الجمعة , 22 نوفمبر 2024
الرئيسية » أ » السيد أحمد بن محمد بن علي بن سيف الدين الحسني الشهير بالسيد احمد العطار

السيد أحمد بن محمد بن علي بن سيف الدين الحسني الشهير بالسيد احمد العطار

اعيان الشيعة/ج3

 السيد أحمد بن محمد بن علي بن سيف الدين الحسني البغدادي الشهير بالسيد احمد العطار.
كان حيا سنة 1145 وتوفي سنة 1215 في النجف الأشرف ودفن في الطارمة الكبيرة فيكون عمره قد تجاوز السبعين، وأرخ وفاته الحاج محمد رضا الآزري بقوله من قصيدة:
ولما نحا دار المقامة أرخوا * له مقعد في محفل الخلد أحمد والسيد حيدر جد السادات الاجلاء بالكاظمية المعروفين بال السيد حيدر هو ابن أخيه السيد إبراهيم بن محمد بن علي بن سيف الدين المار ترجمته في محلها.
كان فاضلا فقيها أصوليا رجاليا محدثا زاهدا ناسكا صاحب كرامات أديبا شاعرا علما من اعلام عصره هاجر من وطن أبيه ببغداد إلى النجف وعمره عشر سنوات فقرأ العلوم العربية وغيرها حتى برع فيها ثم قرأ في الأصول والفقه على مشاهير ذلك العصر وكانت له خزانة كتب فيها نفائس الكتب. وحج بيت الله الحرام مرتين وتشرف بزيارة النبي ص وعند عوده في المرة الثانية قال اخوه السيد إبراهيم مؤرخا ذلك العام:

سعى إلى الحج فنال قصده * وللعهود السالفات جدد

وزار مثوى المصطفى الطهر الذي * من زار مثواه الشريف يسعد

فليحمد الله تعالى حيث قد * وفقه للعود فهو أحمد

ومذ اتى أرخت حج ثانيا * وزار جده الرسول احمد سنة 179

مشايخه
تلمذ على السيد مهدي بحر العلوم الطباطبائي ويروي عنه وعن الشيخ جعفر صاحب كشف الغطاء وكثرت ملازمته لبحر العلوم ومدحه ومدح أباه السيد مرتضى بمدائح كثيرة بل قصر أكثر شعره عليه ويقال انه قرأ على الوحيد البهبهاني ولم يثبت.

مؤلفاته
له مؤلفات كثيرة في الفقه والأدب والتاريخ والعبادة 1 كتاب سماه التحقيق في الفقه وجد منه كتاب الطهارة بخطه في أربعة مجلدات ورأيت منه مجلدا كبيرا في كرمانشاه 2 كتاب في أصول الفقه في مجلدين اسمه التحقيق أيضا 3 رياض الجنان في اعمال شهر رمضان مطبوع 4 منظومة في الرجال مطبوعة ويوجد منها نسختان مخطوطتان في النجف وبعض
قال أرجوزة في الرجال وشرحها. وبعضهم قال: أحسن ما رأيت في نظم الرجال أولها:

احمد من أيد دين أحمدا * بآله ومن بهم قد اقتدى

وأشرف الصلاة والسلام * على النبي أصدق الأنام

وآله موضع سر الباري * خزان علم المصطفى المختار

ثم على من اقتفى آثارهم * لا سيما من قد رووا اخبارهم

من كل ثبت ثقة ذي ورع * مستحفظ لسرهم مستودع

من رفعوا قواعد الأحكام * ومهدوا شرائع الاسلام

5 ديوان شعره في نحو خمسة آلاف بيت توجد نسخته في خزائن

كتب النجف 6 الرائق من أشعار المتقدمين والمتأخرين، وبعض قال إنه في مدائح أهل البيت ع.

