الخميس , 2 مايو 2024
الرئيسية » أ » السيد أبو الفتح عز الدين نصر الله بن الحسين الحائري

السيد أبو الفتح عز الدين نصر الله بن الحسين الحائري

اعيان الشيعة/ج10

 السيد أبو الفتح عز الدين نصر الله بن الحسين بن علي الحائري الموسوي الفائزي المدرس في الروضة الشريفة الحسينية المعروف بالمدرس وفي كلام عبد الله السويدي البغدادي انه يعرف بابن قطة وكذا في نشوة السلافة.
وفاته
استشهد بقسطنطينية على التشيع سنة 1155 أو 53 عن عمر يقارب الخمسين.
نسبته الفائزي نسبة إلى عشيرته ويسمون آل فائز أو آل أبي فائز وفيهم يقول المترجم من قصيدة يرثي بها والدته:

كيف لا وهي لب آل فائز * من هديهم به الاقتداء
معشر شاد مجدهم وعلاهم * سيد المرسلين والأوصياء
سادة قادة كرام عظام * علماء أئمة أتقياء
لهم أوجه تنير الدياجي * ما أظلت نظيرها الخضراء

 لست تلقى سواهم قط قطبا * ان أدارت ارجاءها الهيجاء

والحائري نسبة إلى الحائر الحسيني وهو كربلاء فإنها تسمى بالحائر أقوال العلماء في حقه عالم جليل محدث أديب شاعر خطيب كان من أفاضل أهل العلم بالحديث متبحرا في الأدب والتاريخ حسن المحاضرة جيد البيان طلق اللسان ماهرا في العربية خطيبا مصقعا شارعا مفلقا.وقال في حقه السيد عبد الله ابن السيد نور الدين ابن السيد نعمة الله الجزائري في اجازته الكبيرة وبعض نقل ترجمته عن رسالة حفيده المذكور المطبوعة في الهند ولعلها هي الإجازة المذكورة قال: كان آية في الفهم والذكاء وحسن التقرير وفصاحة التعبير شاعرا أديبا له ديوان حسن وله اليد الطولى في التاريخ والمقطعات وكان مرضيا مقبولا عند المخالف والمؤالف اه.

وممن ذكره عصام الدين العمري الموصلي في كتابه الروض النضر في ترجمة أدباء العصر فاورد فيه اسجاعا كثيرة من جملتها: العلامة السيد نصر الله المشهدي الحسيني:

وحيد أريب في الفضائل واحد * شذا مثل بسم الله فهو مقدم

إذا كان نور الشمس لازم جرمها * فطلعته الزهراء نور مجسم

واسطة عقد بيت السيادة وإكليل هام النجابة والسعادة تجسم من شرف باهر وكرم سعى إليه الظلف والحافر قد جمع اشتات الكمال وملك أصناف المعال فهو مزن الفضل الهاطل وعقد جيد الأدب العاطل سما بعلمه وكماله فلم تر العيون مثل طلعته ولا رقى أهل الأدب إلى أكرم من تلعنه فادبه مما يبهر العقول ويحير افهام الفحول قد عاشرته فرأيت منه في معرفة أبيات العربية ما يعيي الفصحاء ويبهر البلغاء فمما اتفق انه في مجلس السيد عبد الله كاتب ديوان بغداد قرأت أبياتا من ديوان أبي تمام فكشف عن خرد تلك الابكار كثيف اللثام فرأيت منه كل غريب ومعرفة ما نالها في هذا العصر أديب بفصاحة بيان وطلاقة لسان فلم أر فيمن رأيته مثل هؤلاء الثلاثة العلامة صبغة الله والسيد عبد الله وهذا الفاضل بحور أدب لا يحتاجون في السؤال والجواب إلى مراجعة رسالة أو كتاب له شعر رائق ونثر فايق مع أنه لم يعتن بذلك حصده كف الدهر ولم يواع صفوة شبابه ولا كثرة علمه وآدابه.

مشايخه
منهم المحدث السيد باقر المكي ويروي عنه بالإجازة عن السيد علي خان المدني ومنهم الشيخ احمد الجزائري والمولى محمد حسين الطوسي البغجمي والمولى محمد صالح الهروي والشيخ علي بن جعفر بن علي بن سليمان البحراني والشريف أبو الحسن بن محمد طاهر الفتوني العاملي الغروي ويروي عنه عن المجلسي والشيخ علي ابن الشيخ محمد قنديل والميرزا عبد الرحيم وللمترجم طرق كثيرة اوردها في كتابه سلاسل الذهب.

