السبت , 20 أبريل 2024
الرئيسية » أ » السيد إبراهيم بن السيد محمد بن السيد علي الحسيني البغدادي

السيد إبراهيم بن السيد محمد بن السيد علي الحسيني البغدادي

اعيان الشيعة/ج2

السيد إبراهيم ابن السيد محمد ابن السيد علي الحسني البغدادي.
توفي سنة 1227.

هو والد السيد حيدر الذي ينتسب إليه آل السيد حيدر الشهيرين القاطنين في الكاظمية وبغداد وهم أهل بيت علم وفضل وتقوى وحسن أخلاق من مشاهير بيوتات العلم في العراق وفيهم يقول الشيخ جابر الكاظمي الشاعر المشهور من قصيدة:

كرام لقد سادوا الكرام بمحتد * سما رفعة في مجده كل محتد
نمتهم إلى غر المكارم سادة * ومت بضبعيهم إلى كل سؤدد
زكت في الورى اعراقهم فزكت * لهم عناصر قد متت بأكرم سيد
وما منتم قد ساد الا وساده * فتى ينتمي مجدا لآل محمد
ومن قد غدا أزكى النبيين جده * تناهى وما أبقى على لممجد
فما بعد هذا المجد مجد لماجد * وما بعد هذا الفضل فضل لأصيد
لذا قد غدا أزكى الورى آل حيدر * وأكرم أبناء العلى آل احمد
هم ورثوا العلياء من كل أمجد * توارثها عن سيد بعد سيد
وكل فتى منهم يلفع بالعلى * وبالعلم والتقوى وبالمجد يرتدي
وكل به في شرعة الحق يقتدي * وكل به في منهج الرشد يهتدي
وهم قلدوا جيد الوجود مناقبا * يروح دوام الدهر فيها ويغتدي
فطوق منهم بالعلى كل عاطل * وقلد بالمعروف كل مقلد
وكم بددوا بين البرية من ندى * به جمعوا للمجد كل مبدد
أعاروا البرايا العلم منهم ومنهم * تعود بث الجود من لم يعود
كان المترجم عالما أديبا وكان قاطنا في بغداد وهاجر إلى النجف فقرأ على السيد مهدي بحر العلوم الطباطبائي و سكن والده السيد حيدر في الكاظمية وبقيت أسرته فيها إلى اليوم.
وفي الطليعة: كان فاضلا فقيها مشاركا وتقيا زاهدا ناسكا وله شعر إلى أدب ومعرفة باللغة ومحاضرات لأدباء وقته كالسيد محمد الشهير بالزيني وغيره انتهى ومن شعره قوله من قصيدة حسينية:
لم أبك ذكر معالم وديار * قد أصبحت ممحوة الآثار

