الجمعة , 22 نوفمبر 2024
الرئيسية » شخصيات نجفية » علماء » الشيخ محمّد حرز الدين

الشيخ محمّد حرز الدين

1193ـ 1277

الشيخ أبو المكارم محمّد بن الشيخ عبد الله بن الشيخ حمد الله بن الشيخ محمود حرز الدين المسلمي النجفي، ولد في النجف حدود سنة 1193هـ ونشأ وقرأ مقدمات العلوم فيها، هو عالم علامة محقق له المآثر الجليلة والخصال الحميدة، وكان فقيهاً أصولياً منطقياً أديباً شاعراً، ومن مهرة العلماء في العربية والعروض، حدثنا الفقيه الشيخ إبراهيم الغراوي المتوفى سنة 1306 أن المترجم له من أصحاب الفقيه الأجل الشيخ محمّد الزريجاوي النجفي والسيد أسد الله الأصفهاني وقد يثني على الزريجاوي في المحافل النجفية، وقال الغراوي أيضاً أن للشيخ علي فضلاً ومعروفاً وأيادي بيضاء حتى توفي ونقل مضمون ذلك بعض المشايخ المعاصرين، ومن أصحابه الاخلاء الفاضل الأديب السيد حسين بن السيد حسن آل ابي زوين، سافر الشيخ إلى إيران لزيارة الامام الرضا عليه السلام وفي رجوعه صير طريقه على أصفهان لملاقاة صديقه العالم السيد أسد الله الأصفهاني صاحب الكري في النجف المتوفى سنة 1290هـ وحل ضيفا على السيد فأفضل في إكرامه وتبجيله ونوه باسمه وإظهار فضيلته علانية في محافل أصفهان والتمس منه الإقامة في أصفهان على أن يكون مدرساً فلم يؤثر على النجف شيئاً، وأراه الجامع الذي أحدثه السيد والده بعد قدومه من الحج سنة 1230هـ في محلته بيد آباد، وكتب الشيخ شيئاً ضافياً عن سيرة السيد محمّد باقر حجة الإسلام وإقامته للحدود في أصفهان إلى غير ذلك ومكث في أصفهان أشهراً ثم غادرها قاصداً النجف باستعجال، ومرض الشيخ عمي في أثناء الطريق عند انصرافه من كرمانشاه حتى قدم النجف ثم ثقل مرضه الذي توفي فيه في السنة التي توفي فيها أخوه الحجة الشيخ علي بن الشيخ عبد الله والدنا، وحدثنا أيضا الأستاذ الغراوي أن الشيخ المترجم له لما توفي أصيب به أهل العلم واغتموا لأجله لخصال فيه توجب ذلك كإيثاره المحتاجين من طلاب العلم على نفسه وتحمله من الجهد ما لا يتحمله غيره في سبيل المؤمنين، وكان يوم وفاته مشهودا في النجف انتهى.

 أساتذته:

تتلمذ في الفقه على الشيخ صاحب الخيارات المتوفى سنة 1253هـ والشيخ محمّد حسن باقر صاحب الجواهر الفقه والأصول، والسيد مهدي القزويني المتوفى سنة 1300، وحضر يسيراً درس الشيخ محمّد حسين الكاظمي.

مؤلفاته:

كتاب الحج فقه استدلالي مبسوط جداً يوجد في مكتبتنا بخطه، وكتاب الحاشية في المنطق على شرح الشمسية بخطه، والمصباح وهو كتاب جامع في أعمال المساجد الأربعة المعظمة والأوراد والأدعية المأثورة، وكتاب في الحديث، ومقتل يتضمن شهادة الامام الحسين عليه السلام وأصحابه في واقعة الطف وفيه بعض مرثياته، ومجموع يشتمل على جملة من مراثيه ومراثي وبعض معاصريه كالشيخ عبد الحسين محيي الدين والشيخ عبد الحسين الأعسم وفيه عدة قصائد في الغزل والنسيب، وكتاب شرح الحديث ـ هو شرح لكتاب أستاذه السيد القزويني شارحاً ما نظمه خاله العلامة السيد بحر العلوم من مضمون الحديث ـ قال في المقدمة الحمد لله الذي هدانا إلى السبيل بمعرفة البرهان والدليل… أما بعد فيقول العبد الجاني طالب العفو من الكريم الودود محمّد بن عبد الله بن حمد بن محمود حرز الدين المسلمي، قال في نظم الحديث:

ومشى خير الخلق بابن طاب          يفتح منه أكثر الأبــــــــــــــواب

وذكر الشيخ في شرحه أربعين باباً بخطه، وتتلمذ عليه جماعة منهم الشيخ إبراهيم السوداني كما حدثنا عنه السوداني.