تلاميذه ومن يروي عنهم تلمذ عليه جماعة منهم أبو الرضا أحمد بن الحسن النحوي الشهير بالشيخ احمد النحوي والسيد حسين ابن المير رشيد التقوي الحائري وغيرهما، ويروي عن جماعة من العلماء منهم المحدث الجليل محمد باقر المكي تاريخها سنة 1130 عن السيد علي خان المدني شارح الصحيفة ومنهم الشيخ احمد الجزائري تاريخها سنة 1126 عن المولى محمد نصير عن المولى محمد تقي المجلسي ومنهم المولى محمد حسين الطوسي البغجمي تاريخها سنة 1125 عن الحر العاملي والمولى محمد باقر المجلسي والمولى الفاضل محمد أمين الكاظمي صاحب المشتركات ومنهم الشيخ علي بن جعفر بن علي بن سليمان البحراني عن أبيه عن أبيه عن الشيخ البهائي ومنهم المولى أبو الحسن الشريف العاملي الغروي تاريخها سنة 1127 عن العلامة المجلسي والسيد محمد صالح الخاتون آبادي ومنهم الشريف أحمد بن محمد مهدي الخاتون آبادي تاريخها سنة 1124 ذي القعدة ومنهم المولى محمد صالح الهروي ومنهم الشيخ ياسين بن صلاح الدين بن علي بن ناصر بن علي البلادي البحراني واما من يروي عن السيد نصر الله فأكثر من أن يحصوا كما يظهر من الإجازات.
سيرته
كان يدرس في الروضة الشريفة الحسينية وكان زوارا للأمراء كثير السفارة فيما بينهم خرج إلى إيران وطاف فيها وأقام مدة، من جماعي الكتب والآثار. وفي اجازة السيد عبد الله الجزائري المتقدمة انه سافر إلى إيران مرارا ورزق من أهلها الحظ العظيم وقدم إلى بلادنا سنة 1142 وفيها عساكر خراسان واتصل بفهرمان العسكر فبجله وعظم امره وصعد معهم إلى بلاد العراق وخراسان ثم رأيته ببلدة قم أوان انصرافي إلى زيارة الرضا ع وكان يدرس بالاستبصار ويجتمع في مدرسته جمع كثير من الطلبة وغيرهم اعجابا منهم بحسن منطقه وكان حريصا على جمع الكتب موفقا في تحصيلها حدثني انه اشترى في أصفهان زيادة على ألف كتاب صفقة واحدة بثمن بخس ورأيت عنده من الكتب الغريبة ما لم أره عند غيره منها تمام مجلدات البحار وكان بعضها لم يخرج إلى البياض فيقال ان الميرزا عبد الله بن عيسى الأفندي كان له اختصاص ببعض ورثة المجلسي وهو الذي صارت هذا الأجزاء في سهمه عند تقسيم الكتب فاستعارها منه ونقلها إلى البياض بنفسه ثم لما قسمت كتب الميرزا عبد الله بين ورثته وحصل لي اختصاص بالذي وقعت في سهمه استعرتها واستكتبتها ولم يكن عندي درهم واحد فسخر الله من بذل المئونة حتى كملت ثم إن هذه الكتب بقيت مخزونة عند ورثة السيد نصر الله وأظنها تلفت ولما سار إلى مشهد الرضا حصلت بينه وبين المولى رفيع الدين الجيلاني المقيم بالمشهد منافرة انتهت إلى الهجرة والقطيعة لأسباب لا حاجة إلى ذكرها فرجع السيد إلى موطنه. ولما دخل سلطان الفرس المشاهد المشرفة في النوبة الثانية وتقرب إليه السيد أرسله بهدايا وتحف إلى الكعبة المعظمة فاتى البصرة وسافر إلى الحجاز من طريق نجد وأوصل الهدايا وأتى إليه الامر بالشخوص سفيرا إلى سلطان الترك لمصالح تتعلق بأمور الملك والملة فلما وصل إلى قسطنطينية وشي به إلى السلطان بفساد المذهب وأمور أخر فاحضر وقتل
شهيدا وقد تجاوز عمره الخمسين رحمة الله عليه وكان كثير التعويل على المنامات يتطلب لها وجوه التفاسير والتعابير اه.
قال المؤلف: المراد بسلطان الفرس نادر شاة وبسلطان الترك السلطان محمود الأول وكان المتولي لامارة مكة الشريف مسعود بن سعيد.

مؤلفاته
له: 1 الروضات الزاهرات في المعجزات بعد الوفاة 2 سلاسل الذهب المربوطة بقناديل العصمة الشامخة الرتب 3 رسالة في تحريم الدخان 4 ديوان شعر جمعه الشيخ حسين بن عبد الرشيد نزيل النجف الأشرف رأيت منه نسخة في العراق سنة 1352 وغير ذلك.

شعره
لما ذهب نادر شاة قبة أمير المؤمنين ع سنة 1155 قال المترجم قصيدة يمدح بها أمير المؤمنين ع ويؤرخ التذهيب وقد خمسها تلميذه الشيخ احمد النحوي وهي:

إذا ضامك الدهر يوما وجارا * فلذ بحمى امنع الخلق جارا
علي العلي وصنو النبي * وغيث الورى وغوث الحيارى
هزبر النزال وبحر النوال * وشمس الكمال التي لا توارى
إلى أن يقول في وصف القبة:
هي الشمس لكنها مرقد * لظل المهيمن جل اقتدارا
هي الشمس لكنها لا تغيب * ولا يحسد الليل فيها النهارا
هي الشمس والشهب في ضمنها * قناديلها ليس تخشى استتارا
عروس تجلت بوردية * ولم ترض غير الدراري نثارا
فها هي في تربها والشعاع * جلاها لعينيك درا صغارا
بدت تحت احمر فأنوسها * لنا شمعة نورها لا يوارى
هو الشمع ما احتاج للقط قط * ولا النفخ اطفاه مذ أنارا
ملائكة العرش حفت به * فراشا ولم تبغ عنه مطارا
هي الترس ذهب ثم استظل * به فارس ليس يخفي افتقارا
وياقوتة خرطت خيمة * على ملك فاق كسرى ودارا
وحق عقيق حوى جوهرا * تخطى الجبال وعام البحارا
ولم يتخذ غير عرش الاله * له معدنا وكفاه فخارا
حميا الجنان له نشوة * تسر النفوس وتنفي الخمارا
إذا رشقتها عيون الوفود * تراهم سكارى وما هم سكارى
عجبت لها إذ حوت يذبلا * وبحرا بيوم الندى لا يجارى
وكنت أفكر في التبر لم * غلا قيمة وتسامى فخارا
إلى أن بدا فوقها يخطف النواظر * مهما بدا واستنارا
وما يبلغ التبر من قبة * بها عالم الملك زاد افتخارا
ومذ كان صاحبها للإله * يدا ابدا نعمة واقتدارا
يد الله من فوق أيديهم * بدت فوق سر طوقها لا توارى
وقد رفعت فوق سر طوقها * تشير إلى وافديها جهارا
هلموا إلى من يفيض اللهى * ويردي العدى ويفك الأسارى
وتدعو اله السما بالهنا * لمن زار اعتابها واستجارا
قد اتصلت بذراع النجوم * وقد صافحتها الثريا جهارا
وكف الخضيب لها قد عنا * غداة اختفى وهي تبدو نهارا
قلائدها الشهب والنجم قد * غدا شنفها والهلال السوارا
وبالاي خوف عيون الأنام * ممنطقة قد بدت كالعذارى
غلت في السمو فظن الجهول * بان لها عند كيوان ثارا
وكيف وكيوان والنيرات * بها من صروف الزمان استجارا
ترى الوفود الندى حولها * طوافا باركانها واعتمارا
وفي قصر غمدان بان القصور * غداة تجلت وان عز دارا
ومهما بدا طاق ايوانها * أرانا الإله هلالا أنارا
لعين ذكاء غدا حاجبا * بنور أحال الليالي نهارا
هلال السماء له حاسد * لذلك دق وابدى اصفرارا
هلال لصوم وفطر غدا * لهذا يسر ويسمو فخارا
له طاق كسرى غدا خاضعا * وقد شق من غيظه حين غارا
ولما بدا لي المناران في * حماها الذي في العلى لا يبارى
هما الهرمان بمصر الفخار * أبانا عجائب ليست تمارى
عمودا صباح ولكن هما * معا صادقان لنا ان أنارا
أحاطت بها حجرات بها * نقوش بزينتها لا توارى
لأطلس أفلاكها فاخرت * بموشي برد به الطرف حارا
أزاهر روض ولكنها * أبت منة السجب الا اضطرارا
فثغر الأقاحي بها ضاحك * وان لم يرق جفن مزن قطارا
ونرجسها طرفه لا يزال * يلاحظ للحب ذاك المزارا
كوشي الحباب وكالوشم في * معاصم بيض جلتها العذارى
وقد أخجلت ارما فاغتدت * محجبة لا تميط الخمارا
بها الآي تتلى وتحيي العلوم * فيشفى غليل القلوب الحيارى
هي النار نار الكليم التي * عليها الهدى قد تبدت جهارا
تبدى سناها عينا فأرخت * آنست من جانب الطور نارا 1155
ومن شعره ما أرسله إلى صاحب نشوة السلافة:
سلام كنشر الروض إذ جاده القطر * وكالدر في اللألاء إذ حازه البحر
أخص به المولى سليل بشارة * أخا الفضل من في مدحه يزدهي الشعر
فتى فاز بالقدح المعلى من العلى * وحاز علوما لا يحيط بها الحصر
طوى سبل العلياء في متن سابق * لهمته القعساء عثيره الفخر
وبعد فان الحال من بعد بعدكم * كحال رياض الحزن فارقها القطر
فلله ليلات تقضت بقربكم * ولم يذو من روضات وصلكم الزهر
وإذ مورد اللذات صاف وناظري * يزيل قذاه منكم منظر نضر
فلا تقطعوا يوما عن الصب كتبكم * ففي نشرها للميت من بعدكم نشر
ولا برحت تبدو بأفق جبينكم * نجوم السعود الزهر ما نجم الزهر
وله يرثي الحسين ع:
يا شموسا في الترب غارت وكانت * تبهر الخلق بالسنا والسناء
يا جبالا شواهقا للمعالي * كيف و ارتك تربة الغبراء
يا بحارا في عرصة الطف جفت * بعد ما أروت الورى بالعطاء
يا غصونا ذوت وكان جناها * داينا للعفات في اللأواء
آه لا يطفئ البكاء غليلي * ولو اني اغترفت من دأماء
كيف يطفى والسبط نصب لعيني * وهو في كربة وفرط عناء
لست أنساه في الطفوف فريدا * بعد قتل الأصحاب والأقرباء
فإذا كر فر جيش الأعادي * وهم كثرة كقطر السماء
فرموه بأسهم الغدر بغيا * عن قسي الشحناء والبغضاء

