الشيخ عبد النبي القزويني
اعيان الشيعة/ج8
الشيخ عبد النبي القزويني اليزدي الفقيه الفيلسوف المتكلم صاحب ذيل أمل الآمل ألفه باقتراح أستاذه السيد بحر العلوم الطباطبائي وهو يروي بالإجازة عن الطباطبائي وهو ممن سافر وجاب البلاد وحصل واستفاد أقام مدة في تبريز واخرى في شيراز وله تعاليق على بعض كتب الفلسفة.
وقد كتب له السيد الطباطبائي تقريضا على ظهر كتابه ذيل أمل الآمل وإجازة هذه صورتهما بعد المقدمة وبعد فقد وفقني الله وله الحمد للتشرف بما املاه الشيخ العالم الفاضل والمحقق البدل الكامل طود العلم الشامخ وعماد الفضل الراسخ أسوة العلماء الماضين وقدوة الفضلاء الآتين بقية نواميس السلف وشيخ مشايخ الخلف قطب دائرة الكمال وشمس سماء الفضل والافضال الشيخ العلم الزكي والمولى المهذب التقي المولى عبد النبي القزويني اليزدي لا زال محروسا بحراسة الرب العلي وحماية النبي والولي محفوظا من كيد كل جاهل غبي وعنيد غوي ويرحم الله عبدا قال آمينا فأجلت فيما املاه نظري ورددت فيما أسداه بصري وجعلت أطيل فيه فكري وأديم به ذكري فوجدته أنضد من لبوس وأزين من عروس وأعذب من الماء وأرق من الهواء وقد ملك أزمة القلوب وسخى ببذل المطلوب:
لقد وافت فضائلك المعالي * تهز معاطف اللفظ الرشيق
فضضت ختامهن وقلت اني * فضضت بهن عن مسك فتيق
وجال الطرف منها في رياض * كسين محاسن الزهر الأنيق
شربت كؤوسا من معان * غنيت بشربهن عن الرحيق
ولكني حملت بها حقوقا * أخاف لثقلهن من العقوق
فسر يا أبا نعيم بي رويدا * فلست أطيق كفران الحقوق
وحمل ما أطيق به نهوضا * فان الرفق أليق بالصديق
ولعمري قد جاد وأجاد وبذل المطلوب كما أريد منه وزاد ولقد أحيا وأشاد بما رسم وأفاد رسوما قد إندرست وطلولا قد عفت ومعاهد قد عطلت وقباب مجد قوضت وأركان فضل قد هوت وانهدمت وأبنية سؤدد قد انقضت وانتقضت فلله دره فقد وجب على العالمين بل العالمين شكره وبره فكم أحيا بجميل الذكر ما قد مات ورد بحسن الثناء ما غبر وفات وكم له في ذلك من النعم والأيادي على الحاضر والبادي ومن الفواضل البوادي على المحفل والنادي فلقد نشر فضائل العلماء والفقهاء وذكر محاسن الأدباء والأذكياء ونوه بذكر سكان زوايا الخمول وأنار منار فضل من أشرف ضوءه على الأفول فكأني بمدارس العلم لذلك أزهرت وربت وطربت وبمحاسن الفضل له قد أزلفت وأنست وكأني بسكان الثرى ورهائن القبور قد ارتقوا معارج الطور وألبسوا ملابس البهاء والنور وتباشروا بالتحية والسرور وطفقوا بلسان الحال ينشدون مادحهم هذا المقال:
أحييتنا بثنائك السلسال * فاذهب بنعماها رخي البال
في النشأتين لك المهنا والهنا * نيل المنى والفوز بالآمال
هذا وأني أروي العلوم الشرعية والأحاديث المروية أصلية وفرعية عن مشائخي العظام وأساتيذي الكرام نواميس الشريعة الغراء وحماة الملة البيضاء الشيخ العالم الفاضل الباهر والبحر المتلاطم الزاخر آقا محمد باقر الأصبهاني أصلا الحائري مسكنا والشيخ الفاضل الفايز بدرجتي العلم والعمل الشيخ يوسف البحراني أصلا والحائري مسكنا ومدفنا والشيخين الفاضلين العالمين الكاملين الشيخ العلم العماد الشيخ حمد الجواد والشيخ السني البهي الشيخ محمد المهدي الغرويين مسكنا ومدفنا وغيرهم من المشايخ الجلة الذين كانوا في عصرنا من رؤساء الملة فليرو عني جميع ذلك كيف شاء وأحب لمن شاء وطلب وسعى ورغب وكتب بيمناه الدائرة أوتي بها كتابه في الآخرة يوم الأربعاء سابع عشر ذي الحجة الحرام الواثق بفضل ربه الغني محمد مهدي الحسني الحسيني الطباطبائي حامدا مصليا.
2013-04-08