Take a fresh look at your lifestyle.

فاطمة الزهراء (عليها السلام) في شعر العصر العباسي

0 10٬906

 

            لسنا بصدد التعريف بمقام ومنزلة فاطمة الزهراء سيدة نساء العالمين وابنة سيد المرسلين وزوج أمير المؤمنين وأم السبطين الحسن والحسين صلوات الله عليهم أجمعين، فهي غنية عن التعريف، ولها منزلة في قلب رسول الله (صلى الله عليه وآله) لا تضاهيها منزلة، فهي سر الأسرار وهي حبيبته وروحه التي بين جنبيه. وهي الأسوة والقدوة لنساء العالمين، فهي سيدتهن على الإطلاق.

            والشعر الذي نظم حَولَ فاطمة الزهراء (عليها السلام) كثيرٌ، وفي كلِّ العصور، ابتداءً من صدر الإسلام والعصر الأموي ثم العباسي حتى العصر الحاضر.

            لقد برز في العصر العباسي عدد من كبار الشعراء الموالين لأهل البيت (عليهم السلام) كدعبل الخزاعي، وديك الجن، والسيد الحميري، ومهيار الديلمي، والعبدي الكوفي، والشريف الرضي.. وغيرهم.

          ولضيق المقام سنسلط الضوء حول ما قيل من أشعار بحق سيدة النساء (عليها السلام) لثلاثة من شعراء العصر العباسي، وهم: الشريف الرضي، السيد الحميري، ومهيار الديلمي.

    اسم فاطمة:

           جاء في المعجم الوسيط (فطم العدد أو الحبل فطماً: قطعه، ويقال: فطمَ فلاناً عن عادته: قطعه عنها، والمرضعُ الرّضيعَ: قطعت عنه الرّضاعة فهي فاطمٌ وفاطمةُ)(1)، وهكذا أصبح اسماً تسُمّى به البنات. وقد اشتهر هذا الاسم لبضعة النبي المصطفى الهادي (صلى الله عليه وآله).

          كما ولها أسماءٌ أخر مثل: الصديقة، الطاهرة، الطيبة، المباركة، الزكيّة، المحدثّة، البتول، العذراء، و… ومن أسمائها المشهورة، الزهراء، (لقد سُميّت فاطمة (عليها السلام) بالزهراء لِأنّها كانَت تتمتّعُ بوجهٍ مشرقٍ مستنيرٍ زاهر)(2).

            ولكنّ الاسم الذّي اشتهرت به هو فاطمة. ولا ننسى أنّ هذه الصيغة على وزن الفاعل بمعنى المفعول، أي: المقطوع.

           عن الإمام علي بن أبي طالب (عليه السلام)، قال: سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول: (إنما سميت فاطمة فاطمة لأنها فُطمت هي وشيعتها وذريتها من النار)(3).

           (لسيدتنا فاطمة الزهراء (عليها السلام) أسماء غير التي مرّت عليك وكلّ اسم يدلّ على فضيلة، ومزيّة امتازت بها السيدة الزهراء، منها: البتول و….)(4)، ويذكر لكلِّ اسم دلالته، على سبيل المثال في باب تسميتها بالحانية، يقول:(الحانية من الحنان بسبب كثرة حنانها على أولادها و ….) (5).

العصر العباسي وميزات الشعر الشيعي والفاطمي فيه:

            العصر العباسي عصر ازدهار الأدب العربي وخاصةً الشعر في أهل البيت(عليهم السلام). وبدأ هذا الشعر نشاطه قبل هذا العصر، أي في العصر الأموي وصدر الإسلام. فنرى الشعراء الذين أنشدوا حول فاطمة الزهراء (عليها السلام) هم في الواقع أجادوا في الشعر عموماً في هذا العصر.

             وكانت أشعارهم مختلفة باختلاف موضوعاتها، فنلاحظ أنَّ شعراء هذا العصر أشاروا الى جوانب مختلفة من حياتها (عليها السلام) في شعرهم بأساليب مختلفة، منهم من جاء بالوصف والمديح، أو الرثاء و… وأكثرهم أدخلوا وصفها، أو رثاءها في بطن الأشعار التي أنشدوها حول أهل البيت (عليهم السلام)، وبعض منهم اكتفى بذكر اسمها في شعره، وبعض آخر اختصّ شعره كلّه حولها..

            ونظراً للانفتاح الذي حصل في هذا العصر على الأمم والشعوب مما جعل (من ميزات الدولة العباسيّة، تعدّد الفرق، وشيوع المقالات المختلفة في الإلحاد والسياسة وتكاثر الجواري والغلمان، والاسترسال في الخلاعة والمجون، والتأنّق في الطعام واللباس، والتنافس في البناء والرياش، وفي محل ذلك أثر بيّنٌ في اللغة وآدابها)(6)،

            فكان للشيعة دورهم المميز في إظهار عقيدتهم وحبهم لأهل البيت (عليهم السلام) ومنهم الشعراء والأدباء، وقد تناولوا في أشعارهم مختلف الأغراض رغم ما يحيطهم من مخاطر من قبل السلطات الحاكمة.

