الشيخ عبد الحسين بن الشيخ نعمة بن الشيخ علاء الدين الطريحي
اعيان الشيعة/ج7
الشيخ عبد الحسين الطريحي النجفي ابن الشيخ نعمة.
توفي في 4 شوال في النجف سنة 1292 وعمره أربعون سنة ودفن في مقبرتهم بجنب دارهم ولم يعقب كان عالما فقيها رجاليا شاعرا أديبا منشئا بليغا لم يفتر عن الاشتغال والمطالعة مدة عمره اخذ عن الشيخ مرتضى الأنصاري وكان من وجوه تلامذته وكان الشيخ مرتضى كثير الاعتقاد به والثناء عليه وكان من أعيان فقهاء النجف وأساتذتها اخذ عنه خلق منهم
الشيخ موسى شرارة العاملي والشيخ علي ابن الشيخ حسين ابن الشيخ محمد بن عبد الرسول بن سعد النجفي والشيخ محمود الذهب والشيخ حسن ابن صاحب الجواهر والسيد حسن الصدر وكان يستظهر اللمعة الدمشقية وشرحها واقرأها ثلاثين مرة وله مؤلفات لم تخرج إلى المبيضة منها موضح الكلام في شرح شرائع الاسلام. تفسير القرآن. كتاب في الصرف. حاشية على الرياض حاشية على رسائل الشيخ مرتضى. رسالة في التجويد. متقن الرجال في تلخيص جامع المقال لجده الشيخ فخر الدين
الطريحي ألفه سنة 1262 حواشي على الفوائد الحائرية للوحيد البهبهاني. ديوان شعره. وكثيرا ما مرت في شعره مصطلحات الفقه والأصول والرجال لكثرة ما يعاني هذه العلوم ولاستيلائها على طبعه وفي شعره مع ذلك من الرقة والرواء ما قل ان يتفق لفقيه ومن شعره قوله:
قد منعتم وصالكم اي منع * هجرتم وهجركم غير بدع
كم اتينا على اشتغال بوصل * واتيتم على فراع بقطع
وسمعنا ما قلتموه وأنتم * قد صممتم عن قولنا كل سمع
ان جفا جيرة الغوير فعنهم * لودادي اعتاض جيرة سلع
معشر بعد معشر ووداد عن * وداد وأربع بعد ربع
وله:
عداك العتب يا سعدي عداك * فدهري قد قضى ان لا أراك
وواش قد سعى بالهجر بغيا * وآمل لي على ظلم قلاك
أحقا يا فتاة الحسن اني * بغير كرى وانك في كراك
وانك تمحضين سواي ودا * وودي ما محضت به سواك
أراك وأنت من آرام نجد * تجنبت النزول على الأراك
إذا ما ضل عن مغناك يوما * أخو شغف تداركه شذاك
يداي أميم كم ملكت ملوكا * وأبطالا وتملكني يداك
وله: وأفراح تمر وليس تبقى * ويبقى دونها لمح الوميض
وانس جاء في خبر ضعيف * وحزن في الحديث المستفيض
ولولا فقد أحبابي وهمي * لما استشفعت يوما بالقريض
لعمري لا ولا عرضت عرضي * بوصمة نظم أوزان العروض
وان يد الحوادث كم رمتني * بسهم الوجد عن قوس ركوض
تعد مسرتي ابدا حراما * وحزني من مؤكدة الفروض
فأكلي ان اكلت على هوان * وشربي ان شربت على جريض
وله إلى بعض أقاربه يعاتبه:
سأشكو من لقائكم القليلا * وأشكر من فراقكم الطويلا
إذا نهشت أفاعي البين قلبي * جعلت دواءه الصبر الجميلا
وان عبثت بمهجتي الرزايا * أقمت بصدرها الباس الثقيلا
يمينا بالعوادي والحوادي * إذا انتحلت مطيهم الذميلا
وبالعيس التي تشتد عزما * إذا ما السير أنحلها نحولا
وبالفلك التي اتخذت جناحا * مهب الريح ان هبت بليلا
تسابق مر طرفك حين تجرى * ويسبق جريها الطرف الأصيلا
لأبلغ دون داركم محلا * ودارا لا أذم بها النزولا
تحياتي على أموات قومي * ولست لحيهم ابدا وصولا
فاجابه أحد أقاربه بقوله:
الا من يبلغن فتى المعالي * خدين المجد والندب النبيلا
فتى من معشر كرمت فروعا * وطابت محتدا وزكت أصولا
بنوا في غارب العلياء بيتا * سما وتسنموا المجد الأثيلا
باني يوم أزمع جد عان * يعاني في الحشي داء دخيلا
أغض على القذى جفنا وأطوي * على نار الجوى قلبا عليلا
