الجمعة , 22 نوفمبر 2024
الرئيسية » أ » الميرزا أبو القاسم بن الحاج علي الشهير بكلانتري

الميرزا أبو القاسم بن الحاج علي الشهير بكلانتري

أعيان الشيعة – السيد محسن الأمين – ج 2 –

الميرزا أبو القاسم ابن الحاج محمد علي ابن الحاج هادي النوري الطهراني الشهير بكلانتري صاحب تقريرات بحث الشيخ مرتضى الأنصاري المشهورة واسمه كنيته ولد في 3 ربيع الثاني سنة 1226 في طهران وتوفي بها في 3 ربيع الثاني سنة 1292 ودفن بمشهد عبد العظيم في مقبرة أبي الفتوح الرازي في ظهر قبر حمزة بن موسى ع . وكلانتر كلمة فارسية معناها الأكبر أو الأعظم من كلان بمعنى الكبير وتر علامة التفضيل وفي بخاري يسمون قاضي القضاة قاضي كلان أي القاضي الكبير . وفي الذريعة لقب بالكلانتري أو الكلنتري لأنه ابن أخت محمود خان كلنتر الذي صلبه السلطان ناصر الدين شاة القاجاري عام المجاعة والنوري نسبة إلى نور بلد من أعمال مازندران أصل جده منها . أقوال العلماء فيه وصفه ولده الميرزا أبو الفضل فقال : حكيم الفقهاء الربانيين وفقيه الحكماء الإلهيين وحيد عصره وزمانه وفريد دهره وأوانه علامة العلماء المجتهدين وكشاف حقائق العلوم بالبراهين اه وفي نامه دانشوران ناصري ما ترجمته من جملة فقهاء وأجلة علماء طهران وكان جده الحاج هادي من التجار الأبرار جاء من بلدة نور وسكن طهران وكان أحد أولاده الحاج محمد علي والد المترجم قد وضع قدمه في دائرة أهل العلم وتزوج امرأة من أهل بيت دين وتقوى فولد له منها المترجم ولما بلغ رتبة الرشد مال إلى تحصيل العلوم ويوما فيوما صارت تظهر عليه امارات الفضل والنبوع فما بلغ العشر السنوات حتى صار يفهم علوم المقدمات فهما جيدا ويحل العبارات المشكلة بسهولة وانتظم في سلك الطلاب مع أحد أعمامه وذهب إلى أصفهان فبقي فيها نحو ثلاث سنوات تعلم فيها علوم المقدمات ثم رجع إلى طهران فبقي فيها سنتين ثم سافر إلى المشاهد المشرفة في العراق فبقي نحو سنتين ولما لم تكن أسباب معاشه ميسرة كما يجب عاد إلى طهران وكان قد فرغ في هذه المدة من العلوم الأدبية فسكن في مدرسة الخان المروي وأخذ يقرأ في المعقول على ملا عبد الله الزنوزي وعلى غيره في الفقه والأصول حتى بلغ العشرين من عمره واشتهر بالعلم والفضل فرغبه علماء ذلك الزمان في الهجرة إلى العراق فهاجر إلى كربلا وحضر درس السيد إبراهيم القزويني في العلوم الشرعية مدة من الزمان ثم وقعت الفتنة في كربلا والقتل والنهب فاضطر إلى الخروج منها وذهب إلى أصفهان ولما هدأت الفتنة عاد إلى العراق وحضر درس الشيخ مرتضى الأنصاري في العلوم الشرعية وبعد مدة صار معتمد أستاذه وبقي يحضر درسه نحو عشرين سنة وصرح أستاذه باجتهاده مرارا وفي سنة 1277 توجه من النجف الأشرف إلى طهران في حياة أستاذه المذكور فأقام بها وصار مرجع الخاص والعام وفي كل يوم يحضر مجلس درسه الفقهاء والعلماء ويستفيدون منه ولما كانت تولية مدرسة الحاج محمد حسين خان فخر الدولة منوطة بعمدة المجتهدين الحاج ملا علي فوض إليه التدريس فيها فبقي يدرس فيها الفقه والأصول سبع سنوات وأضر في آخر عمره لرمد لحقه اه ويقال ان أستاذه الشيخ مرتضى لما ودعه قال له ان أشغال العلماء ثلاثة فأوصيك فيها فواحد منها ان قدرت ان تفعله قربة إلى الله فاقمه وهو الصلاة بالناس جماعة وواحد ان قدرت ان تقوم به قربة لله فلا تتعرض له وهو القضاء والحكومة والثالث ان قدرت ان تفعله لله فافعله وداوم عليه وان لم تقدر ان تفعله فلا تتركه وداوم عليه وهو التدريس والتصنيف وهذه وصيتي إليك فلما رجع إلى طهران اقتصر على التدريس والتصنيف وكان يدرس في المدرسة الفخرية وله التقدم في ذلك على غيره . أقول إن