الجمعة , 22 نوفمبر 2024
الرئيسية » ع » الشيخ علي الفقيه العادلي العاملي

الشيخ علي الفقيه العادلي العاملي

الغدير / الشيخ الاميني/ج11

 الشيخ علي بن أحمد الفقيه العادلي العاملي الغروي . من رجال عاملة القاطنين بالعراق ، موصوف بالعلم والأدب والفضيلة ، وقفت على ديوانه وقد كتب على ظهره هذا ديوان الشيخ الإمام العلامة ، فريد دهره ، ووحيد عصره ، وقدوة الأدباء ، وقبلة الشعراء ، الشاعر الأديب الأريب النبيه علي بن أحمد الفقيه العاملي نسبا والغروي مولدا ومسكنا . ه‍ قرأ على المدرس الشريف الأوحد السيد نصر الله الحايري ، وبأمره دون شعره وقال في أول ديوانه ما ملخصه : اجتمعت مع السيد نصر الله بن حسين بن إسماعيل الحسيني فأمرني بأن أجمع شمل ما نظمت من القوافي بعد الشتات ، وأؤلف بينهن مدونا ، ولعمري إن أمره لمطاع ، ومخالفته لا تستطاع ، فامتثلت لما أشار إليه ، وأجبت ملبيا لما دعاني بالحث عليه . ولأستاذه السيد المدرس ثناه على ديوانه بقوله :

 ديوان مولانا علي ذي الندى * كالروض إذ قد جاده سحابه

 قد ضمن اللؤلؤ إلا أنه * [ عذب فرات سائغ شرابه ]

  رتب المترجم له ديوانه على مقدمة وأبواب وخاتمة ، كان رحمه الله رحالة تجول في بلاد إيران ونزل بشيراز وأصفهان ، وغادرها إلى النجف الأشرف سنة 1120 ، وله في الباب الخامس من ديوانه قصيدة يمدح بها السيد المدرس الحائري سنة 1122

 مجيبا قصيدة السيد التي مدحه بها وهي تعرب عن مقامه الشامخ في الفضائل ، ونبوغه في الأدب ، وتحليه بالنفسيات الكريمة ، ألا وهي :

