السبت , 27 أبريل 2024
الرئيسية » ص » السيد صادق بن علي بن الحسين بن هاشم الحسيني الأعرجي النجفي المعروف بالفحام

السيد صادق بن علي بن الحسين بن هاشم الحسيني الأعرجي النجفي المعروف بالفحام

اعيان الشيعة/ج7

أبو النجاة السيد صادق بن علي بن الحسين بن هاشم الحسيني الأعرجي النجفي المعروف بالفحام.
ولد في قرية الحصين بالتصغير إحدى قرى الحلة يقطنها عدد غير قليل من آل الفحام يتعاطون مهنة الزراعة وكان مولده سنة 1124 وتوفي بالنجف يوم 21 رمضان سنة 1205 بموجب تاريخ السيد احمد العطار في قصيدته المذكورة في ترجمته وبموجب تاريخ السيد محمد زيني بقوله في قصيدته التي يرثيه بها قد شق قلب العلم فقدك صادق وقبره في النجف بمحلة المشراق مزور متبرك به.
أسرته
لهذه الأسرة الأعرجية انتشار واسع في العراق، ومن أغصان هذه الأسرة آل الفحام والمترجم جدهم الاعلى وعميدهم وقد سكن منهم اليوم فريق قرية الحصين إحدى قرى الحلة الفيحاء والصلاحية إحدى قرى قضاء الشامية وضواحي لواء الديوانية من جهة الجنوب، والجميع يتعاطون مهنة الزراعة. وآل الفحام أسرة قديمة في
النجف وكانوا هم وآل قفطان وراقي النجف وحذق في هذه الصنعة غير واحد من أسرة الفحام كالسيد قاسم والسيد حسن وسواهما نسخوا بأيديهم كثيرا من الآثار الدينية والأدبية نسخا بديعا مضبوطا. وفي هذا العصر يسكن قسم منهم النجف ويتعاطون بها الخطابة المنبرية الحسينية.
أقوال العلماء فيه
في مسودة الكتاب كان عالما فاضلا من أجلة العلماء أديبا شاعرا مطبوعا من سكان النجف ومشاهير شعراء عصر السيد مهدي بحر العلوم وكان أبوه السيد محمد  يحبه حبا شديدا ثم هاجر إلى النجف وجد في طلب العلم حتى صار يعد من كبار العلماء وكان ذا همة عالية كريم اليد والنفس له منزلة سامية بين أقرانه حسن المحاضرة جيد الكلام لا يمل منه وكان يسهر غالب لياليه في المطالعة والكتابة وكان إماما في العربية لا سيما اللغة حتى دعي قاموس لغة العرب وله مراسلات ومحاورات أدبية مع شعراء عصره غاية في الحسن والظرافة سنشير إلى ما عثرنا عليه منها وقال الشيخ محمد رضا الشبيبي فيما كتبه في مجلة الحضارة: من شعراء الركبانيات والموال الشاعر اللغوي المشهور. وفي مجلة الغري كان يقول: الأسحار منتدى
أرواح المؤمنين.
معاصروه من أدباء العراق
عاصر من علماء العراق المشتهرين جماعة منهم الشيخ ملا كاظم الآزري المتوفي 1212 والشيخ محمد علي الأعسم المتوفي سنة 1215 والسيد سليمان الحلي الكبير المتوفي سنة 1211 والشيخ احمد النحوي المتوفي سنة 1179 والسيد احمد العطار الحسني المتوفي 1215 والشيخ مسلم بن عقيل المتوفي سنة 1320 والشيخ محمد رضا النحوي المتوفي 1195 هؤلاء هم وأمثالهم من اعلام الشعراء في عهده وقد جرى له مع كل واحد من هؤلاء مراسلات أدبية ومطارحات شعرية وبذلك أفرد بابا من ديوانه هذا سماه الاخوانيات وأكثر مراجعاته ومراسلاته كانت مع الشيخ محمد رضا النحوي.
اخباره
كان بينه وبين جد أبي والدي السيد أبو الحسن موسى مودة أكيدة ومراسلات من العراق إلى جبل عامل وبالعكس وكان السيد أبو الحسن يبعث بالعطايا من جبل عامل إلى العراق وأرسل إلى السيد أبي الحسن كتابا من العراق وصدره بأبيات أولها:
سلام كما مر النسيم معطر * بأنفاس زهر الروض باكره القطر
وتأتي بتمامها عند ذكر شعره.