ومن الجد قد دنا قاب قوسين * من الله ليلة الاسراء
فاتاه سهم رماه عن السرج * صريعا مخضبا بالدماء
فبكته السما دما وعليه الجن * ناحت في صبحها والمساء
أبا بني احمد سلام عليكم * من حزين مقلقل الأحشاء
يشتكي من حواسد في * هواكم ومدحكم والرثاء
فلئن كان ما يقولون عيبا * فهو تاجي وطوق جيد سنائي
طينتي خمرت بماء ولاكم * وأبونا ما بين طين وماء
وانا العبد ذو الجرائم نصر الله * نجل الحسين حلف البكاء
ارتجى منكم شرابا طهورا * يثلج الصدر يوم فصل القضاء
فاسمحوا لي به وكونوا ملاذي * من خطوب الزمان ذي الاعتداء
وعليكم من ربكم صلوات * تتهادى ما فاح نشر الكباء
وله في رثاء الحسين ع:
يا بقاع الطفوف طاب ثراك * وسقى الوابل الملث حماك
وحماك الاله من كل خطب * فلقد اخجل النجوم حصاك
ووجوه الملوك تحسد فرشا * تحت اقدام زائر وافاك
حيث قد صرت مرقدا لامام * واطئ نعله لفرق السماك
الحسين الشهيد روحي فداه * نجل مخدوم سائر الأفلاك
شنف عرش الاله مولى نداه * طوق جيد الأقيال والأملاك
أفتك الناس يوم طعن وضرب * وهو مع ذاك انسك النساك
وقال يرثي الحسين ع من قصيدة:
هل المحرم فاستهل دموعي * واثار نار الوجد بين ضلوعي
وأمات سلواني وأحيا لوعتي * وأطال احزاني وروع روعي
هذا هلال لاح أم هو خنجر * طعن الفؤاد فبأن طيب هجوعي
يا ليته طول المدى لم يبد من * حجب السرار ولم يفز بطلوع
ما هل الا جددت حلل الأسى * وتداعت الأحشاء للتقطيع
إذ كان يذكرني مصيبة ذي على * فوق السماوات العلى مرفوع
سبط النبي المصطفى خير الورى * أكرم به من منعم وشفيع
فهوى صريعا بالدماء مرملا * أفديه من دامي الجبين صريع
فاسودت الآفاق والدنيا غدت * مقلية المنظور والمسموع
أ تموت عطشانا وكفك سحبها * كم أنبتت للناس زهر ربيع
قد قلت للورقاء لما ان غدت * تبدي الأسى بالنوح والترجيع
ما من تباكى مثل من يبكي دما * فضح التطبع شيمة المطبوع
وله وقد كتبه على باب من أبواب الطارمة المقدسة الحسينية:
أيها الزوار نلتم * ههنا اقصى المرام
هذه جنات عدن * فادخلوها بسلام
وله وقد كتبه على باب آخر من أبوابها الشريفة:
زائري سبط أحمد * منبع الرشد والهدى
هذه باب حطة * فأدخلوا الباب سجدا
وله وقد كتبت على باب من أبواب المشهد الحائري:
هذه باب لجنات النعيم * سقفها رضوان رب العالمين
حيث قد شرفها الله بمن * جده مخدوم جبرئيل الأمين
الحسين المجتبى بحر الندى * در تاج الشهداء الأكرمين
فحماها الله من باب غدت * تطرد الاعدا وتاوي الخائفين
وله:
ولست أعد الشعر فخرا وانني * لأنظم منه ما يفوت الدراريا
ولكنني احمي حماي واتقي * عداي وارمي قاصدا من رمانيا
وان رمت لي فخرا عددت من العلى * مزايا عظاما لا عظاما بواليا
على انني من هاشم في صميمها * وحسبك بيتا في ذرى المجد ساميا
وقال يعتذر إلى بعض أجلاء السادات واسمه السيد مرتضى من هفوة
صدرت منه وكان مسافرا:
يا أيها المولى الذي هو مرتضى * بين الأنام وفضله مشهور
لا تنكروا تقصيرنا في حقكم * ان المسافر شانه التقصير
وله مشطرا بيتي دعبل الخزاعي:
لا اضحك الله سن الدهر ان ضحكت * ولا تبسم في افنانه الزهر
ولا مشي في الورى حاف ومنتعل * وآل احمد مظلومون قد قهروا
مشردون نفوا من عقر دارهم * فليس يأويهم بدو ولا حضر
جنوا ثمار المنايا وهي يانعة * كأنهم قد جنوا ما ليس يغتفر
وله مشطرا بيتي أبي نواس في الرضا ع:
إذا عاينتك العين من بعد غاية * ونورك يسمو البدر والشمس لا يخبو
وأدهشت الابصار من عظم ما رأت * وعارض فيك الشك أثبتك القلب
ولو أن قوما يمموك لقادهم * سنا وجهك الوضاح والسائق الحب
وان خسئت ابصارهم بالسنا يقد * نسميك حتى يستدل بك الركب
وله مشطرا أبيات أبي نواس في أهل البيت ع:
مطهرون نقيات ثيابهم * والذكر يشهد والقرآن والسير
تجري مجاري نداهم للأنام كما * تجري الصلاة عليهم كلما ذكروا
من لم يكن علويا حين تنسبه * فليس يعلو له قدر ولا خطر
وكيف يسحب ذيل الفخر يوم علاء * وما له من قديم الدهر مفتخر
الله لما برى خلقا فاتقنه * ولاكم امره فالكل مفتقر
وحيث كنتم لسر الله أوعية * صفاكم واصطفاكم أيها الغرر
فأنتم الملأ الاعلى وعندكم * توراة موسى وما قد أودع الخضر
والصحف أجمع والإنجيل يتبعها * علم الكتاب وما جاءت به السور
وله تشطير بيتي مجنون ليلى:
أمر على الديار ديار ليلى * فالقى العاشقين بها حيارى
واطلب غفلة الرقباء عني * فالثم ذا الجدار وذا الجدارا
وما حب الديار شغفن قلبي * وان حازت محاسن لا تبارى
وكانت كالجنان مزخرفات * ولكن حب من سكن الديارا
قال عصام الدين: اتفق ان حضرنا معه في مجلس وانا شاب إذ ذاك
فجرى ذكر القريض فقال رأيت على باب مرقد أحد الصحابة مكتوبا بيتان