سئمت لطول هجرك لي حياتي * وضاق بي الفضا عرضا وطولا
ويجهدني الضنا ان رمت وصلا * إليك ولست أستطيع الوصولا
مننت علي باللقيا ولما * ملكت القلب أزمعت الرحيلا
وله يستدعي السيد صالح القزويني:
برغمي يا أبا المهدي انا * تخلفنا وقد حال النهار
فخفوا مسرعين لقد أطلتم * بعادكم فطال الانتظار
فكتب السيد إليه:
اما وأبيك اني لست أهوى * سوى لقياك يا عبد الحسين
فإنك للمكارم والمعالي * ونعمة نعمة انسان عيني
وله في تبغ ارسل إليه:
تتنا إلي بعثته لو أنه * بالتبن صحف كان عندي أجدرا
ان راق منظره فكم ذي منظر * حسن ولكن لا يباع ويشتري
وكذاك أبناء الزمان فمنهم * من راق منظره وساءك مخبرا
معارف الرجال/محمد حرز الدين
الشيخ عبد الحسين الطريحي
1233ـ 1292
الشيخ عبد الحسين بن الشيخ نعمة بن علاء الدين بن أمين الدين بن محي الدين بن محمود بن أحمد بن محمّد بن طريح المشهور بالطريحي النجفي، ولد في النجف حدود سنة 1233هـ، عالم فقيه مشهور بالفقاهة جيد الأدب وأقوال الفقهاء السابقين، أدركنا أواخر عصره وعصر أبيه كما سيأتي، وهو أخو الشيخ عبد الرسول الطريحي المتوفى سنة 1346.
أساتيذه:
تتلمذ في الفقه والأصول على الشيخ المرتضى الأنصاري وكان من عيون تلامذته المبرزين، والشيخ ملا علي الخليلي المتوفى 1297.
تلامذته:
حضر عليه الشيخ محمود بن الشيخ محمّد ذهب الظالمي المتوفى سنة 1324، والشيخ موسى بن الشيخ راضي الظالمي، والشيخ علي بن الشيخ حسين آل عبد الرسول نصار الحكيمي النجفي، والسيد حسن صدر الدين العاملي المتوفى سنة 1354، والشيخ موسى بن محمّد أمين شرارة العاملي المتوفى سنة 1306، ونظراؤهم من أفاضل المحصلين العرب.
مؤلفاته:
له كتاب في الصرف، ورسالة في التجويد، وله حواش متفرقة على اللمعة الدمشقية، وعلى رسائل الشيخ الأنصاري في الأصول: وسرائر ابن إدريس، وتعليقات على جملة من الكتب التي طالعها كما سمعناه من بعض تلامذته المختصين به، وحدث من له خبرة بحال مؤلفاته أنها اضمحلت مع جملة من كتبه التي أكلتها الأرضة.
وفاته:
توفي بالنجف في شوال سنة 1292هـ وأقبر في دارهم بمقبرتهم الشهيرة في النجف في محلة (البراق) ولم يعقب أولاداً سوى بنت واحدة هي والدة الشيخ عبد الحسين مبارك النجفي المعاصر.
مصادر الدراسة:
1 – جعفر باقر آل محبوبة: ماضي النجف وحاضرها – مطبعة النعمان – النجف 1957.
2 – علي الخاقاني: شعراء الغري (جـ 5) – المطبعة الحيدرية – النجف 1954.
3 – علـي كاشـف الغطـاء: الحصون المنيعة (جـ 1) – مطبعة الآداب – النجف 1964
4 – محمد مهدي البصير: نهضة العراق الأدبية في القرن التاسع عشر – مطبعة المعارف – بغداد 1946.
5 – محمد هادي الأميني: معجم رجال الفكر والأدب في النجف خلال ألف عام – مطبعة الآداب – النجف 1964.
( 1236 – 1293 هـ)
( 1820 – 1876 م)
سيرة الشاعر:
عبدالحسين بن نعمة بن علاء الدين بن أمين الدين الطريحي.
ولد في مدينة النجف، وفيها توفي.
عاش في العراق، وقد حفظ القرآن الكريم، ثم اختلف إلى العلماء، فأخذ عنهم الفقه والأصول، ثم درس العلوم العصرية (الحساب والهندسة والفلك).
كان جيد الخط فاشتغل بالوراقة وكتابة الحجج والصكوك بخطه الجميل، وتعيَّش منها، كما كان بيته منتدى أدبيًا يقصده الشعراء والأدباء.
الإنتاج الشعري:
– له عدة قصائد ومقطوعات في كتاب «شعراء الغري»، وذكرت بعض المصادر أن له شعرًا مجموعًا مصححًا بخطه عند بعض أدباء النجف.
