الخميس , 25 أبريل 2024
الرئيسية » ب » الشيخ بشارة بن عبد الرحمن آل موحي

الشيخ بشارة بن عبد الرحمن آل موحي

أعيان الشيعة – السيد محسن الأمين – ج 3 –

 الشيخ بشارة بن عبد الرحمن الخيقاني الغروي النجفي والد صاحب نشوة السلافة الشيخ محمد علي بن بشارة الخيقاني نسبة إلى خيقان قبيلة عراقية . ذكره ولده في نشوة السلافة فقال هو في سماء البلاغة والفصاحة بدر فكم ظهر لأمراء الكلام من بيانه سحر ، قال نادرة الزمان السيد علي خان معرفا في السلافة الكبرى بما هو أحق به وأحرى هو شيخ المشائخ الجلة والرافل من حلل الكمال بأشرف حلة تستنشق من روض نظمه نفحات نجد وتشم من أزاهيره ارج عراروند ورد علينا البلاد الهندية ومدحنا بأشعاره السنية فهو صديقنا الصدوق ذو الفضائل التي ترق وتروق انتهى فمن شعره قوله يمدح السيد المذكور

  أنعم صباحا أخا العلياء بشراكا * فكوكب السعد بالاقبال وافاكا

  فأنت بدر كمال لا أفول له * والنور لا زال يبدو من محياكا

 أضحيت للعلم بحرا إذ أحطت به * خبرا فأهديتنا حقا بفتواكا

 رفعت بيت العلى والمجد إذ وطئت * أعلى السهى في بناء البيت نعلاكا

 فصرت سلطان أهل الفضل اجمعهم * والكل منهم إذا خاطبت لباكا

كفاك فخرا إذا فوخرت في شرف * بان احمد والكرار جداكا

  فدم مليك المعالي والحقيق بها * علي قدر وعين الله ترعاكا

 ولا برحت بجنات وفي نعم * ما دمت في هذه الدنيا وأخراكا

وله أيضا مخاطبا له

 يا غائبا عن مربعي * فلانت في قلبي معي

 أنت المنى يا ساكنا * بالمنحنى من أضلعي

  نعم المخاطب أنت لي * ان كنت تسمع أو تعي

  لله أنت مخاطبا * إياك أعني واسمعي

  وله أيضا في مدحه وقد بارى له بيتين فأرسل اليه بهذه الأبيات كالمعتذر

  أبا حسن فدتك النفس إني * أتيت إليك منقادا ذليلا

 لقد البستني حلل الأيادي * وقد أسكنتني ظلا ظليلا

  وحسي في الورى فخرا باني * وغدوت بربعكم مولى نزيلا

 نظمت مباريا بيتيك جهلا * لأني رمت شيئا مستحيلا

  فشخصك لا أخال له شبيها * ونظمك لا أظن له مثيلا

 حباك الله ملكا لا يدانى * وزادك سيدي عمرا طويلا

  وله في معذر

  قال العواذل خد من أحببته * لاح العذار به فلا تتغزل

  فأجبتهم كفوا ولا تتكلموا * اني تركت حديثكم في معزل

  هذا ربيع قد بدا في روضة * فهواي فيه لا يزال ومنزلي

  وله في مليح يحمل رمحا

يا حامل الرمح دعه * فالرمح يشبه قدك

لم ذا تكلفت جهلا * في حمل ما كان عندك

 وله جوابا عن كتاب ورده من عمه للشيخ خلف من النجف وهو إذ ذاك في كرمان :

  لسفح الدمع في خدي وأدي وبين جوانحي قدح الزناد

 وجيش الهم في صدري مقيم * يبارزني على الخيل الجياد

  وجسمي من سقامي في نحول * وكأس الصبر مشروبي وزادي

 أبيت مفكرا في الأفق ليلا * تحارب مقلتي جيش الرقاد

 وما حزني على ما لم أنله * ولا حب لليلى أو سعاد

 ولكن الغري وساكنيه * أشبوا نار وجد في فؤادي

  ولا سيما كتاب قد اتاني * من المولى الكريم أبي الأيادي

 كتاب قد حوى درر المعاني * بألفاظ المحبة والوداد

  وينشدني به شعرا أنيقا * يناشد فيه أموات العباد

 لقد أسمعت لو ناديت حيا * ولكن لا حياة لمن تنادي

 صدقت بأنني ميت ولكن * كشفت الحال ما بين الأعادي

  أ لم تعلم بان الجسم عندي * وان الروح في تلك البلاد

 وجسم لا تكون الروح فيه * جماد عند أرباب السداد

 فلا تعجب إذ ناديت جسما * ولم تسمع جوابا من جماد

 وما تركي جوابك عن ملال * فكن في العبد زين الاعتقاد

  ولكن ما ظننت قضاه سهلا * لعمرك دونه خرط القتاد

 فكم بعنا كلامنا واشترينا * فكان البيع في سوق الكساد

 فلما ان اتيت ركبت عيسا * معلمة على قطع البوادي

  وفارقت أصفهان وساكنيها * لعلمي ان في مكثي فسادي

  فهذا متن أحوالي اتاكم * ودون الشرح يقصر اجتهادي

  وله حين تذكر الغري وأهله وهو إذ ذاك في بم من اعمال كرمان :