 من الشعر وقد خمستهما وشطرتهما وطلب مني ان اخمسهما قبل ان ارى
تخميسه فقلت:

قد ضاقت السبل والأرواح في وهج * والضر في القلب والاحشاء والمهج
بالله أقسم لا بالبيت والحجج * لن أبرح الباب حتى تصلحوا عوجي
وتقبلوني على عيبي ونقصاني
قد أسعر القلب والعينان في ذرف * والصدر في قلق والروح في تلف
وقد أتيت لدفع الحزن واللهف * فان رضيتم فيا عزي ويا شرفي
وان أبيتم فمن أرجو لغفراني
فاعترض على قوله بالله أقسم لا بالبيت والحجج حيث وقع القسم
بالله لا بالحجج فأجبته بقول الشيخ عبد الغني النابلسي:
بالله أقسم لا بالذاريات ولا * بالعاديات ولا بالنجم والفلق
فاستحسن الجواب ثم أنشدني تخميسه وهو:
يا سادة نورهم في الصبح كالبلج * وفيض نائلهم للوفد كاللجج
وترب اعتابهم كالمسك في الأرج * لن أبرح الباب حتى تصلحوا عواجي
وتقبلوني على عيبي ونقصاني
سودت وجهي بما أودعت في صحف * وقد مددت إليكم كف معترف
بالذنب من أبحر الغفران مغترفي * فان رضيتم فيا عزي ويا شرفي
وان أبيتم فمن أرجو لغفراني
وله في أمير المؤمنين ع:
يا عين هذا المرتضى حيدر * هذا البطين الأنزع الأطهر
هذا الذي رايات أوصافه * في راحة الذكر غدت تنشر
واليوم أكملت لكم دينكم * عن سر ما قد قلته تخبر
هذا الذي للناس في سيفه * وسيبه النيران والابحر
هذا الذي ارغم صمصامه * أنف قريش بعد ما استكبروا
وجدل الأبطال في بدرهم * ووجهه كالشمس إذ تسفر
هذا الذي لو كانت الجن والإنس * واملاك السما تسطر
وكانت الأشجار أقلامهم * وحبرهم ما حوت الأبحر
لم يحرزوا معشار عشر الذي * له من الفضل ولم يحصروا
أحسن بها من روضة غضة * أريجها كالمسك بل اعطر
ودت دراري الشهب لو أنها * على ثراها كالحصى تنثر
وكيف لا وهي جناب لمن * دان له الأسود والأحمر
من شرف البيت بميلاده * وحجره والحجر الأنور
وقد صفا عيش الصفا فيه والمروة * أضحت بالهنا تخطر
وكم به نالت منى من منى * قبل بها بشرت الأعصر
وزال خوف الخيف فيه وقد * تنعم التنعيم والمشعر
فاسمع أمير النحل نظما غدا * كالشهد ألباب الورى يسحر
وكن كفيلا بخلاص امرئ * ما زال في بحر الخطا يغمر
وقال في التشوق إلى كربلاء المشرفة ومدحها ومدح ريحانة رسول الله ص أبي عبد الله الحسين ع:
يا تربة شرفت بالسيد الزاكي * سقاك دمع الحيا الهامي وحياك
زرناك شوقا ولو أن النوى فرشت * عرض الفلاة لنا جمرا لزرناك
وكيف لا وقد فقت السماء علاء * وفاق شهب الدراري الغر حصباك
وفاق ماؤك أمواه الحياة وقد * ازرى بنشر الكبا والمسك رياك
رام الهلال وان جلت مطالعه * ان يغتدي نعل من يسعى لمغناك
وودت الكعبة الغراء لو قدرت * على المسير لكي تحظى بمرآك
