الجمعة , 22 نوفمبر 2024
الرئيسية » ح » الشيخ الميرزا حسين الخليلي:

الشيخ الميرزا حسين الخليلي:

مع علماء النجف

من أكابر فقهاء عصره وأجلاء علمائه. ولد في النجف في 1230هـ ونشأ على أبيه وأخيه المولى علي الخليلي ثم حضر على الشيخ محمد حسن صاحب الجواهر ومن بعده على الشيخ الأنصاري فحصلت له إلمام تام في الفقه والأصول وإحاطة غريبة بعامة فروعه من العبادات والمعاملات.

يقول السيد حسن الصدر في التكملة: كان لا يدرس إلا في الفقه وله فيه الآراء العالية والتنبيهات الجليلة وكان على جانب عظيم من التقوى والورع وكثرة الصلاة والعبادة صبوراً على الطاعات والعبادات وعلى مكاره الزمان. وكان من كبار المدرسين في النجف الأشرف ومن أجلاء مراجع التقليد في سائر البلاد الإسلامية. وكان ركن النهضة الإيرانية الركين وزعيمها الكبير وكان كثير الأنس بمسجدي الكوفة والسهلة والعبادة فيهما والقيام بوظائفهما. وكان معتاداً على زيارة مرقد الحسين عليه السلام في كربلاء ماشياً على قدميه في أكثر الزيارات.

وفاته:

توفي يوم الجمعة عاشر شهر شوال 1326هـ.

وتخرج من مدرسته العلمية عدد كبير من التلامذة اللامعين. منهم: الميرزا محمد تقي الكركاني والسيد حسين الواعظي القزويني والسيد محمد اللواساني والسيد يحيى اللواساني والسيد ميرزا آغا الدولة آبادي والآغا السيد ميرزا الأفجهي والآغا حسين نجم آبادي والسيد محمد التفرشي والسيد محمد إمام الجمعة في طهران والسيد علي النخجواني والسيد مصطفى النخجواني والشيخ مرتضى الأشتياني والآغا كاظم الزنجاني والشيخ كاظم الحكيم النجفي والشيخ كاظم الدولة آبادي والشيخ عبد الحسين الجواهري والشيخ شريف الجواهري والشيخ صادق الجواهري والسيد مشكور الطالقاني وأخيه السيد مجيد الطالقاني وبعض بني عمهما كالسيد محمد تقي الطالقاني والسيد صادق الطالقاني والسيد أحمد الطالقاني والشيخ عبد الحسين العاملي والشيخ عبد الحسين الكاظمي من آل الشيخ أسد الله والشيخ غلام حسين المرندي والشيخ جعفر الشيرازي والشيخ صادق الشيرازي والشيخ علي الدامغاني نزيل همدان وابن خالته السيد حسن الطهراني والشيخ علي بن فضل الله المازندراني الحائري والشيخ أحمد بن ملا آغا الحكمي القزويني والمولى محمد صادق القمي والشيخ أبو قاسم القمي والشيخ محمد تقي المقدس الطهراني والميرزا فرج الله التبريزي والشيخ الميزرا عبد الرحيم الكلي بري والشيخ محمد بن المترجم له والمجاز منه.

مؤلفاته:

له: كتاب في الإجازة. كتاب في الغصب. شرح نجاة العباد.

 معارف الرجال/محمد حرز الدين

1236ـ1326

الشيخ الحاج ميرزا حسين بن المقدس الميرزا خليل بن علي بن إبراهيم بن محمّد علي الرازي الطهراني النجفي، شيخنا الأجل وأستاذنا الأمثل الرئيس المبجل العالم العابد والمحقق الزاهد، وصار مرجعاً للتقليد بعد وفاة الأستاذ الشيخ محمّد حسين الكاظمي، في سنة 1308هـ واشتهر اشتهاراً واسع النطاق بعد وفاة الميرزا السيد محمّد حسن الشيرازي سنة 1312هـ حتى أصبح الرئيس المطلق، زعيم الحوزة العلمية في النجف بالرغم من وجود العلماء العظام المعاصرين له، وقلد في إيران والهند والعراق ولبنان والأقطار الإسلامية، وله مجالس مشهورة انتفعت بها الناس من الموعظة والحكمة وفصل الخطاب إلى غير ذلك من الأخلاق الفاضلة والخيرات والمبرات، وكان (قده) عميم النفع سخياً يتفقد الفقراء في بيوتهم ابتداءً منه، وكانت طلبة العلم في عهده مجللة محترمة قام بواجبها أحسن قيام وأكمل.

وكنت ممن تخرج عليه ولازم صحبته بإعزاز وترفّع حتى توفي طاب ثراه وكم استفدنا منه علمياً ومن حضور مجلسه أخلاقياً، واتفق أن كان في أواخر أيامه ظهور تطبيق النظرية المعروفة (بالمشروطة) في إيران وهي حكومة دستورية جديدة، حبذها الكثير من الوجوه بدعوى (سيكون بها قطع الفساد والظلم في الحكم الإيراني، وتعود على أهل العلم بالنجاح والظفر وعلى المستبدين في الحكم الفردي بالخيبة والخسران إلى غير ذلك عللوها وأحسنوا التعليلا) فترجح عند جمع من عظمائنا العمل بها في أول الأمر، وصار لها دوي في إيران والعراق، ومن عيون عظمائنا الأستاذ المترجم له والعالمان الشيخ ملا محمّد كاظم الآخوند الخراساني والشيخ ملا عبد الله الجيلاني الشهير بالمازندراني في النجف، وغير خفي عليك أيها القارئ الكريم بأن هؤلاء المشايخ الأجلة قصدوا الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بدخولهم في هذا الأمر، ولما ظهر خطأ الطريق بعد، عدل شيخنا الأستاذ عما أفتى  به سابقاً حيث انكشف أن غرض المتصدين للاستفتاء حل السلطنة ليس إلاّ وهدمها والوثوب على رجال الحكم بهذا الطريق، ولم يعلم عظماؤنا الغيب بما أراده أنها من العمل بالباطل (فكان ما كان من إنفاذ مسطور).

