الجمعة , 3 مايو 2024
الرئيسية » شخصيات نجفية » علماء » السيد هاشم السيد سلمان الموسوي النجفي

السيد هاشم السيد سلمان الموسوي النجفي

مع علماء النجف

كان عالماً فاضلاً نقياً زاهداً ورعاً واعظاً متعظاً. ولد في النجف الأشرف، وقرأ بها على شيوخ عصره وكان حسن البيان متكلما، متواضعا يقيم الجماعة في مسجده الصغير الواقع إلى جنب داره الكائنة في محلة الحويش. وتروى عنه قضايا وغرائب عن زهده وورعه. كما تنقل عنه مواعظ وكلمات، وتخرج عليه جمع كبير من الأعلام أمثال الفقيه المقدس الشيخ خضر بن يحي الجناجي المتوفى 1181هـ. وقد أطرى عليه الشيخ الأكبر جعفر كاشف الغطاء المتوفى 1227هـ بقوله: وحيد عصره وفريد دهره في العلم والزهد والتقوى والصلاح، وإنه راكع والساجد العالم العامل والفاضل الكامل المرحوم المبرور مولانا السيد هاشم.. وأنه الجد الرابع للسيد سلمان بن السيد درويش ابن السيد محمد ابن السيد يعقوب ابن السيد يوسف ابن السيد هاشم الحطاب. أما أشتهاره بالحطاب فقد كان في أوائل أمره كاسباً يحتطب حطباً من بحر النجف وصحرائه ويبيعه في البلد، وهو مادة تعينة ويستعين به على طلب العلم حتى صار عالما.

مات في النجف سنة 1160هـ وقيل: 1167هـ ودفن في داره.

 مؤلفاته:

 شرح أصول الكافي.

