محمد بن علي الأردبيلي
تلامذة المجلسي – السيد أحمد الحسينى –
المولى محمد الأردبيلي محمد بن علي الأردبيلي الغروي الحائري أصله من مدينة (أردبيل) وسكن بالنجف وكربلا طول حياته الا بعض أسفاره إلى إيران وبقائه مدة بأصبهان للاستفادة من دروس علمائها . ولد نحو سنة 1058 . قرأ على العلامة المجلسي كثيرا من العلوم الدينية والمعارف اليقينية وخاصة كتب الحديث والاخبار المأثورة عن الأئمة الأطهار ، فأجازه بإجازة مبسوطة في 17 ذي القعدة سنة 1098. وتتلمذ أيضا على الشيخ جعفر بن عبد الله القاضي الكمرئي ، كما قد صرح بذلك في كتابه جامع الرواة 1 / 153 . له كتاب ( جامع الرواة ) الذي صنفه في خمس وعشرين سنة ، و ( تصحيح الأسانيد ) . توفي في شهر ذي القعدة سنة 1101 بكربلا . ( مقدمة جامع الرواة ، الفيض القدسي ص 85 ، الكواكب المنتثرة – مخطوط ، إجازات الحديث ص 121
كليات في علم الرجال – الشيخ السبحاني –
جامع الرواة تأليف الشيخ محمد بن علي الأردبيلي . صرف عمره في جمعه ما يقرب من عشرين سنة ، وابتكر قواعد رجالية صار ببركتها كثير من الاخبار التي كانت مجهولة أو ضعيفة أو مرسلة ، معلومة الحال ، صحيحة مسنده ، وطبع الكتاب في مجلدين ، وقدم له الامام المغفور له الأستاذ الحاج آقا حسين البروجردي قدس الله سره مقدمة وله أيضا ” تصحيح الأسانيد ” الذي أدرجه شيخنا النوري بجميعه أو ملخصه في الفائدة الخامسة من فوائد خاتمة المستدرك . ومن مزايا هذا الكتاب أنه جمع رواة الكتب الأربعة ، وذكر في كل راو ترجمة من رووا عنه ومن روي عنهم ، وعين مقدار رواياتهم ورفع بذلك ، النقص الموجود في كتب الرجال . قال في مقدمته : ” سنح بخاطره ( يعني نفسه ) الفاتر بتفضله غير المتناهى أنه يمكن استعلام أحوال الرواة المطلقة الذكر ، من الراوي والمروي عنه بحيث لا يبقى اشتباه وغموض ، وعلماء الرجال رضوان الله عليهم لم يذكروا ولم يضبطوا جميع الرواة ، بل ذكروا في بعض المواضع تحت بعض الأسماء بعنوان أنه روى عنه جماعة ، منهم فلان وفلان ، ولم يكن هذا كافيا في حصول المطلوب إلى أن قال : صار متوكلا على رب الأرباب ، منتظما على التدريج راوي كل واحد من الرواة في سلك التحرير ، حتى إنه رأى الكتب الأربعة المشهورة ، والفهرس للشيخ رحمه الله تعالى والفهرس ‹ صفحة 129 › للشيخ منتجب الدين . . ومشيخة الفقيه والتهذيب والاستبصار ، وكتب جميع الرواة الذين كانوا فيها ، ورأى أيضا كثيرا من الرواة رووا عن المعصوم ، ولم يذكر علماء الرجال روايتهم عنه عليه السلام ، والبعض الذين عدوه من رجال الصادق ، رأى روايته عن الكاظم عليه السلام مثلا ، والذين ذكروا ممن لم يرو عنهم عليهم السلام رأى أنه روي عنهم عليهم السلام إلى أن قال : إن بعض الرواة الذين وثقوه ولم ينقلوا أنه روي عن المعصوم عليه السلام ورأى أنه روي عنه عليه السلام ضبطه أيضا ، حتى تظهر فائدته في حال نقل الحديث مضمرا إلى أن قال : ( ومن فوائد هذا الكتاب ) أنه بعد التعرف على الراوي والمروي عنه ، لو وقع في بعض الكتب اشتباه في عدم ثبت الراوي في موقعه يعلم أنه غلط وواقع غير موقعه . ( ومن فوائده أيضا ) أن رواية جمع كثير من الثقات وغيرهم عن شخص واحد تفيد أنه كان حسن الحال أو كان من مشايخ الإجازة ” ( 1 ) . والحق ان الرجل مبتكر في فنه ، مبدع في عمله ، كشف بعمله هذا الستر عن كثير من المبهمات ، ومع أنه تحمل في تأليف هذا الكتاب طيلة عشرين سنة ، جهودا جبارة ، بحيث ميز التلميذ عن الشيخ ، والراوي عن المروي عنه ، ولكن لم يجعل كتابه على أساس الطبقات حتى يقسم الرواة إلى طبقة وطبقة ، ويعين طبقة الراوي ومن روى هو عنه ، أو رووا عنه ، مع أنه كان يمكنه القيام بهذا العمل في ثنايا عمله بسبر جميع الكتب والمسانيد بإمعان ودقة .
2013-04-15