الأربعاء , 3 يوليو 2024
الرئيسية » شخصيات نجفية » علماء » الشيخ محمد تقي الكلبايكاني النجفي

الشيخ محمد تقي الكلبايكاني النجفي

أعيان الشيعة – السيد محسن الأمين – ج 9 –

لشيخ محمد تقي الكلبايكاني النجفي . الكلبايكاني نسبة إلى كلبايكان بكاف فارسية مضمومة ولام وموحدة تحتية وألف ومثناة تحتية وكاف فارسية وألف ونون بلدة في إيران . توفي في طاعون 1298 في النجف وهو من الطواعين الجارفة كان يموت فيه كل يوم أكثر من مائة نسمة ودفن في المشهد الشريف . تخرج في العلوم الدينية بالشيخ مرتضى الأنصاري وكان مشاركا في الرياضيات مشهورا في هذا الشأن زاهدا في الدنيا معرضا عنها متواضعا دمث الاخلاق يسكن في زاوية من زوايا المشهد العلوي في الطبقة العليا . وقال في التكملة : عالم فاضل رباني زاهد لم يكن في النجف أفضل منه في الحكمة بجميع أقسامها حتى علم الطب كان تاركا للدنيا ساكنا احدى حجر الصحن الفوقانية ولم يتزوج وكان من تلامذة حجة الاسلام البروجردي صنف كتبا كثيرة في الحكمة والطب والفقه آه . وقال السيد أبو القاسم الموسوي واضع الهندسة الحديثة التي لا تحتاج إلى الفرجار : رأيت بخطه مجلدات من رسائل الحكماء في الكيمياء والجفر والحروف وله تعليقات وتوضيحات عليها وتكفل لحل رموز لا يدركها الا الأوحدي . ونقل عن السيد أبي تراب الخوانساري انه رأى منه مصنفات كثيرة في الفقه والأصول .

معارف الرجال/محمد حرز الدين

 الشيخ محمّد تقي الكلبايكاني

1218ـ 1298

الشيخ محمّد تقي الكلبايكاني النجفي ولد حدود سنة 1218هـ، عالم جليل القدر محقق في الحكمة والفلسفة والمعقول والكلام والأصول وعلم الطب وعلم الكيمياء، وكان فقيها مجتهداً مطلقاً ورعاً زاهداً عابداً تقياً، وكان يملك داراً ولا عقاراً يسكن في حجرة من الصحن الغروي في الطابق الأعلى في الربع الشمالي الغربي مما يلي الساباط، فيها مجلس درسه. وتقصده في غرفته وجوه أهل العلم والفضل، وكان متواضعاً في حديثه ومجلسه وتعيشه، ومن تواضعه ونبذه للعناوين الثانوية أنه كان يغسل ثيابه بيده في بحر النجف رأيته غير مرة، ودعاه أهل بلده وبذلوا له كلما يطلبه ولم يخرج عن النجف ـ ولو تعنون هناك بعنوان عالم البلد ورئيسها ـ حتى توفي في النجف، وكان من أصحاب الشيخ ميرزا باقر الشكي، وعاصر جملة من العلماء منهم الفقيه الشيخ محمّد حسين الكاظمي، والسيد حسين الكوهكمري التركي وغيرهم عدا أساتذته، واستفتي من قبل جماعة من الوجوه في إيران عن أعلمية الشيخ الكاظمي والسيد حسين الطباطبائي والميرزا الشيرازي، والكوهكمري وغيرهم فرجح السيد الشيرازي والتمسه جماعة من الأكابر على البحث العام فأجاب بأن في هؤلاء كفاية، أقول الأعلم هو الأعرف بلسان الكتاب والسنة والفقيه المطلق في عصرنا هذا هو صاحب (الهداية) الكاظمي، ويضاهيه في الفقاهة السيد مهدي القزويني الكبير، واجتمع السيد مهدي القزويني بالمترجم له بسعي تلميذه الشيخ موسى شرارة العاملي في غرفته بالصحن الغروي وتذاكرا في عدة مسائل، وبعد هذا الملجس أخذ السيد يثني على الكلبايكاني في المحافل، وطلب السيد منه أن يشرح كتاب (الصوارم) في الكلام، ولو تعليقاً عليه فأبى وبين العلة لتلميذه الشيخ شرارة بأنه لم يجد في الإلهيات على أصول المتكلمين من الاستدلال بالعقل وحده حيث جمع بين العقل والنقل.

