الجمعة , 22 نوفمبر 2024
الرئيسية » شخصيات نجفية » علماء » السيد مهدي الحلي

السيد مهدي الحلي

1222ـ 1289

السيد مهدي بن السيد داود بن السيد سليمان بن داود بن حيدر بن أحمد بن محمود بن شهاب بن علي بن محمّد بن عبد الله بن أبي القاسم بن أبي البركات الحسيني الحلي المعاصر، ولد في الحلة الفيحاء سنة 1222هـ وبها نشأ وقرأ مقدماته العلمية، وروي أنه قرأ المقدمات أيضاً على أخيه السيد سليمان المتوفى سنة 1247هـ، هاجر إلى النجف وأقام فيه لطلب العلم وحضر على أشهر علمائها في الفقه والأصول حتى أصبح من أهل الفضل والعلم والتقى، وكان شيخاً من شيوخ الأدب وشاعراً ذا قريحة باهرة، ومدح في شعره، ورثى آل بيت محمّد صلى الله عليه وآله وشهداء الطف سلام الله عليهم وبعض الوجوه والأشراف وله نظم في الغزل رقيق.

أساتذته:

تتلمذ على الشيخ حسن نجل الشيخ الأكبر كاشف الغطاء المتوفى سنة 1262 قرأ عليه الفقه في الحلة يوم كان صاحب أنوار الفقاهة مقيماً فيها، وعلى الشيخ محمّد حسن باقر صاحب الجواهر المتوفى سنة 1266 قرأ عليه الفقه والأصول والكلام في النجف.

تلامذته:

تتلمذ عليه في الحلة عدة من الأدباء والأفاضل في الفقه والأدب منهم الشيخ حمادي نوح الحلي، والشيخ حسن مصبح، والشيخ علي عوض الحلي والشيخ حمادي الكواز، وغيرهم لم يذكرهم الراوي.

مؤلفاته:

منها مصباح الأدب الزاهر، ومجموع مخطوط بجزئين يحوي طائفة من مشاهير شعراء العرب، وكتاب في تراجم جملة من الشعراء الأقدمين، وديوان شعر مخطوط فيه النظم الفاخر الرصين، وكتاب في البديع، وبعض الكراريس في الفقه وغيره بخطه، وحدث بعض المشايخ أن المترجم له هو الذي تولى تربية ابن أخيه الشاعر الشهير السيد حيدر الحلي المولود نسة 1246 والمتوفى سنة 1304هـ وتقدمت ترجمته في الجزء الأول، كما أحسن في تربيته وتوجيهه العلمي والأدبي، وكان من معاصري علم الإمامية السيد مهدي القزويني المتوفى سنة 1300 وحدث بعض الشيوخ الحليين أنه كان من أصحابه الخلص ومؤيديه في بلدهم الحلة في أوائل ذهاب السيد إليها بأمر أستاذه الشيخ حسن صاحب أنوار الفقاهة حدود سنة 1253، رأيت المترجم له في عدة محافل أدبية في النجف الأشرف وأهل الفضل والأدباء تحترمه وترى له مكانة سامية من الشرف والسيادة والأدب الواسع.

ومدح الحاج محمّد صالح كبة البغدادي المتوفى سنة 1287هـ لما بنا خان الوقف في الاسكندرية لزائري العتبات المقدسة في العراق بقصيدة عينية مطلعها:

وبت على ظهر الفلاة بناه من          له همة من ساحة الكون أوسع

نزلنا به والغيث يسكب مــاؤه           كأن قطره من سيب كفيه يهمع

وما برقه إلاّ تبسم ثغــــــــره           لوفّده من جانب الكرخ يلمــــــع

ومنه وقتنا أن تبلّ ثيــــــــابنا            مقاصر من شأو الكواكب أرفــع

ومنها:

ففيها أبو المهدي أسبغ نعمة     على الناس فيها طوق الناس أجمع

ومدحه أيضاً بقصيدة طويلة في 91 بيتاً مطلعها:

نسيم الصبا استنشقت منك شذا الند  فهل سرت مجتازاً على دمنتي هــــــند

فذكرتني نجداً وما كنت ناســـــياً                ليال سرقناها من الدهر في نجــــد

ليالي قصيراتت وياليت عمـــرها                 يمد بعمري فهو غاية ما عنـــــــدي

بها طلعت شمس النهار فلفـــها                 ظلامان من ليل ومن فاحم جــــــعد

ولو لم تغط خدها ظلمتاهمـــــــا                  لشق عمود الصبح من وجنة الخـد

قد اختلست منها عيوني نظـــرة                 أرتني لهيب النار في جنة الخـــــلد

وفي وجنتيها حمرة شك ناظري                 أمن دم قلبي لونها أم من الـــــورد

وفي نحرها عقد توهمت ثغرهــا                  لئالئه نظمن من ذلك العقــــــــــــد

وما كنت أدري ما المدام وإنمــــا                  عرفت مذاق الراح من ريقها الشهد

ومنها:

أناس يرى في الكوخ فيه طوحت                إليهم بنات الشدقميات من بعـــد

جدياً على دار السلام بيوتهــــــم                لكعبة جدواهم لمن أمها تهــــدى

ولو وزنت فهم شيوخ بني العلى                لما عدلوا طفلا لهم كان في المهد

إلى أن قال:

ولا برحت عليا كم تسخط العدى  فتكثر عض الكف من شدة الحقد

وفاته:

توفي في الحلة في الخامس من شهر محرم سنة 1289هـ ونقل جثمانه إلى النجف وأقبر في الصحن الغروي، ورثته الشعراء ورثاه ابن أخيه السيد حيدر بقصيدة دالية في 32 بيتاً مطلعها:

أضبا الردى أنصلني وهاك وريدي                ذهب الزمان بعدتي وعديدي

نشبت سهام النائبات بمقلتـــــي                فلحفظ ماذا اتقى عن جـيدي

ماذا الذي يا دهر توعـــــــدني به                أو بعد عندك موضع لمــــــزيد

ومنها:

عجباً أمنت الدهر وهو مخاتلــــي             ورقدت والأيام غير رقــــــــــود

وأنا الفداء لمن نشأت بظلـــــــــه             والدهر يرمقني بعين حســـود

لم أدر ما لفح الخطوب بحــــــرها             وهواجر الأيام ذات وقــــــــــود

ما زلت وهو علي أحنى من أبي              بألذ عيش في حماه رغيــــــــد

حتى رماني في صبيحة نعــــيه               أرسى بداهية على كــــــــؤود

ففقدته فقد النواظر ضـــــــــوئها               وعجبت عجة مثقل مجهـــــود

ما لي وللأيام قوض صــــــــرفها                على عماد رواقي الممـــــدود

عثرت فجاوزت الإقالة عثـــــــرة                وطأت بها أنفي وأنف الجـــــود

ومضت بنخوة هاشم وإبائــــــها                فطوتهما والصبر في ملحــــود

حملت بكاهلها الأجب لفقـــــــده               ثقل المصاب وركنها المهــــدود

وشككت مذ تحت الضلوع قلوبها                رجفت صبيحة يومه المشـهود

المصادر:

معارف الرجال / محمد حرز الدين ج3

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.