الأحد , 28 أبريل 2024
الرئيسية » ص » السيد صادق بن علي بن الحسين الاعرجي الفحام النجفي

السيد صادق بن علي بن الحسين الاعرجي الفحام النجفي

اعيان الشيعة/ج7

 أبو النجاة السيد صادق بن علي بن الحسين بن هاشم الحسيني الأعرجي النجفي المعروف بالفحام.

ولد في قرية الحصين بالتصغير إحدى قرى الحلة يقطنها عدد غير قليل من آل الفحام يتعاطون مهنة الزراعة وكان مولده سنة 1124 وتوفي بالنجف يوم 21 رمضان سنة 1205 بموجب تاريخ السيد احمد العطار في قصيدته المذكورة في ترجمته وبموجب تاريخ السيد محمد زيني بقوله في قصيدته التي يرثيه بها قد شق قلب العلم فقدك صادق وقبره في النجف بمحلة المشراق مزور متبرك به.

أسرته
لهذه الأسرة الأعرجية انتشار واسع في العراق، ومن أغصان هذه الأسرة آل الفحام والمترجم جدهم الاعلى وعميدهم وقد سكن منهم اليوم فريق قرية الحصين إحدى قرى الحلة الفيحاء والصلاحية إحدى قرى قضاء الشامية وضواحي لواء الديوانية من جهة الجنوب، والجميع يتعاطون مهنة الزراعة. وآل الفحام أسرة قديمة في النجف وكانوا هم وآل قفطان وراقي النجف وحذق في هذه الصنعة غير واحد من أسرة الفحام كالسيد قاسم والسيد حسن وسواهما نسخوا بأيديهم كثيرا من الآثار الدينية والأدبية نسخا بديعا مضبوطا. وفي هذا العصر يسكن قسم منهم النجف ويتعاطون بها الخطابة المنبرية الحسينية.

 أقوال العلماء فيه

في مسودة الكتاب كان عالما فاضلا من أجلة العلماء أديبا شاعرا مطبوعا من سكان النجف ومشاهير شعراء عصر السيد مهدي بحر العلوم وكان أبوه السيد محمد 1 يحبه حبا شديدا ثم هاجر إلى النجف وجد في طلب العلم حتى صار يعد من كبار العلماء وكان ذا همة عالية كريم اليد والنفس له منزلة سامية بين أقرانه حسن المحاضرة جيد الكلام لا يمل منه وكان يسهر غالب لياليه في المطالعة والكتابة وكان إماما في العربية لا سيما اللغة حتى دعي قاموس لغة العرب وله مراسلات ومحاورات أدبية مع شعراء عصره غاية في الحسن والظرافة سنشير إلى ما عثرنا عليه منها وقال الشيخ محمد رضا الشبيبي فيما كتبه في مجلة الحضارة: من شعراء الركبانيات والموال الشاعر اللغوي المشهور. وفي مجلة الغري كان يقول: الأسحار منتدى أرواح المؤمنين.

 معاصروه من أدباء العراق

عاصر من علماء العراق المشتهرين جماعة منهم الشيخ ملا كاظم الآزري المتوفي 1212 والشيخ محمد علي الأعسم المتوفي سنة 1215 والسيد سليمان الحلي الكبير المتوفي سنة 1211 والشيخ احمد النحوي المتوفي سنة 1179 والسيد احمد العطار الحسني المتوفي 1215 والشيخ مسلم بن عقيل المتوفي سنة 1320 والشيخ محمد رضا النحوي المتوفي 1195 هؤلاء هم وأمثالهم من اعلام الشعراء في عهده وقد جرى له مع كل واحد من هؤلاء مراسلات أدبية ومطارحات شعرية وبذلك أفرد بابا من ديوانه هذا سماه الاخوانيات وأكثر مراجعاته  مراسلاته كانت مع الشيخ محمد رضا النحوي.

اخباره
كان بينه وبين جد أبي والدي السيد أبو الحسن موسى مودة أكيدة ومراسلات من العراق إلى جبل عامل وبالعكس وكان السيد أبو الحسن يبعث بالعطايا من جبل عامل إلى العراق  أرسل إلى السيد أبي الحسن كتابا من العراق وصدره بأبيات أولها:

 سلام كما مر النسيم معطر * بأنفاس زهر الروض باكره القطر

وتأتي بتمامها عند ذكر شعره.

