الإثنين , 6 مايو 2024
الرئيسية » ح » الشيخ حسين بن الحاج نجف بن محمد آل النجف

الشيخ حسين بن الحاج نجف بن محمد آل النجف

اعيان الشيعة/ج6

 أبو الجواد الشيخ حسين بن محمد بن الحاج نجف علي التبريزي النجفي المعروف بالشيخ حسين نجف الكبير ولد سنة 1159 بتاريخ غلام حليم وتوفي سنة 1251 بتاريخ حللت حسين جنات النعيم بالنجف ودفن في الصحن الشريف عند الباب القبلي. وفي ديوان السيد محمد زيني أنه أرخ وفاة الشيخ حسين نجف بقوله من قصيدة:

فجاء لما جاء تاريخه * أحسن إذ حج وزار الحسين

وهو يوافق سنة 1204 فكأنه غيره أو أنه تاريخ مجيئه من الحج. وآل نجف أصلهم من تبريز، جاء جدهم نجف علي إلى العراق وسكن النجف وبقيت ذريته بها وهم بيت علم وفضل وتقوى وصلاح وزهد ونسك تغلب عليهم سلامة الضمير حتى صار يضرب بهم المثل في ذلك فيقال إذا صدر أمر عن أحد عن سلامة ضمير: رحم الله نجفا. كان المترجم فقيها ناسكا زاهدا عابدا أديبا شاعرا أورع أهل زمانه وأتقاهم. كتب سبطه ابن بنته الشيخ محمد طه نجف شيخنا الفقيه المشهور رسالة في أحواله باستدعاء السيد ريحان الله بن جعفر الدارابي البروجردي نزيل طهران قال فيها: عين الأعيان ونادرة الزمان سلمان عصره كان مثلا في التقوى والصلاح وطهارة النفس وكان من أظهر أوصافه السكوت وإذا تكلم لم يتكلم الا بكلمة حكمة أو آية أو رواية وكان حاضر الجواب جدا قال له بعضهم: أرى بعينك حمارا بفتح الحاء يريد احمرارا فقال: وأناأرى بها حمارا بكسر الحاء وكان يقول لمن يريد أن يستأجره على عبادة:
دعني أجس نبضك أي أختبر قراءتك ومعرفتك بأحكام العبادة فجاءه رجل فقرأ إياك نعبد وإياك نستعين بكسر النون من نستعين فقال له الشيخ نس فأعادها فقال له الشيخ نس نس أي اذهب عني مختفيا. وكان يقول قوله تعالى: ومنهم من يلمزك في الصدقات الآية هذا في ما مضى أما الآن فان أعطوا سخطوا وان لم يعطوا إذا هم يكفرون. وكان الشيخ عبد الحسين
الحوايزاوي يفرع من صلاة الجماعة قبله فقيل له في ذلك فقال أ ما تدرون أن الحويزاوي يدرك قبل الشنبة والحويزاوي والشنبة نوعان من أنواع الأرز. وأعطى مرة رجلا علويا دراهم كاملة فجاءه بعد أيام وهو يظن أنه لم يعرف انها كاملة فقال له يا شيخنا انها انصاف فقال له الشيخ: يا سيد ما من أنصاف. وكتب إليه بعض علماء الأخبارية كتابا فيه هذين البيتان:

 التتن شئ عبث * فيه كثير مفسده

 فمن رأى تحليله * عليه نار مؤصدة

فكتب إليه الجواب فورا:

التتن شئ حسن * فيه كثير منفعه

فمن رأى تحريمه * شدوا عليه برذعه

وكان يأكل يوما مع الشيخ جعفر صاحب كشف الغطاء فسقط اللحم إلى جهة الشيخ جعفر فقال الشيخ جعفر عرف الخير أهله فتقدم فقال المترجم نبش الشيخ تحته فتهدم وحج مرة على طريق الشام ومكث في دمشق برهة فأضافوه وأكرموه وقالوا ان أهل العراق يأكلون الفاكهة قبل الطعام وأهل الشام يأكلونها بعده فماذا تأمرنا أنقدمها قبل الطعام أو بعده فقال إذا كانت المسألة محل خلاف فانا أعمل على الاحتياط آكلها قبل الطعام وبعده.

