الرئيسية » أ » الشيخ أحمد الأردبيلي المعروف بالمقدس الأردبيلي
الشيخ أحمد الأردبيلي المعروف بالمقدس الأردبيلي
مركز آل البيت العالمي للمعلومات
الشيخ أحمد الأردبيلي المعروف بالمقدس الأردبيلي(قدس سره)
(القرن التاسع ـ 993ﻫ)
اسمه ونسبه
الشيخ أحمد بن محمّد الأردبيلي النجفي المعروف بالمقدّس الأردبيلي.
ولادته
لم تحدّد لنا المصادر تاريخ ولادته، إلّا أنّه ولد في القرن التاسع الهجري في قرية من قرى أردبيل.
من صفاته وأخلاقه
جاء في الأنوار النعمانية للسيّد نعمة الله الجزائري: «كان في عام الغلاء يُقاسم الفقراء فيما عنده من الأطعمة، ويُبقي لنفسه مثل سهم واحد منهم، وقد اتّفق أنّه فعل في بعض السنين الغالية ذلك، فغضبت عليه زوجته وقالت: تركت أولادنا في مثل هذه السنة يتكفّفون الناس، فتركها ومضى عنها إلى مسجد الكوفة للاعتكاف، فلمّا كان اليوم الثاني جاء رجل مع دواب حاملها الطعام الطيّب من الحنطة الصافية والطحين الجيّد الناعم، فقال: (هذا بعثه إليكم صاحب المنزل)، وهو معتكف في مسجد الكوفة، فلمّا جاء المقدّس الأردبيلي من الاعتكاف، أخبرته زوجته بأنّ الطعام الذي بعثه مع الإعرابي طعام حسن، فحمد الله تعالى وما كان له خبر منه».
قال العلّامة المجلسي: «المحقّق الأردبيلي في الورع والتقوى والزهد والفضل بلغ الغاية القصوى، ولم أسمع بمثله في المتقدّمين والمتأخّرين، جمع الله بينه وبين الأئمّة الطاهرين».
من أقوال العلماء فيه
1ـ قال الشيخ النوري الطبرسي(قدس سره) في خاتمة المستدرك: «العالم الربّاني، والفقيه المحقّق الصمداني… الذي غشى شجرة علمه وتحقيقاته أنوار قدسه وزهده وخلوصه وكراماته».
2ـ قال الشيخ عباس القمّي(قدس سره) في الكنى والألقاب: «المولى الأجلّ العالم الربّاني، والمحقّق الفقيه الصمداني… أمره في الثقة والجلالة والفضل والنبالة والزهد والديانة والورع والأمانة أشهر من أن يُحيط به قلم أو يحويه رقم، كان متكلّماً فقيهاً، عظيم الشأن، جليل القدر، رفيع المنزل، أورع أهل زمانه وأعبدهم وأتقاهم».
من تلامذته
الشيخ حسن بن زين الدين الجبعي العاملي المعروف بابن الشهيد الثاني، السيّد محمّد بن علي الموسوي الجبعي العاملي، الشيخ فضل الله التفريشي، الشيخ مير علام التفرشي، الشيخ عناية الله القهبائي، الشيخ عبد الله التستري.
من مؤلّفاته
حديقة الشيعة في تفصيل أحوال النبي والأئمّة(عليهم السلام) (باللغة الفارسية)
تعليقات على شرح المختصر للعضدي
حاشية على إلهيات شرح التجريد
إثبات الإمامة (باللغة الفارسية)
رسالة إثبات الواجب
استيناس المعنوية
أُصول الدين
وفاته
تُوفّي(قدس سره) في صفر 993ﻫ، ودُفن بجوار مرقد الإمام عليّ(عليه السلام) في النجف الأشرف.
