الرمز لغةً:
هو الإشارة بالشفتين أو العينين أو الحاجبين، واليد والفم واللّسان(1)،
ومن العلماء مَن قصرَ الرمز على الشفتين، وذهب بعضهم إلى أنّ الرمز هو الصوت الخفي(2) واستدلّ أصحاب هذا الرأي بقوله تعالى: (أَلَّا تُكَلِّمَ النَّاسَ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ إِلَّا رَمْزًا)(آل عمران:41).
وجاء في لسان العرب: الرمز تصويت خفي باللسان كالهمس ويكون بتحريك الشفتين بكلام غير مفهوم باللفظ من غير إبانة صوت، إنّما هو إشارة بالشفتين(3).
الرمزُ في لغة العرب الإشارة، وفي كلام العرب ما يدلّ على أنَّ الإشارة أو الرمز طريق من طرق الدلالة، فقد تصحب الكلام فتساعد على الإفصاح والبيان. وهناك مَن فرّق بين الإشارة والرمز، لأنّ الإشارة في ضوء ما يرى جزء من عالم الوجود المادي، أما الرمز فهو جزء من عالم المعنى الإنساني، والإشارة مرتبطة بالشيء الذي تشير إليه على نحو ثابت، وكلّ إشارة واحدة ملموسة تشير إلى شيء واحد معين، أما الرمز فهو عام الانطباق، أي يوحي بأكثر من شيء، وهو متحرك ومتنقل ومتنوع(4).
الرمز في الاصطلاح:
قال ابن رشيق: (الإشارة في كلّ نوع من الكلام لمحة دالة واختصار وتلويح يعرف مجملًا، ومعناه بعيد من ظاهر لفظه)(5).
يستعمل المتكلم الرمز في كلامه؛ لغرض إخفائه عن الناس كافة والبوح به إلى بعضهم، ويُطلع على ذلك الموضع مَن يريد إفهامه فيفهمه البعض، ويخفى على الآخرين.
الحوار لغةً:
للحوار معانٍ ودلالات متعددة تتضافر في مراجعة الكلام، والرد، والتفاعل، والتجاوب، والاستنطاق.
والحوار مشتق من الحَور وهو مصدر حارَ يحُورُ حِورًا إذا رَجَعَ، والحَورُ الرجوع عن الشيء إلى غيره(6)،
وتقول: حَاوَرتُه: رَاجعتُه الكلامَ، وما أحَارَ جَوابًا أي ما رَجَعَ، والمحاورةُ: المُجاوَبَةُ، واستَحارَهُ: استَنطَقَهُ(7).
الحوار في الاصطلاح:
مراجعة الكلام بين طرفين، أو أكثر بصورة متكافئة، ويغلب عليه الهدوء والرغبة في الوصول إلى الحق، وإظهار الحجة، ودفع الشبهة، والبعد عن التعصب والخصومة(8).
فكر الإمام الصادق (عليه السلام):
عندما نجوسُ في سيرة الإمام السادس من أئمة أهل البيت (عليهم السلام) الإمام الصادق (عليه السلام)
إمام العلماء، وأستاذ الفقهاء، فإنّنا سنلمح مُعطىً فكريًّا مهمًا من معطيات فكره النيّر الذي نخالُ أنّه يمثِّل حاجةً لازمةً عند الإمام (عليه السلام) ولاسيما في تلكم الظروف السياسية من جانب، والمجريات الاجتماعية والثقافية في العصر العباسي من جانب آخر، فالإمام (عليه السلام) كان معاصرًا لحكام بني العباس، ولاسيّما المنصور الدوانيقي (أبو جعفر) الذي طالما كان حاسدًا للإمام محاولًا توهين مرتبته السياسية، ومنزلته العلمية، على الرغم من أنّه وعى المِرقاة المُعجِبة التي حظيَ بها الإمام (عليه السلام).
