الجمعة , 29 مارس 2024
الرئيسية » ج » الميرزا جعفر بن السيد مهدي بن السيد حسن القزويني

الميرزا جعفر بن السيد مهدي بن السيد حسن القزويني

معجم المؤلفين – عمر كحالة – ج 3 –

 جعفر القزويني ( 1253 – 1298 ( 2 ) ه‍ ) ( 1837 – 1880 م ) جعفر بن مهدي بن حسن بن أحمد بن محمد الحسيني ، الحلي ، الشهير بالقزويني ( أبو موسى أبو الهادي ) عالم ، أديب ، فقيه ، أصولي ، بليغ . ولد في الحلة ، ونشأ بها على أبيه ، وقرأ مقدمات العلوم وقرض الشعر ، ثم هاجر إلى النجف فقرأ الفقه والأصول والفلسفة والحكمة والتأريخ واللغة ، ثم عاد إلى الحلة وتوفي في أول المحرم ، وحمل إلى النجف . من آثاره : الاشراقات في المنطق ، التلويحات الغروية في الأصول ، وله شعر كثير.

معارف الرجال/محمد حرز الدين

1253ـ1298

السيد جعفر بن السيد مهدي بن السيد حسن بن السيد أحمد بن السيد محمّد بن الأمير قاسم الحسيني الحلي القزويني، ولد في الحلة سنة (1253) من كريمة الشيخ علي نجل الشيخ جعفر كاشف الغطاء النجفي، كان من العلماء ووجوه أهل الفضل، وكان والده الحجة يثني عليه في المجالس العلمية والأدبية لغزارة علمه وأدبه، وفي حياة والده كان يتولى حسم الدعاوى بين الناس والأمور الإصلاحية، وصار رئيساً مطاعاً في العرفيات في الحلة الفيحاء، هاجر إلى النجف وقرأ العلوم الدينية بعد ما أكمل مقدماته على والده في الحلة المزيدية.

أساتيذه:

تتلمذ على خاله الشيخ مهدي بن الشيخ علي الفقيه المشهور، الفقه، وحضر أيضاً على خاله الشيخ جعفر الصغير، وعلى الشيخ المرتضى الأنصاري الأصول، والشيخ الأستاذ ملا محمّد الأيرواني، وعلى والده في النجف والحلة مدة من الزمن حتى أجازه إجازة اجتهاد.

مؤلفاته:

منها (التلويحات الغروية) في الأصول، فرغ منها سنة (1296) (والإشرافات) في المنطق.

وله مراسلات أدبية مع الأدباء والشعراء وأهل الفضل والكمال وشعر كثير مدون، وله صداقة خاصة مع السيد جعفر بن السيد أحمد المعروف بالخرسان النجفي المتوفى سنة (1303) ويومئذ كان السيد طاعناً في السن فمن مراسلاته مع فضيلة السيد جعفر الخرسان هذه الأبيات:

يا جعفر الفضل ومن فاق على

كل أديب في الزمان لوذعي

إني وإن أطريت ذكر المنحنى

فإنما أردت وادي لعلع

وإن مررت باللوي معرضاً

فإنما إياك أعني واسمعي

*   *   *

مشفوعة برسالة وكان في سنة (1295)، إلى غير ذلك من المراسلات مع أخذ أنه من أهل الفضل والأدب، ومرض في الحلة وتوفي بها غرة محرم الحرام سنة (1298) في حياة والده الحجة وحمل نعشه إلى النجف على رؤوس المسلمين وفي الطريق استقبلتهم العشائر العربية على ضفة نهر الفرات مشيعين معزين مبدين ولائهم لأعلام الشريعة الغراء بألحانهم الشعبية حتى النجف، ثم استقبلهم النجفيون يقدمهم العلماء وطلبة العلم خارج سور البلد و(المؤلّف) معهم حتى الصحن الغروي وصلى عليه والده والشيخ جعفر التستري المتوفى سنة (1303)، ودفن بمقبرة تحت الساباط في الصحن الشريف ورثته الشعراء، ومنهم السيد حيدر الحلي بقصيدة عصماء 76 بيتاً يعزي بها والده السيد مهدي وكنت حاضراً حينما ألقيت مطلعها:

قد خططنا للمعالي مضجعاً

ودفنا الدين والدنيا معا

وعقدنا للمساعي مأتماً

ونعينا الفخر فيه أجمعا

آه ماذا وارت الأرض التي

رمق العالم فيها أودعا

وارت الشخص الذي في حمله

نحن والأملاك سرنا شرعا

صاحب النعش الذي قد رفعت

بركات الأرض لما رفعا

ملك حيا وميتاً قد أبى

قدره إلاّ الرواق الأرفعا

إن تسلني كيف من ذاك الحمى

فيه زاحمنا العرين المسبعا

فيه أدنينا إليه شبله

أسد الله وحيا ودعى

فأسلناها على إنسانها

حدقا وهي تسمى أدمعا

وبللنا تربة القبر الذي

دفنوا فيه التقى والورعا

وعقرناها حشى حول حشى

يتساقطن عليه قطعا

ونضحناها ولكن مهجاً

صنع الوجد بها ما صنعا

فعلى ماذا نشد الأضلعا

كذب القائل قلبي رجعا

وحللنا عقد الصبر أسى

وعلى الوجد شددنا الأضلعا

ورجعنا لا رجعنا وبنا

رمق ممسكة ما رجعا

يا ابن ودي إن عندي فورة

تملأ الجنين كيف اتسعا

فإلى مكة بي إنّ بها

منتدى الحي المعزى أجمعا

ابتدرها واعتمد بطحاءها

إنها كانت لفهر مجمعا

قف بها وانع قريشاً كلها

فقريش اليوم قد ماتوا معا

وتعمد شيبة الحمد وخذ

نفثة تحطم منه الأضلعا

قل له إن مت قد ما وجعا

فمت الآن بنعي جزعا

صدعت بيضتكم قارعة

كبد الوحي عليها انصدعا

زال درع الهاشميين الذي

بردائي حسبته أدرعا

وانطوى عز نزار كلها

بمصاب سامها أن تخضعا

ما فقدت اليوم إلاّ جبلا

نحوه يلجأ من قد روعا

ومنها:

إنما (المهدي) فينا آية

بهر الخالق فيما ابتدعا

لم يزعزع حلمه الخطب الذي

لو به يقرع رضوى زعزعا

ملك الأجفان لكن قلبه

والجوى خلف الضلوع اصطرعا

أيها الحامل أعباء العلى

ناهضا في ثقلها مضطلعا

إلى أن قال:

وسنا المجد الذي في وجهه

ذاك في وجه (الحسين) التمعا

سادتي عفواً دهتني صدمة

أفحمت مني الخطيب المصقعا

لم أخل ينعى لساني جعفراً

وبودي قبل ذا لو قطعا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.