الجمعة , 26 أبريل 2024
الرئيسية » ح » الشيخ حسين الكركي العاملي الجبعي

الشيخ حسين الكركي العاملي الجبعي

 اعيان الشيعة: ج 6

توفي في النجف في المائة الثانية عشرة.

أصل أجداده من الكرك فلهذا تنسب طائفته إليها أما هو فلم يكن منها وانما كان من أهل جبع.

كان عالما فاضلا أديبا شاعرا قرأ أولا في جبع في مدرسة الفقيه الشيخ عبد الله نعمة العاملي الجبعي ثم هاجر إلى العراق لطلب العلم في النجف الأشرف حتى عرف بالعلم والفضل فطلبه أهل دمشق ليكون عندهم وأرسلوا له مبلغا من المال لنفقة سفره وشراء الكتب ولكنه اشترى به دارا ولم يحضر إليهم والله أعلم بسبب ذلك وخربت الدار وتوفي في النجف عن ولد يسمى الشيخ عباس سكن الكاظمية وتوفي بها ولم يعقب. وذكر الشيخ احمد رضا انه كان شريك الشيخ محمد علي عز الدين في الدرس وبينهما مراسلات نظما ونثرا بعضها في سوق المعادن كان يرسلها الكركي إليه من العراق إلى جبل عامل.

وذكره الشيخ علي السبيتي العاملي في بعض مجاميعه فقال الشيخ حسين الكركي العاملي الجبعي عالم بارع قرأ على ألفية ابن مالك والمطول في البيان ولاحظه الحظ فطار عني إلى النجف الأشرف للطلب اه‍ وكانت قراءاته عليه في جبع وذكره صاحب جواهر الحكم فقال هو من الشيوخ الكبار أهل السبق والفضل لا يجارى ولا يبارى في حلبة الفضائل كان كاتبا أديبا بارعا منشئا تقيا زاهدا قرأ مدة بقرية جبع على الشيخ الأكبر برفقة آل عز الدين وآل السبيتي ثم توجه للعراق وما زال يطلب العمل ويفيده لمريده نحوا من ثلاثين سنة إلى أن انتقل لرحمة الله وغفرانه اه‍ وله شعر حسن جيد في مراسلة إخوانه وشكوى زمانه منه ما قاله مادحا صديقه المتبحر ابن
عم والدي السيد كاظم بن أحمد بن محمد الأمين الحسيني العاملي النجفي المتوفي سنة 1303:

يا سيد الصيد وابن السادة الغرر * وأشرف الناس من بدو ومن حضر

أصفيتك الحب لا غرا بموقعه * ما الجهل بالحب من شاني ولا وطري

أكر بالطرف فيما استريب به * حتى أرى العين تهديني إلى الأثر

وأوقف القلب عن ورد وعن صدر * حتى يطابق بين الخبر والخبر

ومذ رأيتك تبدي للعلى همما * بها تحك مناط الأنجم الزهر

حتى بلغت من العلياء منزلة * جاذبت اردانها الاشراف من مضر

كنت المحكم في نفسي وما ملكت * خلاله من نعيم السمع والبصر

فادرأ بها ما تشاء عما تشاء وان * قل الفداء فقد بالغت في العذر

رقيت بالفضل مرقى لا تلام بان * تقابل البدر فيه غير مستتر

جللت في الناس حتى كل ذي رشد * يعيك بالقلب أجلالا عن النظر

وان تكن بين هذا الخلق لا عجب * فأنت فيهم مناط الشمس والقمر

أضاء نورهما في كل ناحية * وجل شأنهما عن فخر مفتخر

من راح يطلب مجدا أنت مدركه * أبت مطامعه في حاسر البصر

يفديك ذو حنق غادرت مهجته * تهفو أسى كجناح الطائر الذعر

أصماه بعد العلى عن ظل ساحته * حتى تراه أكيل البيض والسمر

وقرأت بخط السيد كاظم المذكور في بعض مجامعيه ما لفظه للأخ
الفاضل الشيخ حسين العاملي الكركي أرسله في صدر كتاب إلينا من
طهران:

من لي بنقل ركائبي لمناقل * فيهن أسواق الكمال تقام

أعني معالم بالعراق أواهلا * للصيد في أرجائهن زحام

من كل ميمون النقيبة ماجد * خصب المرابع والسحاب جهام

سهل الخليفة ما احتبى بفضاضة * ينقض رضوى دونها وشمام

هيهات حالت دونهن مهامه * من دونهن مهامه واكام

يعيي المراسيل النجائب قطعها * مشيا فتحبو والرغاء بغام

قد أبدلوني عنهم بمعاشر * لم يرج فيهم للنزيل ذمام

فتراهم في راحة مما له * تعبت لادراك السباق كرام

قال وله حرسه الله:

من ناشد لي بين أهل المغرب * قلبا تنكب في السرى عن مذهبي

حتا م أسكن للأماني طامعا * في الألف بين مشرق ومغرب

فزعا إلى الأوهام تبلغ بي المنى * فزع الظماء إلى بروق الخلب

والدهر ينكب عن قضاء مأربي * كالسيف ينكب عن يمين الأعضب

تلوى الوجوه صوارفا عني كما * صد الصحاح عن الطلي الأجرب

اني أحن إلى منازل أسرتي * شوق المطي إلى الحداء المطرب

من كان أيام الشبيبة عيشه * نكدا وصدع فؤاده لم يرأب

هل يرتجي بالشيب لم خصاصة * أولين صعبة مقود لم تركب

وقرأت بخطه أيضا ما صورته: مما كتب به العالم الكامل الشيخ

حسين العاملي الكركي إلى الأقل محرره عفا الله عنه:

طربت وما داعي الغرام استفزني * ولا رغد في العيش يلهي ويطرب

ولا هاجني تذكار عين نوافر * كريمات أطراف أبوهن يعرب

بعيدات مهوى القرط قد قصر الحيا * مدى خطوها إذ طال منها التحجب

ولازمني أسدى إلى جميلة * اصعد طرفي نحوها وأصوب

ولكن وان جلت لدي صروفه * وأسار في أحشاي نارا تلهب

أرى ساعة ارتاح فيها لذكركم * اجل زمان في أغانيه أطرب

وها انني ثلج الفؤاد بطولكم * أسرح فيه ناظري وأقلب

اياد بها طوقت جيدي على النوى * تغالبيني المعروف إذ أنت أغلب

كفعل أخيك الغيث عند انسكابه * سواء عليه من يقيم ويعزب

جلوت علي عيني سطورا بها انجلت * غياهب ليل أنت عنه المغيب

كررت عليها اللثم طورا وتارة * أصيخ لما عنه من الفضل تعرب

أقابلها بالشكر والعجز دونه * فكيف بان أقوى وأنت لها أب

شربت بها عذب الرضاب على الصبا * كنيل أمان من أياديك تطلب

إذا كان قلبي في الشراب مخيرا * فهن له أحلى الشراب وأعذب

وجوبا أرى أفراد علياك بالولا * لأنك فرد في الأنام مهذب

رضيت بان ترضى ودادي وان يكن * زماني وأهلوه علي تألبوا

وحسبي بها يا ابن المناجيب منحة * من الدهر لا أشكو ولا أتعتب

وليس علو الجد فيما انا له * من المال ينمو في يدي ويخصب

وغاية كدحي في مساعيه لمغة * من العيش أو حمق على العقل يغلب

ولكنه الكيس الذي يصحب الفتى * فيبعده مما عليه يؤنب

وعل حديث الألمعي لروحه * يدير عليه الكاس صفوا ويشرب

إذا كانت الأرواح صفرا من القرى * فخير قرى الأشباح ما عشن أثلب

ومن يرتضع ثدي المعارف والنهى * يصدقنه ان الفخار له أب

يمر ويحلو كل عيش وينقضي * وتلبث أمواه السحاب فتنضب

عليك سلام الله ما أنجد الثنا * واتهم في أحسابكم ليس يحجب

السيد حسين الكليتدار للحضرة الشريفة الحايرية على ساكنها السلام.

ذكره جامع ديوان السيد نصر الله الحايري فقال قطب دائرة الفخار

السيد الجليل السيد حسين الكليتدار وقال السيد نصر الله يهنيه بالقدوم من
سفر الهند:

لقد لاح صبح الفتح من مشرق النصر فجلى ظلام الهم عن ساحة الصدر

بمقدم مولانا الحسين أخي العلا * ونجل الهداة الطاهرين أولي الأمر

غدا خازنا سر الاله ابن فاطم * فيالك من فخر غدا شامخ القدر

صفوح إذا وافيته بجناية * تلقاك من قبل اعتذارك بالعذر

هو الماجد السامي الذي عن يمينه * روى البحر أخبار الساماحة للقطر

فيا أيها المولى الذي جل قدره * فقصر عنه المدح في النظم والنثر

فليس غرابا مركب قد ركبته * ولكنه طير السعادة والنصر

ولمن نر بحرا قبل ذا البحر حاملا * من الجود بحرا يغرق العسر باليسر

ولا يستوي البحران في طيب مورد * بل الفرق أجلى من سنا غرة الفجر

فعذب فرات سائغ الورد بحرنا * وملح أجاج ورد ذلك البحر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.