الأعمال الأخرى:
– له عدة مؤلفات، كلها مخطوطة، وكلها مفقودة، توزعتها أيدي تلاميذه. منها كتاب في علم التجويد، وآخر في النحو، وفي تفسير القرآن الكريم، وفي قواعد الكتابة والإملاء وأصول الإنشاء.
نظم في الغزل، وفي الرثاء، وفي جواب مراسلات منظومة، وفي التهنئة، وله شعر في الشكوى والتذمر من الحياة، كما أن له قدرة على ارتجال الشعر، يبدي
اهتمامًا بالمحسنات البديعية، ويستخدم العبارات الجاهزة التي تقرب شعره إلى النظم.
عناوين القصائد:
قد منعتم وصالكم
جواب رسالة
أطلٍ النوحَ
من قصيدة: تهنئة
قد منعتم وصالكم
قـد مـنعتـم وصـالَكـم أيَّ مــــــــــــنعِ
وهجـرتُم وهجْرُكـم غــــــــــــــــيرُ بِدْعِ
كـم أتـيـنـا عـلى اشـتغالٍ بـــــــــوصلٍ
وأتـيـتـم عــــــــــــــــلى فراغٍ بقطْع
وسمعـنـا مـا قـلـتـمـوه وأنـتـــــــــم
قـد صـمَمْتـم عـن قـولِنــــــــــا كلَّ سمع
كـنـت أرعى الـوفـاءَ والـودَّ لكـــــــــنْ
مـا رعَيْتـم فلْيُرمَ مـنـــــــــــــي بخُلْع
إن جفـا جـيرةَ الغُوَير ففـيـهـــــــــــم
بـوِدادي أعتـاضُ جــــــــــــــــيرةَ سَلْع
معـشـرًا بعـد معـشــــــــــــــرٍ وودادًا
عـن ودادٍ وأربُعًا بعــــــــــــــــد رَبْع
جواب رسالة
صروفُ اللـيـالـي كـم أدارتْ بـــــــمشهدي
صـبـوحَ جـوًى مـنهـا الـحشـا فـي تــــوقُّدِ
أطلَّ وبـي شمـلُ الأسـى ذا تجـــــــــــمُّعٍ
أراه وشمـلٌ للأسـى ذا تبــــــــــــــدُّد
دواهٍ ولكـن فـي فؤادي سعـيرُهـــــــــــا
قضتْ أننـي أقضـي حـيـاتـــــــــي وللجَوى
قـريـنٌ وحِلْفـي صَبْوتـــــــــــــي وتسهُّدي
بذلك لـولا مـا جـرى عــــــــــــن تفضُّلٍ
أتـانـا بـمـا قـد أخجلَ الــــــمسكَ نفحُه
أريجٌ له قـد ضـاعَ فــــــــــــي كل مَشْهد
قـرأنـا سطـورًا فـي طروسٍ وإنمــــــــــا
قـرأنـا بـه أسمــــــــــــــاطَ دُرٍّ مُنضَّد
رأيـنـا لـديـهـا كلَّ نعتٍ وإن عــــــــلا
أطلٍ النوحَ
في رثاء محمد الشيخ حسن
أطلِ النـوْحَ إن شهدتَ الطُّلـــــــــــــولا
واسْبـلِ الـدمعَ بكرةً وأصــــــــــــــيلا
أصـبحتْ بـلقعَ الـديـار وكـانـــــــــــت
للـمَنـوبِيـن مـلجأً ومَقـــــــــــــــيلا
وعـلى رغم أنفِهـا استَبـدلـتْ عــــــــــن
قـاطِنـيـهـــــــــــا وحشَ الفلا والغولا
واستبـانـتْ عـن النشـيـد ونَشْرِ الْــــــــ
ـمدحِ فـيـهـا للفـاقـــــــــــداتِ هديلا
وبحكـمِ الزمـان للـذلِّ فـيـهــــــــــــا
جـرَّ عـادي الخطـوبِ عَمْدًا ذُيـــــــــــولا
ويْحَ تلك الصروفِ كـم جـرَّعتْنـــــــــــــا
غُصَصًا للفراق أورَتْ غلـــــــــــــــــيلا
ذاك مـن عـادةِ اللـيـالـي فعـيشُ الْــــــ
ـحُرِّ لـو طـاب كـان فـيـهـا وبــــــــيلا
فلـذا كـم رأى الـتـرحُّلَ عـنهـــــــــــا
ذو معـالٍ سـرى فجـدَّ الرحـــــــــــــيلا
ومضى مسـرعًا فحـلَّ مقـــــــــــــــــامًا
ومحـلاً عـند الإلهِ جلــــــــــــــــيلا
أيُّ ركـنٍ للـمكرمـــــــــــــــــات وحِصْنٍ
للـمعـالـي يـا للرجـالِ أُمـــــــــــيلا