ولما توفي السيد أبو الحسن رثاه بقصيدة وجعل أول شطر منها تاريخا لوفاته وهو أقوت ربوع العلم بعد أبي الحسن. ومن اخباره مع ملا كاظم الآزري ان الآزري حضر يوما إلى النجف لزيارة أمير المؤمنين ع فاجتمع أدباء النجف ومعهم المترجم في ايوان الذهب لاستماع قصيدة الآزري التي نظمها في أمير المؤمنين ع فلما قرأ مطلعها:
لمن الشمس في قباب قباها * شف جسم الدجى بروح ضياها
قال المترجم موزون، وجعل كلما قرأ بيتا منها يقول له موزون، حتى أتمها وهذا يدل على عنجهية كانت في المترجم، فهو تارة يفضل نفسه على المتنبي، وأخرى يقول عن شعر الشيخ ملا كاظم الآزري أشعر شعراءعصره انه موزون، فكتب إليه الآزري بهذين البيتين:
عرضت در نظامي عند من جهلوا * فضيعوا في ظلام الجهل موقعه
ولم أزل لائما نفسي أقول لها * من باع درا على الفحام ضيعه
وأكثر مراسلاته ومطارحاته كانت مع الشيخ محمد رضا النحوي، منها ان الفحام نظم هذه الأبيات مفتخرا على أبي الطيب المتنبي وهي:
واني نبي الشعر كم لي معجز * تجلت به للمبصرين الحقائق
فدع عنك قول ابن الحسين بمعزل * وان هدرت فيهن منه الشقائق
فكم بين من يأتي به الناس كاذب * وكم بين من يأتي به الناس صادق
فاجابه النحوي منتصرا لأبي الطيب:
أرى بعض من قد جاوز الحد يدعي * نبوة شعر والدعاوى شقائق
على المتنبي ظل يفخر والذي * تأمل لا تخفى عليه الحقائق
فكم مدعي فضل النبوة قبله * ولا يدعيها بعد احمد صادق

وقد استمرت مراسلاتهما حتى توفي أحدهما وهو النحوي. وقد خمس
وشطر النحوي أكثر قصائده التي قالها في أهل البيت.
مؤلفاته
1 شرح شرائع الاسلام وجد منه مجلد في الطهارة 2 شواهد القطر مع بعض الحواشي على القطر كثير الفوائد وهو أحسن وأنفع وأبسط ما كتب في شرح الشواهد وله فيه مناقشات مع شارح القطر تدل على فضله وسعة اطلاعه لكن الأصح انه ليس له بل لسميه السيد صادق بن علي الأعرجي المجاور بطوس كما مر في ترجمته وبعضهم ينسبه إلى سميه ومعاصره السيد صادق المنجم والأصح ما مر 3 ديوان شعر ضم أكثر شعره ويقع في جزئين الأول في الشعر الفصيح والثاني في اللغة الدارجة ويعرف بالركباني توجد نسخته في مكتبة الشيخ محمد السماوي وقد كتب بعض ناسخي ديوانه ترجمته في آخر نسخته ونشرها في جريدة الفضيلة التي تصدر في الحلة سنة 1343 وقال الفاضل الشبيبي فيما ذكره في مجلة الحضارة له ديوان جمع فيه من شعره من قريض وموال وركباني 4 رحلة حجازية منظومة توجد في ديوانه 5 الرحلة الرضوية نثرا.
أشعاره
قال يرثي أبا جد والد المؤلف السيد موسى بن إبراهيم بن أحمد الحسينين العاملي ويعزي ولده جد والدي السيد محمد الأمين وأرسلها من العراق إلى جبل عامل والشطر الأول تاريخ وفاته كما مر:
أقوت ربوع العلم بعد أبي الحسن * وتعطلت سبل الفرائض والسنن
وشرائع الاسلام قد طمست به * وقواعد الاحكام حل بها الوهن
واستشعر التهذيب والتنقيح * والتحرير ذلا والفصاحة واللسن
وبكى البيان له بمقلة ثاكل * وكسي به التبيان أثواب الحزن
واستعبر المجد الأثيل وأعول * الفعل الجميل عليه والخلق الحسن
وبكته أسفار العلوم بمدمع * يربي على دمع الغمام إذا هتن
فجعت بكاف في بيان عويصها * وافي التقى صافي السريرة والعلن
بحر الندى غيظ العدا بدر الهدى * تنجاب عنه دجى مضلات الفتن
لكنه ما مات من يحيي له * ذكرا محمد الأمين المؤتمن
نعم الخليفة بعده المولى الذي * بمقامه أحرى فما زيد ومن
فضل من الرحمن خص بنيله * انسان عين الدهر نادرة الزمن
لا زال مكلوءا بعين عناية * وحراسة في الأهل منه وفي الوطن
يا راحلا قد ود دمعي انه * غسل له والجفن لو كان الكفن
والقلب لو كان الضريح ليمتلي * فرحا بما قد كان مملوءا شجن
بكر النعي به فيا لك محنة * عظمت وهانت عندها كل المحن
طوبى له أمسي مجاور جده * في جنة بعلى مساكنها سكن
قالوا قضى نحبا فقلت مؤرخا * أقوت ربوع العلم بعد أبي الحسن 1194
وقال مؤرخا وفاته أيضا:
قد ذاب من تاريخه أقصى الحشي * إذ قيل ضاع الدين بعد أبي الحسن
وقوله قد ذاب الخ إشارة إلى لزوم انقاص آخر كلمة الحشي من التاريخ. وله في السيد صادق المنجم:
لي حبيب منجم نحل اسمي * فكلانا عند الندا صادقان
لست أدري ولا المنجم يدري * ما يريد القضاء بالانسان
وله في الكاظميين ع وقد شارف الكاظمية:
هما العلمان بالزوراء لاحا * فعج بالعيس واغتنم الفلاحا
على ربع طيب لها مناخا * إذا وردت ويسعفها صراحا
على وادي طوى إذ نار موسى * أعاد الليل ثاقبها صباحا
وإذ يقري العفاة بها جواد * إذ سئل القرى اهتز ارتياحا
فيقري ذا الضلال هدى ورشدا * وذا الرشد الهدى طلقا صراحا
سلالة سادة سادوا البرايا * جميعا من غدا منهم وراحا
نجوم للهدى جبلوا رشادا * وسحب للندى جعلوا سماحا
هم راشوا المكارم فاستقلت * وقد كانت ولم تملك جناحا
فدن واخلع به النعلين واخضع * وعفر بالتراب ولا جناحا
وسل لمطالب الدارين نجحا * بجاههما العظيم تر النجاحا
وقال يرثي الحسين ع:
يا راكب الوجناء أعقبها الونى * طي المهامة من ربى ووهاد
عرج بأكناف الطفوف فان لي * قلبا إلى تلك المعاهد صادي
وأذل بها العبرات حتى ترتوي * تلك الربى ويعب ذاك الوادي
دمن أغار على مرابعها البلى * قسرا وشن بهن خيل طراد
وتطرقتها الحادثات وطالما * قعدت لطارقهن بالمرصاد
لله كيف تدكدكت تلك الربى * وعدت على تلك الطلول عوادي
وتعطلت تلك الفجاج وأقفرت * تلك العراص وخف ذاك النادي
يا كربلا ما أنت الا كربة * عظمت على الأحشاء والأكباد
كم فتنة لك لا يبوخ ضرامها * تربي مصائبها على التعداد
ماذا جنيت على النبي وآله * خير الورى من حاضر أو بادي
كم حرمة لمحمد ضيعتها * من غير نشدان ولا انشاد
ولكم دماء من بنيه طللتها * ظما على يد كل رجس عادي
ولكم نفوس منهم أزهقتها * قسرا ببيض ظبا وسمر صعاد
ولكم صببت عليهم صوب الردى * من رائح متعرض أو غادي
غادرتهم فئ العدى وأزحتهم * عن طارف من فيئهم وتلاد
اخنى الزمان عليهم فأبادهم * فكأنهم كانوا على ميعاد
لهفي لهاتيك الستور تهتكت * ما بين أهل الكفر والالحاد
لهفي لهاتيك المصاعب ذللت * وحدا بهن مع المنية حادي
لهفي لهاتيك الوجوه تبدلت * بالرغم بين أراذل أوغاد
لهفي لهاتيك الصوارم فللت * بقراع صم للخطوب صلاد
لهفي لهاتيك الزواخر أصبحت * غورا وكن منازل الرواد
لهفي لهاتيك الكواكب نورها * في الترب اخمد أيما اخماد
لهفي لهاتيك الأسود تقاد في * أسر الكلاب وما لهن مفادي
فلبئسما جزووا النبي وبئسما * خلفوه في الاهلين والأولاد
يا عين ان أجريت دمعا فليكن * حزنا على سبط النبي الهادي
وذري البكا الا بدمع هاطل * كالسيل حط إلى قرار الوادي
وأحمي الجفون رقادها لمن أحتمت * أجفانه بالطف طعم رقاد
تالله لا أنساه وهو بكربلا * غرض يصاب بأسهم الأحقاد

 تالله لا أنساه وهو مجاهد * عن آله الأطهار اي جهاد

متكلفا سططا يجود بنفسه * بين الصوارم والقنا المياد
فردا من الخلان ما بين العدى * خلوا من الأنصار والأنجاد
لهفي له والترب من عبراته * ريان والاحشاء منه صوادي
يدعو اللئام ولا يرى من بينهم * أحدا يجيب نداه حين ينادي
يا أيها الأقوام فيم نقضتم * عهدي وضيعتم ذمام ودادي
من جاحد في بغية متطاول * أو جاهل في غيه متمادي
أفهل ترون شرعت نهج ضلالة * أم هل ترون سددت ثغر سداد
أم تطلبون جناية سلفت لكم * من سالف الآباء والأجداد
فتنكبوا طرق الضلالة واسلكوا * في الفحص عن أمري طريق رشاد
تتبينوا اني الخليفة فيكم * والحكم حكمي والبلاد بلادي
حتى إذا زحفت إليه جموعهم * ما بين اعداد إلى استعداد
وتزاحمت ابطالهم في موقف * سطت الكلاب به على الاساد
وتصادمت تلك الكماة بمعرك * كثر الأسير به وعز الفادي
وتصرمت مهج الفوارس حيثما * منيت بيوم تلاحم وجلاد
وعدت صروف البين لا تلوي على * أنصاره والبين اعدى عادي
فتخرموا ولكل جنب مصرع * والدهر جم مصارع الأمجاد
ألوى بعضب ممتع بخشونة * لا تمتع الأرواح بالأجساد