معارف الرجال/محمد حرز الدين

السيد هاشم الحطاب

…ـ1160

السيد هاشم الحطاب بن السيد محمّد بن السيد عويد ـ عواد بن السيد محمّد بن السيد عواد الكبير بن علي بن حسن الجبيلي بن عبد الله بن علم الدين علي المرتضى النسابة ابن جلال الدين عبد الحميد بن فخار شمس الدين بن معد بن فخار بن أحمد بن أبي الغنائم محمّد بن الحسين الشيتي بن محمّد الحائري بن إبراهيم المجاب بن محمّد العابد بن الامام موسى بن جعفر عليهما السلام هكذا صورة نسبهم وجدناها عند بعض الأسرة الكريمة، والمعروف عند المعاصرين بل المتواتر عند النجفيين أن السيد المترجم له ولد في النجف ونشأ وتوفي فيها كما سيأتي، وكان عالما فاضلا تقيا زاهدا ورعا واعظا متعظا، تروى له موعظة جليلة لها أثرها التام تستحق ان تذكر وستأتين وكان في عصر السطان نادر شاه الأفشاري المتوفى سنة 1166، وله معه حكاية تدل على زهد المترجم له هي أن نادر شاه لما قدم العراق زائرا مرقد الامام علي أمير المؤمنين عليه السلام في النجف وزار العلماء في بيوتهم جاء إلى دار السيد المترجم له ـ التي دفن بها الواقعة في الحويش في الحارة الصغيرة قرب مسجده الصغير ـ وكان السيد جالسا على حصر في ذلك الوقت زهدا منه وتواضعا فقال له السلطان انا نادر شاه ألا أمر تأمرني به فأنجزه وأنا بذلك فخور فأجابه نعم احبس عني البعوض فإنه لا يذرني أنام في الليل، فقال له الملك سلني مالا ينفعك فإني أقدر على ذلك، فأجابه السيد إني أساله ممن يقدر على كل شيء، ثم قام السلطان ولم يسأله شيئاً، وروى العالم الفقيه الثقة التقي الشيخ محمّد بن الشيخ عبد الله بن الشيخ محمّد بن الشيخ أحمد بن مظفر النجفي المتوفى سنة 1322هـ أنه دخل نادر شاه النجف بجيش يزيد على ألفي جندي وجعلوا معسكرهم خارج سور البلد وصارت الجنود تدخل البلد زمرا زمرا بكثرة فحصل الأذى منهم إلى بعض النجفيين بالتعدي عليهم وشكوا عند العالم المقدس السيد المترجم له فقصده الشاه إلى مخيمه راكبا على حمار له وأعلمه بذلك فخرج الأمر أن لا يؤذي العسكر العرب، وأكرم الشاه السيد وأمر له بمال جزيل فأخذ السيد يكزه بعصاه ويقول له هذا المال لي أو لحماري فإن كان لي فأنا غني عنه عندي قوت يومي وإن كان لحماري فهو أغنى مني لأنه مكفول المؤنة خذه لا حاجة لي به وقام، فقال السلطان لأصحابه: ما أزهد هذا الرجل انتهى، والمروي متواترا انه كان في أوائل عصر السيد توتر طائفي بغيض بين السنة والشيعة في العراق، وتروى في ذلك حوادث ووقائع كثيرة منها (حكاية): هي نتيجة ما أبرمه الأجانب في الخلاف بين مذاهب المسلمين لكي يقتل بعضهم بعضا في سبيل التدخل في شؤونهم والدخول إلى بلادهم فقام الجمهور من ابناء السنة في القسطنطينية وأجمعوا على قتال رجال من الشيعة في العراق، والمعنى بهم العلماء في النجف، وقيل: قتلا أشمل من هذا وهو ضعيف، وعارض في ذلك بعضهم من أرباب الطريقة المعروفة (البكتاشية)  ، وأنكروا عليهم في الديار التركية وإصرار وقالوا خذوهم بحجة ودليل وناظروهم في مذهبهم وإلا تقع الفتنة الكبرى بين المسلمين عامة، فلهذا قدم وفد من الأراضي التركية للمناظرة مع علماء الشيعة في العراق ولما دخل الوفد بغداد علم بذلك علماء النجف ورجال الدين بواسطة الوجوه من الشيعة في بغداد،ثم سار الوفد إلى النجف وفي طريقهم أقاموا في كربلاء مدة، وكانوا نخبة من أهل العلم والجلالة والنظر وفيهم قاضي القضاة وشيخ الإسلام إلى أمثال ذلك وبخدمتهم الجيش والضباط من بغداد، فعندئذ أجمع علماء النجف برأي واحد على أن يخرجوا جماعة من الأفاضل ـ ومنهم السيد هاشم الحطاب وكان حسن البيان متكلما كأصحابه من الروحانيين العرب ـ على هيئة الحطابين بلباسهم الرث لملاقاة الوفد في الطريق للاطلاع ولو إجمالا على ما هم عازمون عليه، فبينا هم سائرون وإذا بالوفد التركي ضارب خيامه في أثناء مراحل طريق كربلاء للراحة، ونزل الحطابون بقربهم بحيث يسمع كل منهم صوت الآخر وكان الترك إذ ذاك مشغولين بطبخ الغداء، وحرر الحطابون مسألة علمية في (الإمامة) وأنه لابد من إمام حق في كل عصر من الأعصار وطال النزاع بينهم وارتفعت أصواتهم باللسان العربي الفصيح فسمعهم علماء الترك وعجبوا من ذلك، وقدم الوفد طعاماً للحطابين فأبوا قبوله بأنهم على كفاية من الزاد ثم جلس بعضهم يستمع كلام الحطابين ورجع البعض إلى الوفد وأخبر كبارهم بما سمعوه وبعد قليل قدم شيخ الاسلام ورفقاؤه كلهم للنظر فيهم والفرجة عليهم والسماع لحديثهم العلمي، وبعد مضي ساعات من النهار سألوهم من أين أنتم؟ الجواب حطابون من اهل النجف الأشرف، أعلماء أنتم؟ كلا نحن حطابون وعلماء النجف في النجف، ثم رجع الوفد إلى مخيمهم وتشاوروا فيما بينهم ثم أجمعوا من مكانهم على الرجوع إلى بغداد ولم يدخلوا النجف للقناعة التي حصلت عندهم ـ حيث كان استدلال الحطابين على مسألتهم بطريق العقل والنقل، وهو المطلوب نقاشها إيجاباً وسلباً، ـ ورهبة من ملاقاة علماء النجف ومناظرتهم فيها، (وَكَفَى اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ الْقِتَالَ وَكَانَ اللَّهُ قَوِيًّا عَزِيزًا) ، انتهى، أقول: وهذه الحكاية مشهورة جدا في عصرنا سنة 1290 هـ وعصر أساتذتنا الكرام أيضاً ومحفوظة متراترة عندهم بلا كلام.