يـا بنـي العـلـم إنَّ حقًا عـلـيكــــــــم
أن تطـيلـوا عـلى العـلـوم العــــــويلا
قـد فقـدتُم ربَّ الفـواضلِ والفَضْـــــــــــ
ـلِ، ومـن كـان للجـمـيعِ كفـــــــــــيلا
قـد فقـدتـم بحـرَ النـوالِ وغـيثَ الْــــــ
ـجُود والطَّودَ الـذي فـات طــــــــــــولا
قـد فقـدتـم مـن كـان أمـــــــــنعَ كهفًا
للـيـتـامـى أو كـان ظِلاً ظلــــــــــيلا
وربـيعًا فـي النـائبـات وغـــــــــــيْثًا
وحسـامًا فـي الـمعضِلات صقــــــــــــيلا
أحـرز الفضلَ فـي العـلــــــــــوم فأضحى
عـندهَ كلُّ فـاضلٍ مفضــــــــــــــــــولا
وإلـيـه ألقى الجـمـيعُ قِيــــــــــــادًا
مـا رجــــــــــــــــــاهُ راجٍ وأمَّلَ إلا
نـال مـنه الـمـرجُوَّ والـمأمــــــــــولا
مَنْ شَجـا فقْدُه بنـي العـلـمِ والـحِلْـــــــ
ـمِ، وأبكى فراقُه الـتــــــــــــــنزيلا
والهُمـامُ الـذي بعـلـيـاه سـادَ الـــــــ
ـخَلْقَ طرّاً شـيـوخَهـا والكهــــــــــــولا
حسْبُهـا عـن كفـيلِهـا الـبَرِّ بـالـمَهْــــــ
ـديِّ إن جـارتِ اللـيـالـي كفــــــــــيلا
واحد الـدهـرِ عـالـــــــــمُ العصرِ مَنْ أَوْ
ضَحَ للنـاس فـي الرشـادِ السبــــــــــيلا
بأبـي صـالـحٍ رأيـنـا سجـايــــــــــــا
أهلِهِ الغُرِّ والقـــــــــــــــرونِ الأولى
وإذا سـامَنـا الزمـانُ مُصـــــــــــــابًا
فبـه كشْفُنـا الـمـصـابَ الجلــــــــــيلا
واغتـرفـنـا مـن جعفرِ الفضلِ عـلـــــــمًا
واغتـنمـنـا قبـــــــــل السؤالِ السَّؤُولا
أدركتْ عـنده الـمعـالـي مُنـاهــــــــــا
حـيث قـد كـان عَضْبَهـا الـمـصقــــــــولا
لـم يـمتْ مـن له غدا محسنٌ والـــــــــــ
ـحَسنُ الفِعْلِ فـي الـبرايـا سلـــــــــيلا
سقى قبرَهُ الـحَيـا كلَّ يـــــــــــــــومٍ
مـن سحـابِ الرِّضـا أجَشّاً هَطــــــــــــولا
من قصيدة: تهنئة
يهنئ محمد حسن بزواج ولده حسين
إن قـلـبـي إلى الـمـلاح الـحســــــــانِ
عـلّلانـي بذكر ســـــــــــــــــالف عهدٍ
مـن سعـادٍ ووصلهـا عـلّلانــــــــــــــي
وبذكر الصِّبـا وعهد الـتصـابــــــــــــي
وبذاك الغنـا وتلك الغوانــــــــــــــي
واخبرانـــــــــــــــــي أبِالغُويرِ وسَلْعٍ
ضـاع مـنـي الفؤادُ أم بــــــــــــمغان؟
أم برمـي الجِمـار حـيـن تبــــــــــــدّتْ
تتثنّى كأنهـا خُوط بــــــــــــــــــان؟
وابـلغا الـمـنحنى تحــــــــــــيّةَ مضنًى
فلكـم ضمّنـا عـلى غـير وعــــــــــــــدٍ
خـيرَ ضمٍّ بـه بـلغنـا الأمـانـــــــــــي
قسمًا بـالهـوى وذاك لعـمــــــــــــــري
فـي سبـيل الغرام غـير مهـــــــــــــان
إن دهـرًا مضى لنـا نـاعـــــــــــم الظِلْ
ـلِ حَريٌّ بأن يعـودَ بثــــــــــــــــــان
بـزواج الـحسـيـن لـيلةَ قـد ألــــــــــ
ـقتْ إلـيـه الـحـوراءُ فضلَ العـنـــــــانِ
غادةٌ دون نـورهـا النـــــــــــــــيّران
فهـنـيئًا بـهـا حسـيـنُ ودُمْ فـــــــــــي
عزّ مـولًى لكلّ قــــــــــــــــــاصٍ ودان
2013-04-09