الشيخ سلمان الفلاحي
معارف الرجال/محمد حرز الدين
1281ـ 1341
الشيخ سلمان بن الشيخ محمّد بن الشيخ حسن بن الشيخ أحمد بن الشيخ محمّد بن الشيخ محسن بن الشيخ علي المحسني المدني الأحسائي الفلاحي النجفي المعاصر المولود في الليلة العاشرة من شهر محرم سنة 1281هـ وقد نشأ في حجر والده الحجة العالم الأديب الشيخ محمّد الساكن في الدورق المعروف بالفلاحية في زماننا وقرأ مقدماته العلمية هناك مثل النحو والصرف والمنطق، وقرأ اللمعة هناك حتى برع في الفقه، وكان أزهد أهل قطره وأورعهم محترماً عند القبائل والوجوه، هاجر إلى دار العلم والمجتهدين النجف الأشرف وأقام فيها ليكمل اجتهاده وحضر على علمائها منهم أستاذنا الشيخ محمّد طه نجف، وأكثر من حضوره عليه، وجدّ في تحصيله حتى صار عالماً مجتهداً فقيهاً محققاً، مثالا للصدق والمعروف والخير، شديد الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، حسن المناظرة والحديث، وقد استجازنا فأجزناه أن يروي عنا بطريق خاص عن بعض مشايخنا بطرقهم إلى الأئمة المعصومين عليهم السلام وكان حافظة زمانه لسير الأدباء والشعراء والأعلام كما حدثنا الشيء الكثير بذلك أضف إلى ذلك أدبه العالي وشاعريته اللامعة ومن شعره هذه الدالية وقد أرسلها إلينا من دورق الفلاحية في جوف كتاب يستعطفنا الاتصال العلمي والأدبي مطعلها:
شيخنا شيخ محمّد لم تزل في العلم أوحد
لك عادى فحار في سنا المجد توقد
ضرم يقتنص العلياء ينقضّ ويشتد
سدت أهل الفضل علماً بيديك الحل والشد
لك أخلاق هي الصهباء في الكأس توقد
أنت بدر السعد زهواً بازغا في خير محتد
علم يرفع نصباً أضرعت منها لك الخد
وسراة الركب هبت لك في بيداء فدفد
لمعاليك تغنت هزجا في صوت معبد
جمعت كل مثاني الحمد ذات لك تحمد
دمت في عيش رغيد راسياً في العلم صيخد
* * *
ويروى له شعر كثير وملك المترجم له مكتبة كبيرة جامعة من المكتبات المنظورة فيها الشيء الكثير من الكتب المخطوطة الجليلة. ورأيت جملة منها في النجف فمن مخطوطاتها رسالة في الاصطرلاب الكروي لقسطا ابن لوقا اليوناني، وكتاب في الأحكام النجومية لما شاء الله المنجم الشهير، ورسالة في صنعة الاصطرلاب لأبي ريحان البيروني، ورسائل أخر قديمة، ولهم في الدورق أملاك كثيرة وأرض زراعية واسعة. منحهم بها رئيس قبيلة (كعب) وصار بحاصلاتها من أهل الثروة، وكان جده الشيخ حسن بن الشيخ أحمد الدورقي من العلماء العاملين الذين عاصروا الشيخ محمّد حسن صاحب الجواهر وأخذوا عنه، وحضر أيضاً على العالم المقدس الشيخ خضر بن شلال العفكاوي النجفي المتوفى سنة 1255، ولوالده الشيخ محمّد إخوة ثلاثة من أبيه وهم الشيخ موسى والشيخ محمّد باقر وعلي نقي، وحدثنا المترجم له أن علي بن المقرب الخطي الشاعر المشهور المتوفى سنة 1111 هو جدنا، وأفاد أنه القائل:
ذريني والملوك بكل أرض أكايلها الردى صاعا بصاع
وستأتي ترجمته:
وفاته:
توفي في الفلاحية 15 جمادى الأولى سنة 1341هـ وعطلت لموته الأسواق وشيع بحفاوة وتبجيل وأقيمت له الفواتح هناك ونقل جثمانه بيومه إلى العراق ليدفن في النجف الأشرف عن طريق المحمرة وشيعه فيها الأمير الشيخ خزعل ونقل جثمانه بمركبه الخاص إلى العراق، ودفن في وادي السلام.
2013-03-25