واستوحشت بعد الأنيس فما ترى * فيهن غير الوحش من ديار
كلا ولا وصل العذارى شاقني * فخلعت في حبي لهن عذاري
كلا ولا برق تالق من ربى * نجد فهيج مذ سرى تذكاري
لكن بكيت وحق ان أبكي دما * لمصاب آل المصطفى الاطهار
وإذا تمثلت الحسين بكربلا * أصبحت ذا قلق ودمع جاري
لم أنسه فردا يجول بحومة * الهيجاء كالأسد الهزبر الضاري
لا غرو ان اضحى يكر على العدى * فهو ابن حيدرة الفتى الكرار
حتى أحيط به وغودر مفردا * خلوا من الأعوان والأنصار
يا للحماة لمصعب تقتاده * أيدي الردى بازمة الاقدار
يا للملا لدم يطل محللا * بمحرم لمحمد المختار
يا للرجال لهاتف يدعو إلا * هل من محام وهو حامي الجار
ويموت ظمآن الفؤاد ولم تغر * أسفا مياه لسبعة الابحار
وبنوه صرعى كالأضاحي حوله * ما بين بدر دجى وشمس نهار
أين الخضارمة القماقم من بني * مضر وأين ليوث آل نزار
كم من مخدرة لآل محمد * قد أبرزت حسرى من الأستار
نحر له الهادي النبي مقبل * أضحت تقبله شفاه شفار
صدر يرضض بالخيول وانه * كنز العلوم وعيبة الأسرار
يا جد هل خبرت أن حماتنا * قد أصبحوا خبرا من الأخبار
يا مدرك الأوتار أدركنا فقد * عظم البلا يا مدرك الأوتار
فإليك يا غوث العباد المشتكى * مما ألم بنا من الأشرار
والمؤمنون على شفا جرف الردى * فبدار يا ابن الأكرمين بدار
يا سيدا بكت الوحوش عليه في * الفلوات والأطيار في الأشجار
يا ابن النبي الهاشمي ومن اتى * للعالمين بأصدق الاخبار
يا رب أظهر ديننا بظهوره * وانصره واجعلنا من الأنصار
يا منية الكرار بل يا مهجة * المختار بل يا صفوة الجبار
أ تزل بي قدم ومثلك آخذ * بيدي وأنت غدا مقيل عثاري
ويذوق حر النار من ينمى إلى * الكرار وهو غدا قسيم النار
أو يختشي منها ونار سميه * بكم خبت في سالف الاعصار
ولقد بذلت الجهد في مدحي لكم * طمعا بان تمحى بكم أوزاري
صلى الاله عليكم وأحلكم * دار السلام فنعم عقبى الدار
وقوله من حسينية أخرى:
لهفي لتلك الرؤوس يرفعها * على رؤوس الرماح اوضعها
لهفي لتلك الجسوم عارية * وذاريات الصبا تلفعها
لهفي لتلك الصدور توطأ بالخيل * و منها العلوم أجمعها
لهفي لتلك الأسود قد ظفرت * بها كلاب الشقا وأضبعها
لهفي لتلك الأوصال تنهبها * السمر وبيض، الظبا تقطعها
لهفي لتلك البدور تافل في الترب * وأوج الجمال مطلعها
لهفي لتلك البحور قد نضبت * وكم طما دافقا تدفعها
لهفي لتلك الجبال تنسفها * من عاصفات الضلال زعزعها
لهفي لتلك الغصون ذاوية * ومن أصول التقى تفرعها
لهفي لتلك الديار موحشة * تبكي لفقد الأنيس أربعها
و هو أحد الأدباء الستة الذين قرضوا تخميس الشيخ محمد رضا النحوي للبردة في عصر بحر العلوم الطباطبائي كما ذكرناه في ترجمة النحوي المذكور وله قصيدة يرثي بها أخاه السيد احمد يقول فيها:
لله رزء حزنه لا ينفد * يفنى الزمان وذكره يتجدد
رزء به طرف المعالي مطلق * وفؤادها بين الهموم مقيد
رزء له في كل قلب شعلة * لا تنطفي وحرارة لا تبرد
رزء وهي الزوراء فانفجعت له * بطحاء مكة فالصفا فالمسجد
رزء أصيب به قبيل محمد * لا بل أصيب به النبي محمد
ما لي ارى الدنيا تخر جبالها * هدا أ للأخرى تدانى الموعد
ما للبسيطة لا تمور وقد هوى * من شمها العلم المنيف المفرد
ما للمحافل اظلمت جنباتها * أخبأ سنا مصباحها المتوقد
ما للمساجد قد خلت عرصاتها * أفبان عنها الناسك المتهجد
ما للمدارس من بعد درس علومها * درست معالمها وأقوى المعهد
ما بال أم الفضل تعلن ندبها * أقضى ابن يجدتها الهمام الأوحد
ما بال شرعة احمد قد عطلت * أحكامها أ فبأن عنها احمد
ما للنوائب لا تزال سهامها * ابدا إلى مهج الكرام تسدد
هن الليالي لا تزال بنقض ما * قد أبرمته ذوو المعالي تجهد
اليوم بيت الفخر خر عماده * وانقض من أفق الهداية فرقد
اليوم هدم هادم اللذات ما * هو من بناء المكرمات مشيد
اليوم صوح نبت أندية الندى * وعفا برغم المجد ذاك المعهد
اليوم جدد حزننا في أحمد * ناهيك حزنا لا يزال يجدد
بكر النعي به فظل الناس من * دهش المصاب به تقوم وتقعد
لا كان في الأيام يوم مصابه * ما يومه إلا العبوس الأنكد
وأخيبة القصاد قد ذهب الذي * قد كان للقصاد نعم المقصد
أ فبعد أحمد نرتجي للناس من * يهدي إلى نهج السبيل ويرشد
قد كان شمل الإنس منتظما به * فمضى فعقد نظامه متبدد
اودى فقلب المجد بعد وفاته * قلق وطرف المكرمات مسهد
اودى فأية مهجة من بعده * تهوى الحياة وأي عين ترقد
ومن شعره قوله يرثي السيد مرتضى والد السيد مهدي الطباطبائي المتوفى سنة 1204 مؤرخا عام وفاته ومعزيا عنه ولده المذكور:
مصاب أذال الدموع الغزارا * وأجج بين الحشي منه نارا
وخطب ترى الناس من هو له * العظيم سكارى وما هم سكارى
وعب ء أسى حمله لا يطاق * يهد القوى ويقد الفقارا
ونار جوى كلما رمت ان * تبوخ ضراما تزيد استعارا
فوا لوعتاه لغضب نبا * وطود تداعى وبدر توارى
قضى المرتضى من بني المرتضى * ومن هو أزكى البرايا نجارا
فقدنا فتى كان اوفى الورى * وفاء وصدقا وارعى ذمارا
فقدنا أبر كريم إليه * نحث القطار ونطوي القفارا
فقدنا فتى كان مأوى الطريد * وكهف اليتامى وغوث الحيارى
فقدنا فتى لم يزل بيته * لمن حجه خائفا مستجارا
فقدنا فتى لا يزال التقى * شعارا له والعفاف الدثارا
لقد أظلم الكون لما قضى * وكم بسناه البهي استنارا
وضل الأنام سوا السبيل * من بعده حيث كان المنارا
فمن لليتامى رأت بعد ما * مضى عزها ذلة أو صغارا
أ تسلب أيدي الردى نفسه * وكم أطلقت يده من أسارى