وصية الشيخ مرتضى المذكورة له من الوصايا الخالدة التي يصح ان يقال فيها كلام الملوك ملوك الكلام ووصيته له بترك القضاء والحكومة محمولة على وجود من يقوم بالكفاية والا وجب عينا ومع ذلك فالحكم بين الناس بالعدل لمن هو لذلك أهل من أفضل الأعمال وكان ينبغي أن يوصيه بتصحيح قراءة الصلاة فان ذلك أمر متهاون فيه حتى من العلماء وبعضهم إذا قيل له ان قراءته غير صحيحة أخذته العزة بالاثم والأمر لله وحده . وكان المترجم من عباد الله الصالحين وفي أيام قراءته على الشيخ مرتضى كان من وجوه تلاميذه وكان بعد فراع أستاذه من الدرس في علمي الأصول والفقه يعيده ويقرره لجماعة من حاضري الدرس وتوجد كتاباته فيهما بخط ولده الميرزا أبي الفضل وطبع المجلد الأول منها في الأصول مرارا في إيران وسمي مطارح الأنظار ولاقى رواجا عظيما لأنه من أحسن ما قرر فيه مطالب الشيخ مرتضى . مشائخه قد علم مما مر أنه قرأ على عدة مشايخ منهم ملا عبد الله الزنوزي في المعقول والسيد إبراهيم القزويني والشيخ مرتضى الأنصاري في العلوم الشرعية . تلاميذه منهم الملا فتح علي النهاوندي المجاور بالنجف الأشرف الذي عاصرناه ورأيناه في النجف الأشرف . مؤلفاته في نامه دانشوران انه كان في أيام اقامته في طهران ألف في أكثر مسائل الفقه والأصول عدة رسائل أودعها في مجلدين منها في أصول الفقه بقسميه من مباحث الألفاظ والأدلة العقلية ومنها في الفقه بهذا التفصيل. في الصحيح والأعم. واجتماع الأمر والنهي واقتضاء النهي الفساد. والاجزاء. ومقدمة الواجب . ومسألة الضد العام والخاص والمجمل والمبين. والمطلق والمقيد. والمفهوم والمنطوق. والمشتق. وهذا في مباحث الألفاظ. وفي الأدلة العقلية وغيرها. من الاستصحاب. وأصل البراءة . وحجية القطع . وحجية الظن . والحسن والقبح العقليين والملازمة بينهما وبين الشرعيين . والاجتهاد والتقليد والتعادل والتراجيح. وفي الفقه في الطهارة. وأحكام الخلل في الصلاة . وصلاة المسافر . والزكاة . والغصب . والوقف . واللقطة . والرهن . واحياء الموات . والإجارة . والقضاء والشهادات اه وله رسالة في الإرث توجد نسختها في مكتبة مدرسة سبهسالار في طهران وهي رد على رسالة السيد إسماعيل البهبهاني في اثبات وارثية رجل اسمه رجب ولد من جارية عزيز الله ابن الحاج أحمد الطهراني. ومؤلفاته المتقدمة كلها أو جلها من تقرير بحث أستاذه الشيخ مرتضى كما عرفت وكان قد كتبها في النجف الأشرف لا في طهران ويمكن ان يكون بيضها في طهران أو ألف يسيرا منها هناك أما أنه ألفها كلها في طهران كما مر عن نامه دانشوران فغير صحيح ثم إنه لم يطبع منها الا جزء واحد في الأصول وهو المسمى بمطارح الأنظار كما مر وهو يحتوي على رسائل الأصول المتقدمة كلها عدا المشتق وحجية القطع وحجية الظن والاستصحاب والتعادل والتراجيح اما رسائل الفقه فلم يطبع منها شئ .

 الذريعة – آقا بزرگ الطهراني – ج 2 –

  (الاستصحاب) للشيخ ميرزا أبي القاسم ابن ميرزا محمد علي النوري الطهراني الشهير بكلانتري المتوفى سنة 1292، أشهر تلاميذ العلامة الأنصاري يوجد بخطه في مكتبة ولده الشيخ ميرزا أبي الفضل الطهراني .

 الذريعة – آقا بزرگ الطهراني – ج 21 –

  (مطارح الأنظار) في أصول الفقه من مباحث الألفاظ والأدلة العقلية، من تقرير بحث العلامة الأنصاري الشيخ مرتضى، كتبه تلميذه الحاج ميرزا أبي القاسم الشهير بكلانتري بن الميرزا محمد علي النوري، ساكن طهران، المولود سنة ست وثلاثين ومائتين وألف ( 1236 ). وقد رتب مباحثه وسماه بهذا الاسم وطبعه ولده الفاضل الحاج ميرزا أبو الفضل المتوفى 1316 .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.