وسئل عن الموازنة بين علماء عصره فقال إن بعضهم كثير الفقه والأصول ولا استقرار له، وبعضهم أقل اطلاعا فيها إلاّ أنه أدق، وبعضهم فقهه أمتن من أصوله، وفي مجلس بالنجف قال بعض العلماء أن الشيخ محمّد تقي أضاع نفسه فأجابه تلميذه شرارة فوراً أنه حفظ نفسه من الرئاسة وعنائها ومسؤوليتها.

أساتيذه:

تتلمذ في إيران على خاله وغيره وفي النجف على الشيخ علي نجل كاشف الغطاء، والشيخ محمّد حسن باقر صاحب الجواهر، وفي كربلاء على السيد إبراهيم القزويني صاحب الضوابط، وحضر درس الشيخ المرتضى الأنصاري في النجف فقال له الأنصاري الأحسن لك بل الأولى التدريس من حضور الدروس، وحكى عنه في حق أساتذته قال: القزويني أدق والشيخ علي محقق. وصاحب الجواهر أوسع، وسألوا الشيخ الأنصاري عن فضله فقال سلوه عني.

تلامذته:

تتلمذ عليه كثير من أهل التحقيق والفن منهم العالم الأديب الشيخ موسى شرارة العاملي وكان من خاصته وروى لنا الشيء الكثير عن سيرته، والميرزا باقر الخليلي، والسيد حسن الصدر الكاظمي.

مؤلفاته:

منها مختصر مسكن الشجون، ومنتخب كتاب السماء والعالم. من البحار ومنتخب إحياء العلوم. للغزالي، ومنتخب الملل والنحل، ومنتخب الكشكول وله رسائل منها منتخب جامع السعادات، ومنتخب شرح الهداية، وشرح أصول الكافي، ومنتخب أمل الآمل، وله حاشية في الطب على تذكرة داود الأنطاكي، وشرح الرسالة الذهبية، ورسالة في علم الوفق، ورسالة في علم الكيمياء. كتب في آخرها بعد القسم على واجدها أن لا يعلمها لأحد وهي لمن وجدها، وله كتابة في الفقه مختصرة كالمسائل، ورسالة في علم الكلام وحدث تلميذه عن الشيخ ملا علي الخليلي أن له كتابا في الرجال لكنه مشوش، وكل مؤلفاته مخطوطة ولم أرها. نقلا عمن رآها من الثقاة، وعهد إلى الحجة السيد مهدي القزويني بالوصاية عنه ولما تولى اطلع السيد القزويني على مؤلفاته ومصنفاته وما أودع فيها من العلوم الجليلة فأظهر شدة تأسفه على عدم الاستفادة منه في هذه المدة، ومن بنود وصيته أن يرسل الوصي مؤلفاته إلى ابن عمه في إيران حيث كان فاضلاً قابلا الانتفاع بها.

وفاته:

توفي في النجف في غرفته بالصحن سنة 1298هـ بالطاعون الصغير المؤرخ بقولهم (مرغزان)، وروى مهدي الكرماني النجفي عن أبيه كيفية وفاته حيث كان يتعاهد خدمته، وقال: إن أبي ذهب إليه على عادته فوجده مستقبل القبلة ميتاً، وقام بتغسيله السيد جواد الرفيعي خازن حرم أمير المؤمنين عليه السلام وكان تغسيله في (الكر) المعد لتنظيف بلاط الحرم حيث منعت حكومة آل عثمان الدخول والخروج من البلد، وشيعه وجوه العلماء والفضلاء وأهل العلم، وأقبر في الغري لمنع الدفن في الصحن الغروي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.