الإمام الصادق (عليه السلام) ركنٌ كبيرٌ في الدين والعلم المنوّع والفكر، وهو نبراس رئيس ولا جدال، ومشعل صلاة، تمجّده المهابة، ومحاريب القداسة، وحسبه في الإسلام من الشجرة المثلى القائمة على العدل، والعلم الذي يتجسّد في شخصيته التي تجلّت معالمها بوضوح في الدين، وفي الفقه، والعلوم الصرفة (الكيمياء، والطب، والفلك وغيرها) فهو جامعة قائمة بذتها، ورسالة وإمامة(9).
حاول الإمام الصادق (عليه السلام) إرساء معالم ثقافية قرآنية داخل مدرسته، عبر التنبيه على مرجعية القرآن الكريم بوصفه الحصانة الأولى في المجتمع، فكان داعيًا إلى استنطاق القرآن حتى يصطبغ المجتمع آنذاك، وفيما بعد بالأدب القرآني(10).
فهو النور الذي انبثق من مطلع النبوة فاستضاء به المسلمون في السير بإمور دينهم ودنياهم إلى ساحل النجاة، واهتدوا به إلى الطريق القويم واقتبسوا منه ما أنار البصائر وكشف حجب الظلمات عن الضمائر، إمام المجاهدين في سبيل الله تعالى وقدوة الذابين عن بيضة الإسلام والذائدين عن حمى الدين والمدافعين عن شريعة جدّه سيد المرسلين(11).
رمزية حوارات الإمام (عليه السلام):
في ظلِّ الوقوف على قسمٍ من الحوارات التي كان الإمام الصادق (عليه السلام) طرفًا فيها نجد أنّها قد انمازت بتنوّع أساليبها، فتارةً تلين هنا، وتشتدّ هناك، ويوجزها هنا، ويُطنب هناك، وصاحبها عارفٌ أنّ بعض المواقف تحتاج إلى حكمةٍ وعرفان، وإذا تأملنا قوله (عليه السلام) للمنصور العباسي، والذي يُعدّ من الحوارات المُعجبة، والتي قلّما يجود بمثلها الزمان، وقد غضب المنصور بسبب الوشاية من بعض الحاقدين الذين أثاروا غضبه على الإمام وحذّروه من أنّ حكمه في خطر حقيقي، بدعوى أن الإمام يعمل على إسقاطه، فقال المنصور:
( إنّ أوّل مَن قال الحقَّ جدُّك، وأوَّل مَن صدّقه أبوك، فأنتَ حريٌّ بأن تقتصَّ آثارهما، وتسلك سبيلهما)(12).. فجاء ردُّ الإمام (عليه السلام) والذي نلمح فيه هذه الرمزية التي تنمُّ عن فكرٍ وقاد، وإشاراتٍ جسَّدت أهدافًا لايفقهها إلّا أصحابُ البصيرة الثاقبة والحكمة المتعالية، قال الإمام (عليه السلام):
(أنا فرعٌ من تلك الزيتونة، وقنديلٌ من قناديل بيت النبوة، وسليل الرسالة، وأديبُ السَفَرَة، وربيبُ الكرام البَرَرَة، ومصباح من مصابيح المشكاة التي فيها نور النور، وصفوة الكلمة الباقية في عَقَبِ المصطفين إلى يوم الحشر)(13).
فنرقب في ضوء جواب الإمام (عليه السلام) رموزًا تشدُّ القارئ، وتجعله في دائرة الاتصال الكلامي مع المتكلم، ولاسيّما الأنوية التي بدأ بها النَّص (أنا) وتسلسل الرمزية السيميائية (فرع من تلك الزيتونة، قنديل، سليل، أديب، ربيب، مصباح، صفوة)، ولايخفى التعاقب الجملي المتوازن القائم على المسند إليه (أنا) والمسند الرمز السيميائي الخلاب.
استعمل الإمام الرمزية في حواره مع الآخر لغرض طيِّه عن الناس كافة، والإفضاء به إلى بعضهم، ويُطلِعُ على ذلك الموضع مَن يريد إفهامه، فيكون ذلك قولًا مفهومًا بينهما مرموزًا عن غيرهما(14).