            وهكذا دخلت في الأدب العربي فنون وأغراض ومعانٍ لم يألفها من قبل، وكان أدب الشيعة في العصر العباسي أعمق أثراً وأكثر نتاجاً، وأحرّ عاطفة، وأشدّ تغلغلاً في الحياة الشيعية والقضية الشيعية، عنه في العصر الأموي؛ إذ كان ظلم العباسيين للعلويين أبلغ في النفس، وأوقع على القلب من ظلم الأمويين للعلويين.

          وطوال التاريخ نجد أنّ الحكام العباسييّن والأمويين مارسوا أبشع الوسائل والأساليب في مطاردة الأئمة (عليهم السلام)
وشيعتهم، كالقتل، والتشريد، والتهجير، والتجويع، والسجن و… . وهذه المشاهد الفجيعة دفعت أتباعهم إلى رثائهم وتصوير شهادتهم، ما أدى إلى َدخول هذه الروح الباكية الموجعة في الشعر الشيعي. وأصبح هذا النوع من الشعر وسيلة لنشر ظلامتهم (عليهم السلام) ونقلها إلى الأجيال اللاحقة.

شعراء نظموا في فاطمة الزهراء (عليها السلام):

الشريف الرضيّ

          وُلدَ أبو الحسن محمّد بن الطاهر الشريف الرضي في بغداد سنة 359هـ، الموافق 970م وينتهي نسبه إلى الإمام موسى الكاظم (عليه السلام) وتُوفّيَ في 1 محرم سنة 406 هـ الموافق سنة 1015م، له مؤلفات كثيرة منها: الرسائل، نهج البلاغة، تلخيص البيان في مجازات القرآن، المجازات النبويّة، حقائق التأويل في متشابه التنزيل.

             يكاد شعر الشريف الرضي أن يكون من أجود ما كتب في رثاء أهل البيت (عليهم السلام) ونجد في ديوانه قصائد كثيرة تجعله في المرتبة الأولى بين الشعراء في هذا المضمار، ولأنَّ هذا العصر بطبيعته كان من أغنى العصور من حيث الشعر وخاصة شعر الرثاء الذي أظهر الشريف براعته فيه وصبغها بصبغة الألم والمرارة وبالأخص فيما يتعلق بأهل البيت (عليهم السلام)(7)،

             وقد أنشد هذا الشاعر في موضوعات ومضامين مختلفة، كالرثاء، والمدح و… ولكن يبدو أنّه لم يذكر في رثائه ومدحه شيئاً حول فاطمة الزهراء (عليها السلام)،

              ولكن في فخرياته التي تغنى بها بمكارم الأخلاق والفروسية توجد أبيات متفرقة حول فاطمة الزهراء (عليها السلام).
وبدأ ينشد هذا النوع من الشعر في طفولته، حين كان في العاشرة من عمره، وكان أبوه قابعاً في السجن.

              في هذا النوع من الشعر يفتخر الشريف بجديه النبي محمّد (صلى الله عليه وآله) والإمام علي (عليه السلام) وبجدتّه فاطمة الزهراء (عليها السلام)، ويقول:

              قومي هم النّاس لا جيلٌ سواسيةٌ               الجـودُ عندهـم عـارٌ إذا سُئلُـــوا

             أبي الوصـي وأمـي خـير والــدةٍ                بنت الرسول الذّي ما بعدُه رسُلُ

    وفي قصيدة أخرى يقول:

 

                  يفاخرُنا قومٌ بمن لم يلدْهُم                  بتيمٍ إذا عُدَّ السوابق أو عدي

            وهكذا يسترسل في قصيدته حتى يقول:

                أخذنا عليهم بالنبي وفاطمٍ             طلاع المساعي من مقامٍ ومقعد(8)

            كما يبدو من دراسة شعره الذي مضى أنّه لم يختصَّ مبحثاً كاملاً بمدحها، أو رثائها؛ بل إن قال بيتاً أو أبياتاً أورده داخل أبياته الأخرى في مدحه ورثائه، وفخره بأهل البيت (عليهم السلام).

