معارف الرجال/محمد حرز الدين
الشريف بابا طاهر اللري الهمداني المعروف بابا طاهر عريان، كان من العلماء الحكماء والعرفاء، موحد إمامي كما يظهر من نثره ونظمه باللسان الفارسي اللري، وتنسب إليه كرامات جليلة ومقامات عالية ما ينسب إلى الأولياء الصالحين، وكان شاعراً أديباً له ديوان شعر مخطوط، رأيت قسماً منه، وكتاب في العرفان من نظم ونثر تصدى لشرحه بعض الأفاضل العارفين، حدثنا بعض العلماء المعاصرين الملمين بأحواله، وقد أقام المترجم له مدة في جبل (الوند) أحد جبال همدان، مترهباً ناسكاً زاهداً متقشفاً، قيل وكان ينام عرياناً في (كوه ألوند) والبرف والثلوج من كل جوانبه، قال بعض العرفاء فيه: ما مضمونه أن النار الباطنية المستعرة فيه تخفف من شدة برودة البرف، وتنسب إليه كلمات مقتطفة عرفانية باللسان العربي منها (انتهاء العقل إلى التحير وانتهاء التحير إلى السكر)، واختلف في العصر الذي عاش فيه فذهب بعضهم أنه معاصر لفيلسوف الإمامية الخاجة نصير الدين الطوسي المتوفى سنة (672) وحل له بعض الإشكالات النجومية في قرآن زحل مع المريخ أو المشتري، قيل جاء الخاجة (قده) اليه وحده أيام إقامة الرصد ببلد (مراغه) في عهد السلطان هولاكو خان وذكر له أنه خارج بلد همدان على المزبلة ولما بصر به الخواجة ترجل إعظاماً له وقصده فتولى البابا عنه بعد أن خط على رماد في المزبلة برجله فنظر إليه الخواجة وإذا هو قران زحل كما يطلب انتهى والحكاية متواترة ولم تثبت بنقل مؤلف ثقة، ومن شعره قوله:
عاشق اون بي كه دايم در بلايي |
|
أيوب آسا بكرمون مبتلايي |
حسن آسا بنوشه كاسه زهر |
|
حسين آسا شهيد كربلائي |
وقوله:
گلي كشتم پي ألوند دامان |
|
أوش أز ديده دارم صبح وشامان |
وقت آن بي كه بويش وامو آبي |
|
بره بارس بره سامان بسامان |