فلله قارعة أوسعت * بقلب المكارم جرحا جبارا
ولله ميت بكته العلى * بدمع لصوب الملثات جارى
ومن عجب انهم حنطوه * وكل شذى من شذاه استعارا
فيا قبره طل فخارا فقد * حويت الندى والعلى والفخارا
سقيت وان حل فيك الحيا * عهادا من العفو ما ان تجارى
وهل يختشي ان يضام امروء * بحامي الحمى والنزيل استجارا
ومن قد أناخ برحل الحسين * بنوء في الخلد مثوى ودارا
فبشرى له إذ ينادي البشير * بدار السلام البدار البدارا
ولولا بنوه الكرام الهداة * لامست ربوع المعالي قفارا
رضا يا بنية بحكم الاله * وفي الله فاحتسبوه اصطبارا
فلم يرتحل عنكم قاليا * لكم لا ولا ند عنكم نفارا
ولكن أحب لقاء الحبيب * فسارع سوقا إليه وسارا
وشان بدور السما انها * عقيب التمام تعاني السرارا
فان يك وارى الثرى شخصه * فان سنا نوره لا يوارى
وكيف يوارى وكم منه قد * أرانا الاله هلالا أنارا
كمهدي آل النبي الذي * تسامت مزاياه عن أن تبارى
هو الخلف المرتجى بعده * إذا ناب صرف الليالي وجارا
جواد علا فات اقرانه * وهيهات ان يلحقوه غبارا
وكوكب رشد به يهتدي * إذا اشتد ليل الضلال اعتكارا
ومركز قطب الوجود الذي * هو اليوم للكون امسى مدارا
فيا من به ساد آباؤه * على ما لهم من فخار فخارا
تعز وان جل ما قد دهاك * فما مات من ذكره فيك سارا
ولا تأس وجدا على من ثوى * برحل الحسين وفيه استجارا
وكن موقنا انه قد غدا * لأجداده الغر في الخلد جارا
فبشراه إن كان تاريخه * تبوأ جنات عدن ديارا
وقال يرثيه أيضا:
أرأيت هذا اليوم ما صنع الردى * بدعائم التقوى واعلام الهدى
انظر إلى شمل المكارم والعلى * من بعد ذاك الجمع كيف تبددا
ما للنوائب ليس يفتا سهمها * نحو الكرام مدى الزمان مسددا
ما لي ارى الدنيا على الدنيا العفا * ان أضحكت يومها أبكت غدا
ما لي ارى العلياء أظلم أفقها * أفنور بدر سمائها قد اخمدا
ما للمدارس أصبحت تبكي أسى * أ فقام ناعي المرتضي علم الهدى
لله نار جوى تزايد كلما * طال الزمان تزافرا وتوقدا
كيف السبيل إلى النجاة ولم يزل * سيف الحمام على الأنام مجردا
من يطلق الاسرى ومطلق أسرها * امسى بأصفاد المنون مقيدا
وبمن يلوذ اللائذون وقد قضى * من كان كهفا للأنام ومقصدا
وبمن نصول على الزمان وقد مضى * من كان غضبا في الخطوب مهندا
ميت له بكت المفاخر والعلى * ونعته أندية السماحة والندى
وتصعد أنفاسنا ونفوسنا * حزنا عليه وحق ان تتصعدا
قد هد أركان السرور مصابه * وغدا لأركان الهموم مشيدا
يا قبره قد طلت أبراج السما * في الفخر حيث المرتضى بك الحدا
يا قبره ما أنت الا هالة * أسنى بدور التم فيها قد بدا
ما مهجة الا وودت انها * كانت له دون المراقد مرقدا
لا زال صوب عهاد كل سحابة * ابدا له كدموعنا متعهدا
بالود منا لو فدته نفوسنا * ويقل في أمثاله منها الفدا
ما عذر قلب لا يبيت لفقده * بلظى الكابة والاسى متوقدا
اليوم ربع المجد صوح نبته * وعدا عليه من العوادي ما عدا
اليوم البست العلى حلل الأسى * اليوم برقعت الهدى ظلم الردى
أين الذي كنا نسود به علا * ونطول فخرا في الأنام وسؤددا
أين الذي قد كان رعي ذمامنا * وحقوقنا فرضا عليه مؤكدا
أين الذي قد كان فيض نواله * غوثا لكل من اعتفى ومن اجتدى
أودعت في الأكباد منا لوعة * يأبى شواظ لهيبها ان يخمدا
ولها بنا شمت الحسود وطالما * قد كنت غيظا للحواسد والعدي
بعدا ليومك انه يوم به * امسى السرور عن الأحبة مبعدا
أ شقيق روحي للأسى خلفتني * قد صرت اهوى ان أ شاطرك الردى
حزني عليك كما علمت مؤبد * لا ينقضي ابدا وان طال المدى
قد كان ليلي قبل يومك أبيضا * واليوم أصبح صبح يومي اسودا
أقسمت بالود القديم وسالف العهد * الذي هو بيننا قد أكدا
لو أن ريب الدهر يقنع بالفدا * لفداك منا كل أشوس أصيدا
يا آل بيت المصطفى والمرتضى * صبرا على ما نابكم وتجلدا
ورضا بحكم الواحد الاحد الذي * هو بالدوام وبالبقاء تفردا
وكفى النفوس تسليا من بعده * بسليله مهدي أرباب الهدى
صدر الأفاضل قدوة العلماء من * بجدوده في القول والفعل اقتدى
علامة العصر النطاسي الذي * عنه حديث الفضل يروى مسندا
المفرد العلم الذي بوجوده * امسى بناء المكرمات موطدا
فهو الذي يحيي ماثر مجده * ويشيد من عليائه ما شيدا
ما سار عن دار الفناء مسارعا * الا ليغتنم النعيم السرمدا
ومذ اغتدى جار الشهيد بكربلا * اضحى بجنات النعيم مخلدا
ليقر عينا حيث حل ببقعة * امسى ثراها للنواظر أثمدا
بشراه قد نال الجنان وجاور * الولدان والحور الحسان الخردا
ولقد جهدت بنظم تاريخ له * فابى علي وبات فكري مجهدا
وقريحتي أمست هناك قريحة * وبقيت من قلقي لذاك مسهدا
فإذا بأعظم هاتف في الغيب لم * أر شخصه قد جاء يعلن بالندا
ان رمت تاريخ الشريف المرتضى * فهلم ارخ قد قضى علم الهدى
سنة 1204.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.