الخميس , 25 أبريل 2024
الرئيسية » ج » الشيخ جعفر البديري

الشيخ جعفر البديري

مع علماء النجف

الشيخ جعفر بن أحمد بن سيف البديري النجفي من الفقهاء الأجلاء ومراجع التقليد تلمذ على الشيخ محمد حسين الكاظمي والفقيه السيد ميرزا الطالقاني وعندما توفي السيد الطالقاني المذكور عام 1315هـ قام مقامه في إمامة الجماعة في الرواق الشريف والصحن المطهر مدة أربع وخمسين سنة ولحسن سيرته واستقامته رجع إليه جمع في التقليد وطبعت رسالته. توفي في 1369هـ.

له: التذكرة رسالة عملية فتوائية. مصباح الأنام في شرح شرائع الإسلام.

 معارف الرجال/محمد حرز الدين

الشيخ جعفر بن أحمد بن سيف البديري هاجر إلى النجف في أواخر القرن الثالث عشر وقرأ العربية والفقه والأصول في النجف، حتى إذا أكمل مقدمات العلوم حضر أبحاث المدرسين والعلماء وصار عالماً عاملاً جليلاً زاهداً متقشفاً خشن المأكل والملبس سار بسيرة الأولياء الصالحين من السلف الصالح وكان ثقة ورعاً صلب الإيمان وافر العقل حسن الصحبة ذا أناة وتأمل لم يأخذه الطيش والحدة إذا أغضب، محققاً رجع إليه في التقليد شطر من الناس، وأوائل أيامه لازم أهل الفضل والوجوه العلمية كالسيد ميرزا الطالقاني النجفي والسيد محمّد الطباطبائي وفضلاء آل الجواهر كما إن له صحبة أكيدة بمشايخهم ولازم دارهم وكانت سابقاً ندوة للعلماء وأهل الفضل والكمال والأدب ومجمع وجوه البلد.

أساتيذه:

حضر درس الأستاذ الشيخ محمّد حسين الكاظمي، والسيد علي بن السيد محمّد الغريفي البحراني المتوفى سنة (1321) وعلى الأستاذ محمّد طه نجف.

مؤلفاته:

(مصابيح الأنام) في شرح شرايع الإسلام في الفقه، و(تذكرة المتقين) رسالة لعمل مقلديه وله حاشية على تبصرة العلامة الحلي (قده)، وكان يفتي بأن صيد البنادق كصيد السهام إذا ذكر اسم الله ورمى، لأنه صيد بالحديد وانفرد بهذه الفتيا في عصره المتأخر. وكان نحيف الجسم قصير القامة سيماء الصلحاء يلوح في وجهه، وصار إمام جماعة في الصحن الغروي بعد وفاة السيد ميرزا الطالقاني صاحبه. وحدثنا الشيخ البديري صباح يوم الإثنين 2 شعبان سنة (1355) في النجف عن السيد حسن حبوش العاملي طاب ثراه أن الشهيد الأول محمّد بن مكي أعلا الله مقامه قدم العراق لزيارة الحسين (ع) واتفق أن جاء العلامة الحلي أيضاً للزيارة في ركب من الخيل فاستقبله الشيخ الشهيد في بلد كربلاء حتى انتهى إليه وأخذ بركابه وسأله عن مسألة علمية فأجابه عنها ثم سأله ثانياً أجابه وكلما سأله أجاب، فقال العلامة عطر الله مرقده إن كان محمّد بن مكي في العراق فأنت هو فأجابه الشهيد متمثلاً:

كانت مساءلة الركبان تخبرنا          عن جعفر بن فلاح أحسن الخبر

ثم التقينا فلا والله ما سمعت إذني      بأحسن مما قد رأى بصري

وبعد رجوعه إلى جبل عامل شدّ الرحال إلى الحلة المزيدية ليحضر على العلامة فلما وصل وجده قد توفي.

وحضر عنده ولده فخر المحققين انتهى. حدثني أيضاً عن العالم الجليل الشيخ محمود ذهب النجفي عن السيد محمّد مهدي بحر العلوم في وصف العلامة الحلي من جملة ما قال فيه أنه آية الله في العالم وفخر بني آدم عليه السلام انتهى. وكثيراً ما نجتمع مع الشيخ البديري ونتبادل الحديث في فتن العالم وأسبابها إلى غير ذلك مما مر علينا إلى غرة محرم الحرام سنة 1356.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.