الشيخ أحمد النحوي
معارف الرجال/محمد حرز الدين
…ـ 1187
الشيخ أحمد بن الشيخ حسن بن علي بن الخواجة الحلي النجفي كان عالماً فقيها محدثاً باهراً في علم العروض والنحو، نال الزعامة الروحية والأدبية، وكان قطب دائرة العلماء والشعراء والكتاب، أصبحت داره ندوة علم وأدب حافلة بأدباء النجف والحلة وبغداد وأهل جبل عامل وغيرهم، وقد تخصص الشيخ في علمي البديع والبيان، وقيل إنه أظهر أهل عصره في استحضار المواد اللغوية وابتكار المعاني الشعرية، يروى له شعر كثير، ويعد من الطبقة الثانية في الجودة وعده البعض من الأولى، وكان عصره مليئاً بالعلماء والشعراء، وعاصر العالم الجليل المولى السيد شبر الموسوي الحويزي النجفي المتوفى سنة (1170) وسيأتي ذكره وقد قرض رسالة السيد شبر في (تحريم التمتع بالفاطميات) وله مراسلات مع أستاذه السيد نصر الله الحائري ومنادمات أدبية وشعرية وقد خمس قصيدة أستاذه الحائري الرائية في وصف قبة أمير المؤمنين عليه السلام بعد تذهيبها في 58 بيتاً مطلعها:
إذا ضامك الدهر يومان جارا
فلذ بحمى أمنع الخلق جارا
عليّ العلى وصنو النبي
وغيث الولي وغوث الحيارى
وتروى مقطوعة صدر كل بيت منها إلى المترجم له وعجزه لولده الشاعر الأديب الشيخ محمّد رضا النحوي نظموها في مجلس أدبي في النجف:
ورب ظبي مروع
يروع بالهجر روعي
ذلت له الخشف طوعا
كذلتي وخضوعي
فقلت يا ريم ماذا
تبغي بهذا الصنيع
فقال أبغي سفيناً
لرحلتي ورجوعي
فقلت دونك فاصنع
سفينة من ضلوعي
شراعها من فؤادي
وبحرها من دموعي
أساتذته:
حضر على السيد محمّد مهدي بحر العلوم الطباطبائي النجفي، وعلى الشيخ الأكبر جعفر صاحب كشف الغطاء النجفي في النجف، وعلى السيد نصر الله الحائري في كربلاء، وعلى الشيخ محيي الدين بن كمال الدين الطريحي النجفي المتوفى سنة 1148 أوائل أمره في النجف.
آثاره:
له من الآثار العلمية والأدبية أرجوزة في علم البلاغة، وديوان شعر فيه بعض نظمه، وشرح القصيدة الدريدية المشهورة، وله مجموع موسوم (جذوة الغرام ومزنة الانسجام) فيه مختاراته من الأشعار الحكمية والعرفانية وغيرها قيل وله كتب مخطوطة في الفقه والأصول والكلام لم نعثر عليها، ونظم في الغزل والمديح كثيراً.
وفاته:
المعروف أنه توفي في الحلة سنة (1187) وحمل جثمانه إلى النجف ودفن فيه وأعقب أولاداً أربعة الشيخ محمّد رضا، والشيخ حسن، والشيخ محسن، والشيخ محمّد الهادي، وسيأتي ذكر لبيت النحوي في ترجمة محمّد رضا.
2013-02-19