السيد صالح بن السيد محمد الحسيني النجفي
مع علماء النجف
من العلماء الأفاضل والخطباء المتكلمين والوعاظ الأكابر
ولادته:
ولد في الحلة ونشأ بها
دراسته:
وقرأ مقدمات العلوم وفي 1308هـ هاجر بصحبة أهله وذويه إلى النجف الأشرف وأقام فيها مجداً في تحصيله ومجتهداً في دروسه وطلب العلم والفضيلة في الحوزة الدينية فحضر عند الشيخ عبد الحسين الجواهري والشيخ سعيد الحلبي والسيد عدنان السيد شبر الرغيفي والشيخ علي بن الشيخ باقر الجواهري والشيخ محمد كاظم الخراساني والشيخ جواد محيي الدين والشيخ محمد طه نجف والشيخ آغا رضا الهمداني.
مكانته العلمية:
وبلغ الذروة من الفقه والأصول والمعرفة وأصبح من العلماء والمجتهدين الأفاضل غير أنه انصرف إلى الخطابة والوعظ وتخرج بها على السيد باقر الهندي والشيخ جعفر بن الشيخ قاسم حمود فكان يرقى المنبر وتتدافع الجماهير على اختلاف طبقاتها وعلى اختلاف رغباتها واتجاهها للاستماع إلى أحاديثه الذي كان يعطي بذلك لكل صنف من الناس حقه في الموضوع وقد منحه الله من خلال مواهبه الخطابية الجمة أن تخضع له الجماهير وكيف لا وهو إلى جانب هذه القيم كان كسائر أفراد أسرته موهوباً بالبلاغة والشعر وكان سريع البديهة ينظم بدون تكلف، خال من الصنعة.
والواقع أنه كان خطيباً طلق اللسان، جريئاً لا تهزه العواصف، ولا تزعزعه الهزات متصلباً في دينه وعقيدته، وأصبح مفخرة من مفاخر النجف الأشرف بفضله، وعلمه، وخطابته، وشارك في العلوم يتحلى به المنبر إذا اعتلاه، ويتحلى به الحفل إذا استملاه، وإذا ذكر الإمام السبط الحسين(ع) أذاب القلب وأجراه من العين، محاضر حسن المحاضرة لطيف المذاكرة.
وفي سنة 1333هـ كان في طليعة المحرضين على الإنكليز وقد سار ركب العلماء المجاهدين نحو (الشعيبية ـ البصرة) حتى سقطت البصرة بيد الإنكليز ثم سقطت بغداد وهو فيها خائف يترقب من حكام الإنكليز حتى حدثت الثورة العراقية سنة 1338هـ على حكامهم فقام السيد بواجبه الديني يحرض القبائل في العراق وأصبح مطارداً في القرى والأرياف حتى ألقوا القبض عليه ونفوه من العراق إلى إمارة (الشيخ خزعل) وصار عنده موضع عناية وتكريم سنين.
وفاته:
ثم عاد إلى العراق وسكن الكوفة ومات بها يوم 21 شوال 1359هـ ودفن في النجف بوادي السلام.
من مؤلفاته:
له: ديوان شعر باسم (الباقيات الصالحات). بعض المقالات والبحوث في الصحف.
معارف الرجال/محمد حرز الدين
السيد صالح الحلي
1290ـ 1359
السيد صالح بن السيد حسين الحلي النجفي ولد في الحلة المزيدية سنة 1290 ونشأ بها وقرأ مقدمات العلوم فيها ثم هاجر إلى النجف الأشرف وأقام فيها مجداً في تحصيله حتى صار من العلماء الأفاضل والوعاظ الاكابر، وكان أديباً شاعراً فصيحاً بليغاً، وآخر أمره أصبح شيخ الخطباء في عصره.