وفاته:

توفي في النجف سنة 1277هـ بداره بمحلة المسيل قرب مقبرة الصفا غربي البلد ودفن في وادي السلام بمقبرة آل حرز الدين ولم يختلف سوى بنتين. ومن شعره في رثاء الحسين عليه السلام قصيدة ميمية في 65 بيتا مطلعها:

قف بالديار وسل عن جيرة الحــــرم          أهل أقاموا برضوى أم بذي ســـلم

أم يمموا الصعب قوداً نحو قارعــــة          ومحنة رسمت في اللوح بالقـــــلم

أم للردى شمرت تسعى ركائبـــهم          تطوى القفار كنسر البيد من همــم

أم قد غدا في لظى الرمضاء ركبهم          نحو الردى والهدى لله من حكـــــم

يستنهض السير نحو الموت متشحاً          بردا المكارم والتبجيل من كــــــرم

ومنها:

غرثي عطاشا على الأعداء قد هدرت              هدر الأسود على الآساد والغنم

فوق الثرى غودروا صرعى على ظمأ               والماء حف بعوج البيض والخذم

يستقبلون المواضي والقناطـــــــر با                ما بين منتدب شوقاً ومبتســـــم

في كل معترك تحكى صوارمهــــــم                جزر المدى بيد الجزار للنعـــــــم

يقتادهم بطل في ظهر سابحــــــــة                تجري بموج من الأبطال ملتطـــم

إن شمرت للردى في الكون عــادية                أرني كليث على الأعداء مبتســم

كأنه وهو فرد في عجاجــــــــــــتها                 ليث يشد على الأبطال في الأجم

وله في رثاء مسلم بن عقيل عليه السلام:

أللدار أبكي إذ تحمل أهلــــها              أم السيد السجاد أم أبكي مسلما

همام عليه الكون ألوى عنانه              وخانت به الأقدار لما تقدمـــــــــــا

تجمعت الأحزاب تطلب ذحلها             عليه وفيها العلج عدواً تحكـــــــما

كأني به بين الجماهير مفرداً              يحطم في الحامين لدناً ولـــــهذما

 وقال في تخميس أبيات الجزّيني الكناني في مدح زيد بن علي عليهما السلام:

أبي يرى أن المصاليت والقـــنا           لديها المعالي في الكريهة تجتنى

تولت حيارى القوم تطلب مأمناً           لما تردى بالحمائل وانثـــــــــــنى

                          يصول بأطراف القنا والذوابل

فتى كان لا يهفو حذاراً جــــــنانه            وقوع العوالي في الكريهة شانه

ولما انثنى للشوس يعدو حصانه             تبينت الأعداء أن سنـــــــــــــانه

                            يطيل حنين الأمهات الثواكل

همام إذا ما القمضبية في اللقا            تحوم تراه في الكتيبة فيلقا

ولما علا ظهر المطهم وارتقــــى            تبين منه مبسم العز والتقى

                           وليداً يفدى بين أيدي القوابل

ورثا ولده جعفر وكان شاباً بعدة قصائد منها:

على الدهر بالنكبات صـــــــالا          وفاجئني بنكبته اغتــــــيالا

وأوهى جانبي فصار جسمي          لما ألقاه من زمني خــــلالا

وألم ما لقيت من الــــــــرزايا           فراق أحبة خفوا ارتحــــــالا

ومن شأن القروح لها اندمـال            وقرحة جعفر تأبى اندمـــالا

أروم سلوه فتقول نفســــي            رويدك لا تسل مني محــالا

أراني كلما أبصرت شــــــيئاً             تخيل مقلتي منه خــــــيالا

وقد أثبتنا له عدة قصائد في الجزء الثاني من النوادر.

المصادر :

معارف الرجال / محمد حرز الدين ج2

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.