أشعاره
قد عرفت ان ديوانه نحو 5000 بيت ومن شعره قوله يرثى سيد

الشهداء الحسين بن علي ع:

اي طرف منا يبيت قريرا * لم تفجر أنهاره تفجيرا

اي قلب يستر من بعد من كان * لقلب الهادي النبي سرورا

آه وا حسرتا عليه وقد اخرج * عن دار جده مقهورا

كاتبوه فجاءهم يقطع البيداء * يطوي سهولها والوعورا

اخلفوه ما عاهدوا الله من قبل * وجاءوا إذا ذاك ظلما وزورا

أخلفوا الوعد أبدلوا الود خانوا * العهد جاروا عتوا عتوا كبيرا

فأتاهم محذرا ونذيرا * فأبى الظالمون الا كفورا

وأصروا واستكبروا ونسوا يوما * عبوسا على الورى قمطريرا

لست انسى إذ قام في صحبه * ينثر من فيه لؤلؤا منثورا

قائلا ليس للعدى بغية غيري * ولا بد ان أردى عفيرا

اذهبوا فالدجى ستير وما الوقت * هجيرا ولا السبيل خطيرا

فأجابوه حاش لله بل نفديك * والموت فيك ليس كثيرا

لا سلمنا إذن إذا نحن أسلمناك * وترا بين العدى موتورا

أنخليك في العدو وحيدا * ونولي الادبار عنك نفورا

لا أرانا الاله ذلك واختاروا * بدار البقاء ملكا كبيرا

بذلوا الجهد في جهاد الأعادي * وغدا بعضهم لبعض ظهيرا

ورموا حزب آل حرب بحرب * مازق كان شره مستطيرا

كم أراقوا منهم دما وكاي * من كمي قد دمروا تدميرا

فدعاهم داعي المنون فسروا * فكان المنون جاءت بشيرا

فأجابوه مسرعين إلى القتل * وقد كان حظهم موفورا

فلئن عانقوا السيوف ففي * مقعد صدق يعانقون الحورا

ولئن غودروا على الترب صرعى * فسيجزون جنة وحريرا

وغدا يشربون كأسا دهاقا * ويلقون نضرة وسرورا

كان هذا لهم جزاء من الله * وقد كان سعيهم مشكورا

فغدا السبط بعدهم في عراص * الطف يبغي من العدو نصيرا

كان غوثا للعاملين فأمسى * مستغيثا يا للورى مستجيرا

فاتاه سهم مشوم به انقض * جديلا على الصعيد عفيرا

فأصاب الفؤاد منه لقد * أخطأ من قد رماه خطا كبيرا

فاتاه شمر وشمر عن ساعد * أحقاد صدره تشميرا

وارتقى صدره اجتراء على الله * وكان الخب اللئيم جسورا

وحسين يقول إن كنت من يجهل * قدري فاسال بذاك خبيرا

فبرى رأسه الشريف وعلاه * على الرمح وهو يشرق نورا

ذبح العلم والتقى إذ براه * وغدا الحق بعده مقهورا

عجبا كيف يذبح السيف من قد * كان سيفا على العدى مشهورا

عجبا كيف تلفح الشمس شمسا * ليس ينفك ضوءها مستنيرا

عجبا للسماء كيف استقرت * ولبدر السماء يبدو منيرا

كيف من بعده يضئ أليس * البدر من نور وجهه مستعيرا

غادروه على الثرى وهو ظل الله * في ارضه يقاسي الحرورا

ثم رضوا بالعاديات صدورا * لأناس في الناس كانوا صدورا

قرعوا ويلهم ثغور رجال * بهم ذو الجلال يحمي الثغورا

هجروا في الهجير أشلاء قوم * أصبح الذكر بعدهم مهجورا

اظلم الكون بعدهم حيث قد * كانوا مصابيح للورى وبدورا

استباحوا ذاك الجناب الذي قد * كان حصنا للمستجير وسورا

اضرموا في الخيام نارا تلظى * فسيصلون في الجحيم سعيرا

