الشيخ كاظم البرقعي

معارف الرجال/محمد حرز الدين

…ـ1347

الشيخ كاظم بن الشيخ مهدي البرقعي النجفي كان طبيباً حاذقاً وأديبا ارعا، فاضلاً في علمي الفقه والأصول ضابطاً لمقدماته العلمية، يروي الشعر الجاهلي والمخضرمي ويفهمه، وفي أواسط عمره رغب في دراسة علم الطب اليوناني ومجرباته وأكب على دراسته مدة وتقدم فيه، وعالج فيه أحسن العلاج وظهر من علاجه النجاح الباهر وسرعة البرء، وكانت أخلاقه فاضلة، قدمه الكثير في النجف على جماعة من معاصريه، وهو اليوم يعد من أطباء النجف الحاذقين، مشهور بتشخيص الداء ومعرفة الدواء، وكان يعالج الأمراض الصعبة بالعقاقير فانثالت عليه النجف وخارجها لحسن تصرفه وفراسته، وكان يداوي كل على حسب بيئته، وثقل أمره على بعض معاصريه فلقبوه نبزاً بـ(بي ذرة)   وكان عنده بعض الكتب المخطوطة القديمة في الطب رأيت منها بعض كتب (المسيحي) مخطوط، وقد أصاب قومه في الخارج مرض خبيث وهو المعروف باصطلاح المتأخرين (الهيضة) وقد أقام في نواحي عفك ـ والدغارة يعالج المرضى المصابين بهذا الوباء، حتى مرض الطبيب بداء البطن وحملوه إلى النجف مسرعين وحينما وصل النجف توفي وكان في يوم الثلاثاء 9 جمادى الأولى سنة 1347هـ ودفن في الصحن الغروي قبال الإيوان الثالث من الزاوية الجنوبية الغربية، وللمترجم له أخ الشيخ حسن بن الشيخ مهدي فاضل تقي من أهل الدين والصلاح والعفة وهو اليوم عميد البيت وكانت دارهم ندوة علمية وأدبية يحضرها العلماء وأهل الفضل والأدب.