من فوق ظهر أقب أجرد سابح * نهد أشم المنكبين جواد
خواض كل عجاجة مسودة * الارجاء سباق إلى الآماد
فغدا يكر على الجحافل صائلا * هدر الفنيق يصول في الأذواد
ويجول في الابطال جولة ضيغم * ظام إلى مهج الفوارس صادي
أردوه عن ظهر الجواد كأنما * هدموا به طودا من الأطواد
يا غائبا لا ترتجي لك أوبة * أسلمتني لجوى وطول سهاد
صلى عليك الله يا ابن المصطفى * ما سار ركب أو ترنم حادي
وكتب إلى الشيخ محمد رضا * النحوي والنحوي في الحلة:
اسكان فيحاء العراق ترفقوا * بمهجة صب بالغرام مشوق
ولا تقطعوا كتب المودة والرضا * فقد خانني بالرد كل صديق
فاجابه الشيخ محمد رضا يقول:
اسكان أكناف الغري عليكم * سلام صديق في الاخاء صدوق
ولا زايلتكم من ثناء نسائم * حوافلها تعتادكم بخفوق
وما كان ذاك العتب الا تجنيا * على عاشق من ترهات عشيق
شكوت أناسا بعد ما كنت واثقا * بهم دون من صافاك اي وثوق
فكان الذي قد كان والدهر مولع * بجمع فريق أو بشت فريق
على انها الأيام تذهب بالفتى * طوارقها عدوا بكل طريق
وقد قيل والأيام فيهن عبرة * بمعتمد في عمدة ابن رشيق
إذا امتحن الدنيا لبيب تكشفت * له عن عدو في ثياب صديق
وكم من قريب وهو غير مقارب * وكم من رفيق وهو غير رفيق
واني على ما مر من زمن لنا * يرق ويصفو كم شرقت بريقي
وقد هاج أشواقي إليكم مغرد * على فنن عالي الفروع وريق
عسى الله ان يرتاح للقرب واللقا * فيجمع شملي شائق ومشوق
وكتب إلى الشيخ محمد رضا النحوي:
أحباي ان شطت بي الدار عنكم * وحالت سهول دوننا وحزون
فوالله ما فارقتكم قاليا لكم * ولكن ما يقضي فسوف يكون
ولي عندكم لو أنكم تحفظون لي * عهودا وترعون الوفاء ديون
فأين حلاوات الرسائل بيننا * لعل مرارات البعاد تهون
ولي جسد في حصن سامة موثوق * وقلب بأكناف الغري رهين
عسى الله يقضي بجمع فليتقي * فؤاد وجسم ناحل وحزين
فاجابه النحوي بقوله:
أخلاي ان شطت نواكم وباعدت * بكم عرمس تطوي الفلاة أمون
وأنجدتم من بعد اتهام داركم * وشطت نوى يوم الغوير شطون
فما شط تهيام بكم وتذكر * ولا خف شوق في الضلوع كمين
عتبتم على قطع الرسائل منكم * غداة النقا والسر فيه مبين
يكاتب من شطت عن الألف داره * وحالت سهول دونه وحزون
فوالله ئم الله لا شئ غيره * وذاك يمين لست فيه امين
لئن غبت عن عيني فإنك حاضر * بقلبي أو ان بنت لست تبين
فلا تستخفنك الظنون بوامق * هواه إذا عز اليقين يقين
وله:
ذي زهرة قطفت من روضة الأدب * وغرة سطعت في جبهة الكتب
لئن جنى قاطف من غيرها عنبا * فان في الخمر معنى ليس في العنب
ومن شعره قوله معربا دو بيت فارسي وكان له ولع بذلك والشعر المعرب لسعدي:
ومذ وخط المشيب بفود رأسي * وقد ولى الشباب بلا رجوع
ضعفت فكل ارض لي مقر * ونحت فكل نبت من دموعي
وقال يعاتب صديقه الشيخ محمد رضا النحوي وأرسلها إليه في الحلة
في ضمن كتاب وصدره بها:
عتاب به سمع الصفا الصلد يقرع * وشكوى لها صم الصخور تصدع
وما كان هذا العتب الا تعللا * فلم يبق في قوس الأماني منزع
هو الدهر عرنين المخازي بنحسه * أشم وعرنين المكارم أجدع
ولا ذو المساعي بالرضا منه فائز * ولا ذو الحجى بالعيش فيه ممتع
أفي الحق لو ترعون للحق ذمة * أبيت ولي حق لديكم مضيع
أأمنع شرب الماء والبحر زاخر * وأحمى ارتياد النبت والروض ممرع
فما بال من أبرمت من حبل وده * يبت ولم تشحط نواه ويقطع
أعز كتاب أم تبرم كاتب * وأعوز قرطاس أم اعتل مهيع
على انني لا أدعي نقض خلة * ولكنه حظ به النقص مولع
فعمد الشيخ محمد رضا إلى صدورها وجعل لها صدورا غيرها وجعلها هي الجواب:
اتاني من المولى كتاب بطيه * عتاب به سمع الصفا الصلد يقرع
فها انا ذو بث يلين له الحصى * وشكوى لها صم الصخور تصدع
وكنت أمني النفس بالصفح والرضا * فلم يبق في قوس الأماني منزع

 هو الشهم انف اللؤم لولا إباؤه * أشم وعرنين المكارم أجدع

عتاب فلا ذو اللب يملك لبه * ولا ذو الحجى بالعيش فيه ممتع