ولما توفي السيد أبو الحسن رثاه بقصيدة وجعل أول شطر منها تاريخا لوفاته وهو أقوت ربوع العلم بعد أبي الحسن. ومن اخباره مع ملا كاظم الآزري ان الآزري حضر يوما إلى النجف لزيارة أمير المؤمنين ع فاجتمع أدباء النجف ومعهم المترجم في ايوان الذهب لاستماع قصيدة الآزري التي نظمها في أمير المؤمنين ع فلما قرأ مطلعها:

لمن الشمس في قباب قباها * شف جسم الدجى بروح ضياها

قال المترجم موزون، وجعل كلما قرأ بيتا منها يقول له موزون، حتى أتمها وهذا يدل على عنجهية كانت في المترجم، فهو تارة يفضل نفسه على المتنبي، وأخرى يقول عن شعر الشيخ ملا كاظم الآزري أشعر شعراء عصره انه موزون، فكتب إليه الآزري بهذين البيتين:

عرضت در نظامي عند من جهلوا * فضيعوا في ظلام الجهل موقعه

ولم أزل لائما نفسي أقول لها * من باع درا على الفحام ضيعه

وأكثر مراسلاته ومطارحاته كانت مع الشيخ محمد رضا النحوي، منها ان الفحام نظم هذه الأبيات مفتخرا على أبي الطيب المتنبي

وهي:

 واني نبي الشعر كم لي معجز * تجلت به للمبصرين الحقائق

فدع عنك قول ابن الحسين بمعزل * وان هدرت فيهن منه الشقائق

فكم بين من يأتي به الناس كاذب * وكم بين من يأتي به الناس صادق

فاجابه النحوي منتصرا لأبي الطيب:

أرى بعض من قد جاوز الحد يدعي * نبوة شعر والدعاوى شقائق

على المتنبي ظل يفخر والذي * تأمل لا تخفى عليه الحقائق

فكم مدعي فضل النبوة قبله * ولا يدعيها بعد احمد صادق

 وقد استمرت مراسلاتهما حتى توفي أحدهما وهو النحوي. وقد خمس وشطر النحوي أكثر قصائده التي قالها في أهل البيت.
مؤلفاته
1 شرح شرائع الاسلام وجد منه مجلد في الطهارة 2 شواهد القطر مع بعض الحواشي على القطر كثير الفوائد وهو أحسن وأنفع وأبسط ما كتب في شرح الشواهد وله فيه مناقشات مع شارح القطر تدل على فضله وسعة اطلاعه لكن الأصح انه ليس له بل لسميه السيد صادق بن علي الأعرجي المجاور بطوس كما مر في ترجمته وبعضهم ينسبه إلى سميه ومعاصره السيد صادق المنجم والأصح ما مر 3 ديوان شعر ضم أكثر شعره ويقع في جزئين الأول في الشعر الفصيح والثاني في اللغة الدارجة ويعرف بالركباني توجد نسخته في مكتبة الشيخ محمد السماوي وقد كتب بعض ناسخي ديوانه ترجمته في آخر نسخته ونشرها في جريدة الفضيلة التي تصدر في الحلة سنة 1343 وقال الفاضل الشبيبي فيما ذكره في مجلة الحضارة له ديوان جمع فيه من شعره من قريض وموال وركباني 4 رحلة حجازية منظومة توجد فيديوانه 5 الرحلة الرضوية نثرا.

أشعاره
قال يرثي أبا جد والد المؤلف السيد موسى بن إبراهيم بن أحمد الحسينين العاملي ويعزي ولده جد والدي السيد محمد الأمين وأرسلها

من العراق إلى جبل عامل والشطر الأول تاريخ وفاته كما مر:

أقوت ربوع العلم بعد أبي الحسن * وتعطلت سبل الفرائض والسنن

وشرائع الاسلام قد طمست به * وقواعد الاحكام حل بها الوهن

واستشعر التهذيب والتنقيح * والتحرير ذلا والفصاحة واللسن

وبكى البيان له بمقلة ثاكل * وكسي به التبيان أثواب الحزن

واستعبر المجد الأثيل وأعول * الفعل الجميل عليه والخلق الحسن

وبكته أسفار العلوم بمدمع * يربي على دمع الغمام إذا هتن

فجعت بكاف في بيان عويصها * وافي التقى صافي السريرة والعلن

بحر الندى غيظ العدا بدر الهدى * تنجاب عنه دجى مضلات الفتن

لكنه ما مات من يحيي له * ذكرا محمد الأمين المؤتمن

نعم الخليفة بعده المولى الذي * بمقامه أحرى فما زيد ومن

فضل من الرحمن خص بنيله * انسان عين الدهر نادرة الزمن

لا زال مكلوءا بعين عناية * وحراسة في الأهل منه وفي الوطن

يا راحلا قد ود دمعي انه * غسل له والجفن لو كان الكفن

والقلب لو كان الضريح ليمتلي * فرحا بما قد كان مملوءا شجن

بكر النعي به فيا لك محنة * عظمت وهانت عندها كل المحن

طوبى له أمسي مجاور جده * في جنة بعلى مساكنها سكن

قالوا قضى نحبا فقلت مؤرخا * أقوت ربوع العلم بعد أبي الحسن 1194

وقال مؤرخا وفاته أيضا:

قد ذاب من تاريخه أقصى الحشي * إذ قيل ضاع الدين بعد أبي الحسن

وقوله قد ذاب الخ إشارة إلى لزوم انقاص آخر كلمة الحشي من

التاريخ. وله في السيد صادق المنجم:

لي حبيب منجم نحل اسمي * فكلانا عند الندا صادقان

لست أدري ولا المنجم يدري * ما يريد القضاء بالانسان

وله في الكاظميين ع وقد شارف الكاظمية:

هما العلمان بالزوراء لاحا * فعج بالعيس واغتنم الفلاحا

على ربع طيب لها مناخا * إذا وردت ويسعفها صراحا

على وادي طوى إذ نار موسى * أعاد الليل ثاقبها صباحا

وإذ يقري العفاة بها جواد * إذ سئل القرى اهتز ارتياحا

فيقري ذا الضلال هدى ورشدا * وذا الرشد الهدى طلقا صراحا

سلالة سادة سادوا البرايا * جميعا من غدا منهم وراحا

نجوم للهدى جبلوا رشادا * وسحب للندى جعلوا سماحا

هم راشوا المكارم فاستقلت * وقد كانت ولم تملك جناحا

فدن واخلع به النعلين واخضع * وعفر بالتراب ولا جناحا

وسل لمطالب الدارين نجحا * بجاههما العظيم تر النجاحا

وقال يرثي الحسين ع:

يا راكب الوجناء أعقبها الونى * طي المهامة من ربى ووهاد

عرج بأكناف الطفوف فان لي * قلبا إلى تلك المعاهد صادي

وأذل بها العبرات حتى ترتوي * تلك الربى ويعب ذاك الوادي

دمن أغار على مرابعها البلى * قسرا وشن بهن خيل طراد

وتطرقتها الحادثات وطالما * قعدت لطارقهن بالمرصاد

لله كيف تدكدكت تلك الربى * وعدت على تلك الطلول عوادي

وتعطلت تلك الفجاج وأقفرت * تلك العراص وخف ذاك النادي

يا كربلا ما أنت الا كربة * عظمت على الأحشاء والأكباد

كم فتنة لك لا يبوخ ضرامها * تربي مصائبها على التعداد

ماذا جنيت على النبي وآله * خير الورى من حاضر أو بادي

كم حرمة لمحمد ضيعتها * من غير نشدان ولا انشاد

ولكم دماء من بنيه طللتها * ظما على يد كل رجس عادي

ولكم نفوس منهم أزهقتها * قسرا ببيض ظبا وسمر صعاد

ولكم صببت عليهم صوب الردى * من رائح متعرض أو غادي

غادرتهم فئ العدى وأزحتهم * عن طارف من فيئهم وتلاد

وله في رثائه قصيدة أخرى يقول في آخرها مؤرخا:
وغداة عم مصابه أرخت قد * فدحت برزء الصادق العلماء سنة 1204
ورثاه فريق من شعراء عصره بقصائد عديدة منهم صديقه الشيخ مسلم بن عقيل قال في آخرها مؤرخا وفاته:
فذا حادث فيه يقول مؤرخ * أسئ الحديث اليوم من رزء صادق
أولاده
خلف أربعة أولاد: السيد علي والسيد محمد والسيد جعفر والسيد أحمد.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.