الشيخ زين العابدين الحائري

  معارف الرجال/محمد حرز الدين

 1224ـ 1309

الشيخ زين العابدين بن الملا مسلم المازندراني النجفي الحائري، ولد في مازندران حدود سنة 1224هجـ، قرأ المقدمات والمبادئ على عدة من أفاضل مازندران عنهم الشيخ جعفر الحكمي والشيخ سعيد العلماء المازندراني، ولما أكمل مبادئ العلوم فيها توجه نحو العراق طالباً الاجتهاد والتحقيق في أوائل شهر رجب سنة 1250، وأقام في النجف سنين يحضر أبحاث علمائها وصار عالماً مجتهداً له الباع الواسع في علمي الأصول والكلام، ومنها انتقل إلى كربلاء وأقام بها وعقد مجلساً للتدريس فصار يحضر درسه وجوه أهل الفضل والتحقيق، ومما يروى أن أستاذه السيد إبراهيم القزويني صاحب الضوابط كان يعظمه ويحترم مقامه ويقبل حكمه في المرافعات وتوقيعه في البيوع وغيرها وحدث بعض المعاصرين أن المترجم له كانت نقلته من النجف إلى كربلاء بعد وفاة أستاذه صاحب الجواهر سنة 1266، أقول وذلك لا يتناسب وما أصبح من المسلمات حضوره على صاحب الضوابط في الحائر الحسيني حتى توفي في سنة 1262هـ، وصار الشيخ الحائري مرجعاً للتقليد في كربلاء. رجع إليه في التقليد الكثير من أهلها، وأدركناه في كربلاء شيخاً ناهز الثمانين سنة عمره الشريف. وسيم الوجه آثار السجود والعبادة في وجهه وفي الوقت كان مبجلا محترماً جليلاً فيها.

أساتيذه:

تتلمذ على الشيخ علي نجل كاشف الغطاء، والشيخ محمّد حسن صاحب الجواهر في النجف، وعلى السيد إبراهيم القزويني صاحب الضوابط في كربلاء.

مؤلفاته:

في الأصول كتاب مبسوط هو خلاصة درس أستاذه القزويني، وفي الفقه كتاب (زينة العباد) هو شرح لكتاب شرايع الإسلام غير كامل.

تلامذته:

تتلمذ عليه في النجف الشيخ عبد الله المازندراني المتوفى في النجف سنة 1331، والشيخ علي الخاقاني النجفي المتوفى سنة 1334، والشيخ محمّد حسن المازندراني البافروشي والميرزا شيخ محمّد تقي الشيرازي أحد زعماء الثورة في العراق المتوفى سنة 1340، والشيخ شعبان الكيلاني النجفي المتوفى سنة 1309 الذي شملته الجندية.

وتشفع به السلطان ناصر الدين شاه عند حكومة آل عثمان بإعفائه من القرعة وتكليفه التجنيد الإجباري، وكان ذلك عند زيارة الشاه للعتبات المقدسة في العراق سنة 1287هجـ وعلى أثر شفاعة الشاه بالشيخ نظمت قصيدة في مدح الشاه منها:

يا بني ساسان نلتم مفخرا          بالذي لولاه صرتم عسكرا

وفاته:

توفي في الحائر الحسيني يوم الأحد 17 ذي القعدة سنة 1309 وأقبر في الصحن الحسيني وخلف أولاداً أكبرهم الشيخ حسين وكان من أهل الفضل والمعروف، والشيخ عبد الله، والشيخ علي، والشيخ محمّد.