السيد أسد الله بن السيد محمد باقر الأصفهاني
معارف الرجال/محمد حرز الدين
1227ـ 1290
السيد أسد الله بن السيد محمّد باقر الشهير بحجة الإسلام بن السيد محمّد تقي بن محمّد زكي بن محمّد تقي الموسوي الرشتي الأصفهاني النجفي المولود في أصفهان سنة (1227) وهو سيد معظم وعالم جليل مقدم صاحب مناقب ومآثر ومكارمه لا تحصى وآثاره التاريخية لا تنحصر، عالي الهمة ممدوح بين سائر طبقات الناس، ومن علو همته أنه لما توفي والده الحجة قسم ميراثه على ورثته وجعل حصته أداءاً لدين والده المقدس وكان دينه جسيماً حدثنا بذلك بعض أصهاره من آل الميرزا خليل الطهراني النجفي، وجاء في (رحلة عمي الحجة الشيخ محمّد بن الشيخ عبد الله حرز الدين) إلى أصفهان، أن السيد هاجر إلى النجف وأقام فيها سنين مجداً في الدرس والتدريس، وفي سنة (1260) أمره والده بالعودة إلى أصفهان حيث نال رتبة الاجتهاد وهي السنة التي توفي فيها والده الحجة، وثنيت له الوسادة هناك بعد والده فأخذ يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر.
أساتيذه:
حضر أول أمره على الشيخ نوح القرشي الجعفري النجفي المتوفى سنة (1300) وحضر أيضاً في النجف على الشيخ محمّد حسن باقر صاحب الجواهر كثيراً واختص به، وحضر على غيره قليلاً.
مؤلفاته:
ألف شرح شرايع الإسلام في تمام مباحث الفقه استدلالا، وكتاباً في علم الرجال، وكتاباً في الغيبة، ومناقب الأئمة عليهم السلام ورسالة في التجويد، ومناسك الحج فارسي، ومنتخب المناقب، وشرح زيارة عاشوراء.
وصار له في أصفهان شأن عظيم، ومن آثاره العمرانية الخالدة تكملة (المسجد الجامع) في أصفهان في محلته (بيد آباد) الذي شرع في بنائه والده ولم يكمله حيث عاجله الموت وأكمل بناءه المترجم له على أحسن ما يرام ويراد في وقته، وله الكري المعروف في النجف (بكري السيد) الذي شرع في حفره سنة (1282) أراد به وصول ماء الفرات إلى النجف، وهذا النهر هو نهر (الهندية) الذي حفره وزير (محمّد شاه) يحيى خان آصف الدولة النيشابوري الساكن في الهند، لما جاء زائراً إلى مرقد علي أمير المؤمنين عليه السلام وشكا أهل النجف حالهم إليه من مياه البحر والآبار المالحة فقام الرجل الموفق وجمع القبائل والمهندسين باذلاً أموالاً طائلة وأخرجوا له جدولا من الفرات (المسيب) ولما وصل أرضاً مرتفعة شقوا وسطه نهراً عميقاً إلى النجف حدود سنة 1208، ثم بعد سنين امتلأ النهر طيناً ورملاً ولم يجر فيه الماء وسعى بحفره ثانياً الشيخ محمّد حسن صاحب الجواهر النجفي من حدود الجدول الذي حفره (آصف الدولة) حتى النجف ولكن الماء لم يصل، ثم توفي الشيخ صاحب الجواهر سنة 1266 فلم يتم فيه عمل بعد وبقي معطلاً حوالي ستة عشر عاماً، ثم أراد الله تعالى أن يسقي النجف وأهلها على يد السيد المترجم له فشرع في حفر نهر الشيخ صاحب الجواهر ثالثاً حتى وصل على بعد ثلثي فرسخ ووقف الماء لارتفاع أرض النجف وفي سنة 1287 في شهر رمضان زار السلطان ناصر الدين شاه العتبات المقدسة في العراق ووقف على كري السيد فلم يظن فيه نجاحاً لارتفاع الأرض وأعلم السيد عند وصوله إلى إيران بعدم النجاح فعند إذن عدل السيد عن حفر نهر في الأرض المرتفعة إلى حفر قنوات جوفية مع الإسراع في العمل وزيادة العمال والأموال فأسرع جري الماء إلى النجف واستمر عمل السيد ستة سنين وتأريخ وصول الماء سنة (1288) وصار ليوم وصول الماء إلى النجف مشهد عظيم وأرخ عام وصوله الشعراء وأحسن من أرخه المعاصر إمام الحرمين الميرزا محمّد بن عبد الوهاب بن داود الهمداني المتوفى سنة 1303 بقوله:
مذ أسد الله الهمام السري سليل ساقي الناس من كوثر
أجرى إلى الغري ماءاً مري قد أرخوه (جاء ماء الغري)
(1288)
وحملوا إلى السيد في إيران قارورتين من الماء للبشارة، قيل واعترضه البشير في الطريق وهو قاصد لزيارة العتبات المقدسة في سنة (1290) فاخترمه الأجل في الطريق في (كرند) وحمل جثمانه الطاهر إلى النجف ودفن في مقبرته المعروفة في حجرة في الصحن على يمين الداخل إلى الصحن من الباب القبلي قبال مقبرة الشيخ الأنصاري والشيخ محسن خنفر، وأرخ عام وفاته السيد جعفر الحلي بقوله:
(أسد الله بمثوى أسد الله توسد) سنة (1290)
وأعقب ولداً وهو العالم السيد محمّد باقر المعروف بحاج أغا من كريمة العالم الزاهد الشيخ ملا علي الخليلي النجفي.
الذريعة – آقا بزرگ الطهراني – ج 16 –
( 1222 : الفقه الاستدلالي ) في عدة مجلدات . للسيد الحاج سيد أسد الله بن محمد باقر الأصفهاني م 1290 موجود في خزانة كتب ولده الحاج سيد محمد باقر المدعو بحاج آغا الا انه بعد في المبيضة . يوجد نسخة أخرى في ( دانشگاه : 3603 ) كما في فهرسها ( 12 : 2610 ) ومر له في هذا الجزء ( الغيبة ).
2013-02-21