فتى لم يضع حقا فحقا مقاله * أبيت ولي حق لديكم مضيع
أخاف إذا لم يعف أظما في الورى * وأحمى ارتياد النبت والروض ممرع
فكيف يظن القطع مع وصل حبله * بيت ولم تشحط نواه ويقطع
ولا عذر لي ان قلت قد عز كاتب * وأعوز قرطاس أم اعتل مهيع
وما كان تركي الكتب تركا لوده * ولكنه حظ به النقص مولع
وقال مقتبسا:
عشقوا الملاح وقد نهوا * عن عشقهم لجوى وزادوا
فقضوا بعشقهم جوى * وهوى ولو ردوا لعادوا
وله في صدر كتاب أرسله للمرحوم الجد السيد أبي الحسن موسى:
سلام كما مر النسيم معطر * بأنفاس زهر الروض باكره القطر
كان سحيق المسك بات مصافحا * له فاعتراه من شذا طيبه نشر
إلى السيد المفضال والماجد الذي * له الشرف الوضاح والنائل الغمر
همام إذا ما رمت تحديد مجده * تضايق بي في وسعه البر والبحر
وان رمت ان أحصي جميل صفاته * تقاعدني عن حصرها النظم والنثر
فتى كفه بحر لباغي نواله * كما صدره للمبتغي علمه بحر
وقال في سر من رأى وقد شارفها:
أنخها فقد وافت بك الغاية القصوى * وألقت يديها في مرابع من تهوى
أتت بك تفري مهمها بعد مهمه * يظل بأيديها بساط الفلا يطوي
يحركها الشوق الملح فتغتدي * تشن على جيش الفلا غارة شعوا
يعللها الحادي بحزوى ورامة * وما هيجتها رامة لا ولا حزوى
ولكنها حنت إلى سر من رأى * فجاءت كما شاء الهوى تسرع الخطوا
إلى روضة ساحاتها تنبت الرضا * وتثمر للجانين أغصانها العفوا
إلى حضرة القدس التي قد تضمنت * بحار الندى منها عطاش الملا تروي
فزرها ذليلا خاضعا متوسلا * بها مضمرا لله ثم لها الشكوى
لتبلغ في الدنيا مرامك عندها * وتأوي في الأخرى إلى جنة المأوى
عليها سلام الله ما مر ذكرها * وذلك منشور مدى الدهر لا يطوي
وفي مجموعة بحر العلوم الطباطبائي المخطوطة انه ورد السيد صادق
الأعرجي المعروف بالفحام لزيارة السيد مهدي الطباطبائي دام ظله المديد
وكان ذلك في أيام الغلاء العظيم فوجد على باب داره العامرة للفقراء
ازدحاما عظيما فكتب إليه هذه الأبيات:
تزاحم أقداح الفرات ببابه * ويكثر في وقت العشي ازدحامها
إذا ما رأته من بعيد تبادرت * إليه خفافا فذها وتوامها
تروم امتلاء من رواسي قدوره * واحر بها ان لا يخيب مرامها
تلم بدار قد تهيا حسبة * بها للعفاة المسنتين طعامها
وقال مهنئا السيد مهدي الطباطبائي بتزويج جديد ومؤرخا ذلك:
ان للدهر ان تأملت شانا * عجبا ربما اتى بالمحال
وعلى ما أقول شاهد عدل * حاضر حاكم بصدق مقالي
من رأى الشمس تدرك البدر يوما * ان ذا من تصرفات الليالي
زف للبدر شمس حسن فأرخ * بدر تم بنى بشمس الجلال
وقال:
سل الفضل أهل الفضل قدما ولا تسل * غلاما ربي بالفضل حتى تمولا
فلو ملك الدنيا جميعا بأسرها * تذكره الأيام ما كان أولا
وقال:
لقد طالني من ليس لي بمطاول * وما كان مثلي في الرجال يطال
وما قصرت بي غاية غير أنه * لكل زمان دولة ورجال
وقال يمدح أمير المؤمنين عليا ع:
على الدار بالجرعاء من جانب الحمى * فعوجا صدور اليعملات النجائب
ولا تسألاني اليوم ماذا أصابني * غداة استقلوا من ضروب المصائب
وما وقفة في الدار الا تعلة * لقلب رماه البين شطر النوائب
سقى الجزع من وادي النقا صوب عارض * وان جاده صوب الدموع السواكب
منازل غادتها الخطوب بقاصف * وراوحها صرف الزمان بحاصب
وعهدي بذاك الربع إذ نحن أهله * يرف عليه البشر من كل جانب
فما لي أراه اليوم ابان زرته * حسرت لثام الصون عن وجه قاطب
أعلل بالآمال نفسي وانها * لتصدر نحوي خائبا اثر خائب
سأجهد عزمي والمطي فإنني * أرى الجهد مقرونا بنيل المطالب
واجعل جلباب الضحى خير بزتي * واجعل ظهر الليل خير مراكبي
وابعثها خوص العيون كأنها * الآجال حطت من أعالي المراقب
تؤم محل القدس والحضرة التي * بها امل الراجي وامن المراقب
بحيث ترى نور النبوة ساطعا * منوطا بنور للإمامة ثاقب
بحيث ترى وحي الاله منزلا * وأملاكه ما بين جاء وذاهب
بحيث ترى روض المكارم ممرعا * وبحر المعالي مستجيش الغوارب
