الشيخ عبد الحسين بن الشيخ قاسم بن الشيخ محمد محي الدين
مع علماء النجف
شاعر مجيد في أكثر شعره حوي مع أدبه الجم العلم والفضل.. تخرج على علماء عصره وأدبائه وعلى الشيخ صاحب الجواهر.
وفاته:
توفي ليلة الجمعة في شهر صفر سنة 1271هـ.
مؤلفاته:
ديوان شعر كبير. منظومة في النحو.
الأعلام – خير الدين الزركلي – ج 3 –
* ( الجامعي ) * ( . . . – 1271 ه = . . . – 1855 م ) عبد الحسين بن قاسم بن محمد من آل محيي الدين ، من نسل ابن أبي جامع ، نجم الدين ، العاملي الحارثي الهمذاني : شاعر متفنن من أهل النجف . كان سريع البديهة كثير الاخبار مع أدباء عصره في بغداد وغيرها . له ( ديوان شعر ) جمعه محمد السماوي ( 3 ) .
معارف الرجال/محمد حرز الدين
الشيخ عبد الحسين محي الدين
…ـ1271
الشيخ عبد الحسين بن الشيخ قاسم بن الشيخ محمّد محي الدين النجفي، فاضل عارف شاعر مفلق وأديب معرق، يمدح ويذم ويجيد فيهما، ولم يكن الشيخ من معارف أهل العلم بل من مشاهير الشعراء والأدباء في النجف، وروي أن أحد أجداده وهو الشيخ علي بن الشيخ حسين صاحب كتاب التوقيف والوجيز في تفسير كتاب الله العزيز. كان من أهل النظر والاستدلال، والمترجم له جالس العلماء والفضلاء والأعيان، وله المكانة العالية عندهم لفضله وأدبه الجم وشاعريته المقبولة، وكان سريع البديهة، يروى له نظم كثير لو جمع لكان ديواناً، وفيه المدح لآل الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم والرثاء بقي عند الشيخ جواد والشيخ محمّد صالح آل محي الدين فلم يخرج منه عدا ما في أيدي جماعة، وكل ما نذكره عن أحواله حديثاً عن فضلائنا المعاصرين، وحكى بعض معاصريه أنه قرأت قصيدة في بعض المحافل الأدبية في النجف للشيخ محمّد صالح هذا فكان القارئ يقرأ صدر البيت وأنا أقرأ عجزه.. فناجاني استر علي ولا تفضحني، وآخر أيامه لم تكن له حرفة إلاّ نظم الشعر والأدب الواسع، وروى البعض أنه رثا الشيخ حسن والشيخ علي وابنه الشيخ محمّد آل كاشف الغطاء، ورثى الشيخ محمّد حسن صاحب الجواهر، وكثيراً ما يقول من يشتري شعراً بشعير. لكساد سوق شعره، وعاصر جملة من الرؤساء والأمراء وصاحبهم في العراق، وله شأن ووجاهة عندهم منهم الزعيم (وادي بن شفلح) المتوفى سنة 1271هـ رئيس زبيد في العراق وكان أميراً من قبل الدولة العثمانيةوذرب بن شلال رئيس خزاعة وكان متغلباً بالسيف في العراق يومئذ، ونال منهما نيلاً جزيلاً ومعروفاً، وكان الزعيمان متضادين أشد التضاد فإذا صحب أحدهما سخط عليه الآخر، وأكثر اختصاصه بالأمير وادي ومدحه بقصيدة مراغمة لرئيس خزاعة قال في مطلعها:
سد الفرات بعزمة الاسكندر وادي يمد نداه فيض الابحر
قل بأس وادي لا تقل كسرى ولا سابور يفتح في مدائن قيصر
سد بلا كلس أقيم وأنه عن سد ذي القرنين لما يقصر
أرسى بسورته مباني دونها الهرمان في مصر ومعبر تستر
أما العزائم هكذا أولا فلا لو شاء حك بها السهى والمشتري
عكفت على أهل العراق فذللت من جانبيه كل صعب أعسر
وسطت بأوله فجازت واسطاً منها لعبادان سطوة قسور
سيف فما اليزني سيف بالغ فيما يحدث عنه غلوة مفخر
من حمير اليمن الكرام ومن به فخرت أعاظم تبّع في حمير
وهجا (ذرب) رئيس خزاعة بقصيدة مطلعها:
ألا لبست خزاعة ثوب ذل غداة غدا ابن شلال أميرا
طويل ما به طول ولكن غدا عن كل مكرمة قصيرا
الخ…
ومدحه أيضاً في مقام آخر بقصائد، وهجا الأمير وادي طلباً لنوال رئيس خزاعة والعفو عنه ولما سمع الأمير هجاءه هدر دمه وقبض على إقطاعاته من الأراضي حتى أصبح الشيخ فقيراً، وأشار عليه بعض الأدباء أحد كتاب الأمير وهو الملا حسين الحلي المتوفى سنة 1300 وكان أيضاً شاعره الخاص وصديق الشيخ المترجم له أن يفد على وادي على حين غفلة من دون أن يغير ثيابه على بزته، فوفد عليه وكيفيته، بأن بات ليلته الأولى عند الكاتب المذكور ولما انتظم مجلسه دخل عليه وهو لا يعرفه، قال مادحا. فقال الأمير أعطوه، قال الشيخ ما لهذا أتيت، قال قل فأنشأ يقول:
سد الفرات بعزمة الاسكندر
القصيدة الخ.. فقال عبد الحسين هذا، أجابه ما جاءك إلاّ هو فقال أمير لقد أحييتني ثم عاتبه على مدح عدوه وهجائه له، وأمر له بعشرة آلاف شامي وتغار من الحنطة وعدد كبير من سائر الحبوب وأخذ يقول أعطوه كذا مقدار من القهوة والتتن. والدهن والملح. والألبسة وتروى للمترجم له منظومة في النحو.
وفاته:
كانت وفاته ليلة الجمعة من شهر صفر سنة 1271هـ وأقبر في النجف في الصحن الغروي العلوي في مقبرتهم.
2013-04-09