اقدام من زار مثواك الشريف غدت * تفاخر الرأس منه طاب مثواك
ولا تخاف العمى عين قد اكتحلت * أجفانها بغبار من صحاراك
فأنت جنتنا دنيا وآخرة * لو كان خلد فيك المغرم الباكي
وليس غير الفرات العذب فيك لنا * من كوثر طاب حتى الحشر مرعاك
وسدرة المنتهى في الصحف منك زهت * طوبى لصب تملى من محياك
كم خضت بحر سراب زادني ظما * سفينة العيس من شوقي للقياك
كم قد ركبت إليك السفن من شغف * فقلت يا سفن بسم الله مجراك
لله أيام انس فيك قد سلفت * حيث السعادة من أدنى عطاياك
فكم سقيت بها العاني كؤوس منى * ممزوجة بالهنا سقيا لسقياك
وكم قطفنا بها زهر المسرة من * وصال قوم كرام الأصل نساك
كأنهم أبحر جودا ولفظهم * كأنه درر من غير أسلاك
فالآن تنهل سحب الدمع من كمد * مهما تبدت بروق من ثناياك
وها انا اليوم بكاء تساورني * من الأسى جية تعزى لضحاك
حياك ربي وحيا سادة نزلوا * في القلب منى وان لاحوا بمغناك
ولا برحت ملاذا للأنام ومصباح * الظلام وبرء المدنف الشاكي
وأرسل إلى الحاج محمد جواد عواد البغدادي بهذه الأبيات:
ما عليكم لوجدتم بالتلاقي * وشفعتم تقبيلكم بالعناق
فلو انا على اللقاء قدرنا * لسعينا ولو على الأحداق
لكن الدهر خاننا فسقانا * بعد شهد الوصال صاب الفراق
فإلى الله لا إلى العبد نشكو * ألم البعد فهو مر المذاق
فاعد لي يا دهر تلك الليالي * مع رفاق أكرم بهم من رفاق
أسد في الحروب تثني عليهم * ألسن السمر والصفاح والرقاق
نشرت راية الثناء عليهم * بيمين السخاء في الآفاق
قيدوا أنفس الورى في هواهم * فهو طوع لهم على الاطلاق
وبهم زين الزمان فهم في * عنق الفخر منه كالأطواق
سيما الماجد الجواد الذي قد * ملك المكرمات باستحقاق
فإذا ما جرى بمضمار نظم * يغتدي محرزا يراع السباق
ولكن قال غيره الشعر لكن * صهيل الجواد غير النهاق
فسوى النصر ما له من قرين * في المعالي وفي المعاني الدقاق
فهما قرقدا سما الفخر قرطا * سمعي المجد بين أهل العراق
إذ هما قد تشطرا ضرعي الجود * وحفظ الاخاء والميثاق
فسلام عليهما ما تثنت * قضب الوجد من نسيم اشتياق
وقال وأرسلها إلى مكة إلى الحاج محمد جواد المتقدم الذكر:
يا من غدا جارا لزمزم والصفا * عيشي وحق الله بعدك ما صفا
ولقد عجبت لعاذل ما انصفا * أيظن قلبي من حديد أو صفا
ما للعذول وما لي * روحي فداك ومالي
مولاي ملك الوجد بعدك ما عفا * عن مغرم منه التجلد قد عفا
عمن له شحط النوى قد اضعفا * فعلى حياتي بعد بعدكم العفا
يا من بهم انا غالي * وبحبهم انا غالي
يا أيها المولى العزيز المصطفى * دمعي غدا يحكي السحاب الأوطفا