السيّد الحميري

               هو إسماعيل بن محمد حفيد يزيد بن ربيعة بن مفرغ الحميري، ولدَ في البصرة سنة 105 للهجرة وتوفي سنة 173 للهجرة. روى أبو الفرج في (الأغاني 7 ص 230) بإسناده عن سليمان بن أبي شيخ: إن أبويّ السيد كانا إباضيين، وكان منزلهما بالبصرة، وكان السيد يقول: طالما سب أمير المؤمنين (عليها السلام) في هذه الغرفة، فإذا سئل عن التشيع عن أين وقع له؟ قال: غاصت عليَّ الرحمة غوصًا، وروي عن السيد: أن أبويه لمّا علما بمذهبه هما بقتله، فأتى عقبة بن مسلم الهنائي فأخبره بذلك فأجاره وبوأه منزلًا وهبه له، فكان فيه حتى ماتا فورثهما.

            أشار هذا الشاعر مثل بقية الشعراء إلى موضوعات مختلفة حول سيدتنا الزهراء (عليها السلام): مثل نشأتها، زواجها، شهادتها و…

               فقد أنشد هذا الشاعر حول زواج فاطمة الزهراء (عليها السلام) مصوراً هذا الحدث تصويراً رمزيّاً سماويّاً تشترك فيه الملائكة (مثل جبرئيل و …)، وهم يدعون للعروسين بدعاءِ الخيرٍ ونساء الحور حولهما في سرور وفرح دائمين إلى يوم القيامة، فيقول:

            نصب الجليل لجبرئيل منبرًا                 في ظل طوبى من متون زبرجد

            شهد الملائكة الكرام وربهم                  وكفى بهم وبربهم من شهد

            وتناثرت طوبى عليهم لؤلؤا                 وزمردا متتابعا لم يعقد

            وملاك فاطمة الذي ما مثله                  في متهم شرف ولا في منجد

       وقال أيضًا:

           والله زوجّه الزكيّة فاطـماً                    في ظلِّ طوبى مشهداً محضورا

           كان الملائك ثمَّ في عدد الحصى             جبريلُ يخطبهم بها مســرورا

           يدعو له ولها وكانَ دعاؤه                    لهما بخيرٍ دائمًا مذكــورا

           حتّى إذا فرغ الخطيب تتابعت               طوبى تسُاقطُ لؤلؤاً منثورا

           وتهيلُ ياقوتاً عليهم مرّةً                      وتهيـل درّاً تارة وشـذورا

           فترى نساء الحور ينتهبونه                  حوراً بـذلك يهتدين الحـورا

           فإلى القيامة بينهنَّ هديّةٌ                      ذلك النثّار عشيّةً وبكـورا(9)

          وفي البيت التالي يَنتقل الشاعر إلى زمن موتها، ويحكی عن لسان أبيها (صلى الله عليه وآله)، ويقول إنّها أول من تلحق به من أهل بيته (عليهم السلام)، ويُوصِّي عليًا ألا يبكي بعدها كثيراً:

            أنّهّا أسرع أهلي ميتةً                    ولحاقاً بي فلا تكثر جزع(10)

أما فيما يخص وصيتها (عليه السلام)، فقد أنشد السيد الحميري:

           وفاطم قد أوصت بأن لا يُصَليّا               عليها وأن لا يدنُوا من رجا القبر

           عليّاً ومقداداً وأن يخرجوا بها                رُويداً بليلٍ في سكونٍ وفي سرِ

             وفي الأشعار التالية هجا الشاعر الغاصبين فدكا في صورةٍ منطقيّة، وأشار إلى سيرة الغاصبين وسلوكياتهم ونكرانهم فضل محمد (صلى الله عليه وآله) وتضحياته، بقوله:

            قُل لابن عَبّاسٍ سَمِيِّ محمدٍ                    لا تُعْطِينّ بني عَدِيّ درهَما

            إِحْرِمْ بني تَيْم بن مُرّةَ إنهم                     شرُّ البريّة آخراً ومُقَدَّما

            إن تُعْطِهمْ لا يشكروا لك نعمةً                ويكافئوك بأن تُذَمّ وتُشْتما

            وإنِ ائتمنتهمُ أو استعملتَهم                    خانوك واتّخذوا خَراجك مَغْنما

            ولئن منعتَهمُ لقد بدأوكمُ                        بالمَنْع إذ ملكوا وكانوا أظلما

            منعوا تُراثَ محمدٍ أعمامَه                     وابنَيْهِ وابنتَه عَدِيلةَ مَرْيما

            وتأمّروا من غير أن يُسْتَخْلَفوا                وكفى بما فعلوا هنالك مَأْثَما

            لم يشكروا لمحمد إنعامَه                       أفيشكرون لغيره إن أنْعما

            واللهُ منّ عليهمُ بمحمد                         وهداهمُ وَكَسا الجُنوبَ وأطْعما

            ثم انبَروْا لوصيِّه ووليّه                        بالمُنْكَرات فجرَّعوه العَلْقَما(11)

   مهيار الديلميّ :