وكان يطيل في صلاته جدا حتى أحصى عليه سبعون تسبيحة في الركوع ومع ذلك كان الناس يتهافتون على الصلاة خلفه، وكان مسجده هو المسجد الجامع الأعظم وهو المعروف بمسجد الهندي وكان يمتلئ على سعته فربما جاء المصلي فلا يجد مكانا، وكان العلماء في المصلين أهل الصف الأول وكانت صلاة الجماعة في زمانه مختصة به وكان بجانب مسجده حمام
قال له رجل من باب المطايبة: أنت تسمع حركة الاقدام على الطريق وأنت في الركوع فتطيل الركوع لأنك تظن أنهم يريدون الصلاة خلفك وانما هم ذاهبون إلى الحمام فقال: نعم أعلم ذلك ولكني أنتظرهم حتى يخرجوا من الحمام وقيل له لما وقع الطاعون وخرج أكثر الناس أ لا تخرج؟ فقال انظروا إلى هذه المأذنة فان خرجت خرجت وروى الرسالة المذكورة عن خاله الشيخ جواد نجف أن الشيخ جعفر صاحب كشف الغطاء كان يقول: لو أن هذا الرجل في بلاد بعيدة عنا وتأتينا اخباره بما نشاهده فيه من صفات الكمال وانه يرضي الخالق والمخلوق لم أصدق بذلك لكن كيف اصنع بمن انا مصاحب له من المكتب إلى يومنا هذا.قرأ على السيد مهدي بحر العلوم الطباطبائي وكان خصيصا به وجعله السيد وصيا له وقرأ عليه جماعة منهم السيد جواد العاملي صاحب مفتاح الكرامة.

 له من المؤلفات: الدرة النجفية في الرد على الأشعرية في مسالة الحسن والقبح العقليين المشهورة ولبعض معاصريه شرح عليها ونقلها برمتها تلميذه السيد جواد العاملي في كتاب له في الأصول وسئل هل لك تصنيف غيرها فقال: هذه بيضة ديك وله ديوان شعر كله في الأئمة ع ولم ينظم بيتا واحدا في غيرهم ولما توفي رثاه الشعراء بمراث عديدة في بعضها
هذه الأبيات:

ان لم تكن فينا نبيا مرسلا * فلانت في شرع النبي امام

لم أدر بعدك من أعزي فالورى * من بعد فقدك كلهم أيتام

اليوم أعولت الملائك في السما * والمسلمون تضج والاسلام

ومن شعره قوله في أمير المؤمنين ع:

لعلي مناقب لا تضاهى * لا نبي ولا وصي حواها

من ترى في الورى يضاهي عليا * أيضاهى فتى به الله باهى

فضله الشمس للأنام تجلت * كل راء بناظريه يراها

وهو نور الاله يهدي إليه * فاسال المهتدين عمن هداها

وإذا قست في المعالي عليا * بسواه رأيته في سماها

غير من كان نفسه ولهذا * خصه دون غيره بإخاها

ذنبي الليل والولاية شمس * جعل الله محوه بضياها

وقد خمس هو هذا البيت فقال:

بالموالاة لي أمان وانس * يوم لا تأمن العقوبة نفس

ما جنى ما جنيت جن وانس * ذنبي الليل والولاية شمس

وقوله من قصيدة في العسكريين ع:

بك العيس قد سارت إلى نحو من تهوى * فأضحى بساط الأرض في سيرها يطوى

وتجري الرياح العاصفات وراءها * تروم لحوق الخطو منها ولا تقوى

تروم حمى فيه منازل قد سمت * علوا وتشريفا على جنة المأوى

إذا هاج فيها كامن الشوق هزها * فتحسبها من هز أعطافها نشوى

إلى قبة فيها الذين اصطفاهم * على الناس طرا عالم السر والنجوى

إلى قبة فيها قبور أئمة * بهم وبها يستدفع الضر والبلوى

وقوله من قصيدة في أمير المؤمنين ع:

فيا علة الايجاد حار بك الفكر * وفي فهم معنى ذاتك التبس الأمر

وقد قال قوم فيك والستر دونهم * بأنك رب كيف لو كشف الستر

وهي تزيد على أربعمائة وخمسين بيتا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.