بعد ان ابرزوا النساء سبايا * نادبات ولا يجدن مجيرا

مبديات الأسى على من بسيف * الظلم قد بات نحره منحورا

من يعد الحنوط من يتولى * غسل قوم قد طهروا تطهيرا

من يصلي على المصلين من يدفن * تحت التراب تلك البدورا

من يقيم العزاء حزنا على من * رزؤهم احزن البشير النذيرا

من لأسد قد جزروا كالأضاحي * يشتكون الظما وكانوا بحورا

من لزين العباد إذ صفدوه * بقيود وأوثقوه أسيرا

عجبا تجتري العبيد على من * كان للناس سيدا وأميرا

من لطود هوى وكان عظيما * من لغصن ذوى وكان نضيرا

من لبدر أضحى له اللحد برجا * من لشمس قد كورت تكويرا

من لجسم في الترب بات تريبا * من لرأس فوق السنان أديرا

وجباه ما عفرت لسوى الله * غدت بعد ساكنيها دثورا

يا له فادحا تضعضع ركن * الدين من عظمه ورزءا خطيرا

ومصابا ساء النبي ومولانا * عليا وشبرا وشبيرا

وخطوبا يطوى الجديد ولا يفتأ * في الناس حزنها منشورا

أو يقوم المهدي حامي حمى الاسلام * ساقي الأعداء كأسا مريرا

رب بلغه ما يؤمله وافتح * له من لدنك فتحا يسيرا

ليت شعري متى نرى داعي * الله إلى الحق والسراج المنيرا

أو ما آن ان يرى ظاهرا في * يده سيف جده مشهورا

أ وما آن ان يرى ولواء * النصر من فوق رأسه منشورا

 أو ما آن ان يحور فيستأصل * من كان ظن أن لا يحورا

أ وما آن ان يعود به الاسلام * بعد الخمول غضا نضيرا

أ وما آن ان نروح ونغدو * في ابتهاج والعيش يغدو قريرا

أ وما آن ان ينادي مناديه * عن الله في الأنام بشيرا

ذاك يوم للمؤمنين سرور * وعلى الكافرين كان عسيرا

يا بني الوحي والالى فيهم قد * انزل الله هل اتى والطورا

دونكم من سليلكم احمد * درا نظيما ولؤلؤا منثورا

يبتغي منكم به جنة لم * ير فيها شمسا ولا زمهريرا

خسر المادحون غيركم * والمدح فيكم تجارة لن تبورا

وعليكم من ربكم صلوات * عطر الكون نشرها تعطيرا

ولما توفي السيد مهدي بحر العلوم الطباطبائي رثاه بعدة قصائد منها
قصيدة أولها:

أف لدهر ما رعى * حرمة آل المصطفى
ينفث سهم غدره * يقصد آساد الشري
يا سعد قم فابك على * شرع النبي المصطفى
قد صدعت لما نأى * المهدي أركان الهدى
وهي طويلة وجعل تاريخها هذا البيت الأخير سنة 1212
وله يرثي الحسين ع:
ما هاج حزني بعد الدار والوطن * ولا الوقوف على الآثار والدمن
ولا تذكر جيران بذي سلم * ولا سرى طيف من أهوى فارقني
ولم ارق في الهوى دمعا على طلل * بال ولا مربع خال ولا سكن
نعم بكائي لمن ابكى السماء فلا * تزال تنهل منها أدمع المزن
كأنني بحسين يستغيث فلا * يغاث الا بوقع البيض واللدن
وذمة لرعاة الحق ما رعيت * وحرمة لرسول الله لم تصن
أعظم بها محنة جلت رزيتها * يرى لديها حقيرا أعظم المحن
يا باب حطة يا سفن النجاة ويا * كنز العفاة ويا كهفي ومرتكني
يا عصمة الجار يا من ليس لي أمل * الا ولاه إذا أدرجت في كفني