أساتيذه:
حضر على الأستاذ الشيخ محمّد طه نجف، وعلى الشيخ آغا رضا الهمداني والشيخ ملا محمّد كاظم الخراساني، وغيرهم، ثم بعد رغب أن يكون من الواعظين والخطباء الموجهين، وأيد رغبته هذه صديقه السيد باقر الهندي المتوفى سنة 1329 وقد تقدم ذكره، وكان السيد الهندي هو الموجه والمرتب له مواضيع الخطابة والمنبر، وكان حافظة زمانه، وقد ذكر لي يوماً في دارنا بالغري عن شدة حافظته أنه بلغ بي الحفظ إذا قرأت عدة صحائف مرة واحدة حفظتها، حتى صار رجل الخطابة والمنبر، وكانت الوجوه ـ من أهم مدن العراق كالبصرة وبغداد ـ تزدحم عليه ليكون لهم موجهاً، وله المجالس المعروفة والمناظرات مع الملاحدة والمعاندين وأهل الخلاف التي تفوق بها عليهم، وبوعظه وإرشاداته اهتدى كثير منهم كما هو ظاهر لمن تصفح سيرته، وكان السواد الأعظم يصغي إليه ويتلقى أقواله بالقبول، وكان من أصحاب الشيخ ملا محمّد كاظم الآخوند الخراساني النجفي المتوفى سنة 1329، وفي سنة 1325 حدثت مقابلة بينه وبين الحجة الكبرى السيد محمّد كاظم الطباطبائي اليزدي المتوفى سنة 1337، وهاجر المترجم له بعد وفاة الشيخ الآخوند إلى الكرخ وأقام في بلد الكاظمية خشية من أصحاب السيد الطباطبائي، ولما أفتى علماء الإمامية بالجهاد سنة 1333 كان هو في طليعة المحرضين على الانكليز وقد سار مع ركب العلماء المجاهدين نحو (الشعيبة ـ والبصرة) حتى سقطت البصرة بيد أعداء الله ورسوله صلى الله عليه وآله ثم سقطت (بغداد) وهو فيها خائف يترقب من حكام الانكليز حتى حدثت الثورة العراقية سنة 1338هـ على حكامهم الجائرين فقام المترجم له بواجبه الديني يحرّض القبائل العربية في العراق على حكام الاحتلال وأصبح مطارداً في القرى والأرياف حتى ألقوا عليه القبض وأبعدوه من العراق إلى أمارة (الشيخ خزعل) وصار عنده موضع عناية وتكريم سنين، ثم عاد إلى العراق بوساطة، وأقام في جسر الكوفة، ونال إقبالا كاملا من الوجوه والرؤساء في الوية العراق الجنوبية والوسطى يرقى المنبر فيهم، وحدثنا الثقة أنه يصير تحت منبره في البصرة والعمارة آلاف من المستمعين.
وحصل بينه وبين مقدمي العصر ومبرزيه وأتباعه أقاويل وأحاديث حتى خشن الكلام جداً بينهم، ألبسوه عليه بعض أصحابه وشاية حتى تقابلا بالرد والامتناع إلى ما لا يحمد عقباه واستعان البعض على الفتك بصاحبه بالمال كما رواه لنا من قبض المال لذلك، ونسأله حسن المآل لنا ولهم، وآخر أيامه أظهر التوبة حفظاً لشأنه ومنبره لما ضاق به الخناق، وكان (عفى عنه) في سنيه الأخيرة ينال من بعض العلماء على المنبر كناية وتلويحا، حتى صارت قصته قافية نظم على رويها كل من كان له غرض شخصي أو من أراد الوصول إلى مآربه وآماله المادية والمعنوية، إلاّ قبح الله هؤلاء الرجال، وخيب تلك الآمال وأبعد عنا هذه الظروف السيئة، ومن شعره راثياً شهداء الطف بقصيدة طويلة مطلعها:
سلبت أمية من لوى تاجها وفرت بسيف ضلالها أوداجها
حملت من الأضغان ملء بطونها ورمت بعرصة كربلاء نتاجها
تخلو عرينة هاشم من أسدها وتكون ذؤبان الفلا ولاجها
ما بالها أغضت وعهدي أنها كانت لكل ملمة فراجها
عجباً لآل أمية من غيها بعثت لآساد العرين نعاجها
* * *
وفاته:
توفي في داره في الكوفة يوم 21 شوال سنة 1359هـ ودفن في النجف في وادي السلام في مقام موضع منبر المهدي عليه السلام بالقرب من مقام الصادق عليه السلام.
2013-03-25