1178ـ 1233
الميرزا محمّد بن عبد النبي بن عبد الصانع النيشابوري الهندي الاكبر آبادي المشهور بالإخباري، ولد سنة 1178هـ، كان عالماً مرتاضاً محققاً في علم الرمل والجفر، ألف في علم الحرف كتباً كثيرة، أخصائياً في علم السيميا وكان يتصرف بالحروف الهوائية والأسماء الحسنى بمقدرة واسعة، أقام في إيران في عصر السلطان فتح علي شاه القاجاري المتوفى سنة 1250هـ، وكان مقدما عند السلطان لقصة تروى هي أن القائد الروسي (اشبختر) دخل (رشت. وجيلان) بجيشه وتجاوز (أشرف) ولم يكن للسلطان قوة على دفع القائد الجريء، فأشار عليه بعض وزرائه إنك استعن بعلم أبي أحمد الميرزا الإخباري وكلمه في هذا الشأن فكلمه في ذلك وأجاب على تفصيل ذكرناه في كتابنا النوادر، وملخصه أن السلطان انتصر على الروس بقتل قائدهم وهزيمة جيشهم بسبب تدبير الميرزا واشتهر في طهران أن المترجم له ساحر وصار السواد الأعظم يشيرون إليه بالبنان بأنه ساحر السلطان ـ وهذا ديدن السواد يعبرون عما يجهلونه من العلوم بالسحر أو ما شاكله ـ ثم ضايقه الناس في إيران بالتهديد والتوعيد مع إفتاء المفتي بقتله، فقدم العراق وأقام في بلد الكرخ الكاظمية، وصارت له المنزلة العظمى عند والي بغداد قيل هو داود باشا ثم أصبح الميرزا بوجوده أمنع من عقاب الجو ولما نقل الوالي وجاء غيره دبروا قتله، وقد قصده من النجف ستة عشر رجلاً يريدون قتله يقدمهم رجل من أعيان بيوت النجف لا يحسن ذكره وكان قاصداً بقتله التقرب إلى الله تعالى لما وصلوا الكرخ استمالوا المجاورين له بالمال ثم تسلقوا عليه ليلاً وأضرموا عليه النار لإرهابه لكي يخرج من غرفته ويقتلوه قيل وتقدم إليه رجل وجيه فصاح في وجهه الميرزا الإخباري وجن من وقته ودخل غرفته ثم ثقبوا عليه سطح الغرفة وألقوا فيها نفطاً وناراً وخرج مرعوباً إليهم وقتلوه سنة 1233هـ واستبيح جميع ما في داره من الكتب وصار معظمها في النجف، ورأيت له مؤلفين في النجف في علم السيميا والرمل، وبعض كتاب في الجفر والحرف رأيتهما سنة 1311هـ أيام فتنة سر من رأى، وقد صار هذا الكتاب الناقص عند الشيخ حسين الفارسي ايام تردده إلى بغداد واجتماعه بالبيوت القديمة فيها، وقال الشيخ حسين هذا إن جدي كان مع القوم حينما هجموا على المترجم له.
مؤلفاته:
البرهان في التكليف والبيان، في تأسيس نظرية الإخبارية وطريقتهم وتوهين المجتهدين من العلماء الأصوليين، والبنيان المرصوص. في إبطال طريقة علماء الأصول، وقبسة العجول، وكتاب التحفة. فقه من الطهارة إلى الديات، والأمر الصريح في جهر الذكر والتسبيح فارسي، وأصول الدين ورسالة في الاعتذار، وكتاب في الجفر، جليل جداً استعرته من بعض أحفاده وقد كتب فيه صفحات الجفر على أستاذه مير علم الهندي عن أمير المؤمنين عليه السلام وكتاب كبير في الجفر وبعض العلوم الجليلة ، وكتاب ذخيرة الأحباب المعروف بدوائم العلوم في أربعة أجزاء إلى غير ذلك من المؤلفات.
المصادر :
معارف الرجال / محمد حرز الدين ج2