هل نظرة منك عين الله تلحظني * بها وهل عطفة لي منك تدركني
ان لم تكن آخذا من ورطتي بيدي * ومنجدي في غدي يا سيدي فمن
وكيف تبرأ مني في المعاد وقد * محضت ودك في سري وفي علني
أم كيف يعرض يوم العرض عني من * بغير دين هواه القلب لم يدن
وهل يضام معاذ الله أحمدكم * ما هكذا الظن فيكم يا ذوي المنن
إليكم سادتي حسناء فائقة * في حسن بهجتها من سيد حسني
عليكم صلوات الله ما ضحكت * حديقة لبكاء العارض الهتن
وقال مقرظا القصيدة الكرارية الشريفية الكاظمية كذا بخط بعض
الفضلاء ولم نعلم ما هي هذه القصيدة ولا من هو ناظمها كما ذكرناه في
ترجمة السيد محسن بن السيد حسن الحسيني البغدادي وترجمة الشيخ محمد
الفتوني العاملي وكأنه السيد شريف الكاظمي والتقريظ هو هذا:
شرفت نظمك يا شريف بمدح من * فيه تشرف محكم الآيات
فغدوت فيه سيد الشعراء * قاطبة وقائدهم إلى الجنات
وغدا قريضك سيدا لقريضهم * إذ كنت مادح سيد السادات
وله مخمسا هذه الأبيات:
تحن إليكم حيث كنتم جوانحي * وتطوى على جمر الفراق جوارحي
وها انا من برح بكم غير بارح * احمل شكوى شوقكم كل رائح
واسال عن اخباركم كل قادم
سلوا قلبكم عن حال قلب محبكم * فذلكم أدرى بأحوال صبكم
أهيم اشتياقا كل يوم لقربكم * واستقبل النوق اللواتي بركبكم
سرين واهوي لاثما للمناسم
أعلل نفسي باللوى والمحصب * وأنتم منى قلبي وغاية مطلبي
ولولاكم ما كنت مما ألم بي * أهش لهام من حماك مقطب
وابكي لبرق من جنابك باسم
وأرقب طرف النجم فيكم إذا سجى * فازداد من فرط الغرام بكم شجا
ويوحشني الليل البهيم إذا دجى * ويؤنسني سجع الحمائم في الدجى
جزى الله خيرا ساجعات الحمائم

وقال راثيا السيد احمد القزويني جد الأسرة القزوينية الشهيرة المتوفى سنة 1199 ومؤرخا عام وفاته ومعزيا عنه السيد مهدي بحر العلوم الطباطبائي:

أ في كل يوم فادح يتجدد * ولاعج وجد ناره تتوقد
وهم مقيم للأنام ومقعد * وغم مقيم في الكرام مؤبد
وأمضى حسام للرزايا مجرد * وانفذ سهم للمنايا مسدد
وفي كل حين للمنية مصيد * يصاد على رغم العلى فيه اصيد
أأحمد دهرا فيه يقصد احمد * بسهم الردى عدو أو بالسوء يقصد
اما ولآلي أدمع قد تناثرت * يجود بها طرف الفخار المسهد
لئن ذاب جسمي لوعة واستحال من * جوى الحزن دمعا هاميا ليس يجمد
لكان قليلا في رزية احمد * بل الموت وجدا بعد احمد احمد
فتى كرمت أخلاقه وعلا به * إلى الغاية القصوى علاء وسؤدد
قضى العمر في كسب المكارم لم يكن * ليشغله عن كسب مكرمة دد
على مثله فليبك من كان باكيا * فان البكا في مثل احمد يحمد
أينفذ كلا حزننا بعد من له * مآثر حمد ذكرها ليس ينفد
لئن فقدته عيننا فجميله * مدى الدهر باق في الورى ليس يفقد
به فتكت أيدي المنون وانه * لصارم عزم في الخطوب مجرد
واعجب شئ ان تنال يد الردى * أبيا له فوق السماكين مقعد
فلا كان يوم قام ناعيه انه * لأشام يوم في الزمان وأنكد
نعى العلم والمجد المؤثل إذ نعى * فتى كله علم وحلم وسؤدد
أجد لآل الطهر احمد حزنهم * برزء على مر الجديد يجدد
أملحده في الترب هل أنت عالم * بأنك للشمس المنيرة ملحد
فيا طالب المعروف ويك اتئد فقد * تعطل نجد المكرمات المعبد
ويا طامعا في الرشد اقصر فقد قضى * الذي هو هاد للبرايا ومرشد
فلله خطب حزنه شمل الورى * وطول جوى يطوي المدى وهو سرمد
تداعى بناء المجد من عظم هوله * وهد له طود العلاء الموطد
واظلم نادي الفخر بعد ضيائه * وأقوى طراف المكرمات الممدد
وقد ثلمت في الدين أعظم ثلمة * وأصبح منه الشمل وهو مبدد
ولو لم نسل النفس عنه بولده * لاودى بها عب ء الأسى المتكئد
فإنهم أحيوا مآثر مجده * الأثيل وما قد كان أسس شيدوا
فأكرم بهم من أهل بيت أكارم * إذا مات منهم سيد قام سيد