            أبو الحسن مهيار بن مرزويه الديلمي البغدادي نزيل درب رياح بالكرخ هو أرفع راية للأدب العربي منشورة بين المشرق والمغرب، وأنفس كنز من كنوز الفضيلة، وفي الرعيل الأول من ناشري لغة الضاد، وموطدي أسسها، ورافعي علاليها، ويده الواجبة على اللغة الكريمة ومن يمت بها وينتمي إليها لا تزال مذكورة مشكورة يشكرها الشعر والأدب، تشكرها الفضيلة والحسب، تشكرها العروبة والعرب، وأكبر برهنة على هذه كلها ديوانه الضخم الفخم في أجزائه الأربعة الطافح بأفانين الشعر وفنونه وضروب التصوير وأنواعه، فهو يكاد في قريضه يلمسك حقيقة راهنة مما ينضده، ويذر المعنى المنظوم كأنه تجاه حاستك الباصرة، ولا يأتي إلا بكل أسلوب رصين، أو رأي صحيف، أو وصف بديع، أو قصد مبتكر، فكان مقدما على أهل عصره مع كثرة فحولة الأدب فيه…

              أسلم على يد سيدنا الشريف الرضي سنة 394 هـ، وتخرج عليه في الأدب والشعر وعلى أئمة العربية من بيت النبوة وعاصرهم وآثر ولاءهم واقتص أثرهم كالعلمين الشريفين: المرتضى والرضي وشيخهما شيخ الأمة جمعاء (المفيد) ونظرائهم… وتوفي ليلة الأحد لخمس خلون من جمادى الثانية سنة 428هـ(12).

              كانَ من الشعراء الذّين أنشدوا الشعر دون محاباة وبشجاعة، له ديوان شعر كبير ضمّنَ فيه قصائده الجمیلة، وقد أوقف حیاته في إحقاق حقوق أهل البيت (عليهم السلام)وبيان فضلهم في أيامٍ لم يستطع الشيعة أن يُسمّوا أبناءهم باسم عليّ(13).

              وكما يبدو فإنَّ هذا الشاعر الشيعي أيضاً قد ذكر فاطمة (عليها السلام) في شعره ضمن قصائده التي مدح أهل البيت (عليهم السلام)، أو رثاهم فيها، ولهذا نرى أنّ اسم فاطمة ورد في شعره بالأشكال التالية:

             في شعره التالي يُهدّد مَن اختصمَ مع فاطمة (عليها السلام)، ولم ذكر عقوبته لبيان عظمتها، ولأنَّه يعلم ما بانتظار ذلك الشخص:

             سيعلم مَن فاطمٌ خصمهُ               بأيِّ نكالٍ غداً يرتدي(14)

       ويقول أيضًا:

             يبكي النبيُّ ويستنيح لفاطم                  بالطفِّ في أبنائها أيامها(15)

           

       وهكذا يُشير إلى فدك ويقول:               

            أهوى عليّاً أمير المؤمنين ولا               أرضى بشتمِ أبي بكرٍ ولا عُمرا

            ولا أقول وإن لم يُعطيا فدكا                 بنت النبيّ ولا ميراثها كفرا(16)

         ونراه في مكان غير هذا وصفها بأنّها بنت خير البشر والله ارتضاها وارتضى بعلها للخلق، وفي الواقع يفتخر بها، وببعلها، وأبيها، وأهلها. فيقول:

          يا ابنة المُختار من كل الأذى روحي فداكِ                  

          يا ابنة المختار إنَّ اللهَ بالفضل اجتباكِ

          وارتضى بعـلكِ للخلق جميعـاً وارتضـاكِ                  

          وعـلى الأمّـة جمـعاً فضـل الله أبــاكِ(17).

 
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1)المعجم الوسيط/إبراهيم أنيس وآخرون.
(2) فاطمة من المهد إلى اللحد/القزويني: 21.
(3) دلائل الإمامة/ابن جرير الطبري/ص148.
(4) قاموس تراجم لأشهر الرجال والنساء/الزركلي، مادة فاطمة.
(5) ن.م.
(6)تاريخ الأدب العربي/أحمد حسن الزيّات/ص 19.
(7) الشريف الرضي/حياته وشعره/نور الدين حسن جعفر. ص 91 و94.
(8)شرح نهج البلاغة/ابن ابي الحديد/ج6ص54.
(9) المناقب/ابن شهراشوب/ج2ص126.
(10)المناقب/ابن شهراشوب/ج2ص64.
(11)الأغاني/لأبي فرج الاصفهاني/ج7ص178.
(12)ينظر: موسوعة الغدير/الشيخ الأميني/ج4ص238.
(13)تاريخ الأدب العربي/شوقي ضيف، ج2، ص 212-219.
(14)المناقب/ابن شهراشوب/ج3ص498.
(15)موسوعة الغدير/ج4ص212.
(16)شرح النهج/ابن ابي الحديد/ج16ص232.
(17)المناقب/ابن شهراشوب/ج3ص105.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.