السيد جمال الدين الهمداني الشهير بالأفغاني
مع علماء النجف
السيد جمال الدين بن السيد صفدر بن السيد علي الشهير بالأفغاني من أعاظم الفلاسفة وكبار رجال الدين الشيعة المصلحين ولد في شعبان 1254هـ بقرية أسد آباد من توابع همدان في إيران ولم تزل دار ولادته موجودة ومعروفة لدى بني عمه وذوي قرابته المعاصرين من سكنة أسد آباد. نشأ على أبيه نشأة طيبة فعنى بتربيته ولقنه المبادئ بنفسه وكانت تلوح آنذاك أمارات النبوغ فقد كان يمتاز بذكاء مفرط وفراسة غريبة وفكر دقيق.. فسافر به والده إلى قزوين في 1264هـ وكان والده يدرسه خلال هذه الفترة ويغذيه العلم والمعارف وفي 1266هـ سافر به والده إلى طهران وتشرف بخدمة العلامة السيد صادق السنكلجي واستفاد منه والبسه العمّة والبزة الروحية وبعد أشهر هاجر إلى العراق وزار مرجع الشيعة الشيخ الأنصاري وبقي اربع سنين في النجف درس خلالها المقدمات وأخذ الفقه والاصول والحديث والتفسير والكلام والهيئة على اساتذة مهرة واستطاع لكثرة ذكائه وقوة حافظته أن يبلغ في هذه السنين القليلة مبالغ الشيوخ ويحوز على سمعة طائلة فقد تألق نجمه في الأوساط النجفية وهو شاب مقبل. ثم ترك النجف الأشرف وتجول في العالم الإسلامي ودعا المسلمين إلى التمسك بدينهم والتزام تعاليم ربهم واللحاق بركب العلم لبناء مجتمع سلامي حضاري متقدم، فكان له دور كبير في توعية الأمة في العالم العربي وخاصة في مصر وآستانة وله محطات ومحاضرات ومواقف في تاريخنا الحديث يفتخر بها الإنسان المسلم. ويكفي الشيعة الإمامية فخراً في قبال مصر ورجالها أن يكون معلمها الأول ورئيس نهضتها الحديثة الشيخ عبده تلميذاً للمترجم له فقد صرح غير مرة بأنه أخذ منه كل ما عنده واعترف بالعجز عن تحديد منزلته العلمية. واصدق من كتب عنه ابن أخته الميرزا لطف الله الأسد آبادي الهمداني تلميذه وخريج مدرسته الذي كان بخدمته. توفي في استانبول في شهر شوال عام 1314هـ ودفن هناك.
فهو من همدان وأجداده وأسرته عاشوا في أسد آباد من همدان وبيوتهم وقبورهم لا تزال معروفة وموجودة. وأما نسبته إلى الأفغان فكان تعمية للأمر ورجاء لبلوغ الهدف وحصول الغاية ولولا ذلك لما سمي بحكيم الإسلام ولا لقب بفيلسوف الشرق ولا كانت له هذه الشهرة الواسعة. فليس له في الأفغان أية علامة.
له: تاريخ الأفغان. رسالة في الرد على الدهرين. مجلة العروة الوثقى. الحقائق الجمالية. إنتقاد الفلاسفة الطبيعيين.
2013-03-17