أمهدي أهل البيت يا من أقامه * الإله منارا للعباد ليهتدوا
ويا ابن الرضي المرتضى علم الهدى * ومن جده هادي الأنام محمد
تعز وان عز العزاء لمثله * وكن صابرا في الله فالصبر احمد
فما مات من قد قمت أنت بأمره * وان كان من تحت الصفائح يلحد
ولا يتمت أولاده بعده وهل * تعد يتامى من لها أنت مرفد
فإنك أحنى من أبيهم عليهم * على أنه ذاك الأب المتودد
أدام لهم ذو العرش ظلك ما آوى * إلى البدر نجم نوره يتوقد
أحمد أهل البيت يا من بفضله * أعاديه فضلا عن مواليه تشهد
ويا غائبا عين المكارم لم تزل * تطلع من شوق اليه وترصد
إلى كم نرجي العود منك فعد به * علينا حنانا منك فالعود احمد
ويا خير مفقود بكته العلى دما * وأصبح منها الجفن وهو مسهد
لئن كنت قد فارقت دنيا نعيمها * يزول وعيشا ليس يفتا ينكد
فإنك قد جاورت ربك خالدا * بمقعد صدق لا يدانيه مقعد
لذلك قد أنشأت فيك مؤرخا * مقامك عند الله في الخلد احمد
وقال راثيا السيد مرتضى والد السيد مهدي الطباطبائي المتوفى سنة
1204 ومؤرخا عام وفاته ومعزيا عنه ولده المذكور، وفيها أربعة تواريخ:
لله حظب جلل من عظمه * قلوبنا باتت على جمر الغضا
ونكبة عم الأنام حزنها * إذ خص فيها آل بيت المرتضى
ويا له فرط جوى اثر في * العين قذي وفي الفؤاد مرضا
كم ذا نعاني في الزمان نوبا * وكم نقاسي للخطوب مضضا
كيف القرار لامرئ مقتله * أمسى لأسهم الرزايا غرضا
اني لعين قد تغشاها القذي * إذ غاب عنها نورها ان تغمضا
وكيف بالصبر لمن غودر من * تراكم الهم عليه حرضا
أينقضي الوجد لمولى رزؤه * كذكره الجميل ما له انقضا
ندب له امسى مباح النوم * محظورا ومكروه الأسى مفترضا
اجرى عقيق دمع عيني ذكره * لا ذكر جيران العقيق فالغضا
لله كم أوهن عظما كربه * وكم قوى هد وطهرا انقضا
صوح روض الإنس بعده وقد * كان بفيض جوده مروضا
فاغبرت الغبراء والخضراء إذ * قضى وضاق بعده رحب الفضا
من كان عن ذنب الصديق مغضيا * وعن إساءة الصديق مغمضا
ما خفر الال على علاته * يوما ولا ذمة عهد نقضا
لم انس أياما زهت بقربه * ومحفلا بأنسه قد أروضا
زالت زوال الظل حتى خلتها * حلما مضى أو لمع برق أو مضا
لأقر عيش قر بعدها ولا * قرت عيون طمعت ان نغمضا
أعزز به من راحل لم يرتحل * عنا وإن قوض فيمن قوضا
قضى حميد الذكر مرتضى كما * قضى كذاك عمره الذي انقضى
قد كان في الله تعالى فانيا * وعن جميع ما سواه معرضا
وصابرا على البلاء شاكرا * مسلما لامره مفوضا
ما مات مولى ناب عنه معشر * قد خلفوه بجميل إذ مضى
وهل يموت من ولي عهده * من بالعلوم يافعا قد نهضا
مهدي أهل الحق والقائم بالدين * الذي له المهيمن ارتضى
ومن له مهابة يغضى لها * لم يعطها الليث الذي قد غيضا
