الشيخ محمّد حسين الكاظمي
معارف الرجال/محمد حرز الدين
1224ـ 1308
الشيخ محمّد حسين بن الشيخ هاشم بن الشيخ حسن بن ناصر بن حسين بن عبد العاملي الأصل الكاظمي، ولد في الكاظمية سنة 1224هـ ونشأ فيها فقيه الإمامية ومفتيها ورئيسها الروحي، الأستاذ الأعظم صاحب المنبر والقلم. العابد الزاهد الثقة الأمين الورع، كان صواماً متعبداً ملتزما بالأذكار والنوافل، لا يحب القضايا التي فيها الظهور والرئاسة بل يرغب بالاعتزال عن الأمور الدنيوية والتجرد عنها إلاّ إن الرئاسة أتته على كره لها كما ذكرنا. للمؤهلات المودعة فيه.
سيرته في الحقوق الشرعية. كانت تجبى إليه الحقوق الطائلة ولا يؤخرها عنده إلاّ بمقدار زمن توزيعها على أهل العلم، كما إنه كان يقتطع منها مقداراً وافياً على المحتاجين من العلويات والأرامل من فقراء النجف. ترسل إليهم إلى دورهم سراً في الليالي، وكان الأستاذ مجاهداً صابراً على البأساء والضراء، وأصابته استهانة من بعض موجهي العصر، أشرنا إلى بعضها في الجزء الأول عند ترجمة الشيخ سعد الحساني، كما أنه لقي من جملة من الأشراف ضراً وشراً ـ في أوائل أمره وفي مقتبل رئاسته ـ حتى تمنوا فيه ما تمنوا حسداً وحنقاً للرئاسة ولكن الله حفظه من كيدهم. وشرهم، وأوقفته حكومة آل عثمان سنة 1294هـ في سراي النجف ساعات من النهار بسعي زمرة مخبرة ممن تدعي الجلالة والشرف وهم بعض أعضاء مجلس الشورى الجديد الذي تشكل في النجف للعثمانيين، ولما بلغ أهل العلم توقيفه تجمهروا على باب السراي بصورة واسعة وأرادوا إخراجه بسرعة ثم أطلق خوف الفتنة فكان ما قدموه هباءاً منثوراً وكانت هجرته إلى النجف بإلزام من أستاذه صاحب الجواهر لما عرف منه أن له قابليات لأن يكون من كبار العلماء وزعماء المدرسين كما أن صاحب الجواهر توسم فيه الزعامة الكبرى في النجف، بعد هجرته إليها وتتلمذه عليه.
أساتذته:
تتلمذ في الفقه على المحقق الشيخ عبد الله نعمة العاملي في النجف وعلى الشيخ حسن صاحب أنوار الفقاهة كثيراً ويروي عنه أيضاً، وعلى الشيخ محمّد حسن باقر صاحب الجواهر ويروي عنه، كما يروي عن الشيخ محسن خنفر والشيخ الجواد المعروف بملا كتاب النجفي والشيخ المرتضى الأنصاري.
من يروون عنه:
أجاز أن يروي عنه العالم السيد محمّد علي شاه عبد العظيم، وشيخ الشريعة الأصفهاني، والشيخ علي عنوز الشهير برفيش، والملا علي النهاوندي والشيخ إبراهيم الدنبلي بن حسين بن علي الخويني الشهيد في خوي سنة 1325هـ والشيخ دخيل الحجامي.
مؤلفاته:
هداية الأنام. في شرح شرايع الإسلام يقع في سبعة وعشرين جزءاً جمع فيه بين طريقة القدماء وأصول المتأخرين محافظاً على عدم تقطيع الأخبار، وعلى ذكر عامة الفروع التي ذكروها مع الاختصار والبسط من جهة أخرى، وكتاب بغية الخاص والعام. هو متن كتابه الهداية، ونخبة العباد، رسالة لعمل مقلديه في العبادات، وحاشية جليلة على كتاب القوانين في الأصول، وحاشية على كتاب الرسائل.
مجلس بحثه:
يحضر بحثه الأول عشرات المجتهدين ووجوه أهل الفضل، وحدثني الأستاذ نفسه عن كيفية بحثه فقال: إني أكتب كل جزء من كتاب الهداية وأمليه في البحث، وكان (قده) يقدر للتلميذ إشكاله المقبول ويمدحه بنفس الوقت، وكتبنا في بحثه كتاب المواريث وجل كتاب القضاء ثم جف قلمه الشريف، وكنا نحضر عليه في البحث الثاني مع جماعة من أهل الفضيلة منهم السيد ميرزا الطالقاني، والشيخ إبراهيم الغراوي، والشيخ مهدي الخاجة، والسيد كاظم الكيشوان، والسيد محمّد الشرموطي، والشيخ عباس بن الشيخ علي، والشيخ صالح بن الشيخ مهدي آل كاشف الغطاء، والشيخ شريف بن الشيخ عبد الحسين آل صاحب الجواهر، والشيخ علي يونس، والشيخ رفيش آل عنوز، والشيخ محمّد علي بن الشيخ حسين الكاظمي، والشيخ دخيل بن الشيخ محمّد المعروف بأبي دخينة بن قاسم الحجامي، والشيخ علي بن الشيخ حسين الخاقاني، والسيد محمّد علي بن ميرزا محمّد شاه عبد العظيمي، وغيرهم.
وفاته:
توفي في النجف في الليلة الحادي عشر من المحرم سنة 1308هـ وغلط من قال ليلة السابع منه وقد بلغ عمره الشريف أربعاً وثمانين سنة وأعقب الشيخ محمّد جواد والشيخ محمّد حسن من كريمة الشيخ محمّد حسن باقر والفاضل الأديب الشيخ أحمد، وصار يوم وفاته في النجف يوما مشهودا وأغلقت النجف حوانيتها يوماً كاملاً حداداً لفقده وأقبر في الحجرة الثالثة على يمين الخارج من الصحن الغروي من باب القبلة، وأقام له الفاتحة الأستاذ الشيخ محمّد طه نجف ورثته الشعراء منهم الشاعر المعاصر السيد جعفر الحلي بقصيدة قرئت في الفاتحة وكنت حاضرا.
2013-04-15