  قم فاجل شمس الراح للندماء * كي تنجلي فيها دجى الغماء

 فمجامر الأزهار فاح أريجها * عبقا بنار البرق ذي الألاء

 والطل فوق الورد أضحى حاكيا * صدغا أحاط بوجنة حمراء

  ولئالئ الأنداء قد لاحت ضحى * بشقائق راقت لعين الرائي

 فكأنها نطف الدموع تدافعت * في حرف جفن المقلة الرمداء

 فانشط وأسرج لي كميتا روضت * بعد الشماس بمزجها بالماء

  تجري بمضمار اللهى لكن غدا * عوض القتام لها دخان كباء

  شمطاء ترقص في الزجاج وإنما * برد الوقار يرى على الشمطاء

 يا حبذا وقد اجتلاها أهيف * نشوان من غنج ومن صهباء

  ما لاح لي ظبي سواه مقرطا * ومقلدا بالنجم والجوزاء

 وسوى ( علي ) ذي المعالي ما انجلى * قمر يمد الشمس بالأضواء

  رب المفاخر من سما أوج السما * بمكارم جلت عن الاحصاء

 ندب يرى بدل الرغائب واجبا * للمجتدي والدهر ذو أكداء

 ذو هيبة بالبشر شيبت مثلما * يبدي السحاب النار ضمن الماء

 راحاته الراحات تولي والعنا * للأولياء له وللأعداء

  الثاقب الآراء نجل الثاقب الآراء * نجل الثاقب الآراء

 يهتز عند الحمد إلا إنه * عند النوائب ثابت الارجاء

 مولى إذا اسود الزمان وأمه * عاف حباه باليد البيضاء

 وإذا عتا فرعون فقر مؤمل * ألقاه من جدواه في دأماء

 لم تسمع العوراء منه وطالما * أطفى توقد فتنة عمياء

 من معشر حازوا النهى بفخارهم * قد حبرت ديباجة العلياء

 لا ينصتون إلى الغنا ولطالما * نال الغني بهم ذوو استجداء

  ما أشرعوا الأرماح إلا أشرقوها * من دم الأقران في الهيجاء

  تهديهم بدجى القتام غرائم * لهم غدت تحكي نجوم سماء

 غارت رماح الخط من أقلامهم * فلذلك ارتعدت لدى الهيجاء

 فلكم زها فوق الطروس بطلها * زهر له كم من الأحشاء ؟

  زهر يلوح الدهر غضا ناضرا * والزهر يذبل عند فقد الماء

  ولكم سبت عقلا بسحر بيانها * وبحكمة من شعرها غراء

  يا صاحب الفضل الذي من فضله * يجنى جني بلاغة البلغاء

  خذ روض مدح لم يجده القطر بل * قد جاد منبته ولي ولاء

  يبدي الشذى منه قبول قبولكم * لو حب في أسحار حسن رجائي

  فأعوذ بالرحمن من أن يغتدي * بهجير هجرك شاحب الارجاء

  لا زال قدرك كاسمك السامي الذي * قد سار في الآفاق سير ذكاء

  ما خاط أجفان الورى وسن وما * شق الصباح غلاله الظلماء

 ولشاعرنا العاملي قصائد طوال في مدح الإمام أمير المؤمنين ورثاء ولده الإمام السبط الشهيد سلام الله عليهما ، ومن مديحه أمير المؤمنين ورثاء ولده الإمام السبط الشهيد سلام الله عليهما ، ومن مديحه أمير المؤمنين قصيدة أولها :

 الدهر أصبح لي معاند * وسطى علي وصال عامد

 وأشارت الأيام نحوي * بالمكاره والمكائد

  إلى أن يقول :

  يا سعد وقيت النوى * وكفيت منها ما أكابد

 بالله إن جزت الغري * فعج على خير المشاهد

  وقف الركاب ونادها * هنيت في نيل المقاصد

  واخلع بها نعليك ملتثم * الثرى لله ساجد واعمد

  إلى تقبيل أعتاب * الإمام البر عامد

 مولى البرية ذي التقى * علم الهدى حاوي المحامد

 نجل الغطارفة الكرام * الأريحيين الأماجد

  كالبحر إلا إنه * عذب المصادر والموارد

  وقل : السلام عليك يا * كهف النجاة لكل وافد !

 ومحط رحل المستضام * المستجير وكل وارد

 يا آية الله التي * ظهرت فأعيت كل جاحد !

 والحجة الكبرى المناطة * بالأقارب والأباعد

 لولاك ما اتضح الرشاد * ولا اهتدى فيه المعاند

  كلا ونيران الضلالة لم * تكن أبدا خوامد

  والدين كان بناؤه * لولاك منهد القواعد

 حارت بك الأوهام و * اختلفت بمعناك العقايد

 فمن اقتدى بك اهتدى * وهوى ضلالا عنك حايد

  يا من نعوذ باسمه * من كل شيطان ومارد !

 وبه نلوذ من الزمان * وحين نودع في الملاحد

  أنت المرجى في الفوادح * والمؤمل في الشدايد

 مولاي معتقدي بإنك * علة الأشياء واحد

 ومعاد أجسام الورى * يوم المعاد عليك عايد

 فلذلك الله العلي * براك في الكونين قائد

 تدعو الأنام إلى الهدى * وعليهم في ذاك شاهد

 خذها أبا حسن ! إلى * علياك أبكارا خرائد

  معارف الرجال/محمد حرز الدين

الشيخ علي الفقيه العاملي

الشيخ علي بن الشيخ أحمد المشهور بابن الفقيه العاملي النجفي، عالم فاضل أديب شاعر مجيد، عاش في القرن الثاني عشر وقد أقام في النجف سنين عديدة ويروى أنه كان في النجف سنة 1121هـ، وقد أرخ كثيرا من المناسبات التاريخية التي حدثت في النجف، وحدثني من أثق به أنه عثر على ديوان شعره المخطوط. وبعض الرسائل العلمية. وكراريس في الفقه، وكان من أصحاب العالم الجليل السيد نصر الله الحائري الشهيد سنة 1151هـ.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.