بحيث أقر الامر في مستقره * بغالب امر من لوي بن غالب
بحيث استطال الملك واتسعت له * مذاهب عن آراء جم المذاهب
إلى أسد الله الذي خضعت له * رقاب الورى من بين دان وعازب
وصي النبي المصطفى وابن عمه * أبي السادة الغر الكرام الأطايب
امام إليه الدين فوض امره * بأمر إله خصه بالمناقب
به طهر الاسلام من كل عائب * وخلص دين الله من كل شائب
تحيرت الآراء في كنه ذاته * فمن عابد غال وعاد مناصب
له همة صرف على كل حادث * له نشب وقف على كل طالب
له سطوات تتقي الأسد بأسها * إلى عزمات كالنجوم الثواقب
إذا صال في الهيجا فأعظم فارس * وان قال في النادي فأبلغ خاطب
أخو الحرب منه ترجف الأرض هيبة * إذا جال فوق الطرف بين الكتائب
فسل أحدا عنه وبدرا وخيبرا * وصفين والأحزاب ذات العجائب
وسل ما وراء النهر ان كنت سائلا * شواهد في ذا الامر غير كواذب
وقال يرثي السيد محمد بن السيد مهدي بحر العلوم الطباطبائي مؤرخا عام وفاته ومعزيا عنه والده المذكور:
الدهر من شيمته الغدر * والامر يأتي دونه الامر
والناس سفر أزمعوا نية * بينا هم إذ قوض السفر
والعيش آل مطمع لمعه * يغتر فيه الحائم الغمر

يشتاره شهدا ولكنه * شهد له عاقبة صبر
يقظان في نوم ولم ينتبه * الا إذا زايله العمر
والمرء والدنيا ولذاتها * جان وأيم الزهر والزهر
معشوقة تمنح عشاقها * وصلا ولكن حشوه هجر
من رامها ظهرا إلى مطلب * أكدت فلا ظهر ولا در
اخدع من كفة أحبولة * ما أن يكف كيدها الخدر
فلينصرف ذو اللب عن منزل * ما هوله من ساكن قفر
من يتخذ ايطانه متجرا * اضحى وأوفى ربحه خسر
يا خاطب الدنيا تيقظ فما * شئ سوى العمر لها مهر
تنفق خير الذخر في فارك * أولى بها التطليق والهجر
ما أنت والسير ولم تتئد * في متلف مسلكه وعر
تنبت لا تقطع أرضا ولا * يبقى على الجهد لك الظهر
فلا يغرنك ابهاجها * فالأسد الغضبان يفتر
فاتقينها موطئا لينا * رب رماد تحته جمر
لو كان فيها للفتى عيشة * تهنى وان جل له قدر
كان بذا أولى نبي الهدى * وبعده أبناؤه الفر
اضحوا وهم فئ لأعدائهم * أيديهم من فيئهم صفر
حتى مضوا لا غلة أبردت * منهم ولا يوما سقي صدر
وصاحب العصر امام الهدى * مهديهم حلأه الذهر
زحزح عن سلطانه عنوة * حتى يجئ الفتح والنصر
والسيد المهدي من ولدهم * أولى إليه صرفه الدهر
لله رزء فاجع لم يرم * عن فجعه زيد ولا عمرو
رزء به اسود رجاء العلى * وانهل منها الأدمع الحمر
والمجد أولى القد أزراره * وعاجل الجيب له طمر
جل فوق الدمع عنه وان * يمدده من فيض الدما غدر
نجم بآفاق العلى زاهر * تنحط عنه الأنجم الزهر
غيب في العفر وهل قبله * نجما ترى غيبه العفر
كنا رجونا فيه ما لم يكن * يصدقنا الوعد به الحزر
ان سوف يهدينا إذا ظلت السبل * بنا واضطرب الامر
ومزنه في عارض أنشئت * أخلاقها حافلة غزر
أملها الظامي وذو الضرع * للسقيا وقد مسهما الضر
فانقشعت لاذا احتسى جرعة * منها ولا ابتل لذا طمر
يا أيها المولى الذي فضله * تشهد فيه البدو والحضر
والجاهد الندب الذي نعته * يحسر عن ادراكه الفكر
والعلم الفرد الذي لم يكن * للأرض لولا أن رساقر
ومن إذا بنا دجا مشكل * جلاه من آرائه فجر
ومن إذا خاب لذي عسرة * قصد ففيه النجح واليسر
انا نعزيك وفيك العزا * عن فائت يخلفه الاجر
لا تأس للنجم إذا غاب عن * عينيك ما لم يغب البدر
والفرع قد عني بقطع ولا * ضير إذا ما سلم النجر
وما على الوارد ان لم يصب * ثمدا إذا ما زخر البحر
ما لك عنه الله خيرا فلا * تجزع على من ضمه القبر
كذاك ما يرجى له عنده * خير له فليجمل الصبر
يا راحلا أعقبنا حسرة * لا تنقضي أو ينقضي العمر
لو كنت تفدي لافتديناك * بالأنفس ان أعوزنا الذخر
لكنه حكم وامر جرى * ممن إليه يرجع الامر
أزعج تاريخك كل الورى * قبل كمال خسف البدر سنة 1200
وقال يرئي السيد مرتضى والد السيد مهدي بحر العلوم الطباطبائي المتوفي سنة 1204 مؤرخا عام وفاته ومعزيا عنه ولده المذكور.
