الجمعة , 22 نوفمبر 2024
الرئيسية » ح » الشيخ ميرزا حبيب الله الرشتي

الشيخ ميرزا حبيب الله الرشتي

 معارف الرجال/محمد حرز الدين

…ـ1312

الشيخ ميرزا حبيب الله بن محمّد علي خان الجيلاني الرشتي النجفي عالم محقق وأصولي قدير مدقق وأنه في أصول المتأخرين فيلسوف معاصريه، وكان مدرساً بارعاً امتاز بدقة خاصة في التدريس، تلمذت عليه وحضرت بحثه في الفقه والأصول، وكان مجلس بحثه مملوءاً بالأفاضل والمدرسين، وكان ذا حظ في التدريس لأن أسلوبه مرغوب فيه في ذلك الدور الزاهر، ولم يقلده إلاّ القليل من الناس، وكان التقليد لمعاصريه الميرزا محمّد حسن الشيرازي في إيران وقليل في العراق، والشيخ محمّد حسين الكاظمي في غالب عرب العراق والشيخ محمّد حسن ياسين في بلد الكاظمية ونواحيها، والشيخ زين العابدين المازندراني الحائري في قسم من الهند ونواحي كربلاء، وهناك جماعة من الأعلام يرجع إليهم المسلمون في التقليد كالشيخ حسن الأردكاني والسيد حسين الترك الكوهكمري والشيخ ملا محمّد الإيرواني.

أساتيذه:

حضر على عدة من جهابذة العلماء، ومن أساتيذه في الفقه الشيخ محمّد حسن صاحب الجواهر، قيل وكتب مما أملاه عليه أستاذه في الدرس، وحضر على الشيخ المرتضى الأنصاري في النجف.

مؤلفاته:

ألف كتاب (بدايع الأفكار) في أصول الفقه مجلد كبير طبع في إيران سنة (1313)، و(الالتقاط) في الفقه كالشرح لشرايع الإسلام، وكتاب (الإمامة) فارسي، وكتاب (الإجارة) مطبوع في إيران وكتاب (اجتماع الأمر والنهي) في الأصول.

تلامذته:

تخرج عليه الكثير من العلماء وأهل التحقيق من العرب والعجم والترك كالشيخ عبد الله المازندراني وهو أظهر تلامذته، والسيد محمّد بن السيد إبراهيم بن صادق بن الأمير أبي طالب بن الأمير معصوم اللواساني الطهراني النجفي المتوفى بها سنة (1317) والسيد محمّد بن السيد علي بن محمود الموسوي النوري المتوفى في طهران سنة (1325) الذي هو والد المقدس الورع الفاضل السيد علي النوري الموجود اليوم في النجف، والشيخ ميرزا فتح الله بن محمّد جواد الشيرازي النمازي الشهير بشيخ الشريعة الأصفهاني المتوفى 8 ربيع الثاني سنة (1339) وتلمذة عليه في الفقه والأصول كما تقدم.

إجازاته:

أجاز الشيخ محمّد طاهر بن محمّد كاظم الأصفهاني المتوفى حدود سنة (1313) والسيد حسن بن السيد أحمد الكاشاني المتوفى بخراسان سنة (1342) والحاج أغا مجتهد بن الميرزا حسن بن الميرزا جان الرشتي، وغيرهم.

قيل ولم يكن للشيخ الأستاذ يد في علم الأدب، ونقل عنه الأزراء بالشعر والشعراء، وحدثنا الأديب البارع السيد إبراهيم الطباطبائي صاحب الديوان عن والده العلامة السيد حسين أن المترجم له لا يقدر أن ينظم بيتاً من الشعر أو يحفظ ـ إلى أن قال ويستحيل أن يكون فقيهاً مجتهداً مرجعاً فيما إذا لم يكن له يد في الأدب، أقول ولعل ما حدث به السيد كان مداعبة أو مبالغة، وكيف يكون ذلك وعلم الأدب لسان الكتاب والسنة وبابهما الذي يدخل منه إليهما بالضرورة ون ثبت ذلك من السيد في حق الشيخ الأستاذ فلابد أن يراد منه على نحو الإطناب في الأدب والانشغال به، وإن اللازم ترك الزائد من الأدب إلى ما هو أهم، وأما إزرائه بالشعر إن صح فمحمول على ما يستعمله أهل الفسوق والفجور من المغنين وهجاء المؤمنين إلى غير ذلك.

وكان (ره) بعيداً عن جماهير الناس ولعل هذا هو السبب في رجوعهم إلى غيره من الأعلام في التقليد، ونظراً لانبساطهم إلى السواد الأعظم وإعطاء ما ينبغي إعطاؤه وإكرامه، وكان الأستاذ الشيخ محمّد حسين الكاظمي أفقه منه وأوسع في هذا الفن نعم للشيخ تحقيق خاص يرغب فيه كل من تنحى عن مسلك غيره كما أشرنا إليه آنفاً، وحدثنا الشيخ علي بن الشيخ جعفر بن الشيخ عيسى الزاهد أنه في اليوم الذي تحشد به أهل جيلان للوقيعة بالشيخ كان (قده) لائذاً في حضرة أمير المؤمنين عليه السلام وكان أستاذنا الكاظمي رفع الله درجته هناك يصلي ويدعو، وقد بكى الرجل مما سمعه من قول الميرزا وأصحابه فيه، وقام الأستاذ من مكانه ووضع يده في يد الميرزا وقال () ومذ علم القوم بانتصار الأستاذ تفرق المحتشدون خوفاً من الرأي العام وكان بجانب الأستاذ الكاظمي، وقد وافق الميرزا جماعة في رأيهم نذكرهم في الشيخ هادي الطهراني والكاظمي والله أعلم بحقائق الأمور.

وفاته:

قبض الشيخ في النجف في الساعة العاشرة من ليلة الخميس 24 جمادى الثانية سنة 1312هـ وشيع جثمانه خلق كثير ودفن في حجرة من الصحن الغروي على يمين الخارج من الصحن إلى السوق الكبير الشرقي، وكان السيد الميرزا حياً موجوداً وأعقب الشيخ محمّد والشيخ إسماعيل والشيخ إسحاق وقد سبق ذكرهما.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.