موعظته:

منها أودع رجل في عصره صندوقا صغيرا فيه نقود ذهبية كثيرة عند أحد التجار بعد أن سئل من أتقى أهل النجف من التجار فدل على هذا الرجل الذي ائتمنه بماله، وذهب صاحب المال ليؤدي فريضة الحج ومذ رجع طالبه بأمانته فأنكرها بإصرار ولما يأس منها بقي متحيرا وشاع خبره في النجف ودل على السيد هاشم الحطاب رحمه الله فشكى عنده وقال السيد لصاحب الأمانة: إني سأمضي إلى دكانه فارقبني إذا قمت منه واذهب اليه بسرعة وطالبه بالمال، ففعل كما أمره وذهب إلى الرجل وطالبه وأجاب نعم هي حاضرة فأحضرها له ولما قبضها سأله عما دعاه لإنكارها فأجابه كان المال غزيراً يا أخي وعن سبب إرجاعها قال وعظني السيد هاشم الحطاب وأراني أثر نار في فخذه له سنون لم يندمل، حيث كان في ذمته فلس لأحد الناس فصره في عمامته ليسلمه لصاحبه وبقي أياماً ونام في ليلة فرأى فيما يرى النائم أن القيامة قامت وجاء ملك لأمير المؤمنين عليه السلام وقال ل: إن القيامة قد قامت فاحضر عند مدخل جهنم قال السيد: فتبعت أمير المؤمنين عليه السلام ونهاني عن الذهاب فأصررت بالتماس على الذهاب معه فقال لي إن كنت مطلوبا لله تعالى فأنا أستوهبك منه تعالى وإن كان للناس فلابد لهم من حقوقهم ونسيت الفلس وذهبت معه حتى انتهينا إلى جهنم وإذا برجل فيها يقول يا هاشم فلسي فقصدني وأدخل إصبعه بفخذي بقوة فكان كما ترى فبكى الرجل التاجر وكان في دكانه بالسوق انتهى.

وممن تتلمذ عليه الفقيه المقدس الشيخ خضر بن يحيى المالكي الجناجي المتوفى سنة 1181هـ أبو الأسر الأربع  وقد أوصى السيد المترجم له لما حضرته الوفاة أن يقف الشيخ خضر على غسله ويصلي عليه، وقد أطرى نجله الشيخ الأكبر الشيخ جعفر كاشف الغطاء المتوفى سنة 1227هـ على المترجم له في مواضع منها كان واصفا له بأنه وحيد عصره وفريد دهره في العلم والزهد والتقوى والصلاح وانه الراكع الساجد العالم العامل والفاضل الكامل المرحوم المبرور مولانا السيد هاشم رحمه الله، وحدث المعمرون من مشايخ النجف الأشرف وبعض أحفاد السيد رحمه الله انه الجد الرابع للسيد سلمان الزكرتي وانه السيد سلمان بن السيد درويش بن محمّد بن يعقوب بن يوسف بن هاشم الحطاب.

وفاته:

توفي في النجف سنة 1160، وقيل 1167هـ ودفن في داره بمحلة الحويش كما تقدم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.