ما زال امرك يا زمان عجابا * من ذا رأى في الترب بدرا غابا
فمن العذير من الليالي انها * تصل الخطوب وتقطع الأسبابا
تستنهض الغارات لم يك همها * الا نفوس ذوي النهي أسلابا
أرأيت من حملوا على أعوادهم * وهو الخطيب فما أحار جوابا
نعش تشيعه المكارم والعلى * يعولن ضمن حكمة وخطابا
حملته أعناق تقل الرجال ولم أخل * وأبيك أعناقا تقل هضابا
حفوا به زمرا فناقض حبوة * حزنا ومصطرخ يعط ثيابا
يبكي عليه بأدمع محمرة * تكسي بها الوجنات حرقة
قذفت بها كبد أذيبت حرقة * فجرت عقيقا في الخدود مذابا
دفنوا المكارم تحت طي جنادل * نشرت لنا الأحزان والأوصابا
شمس توارت في التراب ولم تكن * شمس لتتخذ التراب حجابا
وخضم جود غاض مدا بعد ما * قد كان أوفى زخوة وعبابا
وهزبر غاب غاله صرف الردى * ولطالما قد كان يحمي الغابا
ومهند فل المنون ذبابه * ولكم من الحدثان فل ذبابا
أودى حليف المكرمات فلا تلم * من مزق الأكباد لا الأثوابا
وليخلع الشرف الرد أو لتلبس * العليا به من حالك جلبابا
ولتبكه عين العلوم دما فقد * درست مدارسها وعدن يبابا
وليبكه المحراب شجوا انه * قد كان نورا يشرق المحرابا
وليبكه الخلق الكريم فإنه * قد كان لا نزقا ولا صخابا
وليبكه لين العريكة انه * قد كان أوطأ في الأنام جنابا
وليبكه صدق الوفاء فإنه * قد كان لا يسم الوفاء كذابا
قف بي عليه مناشدا لضريحه * ان كان ممن يستطيع جوابا
يا قبر كيف وأنت أضيق جانبا * وأريت أوسع في الأنام جنابا
يا قبر كيف وفيك غيث هاطل * أصبحت جدبا تستمد سحابا
يا قبر كيف وفيك شمس أشرقت * نورا بعثت على العيون ضبابا
ما للمعالي شيعته ولم تؤب * وارى المشيع غيرها قد آبا
أتظنني آسي على مود وقد * أودى واعتد المصاب مصابا
هيهات قد ذهب الذي بذهابه * ذهب الورى فيمن أبيت مصابا
لو كان يفدى لافتدته عصابة * خلقوا ليوثا في الحروب غضابا
يتهافتون إلى لظى نيرانها * وقع الفراش وقد أصاب سهابا
من كل مشبوح الذراع تخاله * صلا إذا استعر الورى وثابا
يغدو إذا حمي الوطيس مشمرا * للحرب لا كلا ولا هيابا
درسوا علوم الحرب حتى أتقنوا * علم النضال كتيبة وكتابا
لكنه القدر المتاح وهل ترى * أحدا يغالب ربه الغلابا
صبرا أخا المجد المنيف فإننا * شرع لعمر أبيك فيما نابا
ولنا العزاء بنور غرتك التي * طلعت على باغي الرشاد شهابا
من لم يكن في امره مسترشد * المهدي ضل عن السبيل وخابا
السيد السند الهمام المقتدى * الندب الكريم الباذل الوهابا
العالم العلم الرضي الزاهد الورع * التقي الناسك الأوابا

 مولى حباه الله فضلا سابغا * حلى به الأحساب والأنسابا

ينتابه العافي فيلقي نوله * عذقا ونائل من سواه سرابا
أحيا رسوم العلم بعد دروسها * وبني قواعده وكن خرابا
وأزال في تحريره اجماله * حتى تفصل عنه بابا بابا
وأقام أركان الشريعة بعد ما * هدت ومد لسجفها اطنابا
لولا سمات للإمامة ترتجى * قلنا امام زماننا قد ثابا
انا نعزيه وفيه لنا العزا * عن فائت قد آيس الطلابا
يا راحلا شد العزاء رحاله * مذ شد عنا الرحل والأقتابا
لا كان في الأيام يومك انه * صدع القلوب وحير الألبابا
ان تخلع الدنيا فليس بضائر * فلقد لبست من الحرير ثيابا
أو فاتك العيش النكيد فإنما * لك في جنان الخلد عيش طابا
أو كنت قد أوحشت أترابا فقد * آنست حورا في العلى أترابا
بمقاعد للصدق لست بسامع * فيهن لا لغوا ولا كذابا
تجني بهن من الفواكه ما زكا * طعما وتشرب ما يلذ شرابا
نعماء قد كشفت لعينك عند ما * عاينت مالك قد أعد ثوابا
فسقى ثراك وان أقام به الحيا * صوب الحيا متهللا سكابا
وسقاه دوما من شآبيب الرضا * ما لا انقطاع له ولا إغبابا
ومحاول تاريخ يومك قال لي * مذ أودعوك جنادلا وترابا
ذهب الحبيب وليس من تاريخه * بد فارخ قلت بدر غابا سنة 1204.
وقال يرثي الشيخ احمد الجزائري مؤلف كتاب قلائد الدرر
الا من يمنح القلب اصطبارا * ومن ذا يمنح العين الغرارا
تملكت الهموم قياد قلبي * غداة تملك الدهر اقتدارا
فيا لله كم من سهم خطب * إلى أحشاي فوقه جهارا
وكم قد شن غارته لحربي * فحاربني كان لدي ثارا
فصرت لحادثات الدهر مأوى * أحاذرها ولم أملك حذارا
وأعظمهن نائبه لديها * كبار النائبات ترى صغارا
رزية قطب أفلاك المعالي * ومن حاز المكارم والفخارا
ومن اضحى بهذا العصر فردا * يدور الفضل معه حيث دارا
ومن بعلاه يهزأ بالثريا * ومن بنداه قد فاق البحارا
مصاب أصبح الاسلام منه * حزينا قلبه يبدي انكسارا
مصاب أزعج الثقلين طرا * وأورى في قلوب الخلق نارا
مصاب جل موقعه لدينا * ولكن حكم ربك لا يمارا
