إيمانه و عبادته عليه السلام
و اذا نظرنا الى عبادته وجدناه أعبد الناس و كانت جبهته كثفنة البعير لطول سجوده و في الادعية المأثورة عنه كفاية.
و كان زين العابدين على ما هو عليه من العبادة يستصغر عبادته في جنب عبادة جده امير المؤمنين.
و من عجيب احواله انه اجتمعت في صفاته الاضداد فبينما هو يمارس الحروب و يبارز الاقران و يقتل الشجعان و من تكون هذه صفته لابد ان يكون قاسي القلب شرس الخلق بينا نراه كذلك اذا هو أعبد العباد. يقضي ليله بالصلاة و العبادة و التضرع و الابتهال و الخضوع لله تعالى و اذا به احسن الناس خلقا و أرقهم طبعا و ألينهم عريكة.
في رحاب ائمة اهلالبيت(ع) ج 1 ص 28
السيد محسن الامين الحسيني العاملي
قال ابن ابي الحديد: اما العبادة فكان أعبد الناس و اكثرهم صلاة و صوما و منه تعلم الناس صلاة الليل و ملازمة الاوراد و قيام النافلة و ما ظنك برجل يبلغ من محافظته على ورده ان يبسط له نطع بين الصفين ليلة الهرير فيصلي عليه ورده و السهام تقع بين يديه و تمر على صماخيه يمينا و شمالا فلا يراع لذلك و لا يقوم حتى يفرغ من وظيفته و ما ظنك برجل كانت جبهته كثفنة البعير لطول سجوده و انت اذا تأملت دعواته و مناجاته و وقفت على ما فيها من تعظيم الله سبحانه و اجلاله و ما تتضمنه من الخضوع لهيبته و الخشوع لعزته و الاستخذاء له عرفت ما ينطوي عليه من الاخلاص و فهمت من اي قلب خرجت و على اي لسان جرت و قيل لعلي بن الحسين عليهما السلام و كان الغاية في العبادة اين عبادتك من عبادة جدك قال عبادتي عند عبادة جدي كعبادة جدي عند عبادة رسول الله (ص) .
في رحاب ائمة اهلالبيت(ع) ج 1 ص 72
السيد محسن الامين الحسيني العاملي
إن عليا عليه السلام قد كان بلغ في العبادة غايتها، و لا يستطيع أحد أن يبلغ إلى حد من حدود عبادته التي لا توصف إلا السابق إلى كل خير سيد البشر رسول الله صلى الله عليه و آله.
قال ابن أبي الحديد المعتزلي في عبادته عليه السلام: فكان علي عليه السلام أعبد الناس، و أكثرهم صلاة و صوما، و منه تعلم الناس صلاة الليل، و ملازمة الأوراد، و قيام النافلة، و ما ظنك برجل يبلغ من محافظته على ورده أن يبسط له نطع بين الصفين ليلة الهرير، فيصلي عليه ورده، و السهام تقع بين يديه، و تمر على صماخيه يمينا و شمالا، فلا يرتاع لذلك، و لا يقوم حتى يفرغ من وظيفته! و ما ظنك برجل كانت جبهته كثفنة (1) البعير لطول سجوده.
وأنت إذا تأملت دعواته و مناجاته، و وفقت على ما فيها من تعظيم الله سبحانه و إجلاله، و ما يتضمنه من الخضوع لهيبته، و الخشوع لعزته، و الاستخذاء (2) له، عرفت ما ينطوي عليه من الإخلاص، و فهمت من أي قلب خرجت و على أي لسان جرت.
و قيل لعلي بن الحسين عليه السلام ـ و كان الغاية في العبادة ـ: أين عبادتك من عبادة جدك؟ قال :«عبادتي عند عبادة جدي، كعبادة جدي عند عبادة رسول الله صلى الله عليه و آله». (3)
حديث ضرار
قال المحب الطبري في الرياض النضرة: و قد روي أن معاوية قال لضرار الصدائي: صف لي عليا .فقال: أعفني يا أمير المؤمنين. قال: لتصفنه.
قال:أما إذا لا بد من وصفه، كان و الله بعيد المدى، شديد القوى، يقول فصلا، و يحكم عدلا، يتفجر العلم من جوانبه، و تنطق الحكمة من نواحيه، يستوحش من الدنيا و زهرتها، و يأنس إلى الليل و وحشته، و كان غزير العبرة، طويل الفكرة، يعجبه من اللباس ما قصر، و من الطعام ما خشن، كان فينا كأحدنا، يجيبنا إذا سألناه، و ينبئنا إذا استنبأناه.
و نحن و الله مع تقريبه إيانا و قربه منا، لا نكاد نكلمه هيبة له، يعظم أهل الدين، و يقرب المساكين، و لا يطمع القوي في باطله، و لا ييأس الضعيف من عدله، و أشهد لقد رأيته في بعض مواقفه، و قد أرخى الليل سدوله، و غارت نجومه، قابضا لحيته، يتململ تململ السليم (4) ، و يبكي بكاء الحزين، و يقول: «يا دنيا، غري غيري، إلي تعرضت، أم إلي تشوقت؟هيهات هيهات، لقد طلقتك ثلاثا لا رجعة فيها، فعمرك قصير، و خطرك قليل، آه آه، من قلة الزاد، و بعد السفر، و وحشة الطريق».
قال:أخرجه الدولابي و أبو عمر و صاحب الصفوة. (5)
تعليقات:
(1).الثفنة:ما يمس الأرض من البعير بعد البروك، و يكون فيه غلظ من ملاطمة الأرض، و كذلك كان في جبينه عليه السلام من كثرة السجود.
(2).الاستخذاء:الخضوع و التذلل.
(3).شرح النهج لابن أبي الحديد، ج 1، ص .27
(4).السليم:الملدوغ.
(5).الرياض النضرة، ج 3، ص .187
حياة اميرالمؤمنين(ع) ص 228
السيد اصغر ناظم زاده القمي
2013-03-05