وعزمة ثاقبة يكاد لا * يجري بغير ما جرت به القضا
امضى من السيف ولو أعيرها السيف * لما احتاج إلى أن ينتضى
وحدس فهم كم به أوضح * من دقائق العلوم ما قد غمضا
وعصمة يوشك ان تقضي له * بأنه مهدي آل المرتضى
يا أيها المهدي يا بقية الصفوة * يا سلوة من منهم مضى
تعز في الله فان فيه عما * فات أو ما سيفوت عوضا
واعلم يقينا انه لم يرتحل * عن رحله كرها ولكن عن رضا
إذ كانت الدنيا على نضرتها * اكره شئ عنده وأبغضا
رأى لدى السياق ما أعده * الله له فصار يسعى مفوضا
وحين حط بالحسين رحله * نال به شفاعة لن تدحضا
وأعطى الفردوس مقصى عن لظى * تاريخه نال النعيم المرتضى
وحيث لم يلق عذابا ارخوا * جوار مولانا الحسين المرتضى
وحين لم يلق آثاما أرخوا * قل لك عند الله مأوى مرتضى
الوجد وافى والمسرة انتات * إذ قال من ارخ مات مرتضى
فليغتبط وليهنه ان قد اتى * تاريخه حاز من الله الرضا
وقال يرثي العلوية الطاهرة شقيقة السيد مهدي بحر العلوم مؤرخا عام وفاتها 1204:
عز على الاشراف فقدان من * عزت فعز الصبر من بعدها
هد قوى الفخر اساها وقد * برح بالمجد جوى وجدها
وكيف لا وهي ابنة المرتضى * واحد آل المرتضى فردها
شقيقة المهدي مهدي اه‍ * ل الحق هاديها إلى رشدها
ومن هو الغرة من جبهة * العلياء والدرة من عقدها
قد حكم الله بخير لها * وزادها سعدا إلى سعدها
إذ حطت الرحل باحمى حمى * به أنيلت منتهى قصدها
وحين حلت في حمى المرتضى * أرخت لاذت بحمى جدها
ومن شعره قوله:
لبينكم يا نازلين على نجد * جرى مدمعي وجدا وسال على الخد
وألبسني ثوب النحول تذكري * منازل ليلى العامرية أو هند
احن إلى الوادي الذي تسكنونه * حنين المطايا الصاديات إلى الورد
وأصبو لمعتل النسيم إذا سرى * وإن كان لا يشفي الغليل ولا يجدي
واهفو إذا غنى على الدوح صادح * يذكرني ظل الاراكة والرند
ولي مهجة ذابت غداة ترحلت * ظعونكم عني وركب الهوى نجدي
رحلتم وخلفتم فؤادا متيما * أخا زفرات لا يفيق من الوجد
بكيت دما لما استقل فريقكم * وأم به الحادي إلى ساحة البعد
وقلت لصبري يوم بنتم: هنيهة * فلم يتلبث ساعة بعدكم عندي
ولم يبق عندي غير تذكار دمنة * عفاها البلى قدما وغيرها بعدي
اسائل كثبان النقا عن ظعونكم * عسى خبر ممن ألم به يبدي
واستخبر البرق اللموع عسى به * لكم خبر يا ساكني العلم الفرد
أيا برق ان جزت المنازل فأبلغن * أهيل النقى اني مقيم على العهد
إذا مر لي ذكر العذيب ومائه * تذكرت في أيام قربكم وردي
سقى منزلا بالسفح سفح مدامعي * وحيا الحيا ربعا خصيبا على نجد
وله في وصف سامراء ومدح العسكريين والمهدي ع:
هي سامراء قد فاح شذاها وتراءى نور اعلام هداها
يا لها من بلدة طيبة * تربها مسك وياقوت حصاها

