الشيخ صالح الكواز
معارف الرجال/محمد حرز الدين
…ـ1290
الشيخ صالح بن مهدي بن حمزة الشهير بالكواز الحلي الشاعر الشهير والكامل الأديب التقي الصالح، وكان ينظم المعاني المبتكرة، ذو قريحة وقادة وشعر متين، ويعد من الطبقة الأولى في عصره، وكان ينظم في الرثاء والمديح والغزل ومن شعره في رثاء سيد الشهداء عليه السلام وصحبه الميامين قصيدته النونية الشهيرة وكان يسميها ناقة صالح قال في مطلعها:
هل بعد موقفنا على يبرين أحيا بطرف بالدموع ضنين
واد إذا عاينت بين تلاعه أجريت دمعي للضباء العين
* * *
ومنها في رثاء سيدة النساء:
ما كان ناقة صالح وفصيلها بالفضل عند الله إلاّ دون
* * *
ومنها:
نبذتهم الهيجاء فوق تلالها كالنون ينبذ بالعرا ذا النون
* * *
وشاع أن المترجم له كتبها على كفن يكفن به بعد وفاته، ومن شعره البائية التي رثى بها زيد بن علي بن الحسين عليه السلام المصلوب الشهيد يقول فيها:
كأن السما والأرض فيه تنافسا فنال الفضا منه أعز المراتب
وهذا معنى بديع وأظن أنه لم يسبق له، وله مراث جليلة لآل بيت العصمة مشتملة على معان سامية وقوة نظم وسبك، محفوظة للخطباء والقراء والذاكرين، وله نوادر أدبية منها أنه دخل بغداد يوماً وقصد دار عبد الباقي العدوي العمري الشاعر العارف فلم يجده فيها وقيل له في محفل كذا فدل الصالح عليه، ودخل المجلس على حين غفلة من البواب واذا هو بمجلس مخصوص لجماعة خاصة. ولم يكن في المجلس حينئذ سوى عبد الباقي وشاب ساق اسمه مالك، فلم يوفّه العمري حقه من الترحيب للقادم بل ثقل عليه دخوله لأنه إذ ذاك رث الهيئة شاحب الصورة، وسأل البواب عنه إيماءً من هذا فأومى إليه لا أعرفه، واتفق أن طلب عبد الباقي ماءً فأتاه مالك بإناء من بلور فيه ماء دجلة يزين الكأس ويزيده تلألأ فقال العمري ارتجالاً:
ونديم قلت ما الاسم حبيبي قال مالك
وأخذ عبد الباقي يردده حتى ظهر عجزه عن إكماله فأجابه الشيخ صالح ارتجالاً وعلى روية:
قلت صف لي حسنك الزاهي وصف حسن اعتدالك
قال كالبدر وكالغصن وما أشبه ذلك
فقام إليه العمري وعانقه وقال له أشهد أنك الكواز ورحب به واعتذر منه وألطف إليه.
وفاته:
توفي في الحلة وحمل جثمانه إلى النجف ودفن في وادي السلام سنة 1290هـ.
2013-03-26