  أنور الشمس أم بدر الكمال * تبدى أم سنا هند بدا لي

 وبرق لاح أم ذا ثغر هند * تبسم عن أقاح أو لآلي

 ومسك فاح أم هذا شذاها * اتتني فيه أنفاس الشمال

 نعم هند تبدت في خباها * تميس بحسن قد واعتدال

  بنور جبينها واللفظ تزري * لعمري بالغزالة والغزال

  وعم جبينها بالحسن خال * فدته النفس من عم وخال

سهام لحاظها تدمي فؤادي * قبيل الجلد في السحر الحلال

  لها حكم على العشاق حتم * بسلطان الملاحة والجمال

 لئن نالت يداي الوصل منها * بضرب البيض والسمر العوالي

 والا فالغنى لي عن هواها * بسكان الغري ذوي المعالي

  رعى الله الغري وساكنيه * وان أفتوا ملالا بالنوى لي

  لئن هم أبعدوني عن حماهم * فلست ودادهم يوما بسالي

  أكرر ذكرهم نظما ونثرا * فيحلو عند ذكرهم مقالي

  بباب النهر مرت لي ليال * حلالي العيش في تلك الليالي

 فكم من ليلة فيها جلسنا * مع الأحباب في روس الجبال

وكم أيام سعد قد تقضت * لنا والقبة البيضا حيالي

 وكم في الروضة الخضرا سقينا * رياض الود من غيث الوصال

 وقال يمدح السيد عبد المجيد ابن السيد حسن آل كمونة وقد وعده مع جماعة من السادة والأصحاب ان يخرج بهم إلى الشعاب بجانب الطار في النجف الأشرف في فصل الربيع فأبطأ في وعده فقال :

  فؤادي بالغرام اشب ناره * رشا بالخد ابدى جلناره

 أقول البدر ثم أقول كلا * فنور البدر منه قد استعاره

  غزاني في جيوش الحسن عمدا * وشن على فؤادي منه غاره

  فعاد وقلبي المضني أسير * له بالرغم إذ عدم اصطباره

 وصار يطيعه في كل امر * وفوض نحوه فيه اختياره

  فلما ان تحكم بي هواه * وأضحى القلب مأواه وداره

 رماني في سهام الهجر ظلما * واحرمني الوصال مع الزيارة

  فما لي عن هواه من خلاص * خلا ركن العلاء ومستجاره

 وذا عبد المجيد أبو المعالي * فتى لا تذعر الأيام جاره

  فتى جداه قد فازا وحازا * بفضلهما الرسالة والوزاره

  ومن حاز الكمال وحاز فضلا * وكسب الجود قد أضحى شعاره

 فتى أضحى أمير الخلق طفلا * فأحسن في رعيته الاماره

  الا يا أيها المولى اجرني * فاني طالب منك الاجاره

 أجرني من أناس الجأوني * فان الحر تكفيه الإشارة

 غدا مولاك معتذرا إليهم * وهم لم يسمعوا منه اعتذاره

 يقولون الشعاب ازداد وردا * وأخرج في مشارعه بهاره

 وقد اجرى الحيا فيه دموعا * بها للورد قد ظهرت نضاره

 فقم يا ابن الحسين وسر اليه * بجيش الجود وانهب لي ذماره

 وسارع واسمحن لي في سؤالي * بقول لك البشارة يا بشارة

 فبذل المال في نيل المعالي * لعمر أبيك من خير التجارة

 ومن جيد شعره ما تقاضى به وعدا وعده إياه السيد علي الملقب بنظام الدين المستوفي فتباطأ به فقال مخاطبا له : ألا قل للنظام ابن الأماجد * كريم الأصل من أم ووالد

 علي شمس آفاق المعالي * وبدر الفضل مستوفي المحامد

  أبا حسن لانت كريم قوم * وبحر فواضل عذب الموارد

 فكيف نسبت من أصفاك مدحا * وقد أملته نيل المقاصد

  ومن شان الكريم وفاء وعد * ولا سيما لممتدح ووافد

  فان واعدت يوما في جميل * فأنجزه والا لا تواعد

  واني قد مدحتك في قريض * غدا يسمو على الدرر الفرائد

 واني لاسم موصول لعمري * حري منك في صلة وعائد

  وله فيه أيضا :

