الشيخ حسن زاير دهام النجفي
مع علماء النجف
…ـ1298
الشيخ حسن بن الشيخ محمّد صالح بن الشيخ علي بن زاير دهام عالم فاضل أديب، وكان سخياً مهاباً يحبه السواد اتسع حاله فأثرى، حج مكة المكرمة على أحسن الوجوه وأكملها، ولم يؤثر عنه كتاب علمي، وكان يخرج إلى بطايح دجلة الشرقية الجنوبية من توابع البصرة للإرشاد وتعليم الأحكام الشرعية والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وكان أمره ونهيه مؤثراً في نفوس تلك القبائل الشرقية حيث أن الشيخ عالم عامل بعلمه متعظ تارك لهواه، وكان يقيم في النجف الأشرف من حيث الدرس والتدريس، حدث بعض أصحابه من قبيلة (بني لام) من طي وكان مع الشيخ في بعض الأسفار أنهم رأوا أسداً في الطريق وأخافهم، ثم تبعه الشيخ حسن وأراد قتله فمنعه أصحابه أشد المنع، وكان قوي الساعد جسيماً، ثم تبعه وهو يقرأ شيئاً وهرب الأسد بين يديه وبعد عن الأنظار، أقول ويروى عن أهل الخواص أن قراءة سورة (الفيل) بكيفية مخصوصة يعرفها أهلها يفر منها الأسد.
وفاته:
توفي في النجف سنة (1298) بموت ذريع مثل الوباء وكان كثير النسل والذرية وأظهر أولاده الشيخ عبد المحمد وله المكانة العالية عند مبرزي عصره، الأخير من العلماء الأعلام والشيخ فاضل محترم حسن الخلق وكان له مجلس حافل بالعلماء وأهل الفضل والوجوه من المهاجرين.
مصادر الدراسة:
1 – علي الخاقاني: شعراء الغري (جـ3) المطبعة الحيدرية – النجف 1954.
2 – علي كاشف الغطاء: الحصون المنيعة (مخطوط).
( 1232 – 1301 هـ)
( 1816 – 1883 م)
سيرة الشاعر:
حسن بن محمد صالح بن علي بن زاير دهام النجفي.
ولد في مدينة النجف، وفيها توفي.
قضى حياته في العراق.
كان أبوه من أهل العلم فعني بتثقيفه، فبرزت مواهبه.
جمع بين العلم والفقه والشعر، واحتل مكان الصدارة بين علماء عصره.
الإنتاج الشعري:
– شعره يصل حد الندرة، حفظ له كتاب «شعراء الغري» بعض القطع.
يدل المأثور من شعره على اتجاهه إلى الغزل الرمزي التقليدي، ونفسه قصير لا يطيل القوافي، وقد نجد فيه انحرافًا لغويًا، على أن مدده في منظوماته مصدره
حافظته التي تستند إلى الشعر القديم، وليس وجدانه الخاص الذي يعبر عن شعوره الذاتي.
عناوين القصائد:
حننت إلى الوعساء
فتيات رائقة
سلا ظبية الوادي
نفحةُ طِيبةَ
تذكرتُ حَزْوى
حننت إلى الوعساء
حننْتُ إلى الـوعسـاءِ ســـــــــــاعةَ قُوِّضَتْ
ركـابُ أُصَيْحـابـي وسُرَّ رقـــــــــــــــيبُ
فليـت لـيـالـي السفح مـن أيـمـنِ الـحـمـى
تعـود لنـا يـومًا بـه وتجـــــــــــــوب
لـيـالٍ بعُسفـانٍ قضـيـنـا حقـوقَهــــــــا
وثـمّة مـيـاسُ القـوام لعــــــــــــــوبُ
عـشـيةَ طـافتْ بـالـحُمـيّا أمـامـنـــــــا
شمـوسُ دجًى مـا ســـــــــــــــامَهُنَّ غُروب
وسفْحٌ نـواحـيـه يضــــــــــــــاحكُ بعضَه
غداةَ بكـاهُ السُّحْبِ وهـو قطـــــــــــــوب
نزلْنَ «بعُسْفـانٍ» وهـبَّ هـبــــــــــــــوب
تـركتُ لـديـه مـجلسَ الصدرِ عـلّنـــــــــي
تصـافحُ قـلـبـي شمأَلٌ وجُنــــــــــــــوب
غداةَ بريّاهـا تهـبُّ مــــــــــــــــريضةً
يـمـيل بـهـا كَفْلٌ لهـا وقضــــــــــــيب
وأرنـو لهـا بـيـن الخـيـام ودونهــــــا
رقـيبٌ ومَغْنـاهـا إلـيَّ قــــــــــــــريب
أُقِلُّ مـروري خـوفَ قـولةِ عــــــــــــاذلٍ:
مـرورُكَ بـيـن النـازلـيـــــــــــن مُريب
فأطرقُ والعـيـنـان تهـمـي شؤونُهــــــــا
دمـاءً كأنـواء الغَمـام تَصـــــــــــــوب
فللهِ مـا يُخْفـي فؤادي مـن الجـــــــــوى
ونـارُ غرامِ الشـوق فـيــــــــــــه تُذيب
2013-03-18