الأحد , 28 أبريل 2024
الرئيسية » ص » الشيخ صالح التميمي

الشيخ صالح التميمي

معارف الرجال/محمد حرز الدين

…ـ1261

الشيخ صالح بن الشيخ درويش التميمي البغدادي ولد في بلد الكاظمية على المعروف، وحصل الأدب والفضل والكمال في النجف الأشرف، وكان أديباً بارعاً شاعراً محلقاً جيد القريحة سريع الالتفات مشهوراً في عصره ويعد من الطبقة الأولى في جودة الشعر، وقد امتاز بالرثاء والمديح، ورثى الإمام الحسين عليه السلام بقصائد عديدة وقد أحسن وأجاد فيها، وكان مبتكراً لكثير من المعاني الشعرية، يصوغها في نظمه الذي قلّ من يقدر على وصفها كقدرته عليها، وفيه من النكت الشعرية وفنون البلاغة والفصاحة والبديع شيء باهر، وله ديوان شعر مخطوط، وكانت له رعاية تامة من الوزير داود باشا حتى قربه وجعله كاتباً في ديوان وزارته ببغداد، وكان يعتمد عليه في الأمور التي تعود إلى الشيعة الإمامية في العراق، وعاش المترجم له في أواسط القرن الثالث عشر الهجري، وقد مدح في شعره كثيراً من معاصريه من العلماء والرؤساء والأمراء والولاة، ومدح الوزير علي  باشا بقصيدة منها:

دع التفاصيل واسألني عن الجمل      هذا (علي) وهذي وقعة الجمل

                                      *   *   *

ومن شعره في مدح النبي صلى الله عليه وآله قصيدة مطلعها:

غاية المدح في علاك ابتداء       ليت شعري ما تصنع الشعراء

وقد خمسها الأديب الكامل الشاعر عبد الباقي أفندي العمري، ومن شعره في مدح علي باشا قوله:

أفدى وزيراً قد غزى بجنوده        ارض العراق فطبق الأمصارا

وغزى الفرات وصاد من حيتانه    حوتاً فأدرك لابن متي الثارا

وهجا بعض معاصريه بما لا يسوغ ذكره هنا وذكرناه في كتاب (التقية في الأدب)  ، وروى بعض الأدباء من أهل الفضل المعاصرين أن الشيخ صالح اتفق أن صحب (علي رضا باشا) حينما جاء زائراً إلى النجف الأشرف في العشرة الأولى من شهر محرم الحرام ويومئذ كانت البلد يعلوها السواد على جدرانها حزناً على سيد الشهداء الحسين بن علي عليهما السلام، وكان أيضاً بصحبة الوالي جماعة من الأدباء منهم عبد الباقي العمري والشيخ عبد الحسين محي الدين النجفي وألزمهم الباشا بأن ينظم كل منهم قصيدة في رثاء الحسين عليه السلام فنظم المترجم له قصيدته الميمية التي مطلعها:

إذا ما سقى الله البلاد فلا سقى       معاهد كوفان بنوء المرازم

أتت كتبهم في طيهن كتائب          وما رقمت إلاّ بسم الأراقم

ومن نوادره أنه هجا قاضيا فحبسه، وتشفع به أهل الوجاهة فلم يطلقه وذهبت زوجته إلى زوجة القاضي شاكية عندها، فأمرته زوجته بإطلاقه من السجن فأطلقه فقال المترجم له في ذلك:

وقاض لنا ما مضى حكمه       وأحكام زوجته ماضية

فيا ليته لم يكن قاضيا              ويا ليتها كانت القاضية

وفاته:

توفي في بغداد ظهر الخميس 16 شعبان سنة 1261 ودفن في بلد الكاظمية وأعقب ولداً الشيخ محمّد سعيد وسيأتي ذكره، ورثته الشعراء والأدباء.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.