 ألا أبلع نظام الدين عما * سأنظمه صريحا لا معمى

  فاني قد نظمت المدح فيه * وكان مديحه عندي نعما

 فواعد في صلات واصلات * وما أبصرتها كيفا وكما

  فكان كوعد عرقوب أخاه * بيثرب إذ به قدما ألما

 فلم ينتج لذاك الوعد شكل * وأعقب عقمة هما وغما

 فيا مستوفيا حمدا وشكرا * ستستوفي بخلف الوعد ذما

 فاني ذو لسان حيث ارضى * يرى شهدا والا كان سما

  فكم لي من قريض في مديح * وذم خص في الدنيا وعما

 فأنت مخير فيما تراه * بحالك لائقا اما وإما

  فان تنجز تكن معنى عليا * والا خالف الاسم المسمى

  وقال فيه لما جاد له بصلة ردية :

 لما مدحت نظاما * نظما وأديت حقه

  إذ خلته هاشميا * بالجود يشبه رهطه

 فجاد لي بصلات * لما تحققت صدقه

 تسعين منا وعشرا * من حب أرز وحنطه

 فكان ما در عصر * فلا تشم قط برقه

  فاعجب به من بخيل * أقام للبخل شرطه

  وصار فيه قضاء * لا زال يسلك طرقه

  ان الذي جاد فيه * قلامة أو كعفطه

 وله يمدح العالم السيد محمد سعيد ابن المرحوم السيد محمد تقي الحسيني الكرماني :

 يلوم قلبي لفرط الوجد عاذله * وما درى انه شبت مشاعله

 ومقلتي لا تزال الدهر باكية * كأنها الغيم إذ ينهل وابله

  كان جفني بليلي عاشق سهري * لذاك لما يزل جفني يواصله

  ما زلت في جامع الأحزان معتكفا * جسمي عليل وطول السقم ناحله

  عدمت صبري وعقلي فر عن بدني * وضاق صدري وجيش الهم نازله

 أبانني الدهر عن قومي وعن وطني * بئس الزمان فما تصفو مناهله

  ما لي معين على دهري اؤمله * الا السعيد الذي فازت أوائله

 سلالة المصطفى المبعوث من مضر * بحر العلوم الذي فاضت سواحله

 علامة العصر في علم له حجج * تزيل زيغ الذي جهلا يجادله

 كريم نفس ببذل السيب منبسط * يعود بالنجح والخيرات سائله

  سميدع بارع بالحرب صولته * تهيل قلب الذي امسى ينازله

  فلو تتبعت أهل الفضل في زمني * لما عثرت على شخص يماثله

  أو رمت تعداد فضل فيه مجتمع * لجف حبري ولا تحصى فضائله

 يا أيها السيد المفضال في شرف * ومن تعم الورى منا فواضله

 قد ضاق صدري وأرجو منك توسعة * بما وهبت فخير البر عاجله

 ومن نظمه هذه القصيدة قالها وهو في دار الغربة حين تذكر الغري وأهله وأولها :

  بزغن شموس أم طلعن بدور * أم الشرق في ضوء الصباح منير

  وبرق تراءى أم لييلى وتربها * تبسمن عن در فبن ثغور

  إذ خطرت مع تربها وتمايلت * تحالى لها من بينهن خطور

 فلما رآها ناظري صرت عاشقا * وقلبي لها دون الحسان أسير

  إلى أن يقول :

 فأعرضت عن ليلى ووصفي جمالها * فما عندها الا جفا ونفور

  وملت إلى ذكر الغري وأهله * أهيل لنا فيهم غنى وسرور

 بلاد بها الرحمن أودع تربة * لحيدرة للمؤمنين أمير

 لها شرف عال على كل بقعة * فليس لها الا الحجاز نظير

  بلاد بها صحبي ورهطي ومنزلي * إليها ركاب الزائرين تسير

 فما قط تحلو لي بلاد وان حلت * ولو زخرفت فيها لدي قصور

 أهيل الحمى عيناني لا تالف الكرى * فليس لها طعم الرقاد يزور

 أهيل الحمى ليلي طويل لبعدكم * وليلي لديكم بالغري قصير

 أهيل الحمى اني أقول مضمنا * فلم يبق لي الا اللسان نصير

  أ سرب القطا هل من يعير جناحه * لعلي إلى من قد هويت اطير

  فطار إلى نحوي الغري ولم اطر * لان جناحي بالفراق كسير

  أهيل الحمى لا تقطعوا حبل وصلكم * لأني اليه يا كرام فقير

  أهيل الحمى ذا الدهر يوعد باللقا * وتحدث من بعد الأمور أمور

  فلا تنقضوا أهل الغري عهودكم * واني على حفظ العهود صبور

  عسى تجمع الأيام شملي بقربكم * فان إلهي راحم وقدير

 عليكم سلام الله مني مسلسلا * وان شئتموه يا كرام يدور

  ومن نظمه قوله متغزلا :

  يا فاضلا بقوافي الشعر ما نطقا * ان شئت تنظمها فورا كمن سبقا

  فاعشق فريدا مليحا في محاسنه * فليس ينظمها الا الذي عشقا

 والعود ليس له نشر ورائحة * الا إذا حل فوق الجمر واحترقا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.