حبذا عصر قضيناه بها * بلغت أنفسنا فيه مناها
وربوع كمل الأنس لنا * والهنا فيها فسقيا لثراها
وهوى قد شغف الناس هوى * وصبا ترجع للنفس صباها
وأزاهير رياض أحدقت * بجنان غضة دان جناها
ومياه صرح بلقيس حكت * بصفاها إذ جر ت فوق صفاها
وهضاب زانها حصباؤها * مثلما زينت الشهب سماها
صاح ان شاهدت اسمى قبة * لا يداني الفلك الاعلى علاها
حضرة قد أشرقت أنوارها * بمصابيح الهدى من آل طاها
حضرة تهوى سماوات العلى * انها تصلح أرضا لسماها
فاستلم أعتابها مستعبرا * باكيا مستنشقا طيب ثراها
لائذا بالعسكريين التقيين * أوفى الخلق عند الله جاها
خازني علم رسول الله من * قد أبى فضلهما ان يتناهى
فرقدي أفق العلى بل قمري * فلك العلياء بل شمس ضحاها
عيني الله تعالى لم يزل * بهما يرعى البرايا مذ رعاها
ترجماني وحيه مستودعي * سره أصدق من بالصدق فاها
عمدي سمك العلى من بهما * قامت الأفلاك في أوج علاها
من بني فاطمة الغر الألى * بهم قد باهل الله وباهى
وإذا ما اكتحلت عيناك من * رؤية الميل وقد لاح تجاها
فاخلعن نعليك تعظيما وسل * خاضعا تزدد به عزا وجاها
واستجر بالقائم الذائد عن * حوزة الاسلام والحامي حماها
حجة الله الذي قوم من * قنوات الدين من بعد التواها
قطب آل الله بل قطب رحى * سائر الأكوان بل قطب سماها
ذو النهى رب الحجى كهف الورى * بدر أفلاك العلى شمس هداها
عصمة الدين ملاذ الشيعة * الغر منجى هلكها فلك نجاها
منقذ الفرقة من أيدي العدى * مطلق الأمة من أسر عناها
مدرك الأوتار ساقي واتري * عترة المختار كاسات رداها
يا ولي الله هل من رجعة * تشرق الأرض بأنوار سناها
ويعود الدين دينا واحدا * لا يرى فيه التباسا واشتباها
ليت شعري أولم يان لما * نحن فيه من أسى ان يتناهى
ثم اخذ في رثاء الحسين ع بها وهي طويلة.
وله يرثي السيد صادق الفحام سنة 1205 من قصيدة:
أيدوم في دار الفناء بقاء * أم هل يرام من الزمان وفاء
أم كيف يؤمن فتك دنيا لم تزل * تعنو بها السادات والشرفاء
ضحكت بوجهك فاغتررت وانه * لا شك ضحك منك واستهزاء
اودى الذي كانت بطلعة وجهه * تجلى الخطوب وتكشف الغماء
لم انس إذ حمل الأعاظم نعشه * ولهم هنالك رنة وبكاء
وترجل الكبراء اجلالا له * ولمثله يترجل الكبراء
لو لم يكن تاجا لرأس الفخر ما * حملته فوق رؤوسها الرؤساء
ومن العجيبة حمل طود شامخ * كادت تموج بفقده الغبراء
لكنه لما ثوى في بطنها * سكنت فقرت فوقها الأشياء
وله مقام في أعالي جنة * الفردوس يغبطه به السعداء
أكرم بذلك منزلا ما بعده * بعد وليس وراء ذاك وراء
لو تشهد الزهراء يوم وفاته * لبست عليه حدادها الزهراء
يا احلا لم يرتحل عنا وان * خلت المدارس منه والأنداء
لو كانت الأموات مثلك لم تكن * فضلت على أمواتها الاحياء
لا خير بعدك في الحياة وانها * لذميمة فعلى الحياة عفاء
قد اظلمت سبل الرشاد وطالما * كشفت بغرة وجهك الظلماء
وغداة عم مصابه أرخت قد * فدحت برزء الصادق العلماء
وله مؤرخا عام وفاة السيد مهدي بحر العلوم الطباطبائي قدس سره
سنة 1212:
عزيز على المهدي فقد سميه * اجل وعلى هادي الأنام إلى الرشد
فقدناه فقد الأرض صوب عهادها * وفقد السما للبدر والنحر للعقد
أصيب به الاسلام حزنا فأرخوا * أثار مصاب القائم السيد المهدي
وله مؤرخا عام قدوم الشيخ جعفر صاحب كشف الغطاء من
الحج سنة 1221:
أسنا جبينك أم صباح مسفر * وشذا أريجك أم عبير أذفر
اهلا بطلعتك التي ما أسفرت * الا وليل الهم عنا يدبر
بل عاد ذابل روض آمال الورى * غضا ولا عجب فإنك جعفر
وتبسمت ارض الغري مسرة * بك بعد ما عبست فكادت تزهر
ومدارس العلم استنارت مذ بدا * فيها محياك البهيج الأنوار
كنا لفرقته بأعظم وحشة * وبعوده عاد السرور الأكبر
فمثالنا كالروض جانبه الحيا * فذوي فعاوده فأصبح يزهر
ومثاله كالشمس يغشى الليل ان * غابت ويبدو الصبح ان هي تسفر
ولقد أقول لناشدي تاريخه * قد حج واعتمر الممجد جعفر
وله يصف شمعة:
كأنما شمعتنا إذ بدت * في شمعدان بهج المنظر
ملك على تخت نضار وقد * كلله تاج من الجوهر
ومن شعره قوله مهنئا السيد مهدي بحر العلوم الطباطبائي بقدوم والده من إيران ومؤرخا عام القدوم:
بشرى فبدر سماء المجد قد طلعا * ونور شمس نهار السعد قد سطعا
اهلا وسهلا بمولانا وسيدنا * صدر الأفاضل من في العلم قد برعا
المرتضى المرتضى الاخلاق فخر بني * علي المرتضى أو في الورى ورعا
اهلا بمن أشرقت ارض الغري به * وافتر مبسمها كالبرق إذ لمعا
وقد تهلل منها الوجه مبتسما * إذ طالعت وجهه الميمون قد طلعا
يا سعد خذ فرصة الأفراح منتهزا * فان طرف رقيب الدهر قد هجعا
تلاف فائت لذات الصبا فلقد * أعيد شرخ شباب الأنس مرتجعا
واطرب فاعطاف أغصان الهنا رقصت * وبلبل السعد في دوح المنى سجعا
وارفل بثوب التهاني فالحبيب مع * الحبيب من بعد طول الفرقة اجتمعا
ليهن سيدنا المهدي طلعته * التي بضوء سناها الكون قد سطعا
وليبتهج وله البشرى برجعته * التي بها غائب الأفراح قد رجعا
قرت عيون البرايا حين أقبل بل * قرت عيون العلى والمكرمات معا
إذ قر عينا مهدي به آل رسول * الله اصدع من بالحق قد صدعا
عماد سمك العلى من قام كاهله * بحمل أعباء دين المصطفى يفعا
يا من يحاول تاريخ اجتماعهما * بعد افتراق به خرق العلى اتسعا
ايا تجد فامل تاريخي عليه وقل * لجمع شملك شمل المجد قد جمعا
أو قل إذا شئت تاريخ اجتماعهما * لجمع شملكما شمل العلى جمعا

