراقي (1908ـ 1958) مطبعة دار الحرية، بغداد، 1977م، ص47ـ 49.
5 ـ خالد حسن جمعة، الوحدة العربية في مناهج ومواقف الأحزاب العراقية (1921ـ 1958) رسالة دكتوراه غير منشورة، معهد الدراسات القومية والاشتراكية، الجامعة المستنصرية، بغداد، 1991م، ص54.
6 ـ أبرز أعضائها المؤسسين سعد جريو، عبد الكريم الجزائري ومحمد رضا الشبيبي وسعد كمال الدين ومحمد رضا الصافي ومحمد باقر الشبيبي وحسين كمال الدين ومحمد جواد الجزائري وعلي الشرقي وأحمد الصافي ومحمد علي كمال الدين. ينظر: محمد علي كمال الدين، مذكرات السيد محمد علي كمال الدين، مطبعة العاني، بغداد، 1986، ص77.
7 ـ خالد حسن جمعة، المصدر السابق. ص54.
8ـ عبد الجبار حسن الجبوري، المصدر السابق. ص47.
9 ـ الفرات (جريدة)، العدد الأول، (7/ آب/ 1920م)
10 ـ عبد الهادي الفضلي، المصدر السابق. ص101.
11 ـ ناجي وداعة الشريسي، المصدر السابق، ص89
12 ـ من أهم إصداراتها: ديوان الشبيبي وجهاد المغرب العربي والقرآن والطب الحديث والفلسطينيات والجزائر المجاهدة ولمحات من حياة الشيخ اليعقوبي. ينظر: المصدر نفسه، عبد الهادي الفضلي، المصدر السابق ص101.
والسيد عبد الوهاب الصافي( 1) أبزر مؤسسيها، مسخرين كل الإمكانيات الثقافية والأدبية لخدمة العلم والمعرفة في النجف وكانت القضايا القومية جوانب في جلساتها وندواتها المنعقدة بصورة مستمرة. متزامنة مواقفها مع المؤسسة الدينية التي لم تهمل السياسة في حياتها، ولعل الجدول رقم (3) سيوضح الجمعيات الفكرية التي أدت دورها بشكل فاعل في الساحة النجفية.
جدول رقم (3)
الجمعيات الفكرية والثقافية التي أدت دوراً في الحياة الاجتماعية في النجف الأشرف1914ـ1932م
ت اسم الجمعية المؤسسون الملاحظات
1 نقابة الإصلاح العلمي الشيخ محمد جواد الجزائري هدفها إصلاح المسائل الدراسية في الجامعة الدينية أسست عام 1905
2 الاتحاد والترقي مسلم زوين والشيخ محمد الشبيبي وغيرهم أسست عام 1908
3 مكافحة الفقر على الشرقي وآخرون دعت إلى الإصلاح ومواكبة الحداثة أسست عام 1908
4 أخوان الصفا مجموعة من المجددين عملت على نشر الصحف في المدينة، أسست عام 1908
5 جمعية الهيأة العلمية كبار المجتهدين والمحدثين نشر الأفكار المشروطة أسست عام 1908
6 النهضة الإسلامية الشيخ عبد الكريم الجزائري هدف الحصول على حكومة عراقية مستقلة، أسست عام 1917
7 الحزب الإسلامي المجددون النجفيون أسس عام 1969عمل على الإصلاح السياسي بين مناطق العراق
8 جمعية حرس الاستقلال مجموعة من وجهاء النجف أسست عام 1919 هدفها التخلص من النفوذ الأجنبي
9 الهيأة العلمية عبد الكريم الجزائري وشيخ الشريعة الأصفهاني وغيرهم أسست عام 1920 أثناء ثورة العشرين
10 جمعية مدرسة الغري الأهلية سعيد كمال الدين وسعد صالح جريو وآخرون أنشئت عام 1920عملت على نشر الوعي الثقافي والفكري
————————————————————————————————————-
1ـ عبد الوهاب الصافي: ولد في مدينة النجف الأشرف عام 1318هـ وكان من أهل العلم والفضل والأدب، تتلمذ في دراسته على يد محمد حسين كاشف الغطاء والشيخ عبد الكريم الجزائري، له آثار عظيمة شعرية وفقهية. ينظر: حيدر المرجاني، المصدر السابق، ج2، ص27ـ 28.
ت التسلسل المؤسسون الملاحظات
11 جمعية النهضة مجموعة من المصلحين أسست عام 1921، هدفها مقاومة النفوذ البريطاني
12 جمعية تشجيع المنتجات العراقية مجموعة من الشباب المصلحين عام 1931، عملت على بث الدعاية لترويج المنتجات الوطنية
13 جمعية الرابطة الأدبية عميدها محمد علي اليعقوبي وآخرون من الأدباء نشر الأدب العربي والعمل السياسي وعقد الندوات، أسست عام 1932
فهكذا يتبين لنا أهمية دور هذه التنظيمات في تحريك المجتمع النجفي باتجاه تميز بخصوصية أهله الذين ارتبطو أيما ارتباط بالمؤسيسة الديني التي كانت عاملاً مهماً من عوامل بناء المجتمع النجفي.
المصدر :
مجلة آفاق نجفية العدد 33 ص9 -29
2014-08-04