ونبصرُ رَدَّ فعل المنصور تلقاء ردِّ الإمام الصادق (عليه السلام)، إذ أبان لجلسائه ـ بفعلِ تراتبية الرمزية ـ عن عمق الألفاظ، وعُلوِّ أفقها، وسموِّ دلالاتها، كيف لا وقد فتّشَ الإمام مع أهل البيت (عليهم السلام) في مناجم الماس حتى رصَّعَ للزمان جبهةً زهراويةً، ومحاريبَ تُزار كلّما نهضت للرقاع يراعةٌ(15)، فالتفتَ إليهم قائلًا:
(قد أحالني على بحرٍ موّاج لايُدرَكُ طرفُه، ولايُبلَغُ عمقُه، تغرقُ فيه السُّبحاءُ، ويُحارُ فيه العلماءُ، ويضيقُ بالسامع عرضُ الفضاء)(16)، فحوار الإمام معه يفهمه السامعُ على أنَّ الإمام يمدحُ نفسَه وبيتَه العريق، ويُثني على آله الأطهار، لكنَّ الدوانيقي أدرك ما في كلام الإمام (عليه السلام) من إشارات عميقة، وسيميائيةٍ عصيَّةٍ لاتُفكُ إلّا بكدِّ الذهن وإعمال الفكر لبيان دلالتها، فنراه يصرّح جهارًا بفعل الاستدعاء الذي لامناص منه، قال: (لولا ماتجمعني وإيّاه ـ يعني الإمام ـ من شجرةٍ مباركةٍ طاب أصلُها، وبَسَقَ فرعُها، وعَذِبَ ثمرُها بوركت في الذّر، وتقدّست في الزُّبُر لكان منّي إليه ما لايُحمَدُ من العواقب، لما يبلغني من شدّة عيبه لنا، وسوء القول فينا)(17).
وتتجلى رمزية الحوار وسيميائيته في ظل التأثير في الآخر فامتصاص غضب المنصور والرجوع به من حالة الهيجان والحَنَق إلى حالة الهدوء والسكينة يُظهرُ لنا سحرية البيان الصادقي من حالة اللاوعي إلى حالة الوعي للمحاور، ومن حالة الابتعاد عن الواقع إلى حالة الواقع. وقد ألفينا هذا في قول المنصور، قال: (قد قبلتُ عذرَك لصدقك، وصفحتُ عنك لقدرك، فحدِّثني عن نفسك بحديثٍ أتّعظُ به، ويكون لي زاجر صدقٍ عن الموبقات).
وأبصِر بالمحاورة بين الإمام (عليه السلام) والدوانيقي، فقد روى المؤرخون أنَّ المنصور استدعى الإمام الصادق (عليه السلام) وأجلسه إلى جنبه، وهو يحنَقُ عليه حسدًا وبغضًا وعداوةً، وفي أثناء الحوار وقع الذبابُ على وجه المنصور، ولم يزل يقع على وجهه وأنفه حتى ضجر منه، فقال: (يا أبا عبد الله لِمَ خلقَ اللهُ الذبابَ؟)
فقال الإمام (عليه السلام): (ليذُلَّ به الجبابرةَ )(18).
وهنا يتجلّى لنا هذا التثمير الدلالي في قول الإمام (عليه السلام) في ضوء استرفاد المعجم القرآني، فقد أشار ضمنًا إلى قوله تعالى 🙁يَا أَيُّهَا النَّاسُ ضُرِبَ مَثَلٌ فَاسْتَمِعُوا لَهُ إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللهِ لَنْ يَخْلُقُوا ذُبَابًا وَلَوِ اجْتَمَعُوا لَهُ وَإِنْ يَسْلُبْهُمُ الذُّبَابُ شَيْئًا لَا يَسْتَنْقِذُوهُ مِنْهُ ضَعُفَ الطَّالِبُ وَالْمَطْلُوبُ)(الحج:73). وهذا من أبلغ ما أنزله اللهُ في تجهيل قريش، واستركاك عقولهم، وتضعيف منزلتهم حيث وَصَفُوا بالإلهية ـ التي تقتضي الاقتدار على المقدورات كلِّها، والإحاطة بالمعلومات عن آخرها ـ صورًا وتماثيلَ يستحيل منها أن تقدر على أقلِّ ما خلقه، وأذلّه وأصغره وأحقره، ولو اجتمعوا لذلك وتساندوا.
