1230ـ 1320
الشيخ محمّد علي بن هلال السوداني الكندي النجفي المعاصر ولد حدود سنة 1230هـ كان شيخاً أشرف على التسعين عمره وهو من أهل الفضيلة والعلم وعد من العلماء الأفاضل والأدباء الأماثل، ظريفاً شاعراً وممن يفهم الشعر وله نظم متوسط في الجودة، وكان محققا في ضبط المواد اللغوية مستحضراً لما يضبطه صاحب القاموس وصاحب الصحاح من النقاط التي افترقا فيها، إضافة إلى أنه مؤرخ كاتب راوية للوقايع التي حدثت بين القبائل العربية في دجلة والفرات، وهو الذي هاجر من عشيرته إلى النجف وحط رحله بها لتحصيل العلم والأدب وكان آباؤه يسكنون في جنوب العراق من عشائر العمارة.
أساتذته:
تتلمذ في الفقه على الشيخ حسن صاحب أنوار الفقاهة كثيراً، وحضر قليلا على الشيخ مهدي بن الشيخ علي نجل كاشف الغطاء، وحضر أخيراً على الأستاذ الشيخ محمّد حسين الكاظمي، وكان الشيخ صابراً على البأساء والضراء حيث كان نصيبه من الدنيا ضئيلاً جداً، وخرج إلى (الحيرة) وبعض المدن الصغيرة على مقربة من النجف داعياً إلى الحق والشرع الشريف لم ينسجم معهم، وكان يقضي أغلب أوقاته مع أحفاد الشيخ كاشف الغطاء في النجف بدارهم، وله مطارحات شعرية ومطايبات مع الأدباء والشعراء، ويروى عنه أنه كان مع أصحابه في مسجد الكوفة الأعظم فسمع رجلاً في بعض المحاريب يصيح بصوت عال أستغفر الله، فأجابه المترجم له دعابة إلاّ من هوى الغيد وصار مستهل قصيدة دالية نظمها على الفور قائلا:
أستغفر الله إلاّ من هوى الغــــــــيد الآنسات الرعابيب الرعاديـــــــد
يبسمن عن واضحات ملؤها خصـــر أشهى وأعذب من ماء العناقيد
من لم تمل للهوى العذرى خليقتـه وليس يصبو إلى غر المناشـــيد
ولم يبت بالغواني قلبه طتـــــــــرباً فذاك أمسى من الصم الجلاميد
نفسي الفداء لبيض زرننا سحـــــراً هيف القدود معاطيف أماليــــــد
عواطياً كالظباء المطفــــــــلات إلى اطلائهن ثوان حال الجيــــــــــد
يحفظن عهد الصبا والدهر ذو غــير ما غير الدهر من تلك المواعـيد
لم أنس ليلة وافينا الكثيب بهــــــــا على خلاء فكانت ليلة العيــــــد
ألهو بنجلاء وحش ملؤها خــــــــبل فعل المدام بالباب المناجيــــــد
طوع العناق رخيم الصوت إن نطقت أنستك حسن تراجيع الأغاريـــد
فليت شعري أكل الناس قد وجـدوا وجدي بأسماء دون الخرّد الخود
أم ليس يشبهني في حبها احــــد ويح الغرام أما يبقي على الصيد
لله در الهوى بل در حاملــــــــــــه أن يفقد الحب حبي غير مفقــود
المصادر :
معارف الرجال / محمد حرز الدين ج2