السبت , 20 أبريل 2024
الرئيسية » أ » الشيخ إبراهيم الغراوي ابن الشيخ محمد بن ناصر النجفي

الشيخ إبراهيم الغراوي ابن الشيخ محمد بن ناصر النجفي

معارف الرجال /محمد حرز الدين

1231ـ 1306

 الشيخ إبراهيم بن الشيخ محمّد بن ناصر بن قاسم بن محمّد بن أحمد الغراوي النجفي ولد حدود سنة 1231 هـ عالم مهذب فقيه ثقة عدل زاهد عابد مجاهد، له ذكر حسن وآثار جليلة، وكان كثير النقل لآراء العلماء في بحثه وكتبه، ولقد أحسن وأجاد لفوائد جمة منها ضبط ما عليه السلف الصالح اتفاقاً وخلافاً.

 إن الشيخ الغراوي كان ممن يفهم الأخبار كما هي ويعرف القول السقيم من القويم بذوق عربي صميم، وكان شاعراً مولعاً بنظم الشعر وكان يقرأ علينا نظمه.

  أساتذه:

 تتلمذ على فقيه العراق الشيخ راضي النجفي وقد أكثر الحضور عليه وكان من عيون تلامذته وحضر على عمي الحجة الشيخ محمّد بن الشيخ عبد الله حرز الدين النجفي ذكر ذلك المترجم له، وحضر أخيراً على الفقيه البارع الشيخ محمّد حسين الكاظمي أستاذنا.

  مؤلفاته:

 كتاب (النوادر) كالكشكوك يقع في مجلد ضخم، وكتاب (كاشف ريبة المراجع)، شرح على المختصر النافع للمحقق الحلي يقع بتسع مجلدات غير تام منها مجلدين في الصلاة، وهو كتاب متين في بابه استدلالي، وقد قرضه الأستاذ الشيخ محمّد طه نجف بكل تجلة وإطراء، ووصفه السيد محمّد الهندي بالكتاب المتين الجامع.

  إجازاته:

 أجازه الحجة الكبير السيد مهدي القزويني المتوفى سنة 1300 إجازة اجتهاد وكانت جليلة قرأتها بخطه طاب ثراه، وقد أحجم كثير من قراءتها حيث شهد له السيد بعلو رتبة اجتهاده وعظمته وبتبحره في العلوم وأجازه أيضاً أن يروي عنه جميع ما كتبه ويرويه عن مشايخه، ذكرنا صورة إجازته في الإجازات في كتابنا (الفوائد الرجالية) وقد عاصرنا المترجم له واستفدنا منه شيئاً كثيراً مذاكرة، وقرأنا عليه ابتداءً (رضاع الشرايع) والمواريث (بشرح المسالك) وعاصر الشيخ محمّد طه نجف، والشيخ محمّد يونس النجفي والشيخ محمّد الزريجاوي النجفي، والشيخ حسين آل حاج ثامر وأخيه الشيخ علي، والشيخ سعد الحساني، والشيخ علي يونس، والشيخ علي حرز الدين والد المؤلّف، والفقيه الشيخ حسن، والشيخ عبد الحسين آل حرز الدين وكانا من خلص أصحابه، والشيخ أحمد المشهدي والشيخ محمّد حسن آل ياسن الكاظمي، وآل حيدر وكان الشيخ الغراوي محط رحل كل فقير ومأوى كل مسكين لا يغلق باب داره عن الشفيع والوضيع في كل وقت وفصل حتى منقطع المارة في الليل، ولم يزل مجلسه العلمي حافلاً بالعلماء وأهل الفضل، ولا يهدأ مجلسه عن المذاكرات العلمية والفروع الفقهية فكل من لديه مسألة عويصة أو فرع مغلق يأتي إلى مجلسه وكانت بيوت أهل العلم في النجف على هذا ونحوه بل حتى المجالس العامة للسواد إذا حضرها أهل العلم لا تسمع إلاّ المذاكرات العلمية بينهم وناهيك بالمساجد والصحن الغروي المقدس يسمع أصوات أهل العلم في المذاكرات عصراً من خارج سور النجف.

 والمعروف أن الذي هاجر إلى النجف وتوطن فيها هو والده الشيخ محمّد الغراوي وكان المترجم له والشيخ علي الغراوي أخوان، وكان الشيخ علي من أهل الفضيلة والورع والتقى توفي سنة 1315 بعد أخيه بتسع سنين.

 من شعره هذه القصيدة في 24 بيتاً مطلعها:

 ولما دنى يوم الرحيل وأسفرت

                تخيلت شمساً قد تضاعف نورها

مهاة تريك البرق مهما تبسمت

                وتعلو سناء البدر حقاً بدورها

وتزري على الصبح المنير بوجهها

                وتسبي ضياء الإنس والحور حورها

وحجب ومض الدر در بثغرها

                ولاح سناها ثم قام سعيرها

تميل بمشوق القوام كأنها

                أخو نزق قد خامرته خمورها

تضوع مسك مذ تمايل قدها

                وشب شذاها ثم فاح عبيرها

وجاءت وقد أهدت إلى الصبح شقة

        يقطع أذيال الدياجي سفورها

وقالت وقد أرخت من العين مدمعاً

                إلى أي وجه سيرها ومسيرها

فقلت وهل يجدي المتيم سؤله

                وفي قلبه نار يشب زفيرها

يبيت ونار الشوق ملؤ فؤاده

        وفي نفسه داء وأنت خبيرها

.. الخ.

 وله أيضاً:

 لقد مل صحبي من بكائي وزفرتي

                وهل يستطيع الصب أن يتجلدا

وأعظم ما بي جوى وصبابة

                صدوح حمام بالشجاء تغردا

… الخ.

  وفاته:

 توفي في النجف بمرض السل في اليوم الثامن والعشرين من ذي الحجة سنة 1306 هـ بعد أن ناف عمره الشريف على السبعين، وشيعه وجوه اهل العلم والفضل والعلماء ودفن في الصحن الغروي في حجرة الزاوية الغربية الجنوبية وأعقب ولداً هو الشيخ محمّد وكان فاضلاً أديباً شاعراً توفي في النجف سنة 1330هـ ودفن بقرب والده في الصحن.

  مع علماء النجف

كان فقيهاً أصولياً متبحراً عالماً متكلماً ثقة، عدلاً زاهداً عابداً مجاهداً شاعراً أدبياً كثير الجدل والبحث وكثير النقل لآراء العلماء في بحثه وكتبه وكان يفهم الأخبار كما هي ويعرف القول السقيم من القويم وهو مع هذا كان له إلمام بالعلوم الغريبة من الكيمياء والجفر والحروف والطلسمات. تتلمذ على الشيخ راضي النجفي. والشيخ محمد حسين الكاظمي. ثم اشتغل بالتدريس والتأليف، وكان مجلسه العلمي حافلاً بالعلماء وأهل الفضل. وكان والده أول من هاجر إلى النجف الأشرف من آل الغراوي. مات 28 ذي الحجة 1306هـ وقيل: 1304هـ.

 له: ديوان الشعر مع مجموعة في فنون التجويد والحساب والهيئة والنجوم. كاشف ريبة المراجع في شرح المختصر النافع 1 ـ 9. النوادر كالكشكول. الفقه الاستدلالي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.