فيا لك من مصاب منه أضحت * ربوع العلم موحشة قفارا
وأصبحت المدارس دارسات * وللأصداء قد أمست مزارا
ومنه أضحت الاسفار تبكي * بدمع هاطل للغيث جارى
وأصبحت الورى منه سكارى * وما هم في الحقيقة بالسكارى
الا قد مات من كان يحيى * بسيب نداه من مات افتقارا
الا شمس الهدى أفلت فصرنا * بليل الغي مذ أفلت حيارا
توارى بدرنا في الترب عنا * وهل تحت الثرى بدر توارى
فقدنا فاضلا قد كان منه * جميع الفضل حقا مستعارا
فقدنا سيدا ندبا جوادا * بميدان السماحة لا يجارى
فقدنا آخر العلماء عصرا * وأولهم جلاء وافتخارا
فقدنا من عليه العلم امسى * يحن حنين فاقدة حوارا
فقدنا الزاهد الورع التقي * الذي جمع السكينة والوقارا
فقدنا الزاهد الورع النقي * الكريم المستغاث المستجارا
فقدنا من له شرف رفيع * به اندهش السهى فسهى وحارا
ولكن لم يغب بدر تولى * وخلف فرقدين قد استنارا
فويح الدهر كم نبغي فرارا * ولم نر من نوائبه فرارا
الا يا قبر هل أنت دار * بان برمسك السبع البحارا
وهل تدري بان الفضل امسى * برمس ثراك متخذا جوارا
حويت العالم السفلى طرا * فنلت على بذلك وافتخارا
حويت فتى له التقوى شعار * وقد كان السخاء له دثارا
فأمسى حاسدا لك كل قلب * وحق لكل قلب ان يغارا
سقاك من الحيا صوب ملث * تروح مصادفا منه اعتمارا
ولا زلت صلاة الله تترى * على من فيك ما مطر تجارى
الا يا صاح ذا التاريخ فيه * على قلب الأسى اعتور اعتوارا
قضى صدر الكرام به فأرخ * لأحمد أمست الفردوس دارا
وله يهنئ الشيخ جعفر الجناجي بقدومه من الحج:
لله درك من عميد لم تزل * للصالحات ميتما معمودا
حف الركاب يؤم بيتا لم يزل * للناس من دون البيوت قصيدا
وأناخ يلتمس القرى من ربه * فقراه ما لم يبغ معه مزيدا
فضلا واحسانا ومغفرة لما * قد كان منه طارفا وتليدا
وقضى مناسكه وعاد بغبطة * في الصالحات وفي العلى محسودا
يا أيها المولى الذي شاد العلى * وبنى المكارم ناشئا ووليدا
أصبحت سيدها وليس بضائر * ان لم تكن من هاشم مولودا
أزمعت قصد البيت لا تلوي على * شئ تزجى اليعملات القودا
تقتاد حزب الله مجتهدا كما * قاد المليك عساكرا وجنودا
ثم انصرفت بسيرة محمودة * ولك المحاسن مبدئا ومعيدا
وأقول انك جعفر كلا ولا * بل أنت بحر بالندى مورودا
أحييت آثار السماحة والندى * واعدت دارس رسمهن جديدا
مستأثر بفضيلة العلم التي * اضحى عليك رواقها ممدودا
فلك العلوم الباهرات سبقت في * تحقيقهن محققا ومفيدا
وسلكت في الآداب أبعد منهج * أتعبت فيه جرولا ولبيدا
نظم تود الخودان فريده * قد نظمته قلائد وعقودا
وبديع نظم تستعير الروضة * الغناء منه زهرة وورودا
يا قبلة الفضل التي أربابه * مالوا إليها ركعا وسجودا
حييت من فضل تجلى فانجلى * عنا به ليل العنا وأبيدا
بل عارض متهلل وافى وقد * ملأ البلاد بوارقا ورعودا
جاء البشير مبشرا بقدومه * فحمدت ربا لم يزل محمودا
وبذلت أقصى الجهد في تاريخه * نلت المنى بمنى وجئت حميدا
وقال في مدح الامامين العسكريين ع:
أنخها فقد وافت بك الغاية القصوى * وألقت يديها في مرابع من تهوى
أتت بك تفري مهمها بعد مهمة * يظل بأيديها بساط الفلا يطوى
يحركها الشوق الملح فتغتدي * تشن على جيش الفلا غارة شعوا
يعللها الحادي بحزوى ورامة * وما هيجتها رامة لا ولا حزوى
ولكنها جنت إلى سر من رأى * فجاءت كما شاء الهوى تسرع الخطوا
إلى حضرة ساحاتها تنبت الرضا * وتثمر للجانين أغصانها العفوا
إلى حضرة القدس التي قد تضمنت * بحور ندى منها عطاش الورى تروى

فزرها ذليلا خاضعا متوسلا * بها مظهرا لله ثم لها الشكوى
لتبلغ في الدنيا مرامك كله * وتأوي في الأخرى إلى جنة المأوى
عليها سلام الله ما مر ذكرها * وذلك منشور مدى الدهر لا يطوى
مراثيه
ولما توفي رثاه السيد احمد العطار بقصيدة مؤرخا فيها عام وفاته يقول
فيها:
لهفي على بدر علا * تحت التراب قد أفل
وبحر علم كل حبر * عل منه ونهل
من قد حباه الله علما * زانه حسن عمل
فسار ذكر فضله * بين الورى سير المثل
وحين حل الترب * وهو السيد السامي المحل
أرخت عام موته * في بيت شعر قد كمل
عز على الاسلام * موت الصادق المولى الاجل
وله في رثائه قصيدة أخرى يقول في آخرها مؤرخا:
وغداة عم مصابه أرخت قد * فدحت برزء الصادق العلماء سنة 1204
ورثاه فريق من شعراء عصره بقصائد عديدة منهم صديقه الشيخ مسلم بن عقيل قال في آخرها مؤرخا وفاته:
فذا حادث فيه يقول مؤرخ * أسئ الحديث اليوم من رزء صادق
أولاده
خلف أربعة أولاد: السيد علي والسيد محمد والسيد جعفر والسيد أحمد.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.