واعتزل كثير من الناس عن هذا الأمر، وانهمك آخرون، وأنكر جمهرة .

أساتيذه:

تخرج على العلماء الأعلام والأكابر العظام كالشيخ محسن بن خنفر العفكاوي المتوفى سنة 1270هـ والشيخ المرتضى الأنصاري المتوفى سنة 1281 والشيخ مشكور الحولاوي المتوفى سنة 1272، والشيخ محمّد حسن صاحب الجواهر المتوفى سنة 1266 وكان حضوره على صاحب الجواهر بإلزام من أخيه العالم الزاهد الشيخ ملا علي لما اتسع بحثه حيث كان فيه نمو ملكة الاستنباط و…

مؤلفاته:

ألف شرح (نجاة العباد) لأستاذه صاحب الجواهر غير تام وتلف من بعد وفاته، وكتب جملة من أبواب الفقه وجدتها باسم بعض تلاميذه منسوبة له، وكتاباً في الغصب، وكتاباً في الإجارة.

تلامذته:

تتلمذ عليه العلماء المحققون، وكان مجلس بحثه تزدحم عليه العلماء والفضلاء والمدرسون وجلهم مكتفون عن الحضور حيث كان له الباع الواسع في التدريس والفن الجديد في التنميق امتاز به عن غيره في الفقه والأصول وممن حضر عليه الفقه والأصول السيد محمّد بن السيد علي بن محمّد الموسوي النوري المتوفى بطهران سنة 1345هـ، والسيد محمّد بن السيد إبراهيم بن صادق اللواساني المتوفى بالنجف سنة 1317هـ، ومؤلف (معارف الرجال) محمّد بن علي بن عبد الله بن حمد الله بن محمود حرز الدين النجفي، والشيخ عباس بن الشيخ حسن كاشف الغطاء المتوفى سنة 1323.

مشايخ إجازته:

يروي بالإجازة سنة 1310 عن أخيه الأكبر العالم الزاهد الشيخ ملا علي عن الشيخ علي العلي الرشتي المتوفى سنة 1226 عن السيد محمّد مهدي بحر العلوم النجفي، ويروي عن أستاذه إمام التصنيف والتأليف صاحب الجواهر عن الشيخ زين العابدين الكلبايكاني المتوفى سنة 1289، والسيد أسد الله الرشتي الأصفهاني المتوفى سنة 1290.

من يروي عنه:

أجاز أن يروي عنه الشيخ محمّد حسن بن الحاج محمّد صالح كبة البغدادي بتاريخ سنة 1325، والشيخ أحمد وأخوه الشيخ محمّد حسين ولدا الشيخ علي آل كاشف الغطاء بتاريخ سنة 1325، وفيها إجازته عن مشايخه الثلاثة أخيه الأكبر، والكلبايكاني، والرشتي، ويروي عنه أيضاً الميرزا جعفر بن السيد علي نقي الطباطبائي الحائري في سنة 1313، والميرزا محمّد الطهراني صاحب (المستدرك) سنة 1325، وأجازنا سنة 1324.

آثاره:

أشاد (مدرسة كبرى) في النجف لطلاب العلوم الدينية قبال مرقد العالم العابد الشيخ خضر بن شلال و(مدرسة صغرى) بالقرب منها جنب خان الوقف الذي أشاده الحجة الطباطبائي اليزدي للزائرين، و(الخان الكبير للزائرين) في بلد طويريج ـ الهندية ـ على الفرات، والقناة التي تستقي منها سكان النجف، إلى غير ذلك من الخيرات والمبرات.

وفاته:

توفي في مسجد سهيل ليلة الجمعة بين الطلوعين 11 شوال الموافق 24 تشرين الأول الشرقي سنة 1326هـ، وغسلناه على نهر الفرات ثم أدخلناه مسجد الكوفة وطيف به قبر مسلم بن عقيل عليه السلام وحمل جثمانه إلى النجف على أكتاف طلبة العلوم الدينية والنجفيين والكوفيين وشيعه الجم الغفير بالبكاء والعويل واللطم على الصدور حاملين الأعلام السود، وصلى عليه ولده العالم الشيخ محمّد ودفن في مقبرته الخاصة في مدرسته الكبيرة في محلة العمارة وقد أعقب أولاداً الشيخ محمّد تقي حفظه الله عالم فاضل ذو رأي سديد وأخلاق فاضلة، والشيخ محمّد عالم فقيه ورع كامل أديب، توفي سنة 1355، والأفاضل الشيخ مهدي والشيخ محمود والشيخ محمّد علي.

ورثته الشعراء بقصائد   منهم السيد رضا الهندي بقصيدة قال في مطلعها:

حاولت نظم الرثا فاستعصت الكلم      وهل لأهل النهى بعد الحسين فم

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.