وأدلّ من ذلك على عجزهم، وانتفاء قدرتهم: أنَّ هذا الخلق الأقل الأذل لو اختطف منهم شيئًا فاجتمعوا على أن يستخلصوه منه لم يقدروا(19).
استدلَّ الإمام (عليه السلام) على رمزية الذباب في صغر حجمها، وضعفها، وعجزها، وكيف تختطف الأشياء وتفعلُ فعلَها، وهم عاجزون ولو اجتمعوا لذلك وتساندوا، وهو ملمحٌ دلالي اعتباري وعظي إرشادي.
ونُبصرُ تنوّعَ الحوارات الصادقية بمعاينة الظروف السياسية، والاجتماعية، والاقتصادية، ونستشرف أيضًا ضخَّ الحجج والبراهين والأدلة الساطعة في حواراته من أجل المقاربات التواصلية التداولية بينه (عليه السلام) وبين الآخرين، ودونك حواراته مع الزنادقة والملحدين والفاسدين والغلاة الذين ما فتئوا يريدون تشويهَ الإسلام وقيم القرآن السامية.
لقد كان ابن أبي العوجاء من تلامذة الحسن البصري، فانحرف عن التوحيد، وصادف أن التقى الإمام (عليه السلام) فقال له: أفتأذن لي في الكلام؟
فقال (عليه السلام): تكلَّم. فقال: (إلى كَم تدوسون هذا البيدر، وتلوذون بهذا الحجر، وتعبدون هذا البيت المرفوع بالطوب والحجر، وتهرولون حوله كهرولة البعير إذا نَفَر، إنَّ مَن فكَّر في هذا وقدّر، عَلِمَ أنَّ هذا فعلٌ أسّسه غيرُ حكيم ولا ذي نظر، فَقُل فإنَّكَ رأسُ هذا الأمرِ وسنامُه، وأبوك أُسُسَهُ ونظامُه)(20).
فقال (عليه السلام): (إنَّ مَن أضلَّه اللهُ وأعمى قلبه، استوخم الحقَّ ولم يستعذبه
وصار الشيطان وليَّه، يورده مناهلَ الهلكة، ثمّ لايصدره، وهذا بيتٌ استعبد اللهُ عبادَه ليختبر طاعتَهم في إتيانه، فحثَّهُم على تعظيمه وزيارته، وجعلَه محلَّ أنبيائه، وقبلةً للمصلين له، فهو شعبةٌ من رضوانه، وطريقٌ يؤدي إلى غفرانه، منصوبٌ على استواء الكمال، ومجتمع العظمة والجلال، خلقه قبل دحو الأرض بألفي عام، فأحقّ مَن أُطيع فيما أمر، وانتهى عمّا نهى عنه وزجر، اللهُ المنشىء للأرواح والصور)(21).
وظَّفَ الإمام (عليه السلام) جملةً من الرموز التي تقوِّي النَّص، وتُضيء الدلالات، فضلًا عن تسييج النَّص بأوصافٍ لبيتِ الله الحرام (محل أنبيائه، قبلة للمصلين، شعبة من رضوانه، طريق يؤدي إلى غفرانه، منصوب على استواء الكمال، مجتمع العظمة والجلال)،
ومن هنا فإنَّ الإمام قد أسّس لقاعدةِ أوصافٍ لبيت الله الحرام، قائمة على رموز.
لقد أكّدَ (عليه السلام) على وحدانية الله عزّوجل، فالمعرفة الحقيقية للخالق العظيم هي الطريق الأول، والسبيل الأوحد للمخلوقين من أجل الوصول بالإنسان إلى سبل الحقيقة والفوز بالحقائق التي تسوقه إلى التحلّي بالصفات والسمات الإنسانية العالية.
