الشيخ نصر الله الحويزي
معارف الرجال/محمد حرز الدين
1291ـ 1346
الشيخ نصر الله بن الشيخ حسين بن الشيخ نصر الله بن عباس بن محمّد بن عبد الله بن كرم الله الكرمي الحويزي النجفي، ولد سنة 1291هـ على المعروف بين الأصحاب، كان رجل العلم والفضل والتقى والصلاح بل من أظهر الناس ورعا وزهادة وتقى، دمث الأخلاق يحمل القلب السليم والشمم العالي مع طيب نفس وجود وسخاء ذاتي إلى ما هنالك من صفات اتصف بها المؤمنون، وكانت بيننا وبين الشيخ صحبة ومودة، روى لنا أحوال ووقايع العرب في خوزستان وسيرهم مع شاهات إيران، وله نوادر حسنة معروفة لدى أهل النجف بصورة عامة وعند أهل العلم خاصة.
أساتذته:
تتلمذ على الأستاذ الحاج ميرزا حسين الخليلي، وعلى الأستاذ الشيخ محمّد طه نجف، قيل وحضر يسيرا على الشيخ ملا محمّد كاظم الآخوند الخراساني صاحب الكفاية في الأصول.
مؤلفاته:
له مجموع في الأخلاق والعقائد أسماه جامع الهدايا ومجمع الكمالات بخطه وله كتاب صغير في الأعمال المأثورة المستحبة والمواعظ.
وفاته:
توفي في النجف ليلة الثلاثاء في الثاني عشر من شهر شوال سنة 1346هـ وغسل على قناة النجف التي جرت بسعي السيد اسد الله الرشتي، وتولى غسله بيده وتكفينه والصلاة عليه خله الحميم المقدس الشيخ علي القمي وقد سبقت ترجمته في الجزء الثاني، وشيعه عامة أهل العلم والمقدسين والوجوه وجيء بجثمانه من بحر النجف محمولا على أكتاف المؤمنين مارين به على باب البلد الكبير الشرقي حتى أدخلوه الصحن الغروي الأقدس، هذا والأعلام تخفق أمام نعشه، والأراجيز خلفه، وقارئ رافع صوته بتلاوة القرآن الكريم أمام النعش وجددوا به عهدا بقبر أمير المؤمنين عليه السلام ثم دفن في مقبرتهم الشهيرة مع والده قبال مقبرة الشيخ صاحب الجواهر وتقدم للمقبرة ذكر في الجزء الأول في ترجمة الشيخ سعد الكعبي الحويزي المتوفى حدود سنة 1285هـ.
وأعقب الشيخ محمّد طه المولود في النجف سنة 1317 كما نشأ فيه وقرأ مقدماته العلمية بإتقان وتحقيق وصار يحضر أبحاث العلماء الأعلام، ومن أساتذته صاحبنا العالم المحقق الحكمي الشيخ محمّد حسين بن الحاج محمّد بن حسن معين التجار الاصفهاني الكمباني، وكان تقيا صالحا اديبا كاملا وشاعرا محلقا إلاّ انه لم يعط للشعر عنانه والالفاق على أقرانه الشعراء، وبعد وفاة والده أصبح له شأن وكيان عند العلماء وأهل الفضل، وله مجلس عامر بالمذاكرات العلمية والأدبية.
ورثاه الخطيب الكامل الشيخ حسن بن شيخ الخطباء الشيخ كاظم سبتي بقصيدة يائية ألقاها في فاتحته مطلعها:
بمن صوت الناعي فأبكى المعاليا وزلزل من وادي الغري الرواسيا
نعاك وحقا لو نعاك إلى الورى فقد كنت مهديا إلى الرشد هاديا
نعاك لنا شجوا فأشجى نعاؤه أقاصي الورى لما نعى والأدانيا
ورثاه ولده الشيخ محمّد طه بقصيدة دالية.
2013-03-28