معارف الرجال/محمد حرز الدين
…ـ 992
الشيخ أحمد بن محمّد الأردبيلي النجفي اشتهر بالمقدس الأردبيلي، ثقة عدل محقق فقيه أصولي، وكان زهده وورعه وصلاحه أظهر من أن يخفى، عالي الرتبة رفيع المنزلة صاحب الكرامات الباهرة، فقيه النجف في عصره بل فقيه الإمامية وعالم من علمائها البارزين، قال في أمل الآمل: كان عالماً فاضلاً مدققاً عابداً ثقة ورعا عظيم الشأن جليل القدر معاصرا لشيخنا البهائي (قده) له كتب منها (شرح الإرشاد) كبير لم يتم، وتفسير (آيات الأحكام) و(حديقة الشيعة) وغير ذلك) انتهى وقال السيد مصطفى بن الحسين التفريشي في كتاب الرجال إن أمره في الجلالة والثقة والأمانة أشهر من أن يذكر، كان متكلماً فقيهاً عظيم الشأن جليل القدر رفيع المنزلة أورع أهل زمانه وأعبدهم وأتقاهم له مصنفات منها كتاب آيات الأحكام توفي سنة (992) نروي بأسانيدنا السابقة عن الشيخ حسن والسيد محمّد عنه انتهى ومن مصنفاته عقايد الإسلام في علم الكلام تركي عثماني مستوف لجميع مباحث الكلام العقلية والنقلية.
أساتذته:
قرأ العلوم العقلية والنقلية على المولى جمال الدين محمود، وحدثني بعض مشايخ الغري الأعاظم عن أساتيذه الأجلة الأوائل، أن المولى أحمد الأردبيلي كتب إلى السلطان شاه طهماسب الأول كتابا من النجف الأشرف في حق رجل من العلويين محترم يذكر فيه شدة الزمان عليه، وأرسل الكتاب بيده، وكان المولى قد خاطب السلطان بالأخوة والصداقة ولما استلم السلطان الكتاب قام إجلالاً له وقرأه وهو واقف ثم أمر لذلك السيد بما أغناه وقال لبعض حفدته المقربين إذا أنا مت ووضعتموني في قبري فضعوا هذا الكتاب تحت رأسي لأحتج به على الملكين منكر ونكير بأن المولى أحمد قبلني أخاً له وصديقاً فيكون سبباً لنجاتي من النار، ولما توفي السلطان نفذوا وضع الكتاب في قبره وحدث أيضاً بعض الأفاضل في الغري عن مشايخه إن المقدس الأردبيلي مرض مرضاً شديداً لا يرجى برؤه عادة وكانت أمه علوية لا تعرف من تنتسب إليه من السادات، وفحص المولى أيام صحته كثيراً عن نسبها فلم يعثر عليه حتى يأس من تصحيح نسبها وفي أيام مرضه هذا رأى المولى فيما يرى النائم علياً وفاطمة عليهما السلام وكانت في حجاب عنه فقال الشيخ في نفسه اليوم أعرف صحة نسب والدتي من فساده ودنا منها عليها السلام فكشفت عن وجهها وأعطته اثني عشر رطبة، ثم استيقظ وفسر كشفها عليها السلام عن وجهها أنه ابن بنتها كما فسر تناوله للرطب بأنه يعيش اثني عشر سنة بعد ويبرأ من علته وبالفعل برأ منها واطمأن ببقائه على قيد الحياة هذه المدة فأخذ يؤلف ويصنف ويباحث وسئل عن كيفية شفائه يوماً فحكى هذه الرؤيا وبقي حياً حتى استوفى اثني عشر سنة فمرض بزكام أصابه وتوفي به انتهى، وحدث ثالث أن الشيخ كتب إلى الشاه عباس الأول الصفوي كتاباً من النجف في شأن رجل من امرأته يطلب العفو عنه فعفى عنه.
وفاته:
توفي في النجف الأشرف مشهد أمير المؤمنين عليه السلام في شهر صفر سنة (992) ودفن في الحرم العلوي المقدس في الحجرة الملاصقة للمأذنة الجنوبية التي منها باب الخزانة الكبيرة للنفائس، وقبره معروف تقف عنده العلماء والفضلاء وأهل الإيمان لقراءة الفاتحة حينما يدخلون إلى المرقد المطهر من الإيوان الشرقي الذهبي.
2013-03-06