إنَّ رمزيةَ الحوار عند الإمام الصادق (عليه السلام) تدلُّ دلالةً قاطعةً على علاقة الإمام (عليه السلام) بالمجتمع، وليس كما يظن بعض الباحثين من أنَّ الإمام انكفأ على الدرس العلمي الفقهي، وترك المجتمع يُعارك التحدياتِ والمشاكل.
لا جرم أنَّ الإمام (عليه السلام) كان مؤسسًا للفكر الحواري في المنظومة الإسلامية الثقافية عامة، والمنظومة الإمامية خاصة، إذ سار الأئمةُ الباقون على نهجه في ترسيخ تعاليم الحوار في حياة المسلمين ولاسيما الحوار العلمي، والمناقشة الفكرية الجادّة(22).
هذه المدرسة الفكرية الفقهية التي أسّسها الإمام (عليه السلام) عدّت الحوار والتحاور الأساس بين تلامذتها من جهة، والحوار مع الآخر من جهة أخرى.
وبدا لنا أنَّ الإمام (عليه السلام) كان يدعو أصحابه إلى إعمال العقل، والتجربة القائمة على التكثيف والاستدلال، وهي من لبنات العقل الإنساني، فالعقل له أثرٌ في البناء الحواري والمناظرة العلمية الرصينة المستندة على تحريك العقل وشحذه من أجل الوصول إلى الحقائق الباهرة والدلائل الواضحة والمقاربات الناجحة، ودوننا آلافٌ من العلماء الذين تخرّجوا من مدرسة الإمام الصادق (عليه السلام) الذين نشروا تعاليمَ الإسلام وظلّت إرثًا للأمة الإسلامية جمعاء.
فإننا نلمح في كثيرٍ من محاوراته (عليه السلام) التدبرَ في مخلوقات الحقِّ (عزَّوجل) وحقيقة كنهها وآلية عملها، فقد ترسَّمَ الإمامُ الرموزَ الشاخصة في عالم الخلق، فنجد الشمسَ والقمر والنجوم والرياح وسواها.
وقد ذكر الطبرسي في كتابه الاحتجاج أنَّ اليمانيَّ حاور الإمام (عليه السلام) فسأله (عليه السلام): فما زُحَل عندكم في النجوم؟ فقال اليمانيُّ: نجم نحس.
فقال الإمام: (لا تقل هذا، فإنّه نجم أمير المؤمنين صلوات الله عليه وهو نجم الأوصياء، وهو النجم الثاقب)(23)، وفي هذا إشارة إلى قوله تعالى: (وَالسَّمَاءِ وَالطَّارِقِ . وَمَا أَدْرَاكَ مَا الطَّارِقُ . النَّجْمُ الثَّاقِبُ)(الطارق :1ـ3).
إنَّ رمزية الحوار الفكري والمعرفي عند الإمام (عليه السلام) هي استعادةٌ للحظة الماضية من جديد لتبدو ظاهرةً مفعمةً بالحيوية في مجال تداولنا المعاصر، والدعوة إلى خلق جيلٍ من طلائع المفكرين والمثقفين الذين يُحسنون الحوار، ويناظرون بالحق في ضوء استرفاد الأدلة والبراهين والحجج التي تنبع من النبع الخلّاق القرآن الكريم، والسنة النبوية المطهّرة، ونلفت إلى أنَّ الإمام قد حذَّر من الحوارات والمناظرات غير المحمودة التي هدفها الخصام والمشاجرة، والتي لا تصبُّ في مصلحة الإسلام فهي تفرّق ولا توحّد فخيار الخصام مرفوض في المنظومة الصادقية .
فحوارات الإمام الصادق (عليه السلام) قائمة على الاستدلال والتجريب، والواقع هي حوارات قائمة على لغة الحجج والأدلة، قدحُ الرأي بالرأي الآخر لتفتيح أبواب الحوار مع المختلف معك في دينك من أجل هدايته وغرس المبادئ الإسلامية الخالدة.