لكن لهيب الشوق فيه ما انطفى * والقلب في ابحار همي ما طفا
لمدحكم انا تالي وسمتكم انا تالي * يا من لآثار المكارم قد قفا
يا من محيا من يعاديه قفا * يا من لعسال المعالي ثقفا
يا من بمركز حبه لي اوقفا * ثوب اصطباري بالي إذ قد توزع بالي
يا من لنا راح إلهنا قد ارشفا * يا من برقية وصله لي قد شفى
لهب الجوى لمدامعي ما نشفا * والقلب من نار الغرام على شفا
حيث السرور ملا لي * مذ غبت كأس ملال
يا ماجدا للنوم عن عيني نفى * يا من لجسمي بالنوى قد أدنفا
يا من لسمعي نظمه قد شنفا * يا من عصيت لأجله من عنفا
بقيت والحال حالي * وبالمسرة حالي
فاجابه الحاج محمد جواد يقول:
يا من غدا جارا لسبط المصطفى * يا من حكى بالجود خالا اوطفا
يا سيدا اهدى لنا وتعطفا * نظما ارق من النسيم والطفا
غدا كسحر حلال * وشهده قد حلا لي
أحيا فؤادا صبره منه عفا * وأذابه فرط الغرام واضعفا
وبقرب لقياكم له مذ اسعفا * شكر الزمان وعن خطاياه عفا
لله بدر النوال * جلا ظلام النوى لي
يا ماجدا لذرى المعالي أشرفا * يا غيث جود بالتكرم اسرفا
يا من لاثواب التأدب قد رفا * يا من له الافضال أصبح مطرفا
يا من نداه حلالي * بأنه ذو جلال
يا كنز فضل بالندا لي قد قفا * ببديع نظم راح يحكي القرقفا
يا من لجاري مدمعي مذ اوقفا * في حبه عن سحه ما اوقفا
يا صادقا في الخلال * جسمي قد غدا كالخلال
يا من لقلبي بالجوى قد اتحفا * يا من لجسمي بالنوى قد انحفا
يا من أطعت بحبه من ألحفا * وعصيت ما قال العذول وصحفا
يا سبط أشرف آل * اني بمدحك آل
يا بحر علم قد طما ان صنفا * يا طود حلم فيه فاق الأحنفا
لي فيك قلب للقلا ما جنفا * كلا ولا مولى سواك استأنفا
لا زلت للمجد عال * وللمفاضل عال
وأرسل المترجم إلى الحاج محمد جواد هدية من الباذنجان وكتب معها
هذين البيتين:
أيا ماجدا ان رمت يوما مديحه * فاحسانه يملي علي واكتب
دجنة باذنجاننا في سعودها * تخبر ان المانوية تكذب
واهدى المترجم إلى الحاج محمد جواد المذكور بسرا احمر واصفر وكتب
معها هذين البيتين:
خلالي ذا الأصفر المنتقى * يحاكي أياما لذا الدهر زانا
أصابع أعدائك الخائفين * تضرع تطلب منك الأمانا
واهدى المترجم إلى الحاج محمد المذكور هدية من الرطب الجني وكتب
معها هذين البيتين:
جواد يا من قلبه ونشره * قد راح كل منهما ذكيا
لما هززتم جذع نخلة الثنا * ألقت عليكم رطبا جنيا
وأرسل المترجم إلى الحاج محمد جواد المذكور هدية من التمر المسمى
بالمكتوم وكتب معها هذين البيتين:
أهديت مكتوما إلى ماجد * احسانه بين الورى ظاهر
فليتقبل دام اقباله * جهد مقل قلبه حائر
واهدى الحاج محمد جواد المذكور إلى المترجم خوخا فأرسل إليه
المترجم هذين البيتين:
جواد يا من غدا من بعد فرقتنا * مصفر وجه مشوبا دمعه بدم
ذو صفرة خوخكم ما حمرة نصعت * شبه البهار على خديك والعنم
وأرسل إلى الحاج محمد جواد المذكور بهذه الأبيات:
ما الروض وشته يمين الندى * بالنور حتى ظن جدوى يديك
ولا حميا الكاس إذ روقت * حتى غدت تحكي ثنائي عليك
يوما بأبهى من سلام غدا * يحمله طرف اشتياقي إليك
وقال مجيبا الحاج محمد جواد عن رسالة:
من رحيق الوصال كأسا ملاله * بعد ما عله أجاج الملالة
وحباه بزورة بعد مطل * ولكم ليلة حماه خياله
فجنى ورد وجنة ليس يذوي * وحنى غصن قامة مختاله
ذو محيا يزهو عليه عذار * شبه بدر يلوح في وسط هاله
خط ريحانه بياقوت خديه * كتابا يملي علينا جماله
ضاحك عن لئالئي أو أقاح * جاده دمع ديمة هطاله
لا ولكنه تبسم عما * حبرته يمين رب النباله
نور عين العلى الجواد جواد * نجل عبد الرضا حليف الجلاله
شمس صحو حبا المشوق بطرس * اسكر السمع مذ حسا جرياله
وأرسل المترجم إلى الحاج محمد جواد المذكور:
عج يا نسيم معطر الأنفاس * سحرا ببغداد حمى الأكياس
وألثم ثرى مسته نعل المجتبى * أعني جوادا ذا الندى والباس
وقل السلام عليك من صب غدا * كأس العنا من بعدك حاسي
متذكرا ليلات وصل قد مضت * أغنى سناك بها عن النبراس
ذاك الزمان هو الزمان فداؤه * هذا الزمان المستراب القاسي
وبقيت تحسو من رحيق الأمن ما * خطت يد سطرا على قرطاس
وأرسل المترجم إلى الحاج محمد جواد أيضا:
أ جواد قلبي بعدكم * قد هام في وادي الوله
وإذا بدا برق غدت * سحب المدامع مرسله
ويلي على بغداد لو * كانت تفيد الولوله
مرت لييلات بها * غر الجباه محجله
حليت بها راح السرور * براح دنيا مقبله
فالآن ليلي بعدكم * ليل السليم أخي الوله
ثم السلام عليكم * ما حث حاد يعمله
وأرسل المترجم إلى الحاج محمد جواد هذه الأرجوزة وكان قد ارسل
إليه أبياتا واهدى إليه عصابة وخفافا:

أهدي السلام للامام الكاظم * وللجواد غر الأكارم
أذكى سلام عطر النسيم * يهدي إلى المهذب الكريم
أعني به جواد ميدان العلى * من في نداه مر عيشي قد حلا
بيت قصيد ناظمي القريض * وغيث روض الأدب الأريض
من قد غدا واسطة القلاده * وشمس أفق الفضل والإفادة
سليل فياض الندى عبد الرضا * لا زال سيف العزم منه منتضى
اهدى لنا صحيفة مهذبه * ألفاظها حالية مذهبه
بلقيس حسن همت فيها ولها * قد أوتيت من كل شئ ولها
لا تعجبوا ان نظم الجواد * لئالئا سلوكها الوداد
فالله قد ملكه الرقيقا * من كل نظم يخجل الرحيقا
فلو رأى أشعاره العذابا في * سالف الدهر الوليد شابا
ولو رآها الفاضل الوداعي * لفارق النظم بلا وداع
ولو رآها الألمعي الذهبي * حقق ان نظمه من خشب
ولو رآها ابن منير اظلمت * عليه سبل نظمه واستبهمت
ثم السلام الناضر الازاهر * على أبيكم حائز المفاخر
ثم على احمد النبيه * ثم على الخلاصة الوجيه
ثم على حسين الجواد * ثم على المحسن ذي السداد
ثم على سلالة الأطائب * قاسم الميسي ذي المناقب
ثم على المهذب المبجل * محمد نجل علي الأكمل
ثم على محمد الطلاع * مهذب الاشعار والأسجاع
ثم على محمد الدوار * من عن ثناه قصرت أشعاري
ثم على حبيبنا النظامي * رب القريض السلس الغرامي
ووالدي ذو المنن الجسام * ينهي إليكم وافر السلام
كذا علي واخوه الأمجد * ومحسن ابن عمنا واحمد
وبعد فالعصابة الجميلة * قد بلغت مع صاحب الفضيلة
كأنها غمامة حمراء * طرازها برق له لألاء
لو نسجت في سالف العصور * لحار في الوصف لها الحريري
عوذت من قد حاكها من الحسد * لحسنها بقل هو الله أحد
وقد أتت تلك الخفاف الرائقه * مع ذي المعالي والسجايا الفائقه
لا زال من يشناكم يرجع في * خفي حنين ذا دموع ذرف
بخاصف النعل علي المرتضى * عليه صلى الله ما برق اضا
ومر في ترجمة الحاج محمد جواد ابن الحاج عبد الرضا البغدادي جملة
من مراسلته مع المترجم.
وله مكتفيا في الدخان:
ان جاءك الأضياف فاحفل بهم * لا سيما ان اقبلوا في الشتاء
وبعد ما تتلو كلوا واشربوا * قاتل عليهم يوم تأتي السماء
وله في النارجيلة القليان:
لله قليان من البلور قد * حارت بحسن صفاته أوصافي
ما جاءه الأضياف يوم سرورهم * الا تلقاهم بقلب صافي
وله فيه مضمنا:
مذ بدت النار على رأس * غليون يجلي للهنا صبحا
أدبر جيش الهم خوفا لان * جاء شقيق عارضا رمحا
وله فيه مضمنا:
قد جاء والغليون بين شفاهه * يا ليتني نعمت في رشفاتها
يبدو الدخان عليه ثمة ينجلي * كتنفس العذراء في مرآتها
وله فيه مقتبسا:
أنكرت تتنا نتنا * دخانه فيه العطب
يقول من يمتص من أنبوبة * شواظها قد التهب
يقول من ينكره * تبت يدا أبي لهب
وله فيه وفي القهوة مقتبسا أيضا:
أحضر التتن مع * القهوة في ليل بهيم
فانا من ذا وهذي * في سموم وحميم
وله فيه مضمنا:
يا رب سلط على قضب الدخان لظى * فقد توله فيه السادة الصيد
فما نرى أحدا ممن نصاحبه * الا وفي يده من نتنها عود
وله في القهوة مقتبسا:
اقبل الأسود بالسوداء في * قدح مثلهما بالنحس يفضي
فدجا يومي إذ قد جمعت * ظلمات بعضها من فوق بعض
وله فيها مضمنا:
قد جاءني الأسود في قهوة * سوداء تحكي ليلة الصد
وقال لي اشرب غير مستنكف * ريقي من كفي على خدي
وله فيها مضمنا:
لله سوداء تجلت لنا * في قدح أبيض يحكي الهلال
كأنها لما تجلت به * ساعة هجر في زمان الوصال
وله فيها:
سليلة البن للينا أتت * ونشرها ينعش من ودها
فقال لي العنبر لما انجلت * لا تدعني الا بيا عبدها
وله:
اخفض جناحك للأنام تصل إلى * أعلى العلى وتكن بذاك معظما
أ وما تشاهد قطر نيسان اغتدى * درا نضيدا في الهبوط من السما
وله في سفرجل:
أ مهدي يا شمس أفق العلى * ويا ماجدا أصله قد كرم
بحل الأحاجي شأوت الورى * فما مثل هذا مغيب عظم

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.