أو شئت آخر فاسمع ما نظمت وما * أرخت بدران في برج العلى اجتمعا ولا يخفى ان التاريخ الأول والثاني 1169 والثالث1208.
مراثيه

رثاه جملة من شعراء عصره منهم الشيخ محمد رضا الآزري فقال من
قصيدة:

مصاب تكاد الشم منه تميد * وتخبو له زهر النجوم وتخمد
وغاشية ألقت على الدهر كلكلا * فزجت غماما بالصواعق تحشد
وفاجات الآراء منها بدهشة * أقارب من بعث الخلائق موعد
أجل هي ما تدري بها مكفهرة * إذا جلجلت منها الشوامخ ترعد
فهاتيكم الاعلام مورا كأنها * سفائن ماء عب بالريح مزبد
وقال في ختامها:
مقاعد صدق عند ذي العرش مكنت * فلا ملكها يبلى ولا العيش ينفد
ولما نحا دار المقامة أرخوا * له مقعد في محفل الخلد أحمد 1215
ومنهم اخوه السيد إبراهيم بقصيدة مرت في ترجمته.

ذريته
أعقب أربعة بنين وبنتا واحدة وهم السيد موسى مات عقيما والسيد حسين والد السيد راضي جد الأسرة المعروفة بال السيد راضي والسيد هادي جد الطائفة المعروفة بال السيد هادي والسيد محمد جد أسرة كبيرة يعرف رهط منها بال المراياتي وهذه النسبة جاءتهم من جهة بعض النساء.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.